إهداءات |
منتدى الثقافة والمعلومات العامة والاحداث السياسية حضارة وتاريخ - اسلامي - سياسي ـ معلومات عامه ــ سياحة ودول - أعلام وأسر - حياة السياسيين - الاحداث والحروب |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
彡–•(-• الجنيولوجيا أو علم الأنساب •-)•–彡
فهرس تعريفه هو علم يتعرف منه أنساب الناس وقواعده الكلية والجزئية والغرض منه : الاحتراز عن الخطأ في نسب شخص وهو علم عظيم النفع جليل القدر أشار الكتاب العظيم في : ( ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) ) إلى تفهمه وحث الرسول الكريم في : ( ( تعلموا أنساب كم تصلوا أرحامكم ) ) على تعلمه والعرب قد اعتنى في ضبط نسبه إلى أن أكثر أهل الإسلام واختلط أنسابهم بالأعاجم فتعذر ضبطه بالآباء فانتسب كل مجهول النسب إلى بلده أو حرفته أو نحو ذلك حتى غلب هذا النوع قال صاحب : ( ( كشف الظنون ) ) : وهذا العلم من زياداتي على : ( ( مفتاح السعادة ) ) والعجب من ذلك الفاضل كيف غفل عنه مع أنه علم مشهور طويل الذيل وقد صنفوا فيه كتبا كثيرة. والذي فتح هذا الباب وضبط علم الأنساب هو : الإمام النسابة هشام بن محمد بن السائب الكلبي المتوفى سنة أربع ومائتين فإنه صنف فيه خمسة كتب : ( ( المنزلة ) ) و : ( ( الجمهرة ) ) و : ( ( الوجيز ) ) و : ( ( الفريد ) ) و : ( ( الملوك ) ) ثم اقتفى أثره جماعة أوردنا آثارهم هنا منها : ( ( أنساب الأشراف ) ) لأبي الحسن أحمد بن يحيى البلاذري وهو كتاب كبير كثير الفائدة كتب منه عشرين مجلدا ولم يتم و : ( ( أنساب حمير وملوكها ) ) لعبد الملك بن هشام صاحب : ( ( السيرة ) ) و : ( ( أنساب الرشاطي ) ) و : ( ( أنساب الشعراء ) ) لأبي جعفر محمد بن حبيب البغدادي النحوي . ( 2 / 115 ) و : ( ( أنساب السمعاني التميمي ) ) و : ( ( أنساب قريش ) ) لزبير بن بكار القرشي و : ( ( أنساب المحدثين ) ) للحافظ محب الدين محمد بن محمود بن النجار البغدادي و ( ( أنساب القاضي المهذب ) ) . انتهى ملخصا . ولعلنا تكلمنا عن النسب في رسالتنا : ( ( لقطة العجلان فيما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان ) ) فليراجعها المحقق فإنه مفيد جدا. المرجع: كتاب أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم للقنوجي. اهتمام العرب بأنسابه إن من يطلع على تاريخ العرب قبل الإسلام يدرك مدى اهتمامهم بحفظ أنسابهم واعراقهم، وانهم تميزوا بذلك عن غيرهم من الأمم الاخرى، ولا يعزى ذلك كله إلى جاهليتهم، كما لا يعزى عدم اهتمام غيرهم كالفرس والروم إلى تحضرهم، وسيتضح لنا ذلك من خلال ما سنعرض له من جوانب في هذا البحث، وإن كان الجهل قد أفرز عصبية بغيضة اساءت إلى علم النسب سواء في ذلك العصر او حتى في عصور الإسلام المتأخرة. وقد عزى ابن عبد ربه سبب اهتمام العرب بأنسابهم لكونه سبب التعارف، وسلم التواصل، به تتعاطف الأرحام الواشجة.وإذا كانت جاهلية العرب قد أساءت إلى علم النسب احياناً بسوء استخدامه، فإنها قد اساءت اليه ايضاً من ناحية عدم التدوين الذي تميز به العصر الجاهلي، ولذلك فقد تأخر تدوين الأنساب، ولم يبدأ الا مع بداية العصر الإسلامي. وبسبب غياب التدوين اضطر العرب إلى حفظ انسابهم والعناية بها عن طريق الحفظ والمشافهة، فاشتهر بذلك عدد من أبناء العرب، ينقلون هذا العلم، وينقل عنهم إلى أن جاء عصر التدوين فأخذ عنهم علماء النسب الأوائل. ومع هذا فينبغي ان لا نغفل بعض الانتقادات الموجهة لقدامى النسابين كابن الكلبي وابن هشام والهمداني وغيرهم، غير أنه يجب التمييز بين جهودهم في حفظ الأنساب وبين بعض الهنات والروايات الضعيفة في مروياتهم. موقف الإسلام من علم النسب وقف الإسلام من علم النسب موقفاً إيجابياً فاكتسب هذا العلم فضلاً وشرفاً تمثل بعناية محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) وحث صحابته على تعلمه، وشهادته لابي بكر بالتمكن من هذا العلم. لكن الإسلام نهى عن سوء استخدام الأنساب، والمفاخرة بها لعصبية جاهلية.وكان علم النسب في البداية واحداً من فروع علم التاريخ ثم ما لبث ان صار علماً مستقلاً له اصوله وفنونه واربابه. وانبرى للاشتغال به كثير من علماء الامة امتداداً لاشتغالهم بعلم التاريخ الذي لا يستغني عن علم الأنساب والإحاطة به لمن اراد ان يعرف أمته واعلامها من الصحابة والتابعين والقواد الفاتحين والعلماء والمحدثين وغيرهم. وقد تواتر عن علماء الأمة التأكيد على اهمية هذا العلم، وبسطوا القول في فضله والترغيب به في مقدمات مؤلفاتهم في الأنساب. وامتد هذا الاهتمام إلى عصرنا الحاضر فألف فيه علماء كبار منهم من هو من أعضاء هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ، او قدموا لمؤلفات في الأنساب لغيرهم. أسباب الاهتمام به في هذا العصر [1] الأسباب الغريزية ويكتسب علم الأنساب اهميته لدى الفرد بوصفه سنة كونية وغريزة إنسانية .هذه الغريزة التي تدفع الإنسان إلى معرفة اصوله وجذوره، وهي التي تجعل كتب الأنساب تحظى بهذا الإقبال وهذا الرواج، ليس عند العرب فقط بل عند كثير من الأمم، مهما بلغوا من العلم والتقدم كما سنرى. [2] أسباب حضارية يقصد بالأسباب الحضارية انه كلما زاد تحضر المجتمعات وازدهرت العلوم فيها فإن الاهتمام بعلم الأنساب يزداد، والبحث في هذا الموضوع يزدهر نتيجة للازدهار العلمي الذي تزداد معه الدراسات والابحاث لكل مجالات الحياة بما فيها دراسة احوال السكان وتاريخهم، والتعمق في معرفة جذورهم وسلالاتهم وعلاقة الجماعات بما فيها الافراد والاسر والقبائل والطوائف ببعضها.. وهذا بخلاف ما يعتقد البعض من ان الحضارة تقضي على موضوع الاهتمام بالانساب. والدليل على ذلك أن العرب في جاهليتهم مع ما هم عليه من شدة التعصب ومعرفتهم بأنسابهم ومحافظتهم عليها وتفاخرهم بها لم يؤلفوا الكتب في انسابهم ولم يتفننوا في رسم مشجرات العائلة والقبيلة ويضعونها على مداخل بيوتهم، كما هو الحال في عصرنا الحاضر، ومن أدلة ذلك ايضاً ان ازدهار التأليف في علم الانساب انما ظهر في عصور ازدهار الامة الإسلامية، فكثرت المؤلفات والمصنفات في العهد العباسي، ثم تراجع هذا الاهتمام في عصور الانحطاط، ثم عاد الاهتمام مرة ثانية في عصرنا الحاضر. ونتيجة لانحطاط الامة الإسلامية وضعفها في القرن التاسع عشر في حين كانت أوروبا في اوج نهضتها العلمية فقد تخاذل المسلمون عن تحقيق ما خلفه اوائلهم من امهات كتب الانساب ليقوم الاوروبيون بتلك المهمة. والدليل أن معظم كتب الانساب المعروفة اليوم التي اصبحت مصادر لهذا العلم إنما ألفت في عصور تفوق الامة وقوتها، ومن ذلك على سبيل ا[[لمثال: جماهير القبائل ، لمؤرج السدوسي «ت 195هـ». نسب معد الكبير، لابن الكلبي، ت «204هـ». انساب حمير وملوكها، لابن هشام «ت 213هـ». الطبقات، لابن سعد «231هـ». الجمهرة، لابن حزم «ت 456هـ» وغيرهم. ولو استعرضنا كتاب طبقات النسابين للدكتور بكر أبو زيد لوجدنا أن اعداد النسابين كانت تأخذ شكل العلاقة الطردية مع وضع الأمة الإسلامية، ومن ذلك مثلاً: إن عدد النسابين المترجم لهم بلغ 47 نسابة في القرن الاول، و 58 في القرن الثاني، و 82 في القرن الثالث، و 88 في الرابع، و 101 في الخامس، و 48 في السادس، و 46 في السابع، و 35 في الثامن، و 31 في التاسع، و 17 في العاشر. وهكذا يبدأ التنازل إلى حد الانقطاع لمدة ثلاثة قرون تقريباً، ثم ينبعث مرة اخرى في العصر الحديث. لكن عصر انحطاط المسلمين وتراجع الحركة العلمية في القرون الإسلامية المتأخرة لم يقف اثره على التراجع الواضح في الكتابة بهذا العلم بل تعدى ذلك إلى إهمال المؤلفات التي كتبت عبر القرون السابقة «11» وكان من نتيجة هذا الإهمال ان قام عدد من علماء الغرب في عصر نهضتهم الحديثة بدراسة ونشر امهات كتب التراث الإسلامي، ومنها كتب أنساب القبائل العربية «12». اما في البلاد العربية فلم تبدأ العناية بهذا الجانب الا في القرن الرابع عشر الهجري «العشرين الميلادي» حيث ظهرت بعض المحاولات المحدودة لبعض الباحثين العرب لطباعة بعض كتب الانساب ونشرها امثال: سليمان الدخيل «ت سنة 1364هـ » ، الذي قام سنة 1332هـ بطبع كتاب:« نهاية الارب في معرفة انساب العرب» للقلقشندي. وطبع كتاب:« سبائك الذهب» للبغدادي. والاستاذ احمد وصفي زكريا «ت1384هـ» الذي الف كتاب: «عشائر الشام»، وطبع سنة 1363هـ، كما قام الاستاذ رضا كحالة بتأليف كتاب:« معجم قبائل العرب»، وطبع بالشام سنة 1368هـ. ثم توالت بعد ذلك جهود نشر كتب الأنساب وتحقيقها في البلاد العربية، حيث ظهر اهتمام بعض الكتاب العرب بالتأليف في أنساب القبائل العربية، كما قام كل من الاستاذ محب الدين الخطيب سنة 1368هـ بطبع الجزء العاشر من كتاب «الإكليل». ثم العالم الاستاذ محمد شاكر الذي حقق كتاب:« جمهرة نسب قريش» للزبير بن بكار، وصدر سنة 1381هـ. وفي العراق الف الاستاذ عباس العزاوي كتاب «عشائر العراق»، وطبع سنة 1365هـ. وفي اليمن عُني العلامة محمد بن علي الأكوع بتحقيق كتاب «الإكليل» وطبع الجزء الاول سنة 1383هـ. اما في البلاد السعودية فقد كان الشيخ حمد الجاسر هو الرائد في إحياء هذا العلم واستنهاض الهمم في التأليف والتحقيق فيه من خلال ما نشره في تحقيقات ومراجعات علمية لمخطوطات كتب الأنساب، وكذلك من خلال مؤلفاته الموسوعية مثل:« معجم قبائل المملكة» و « جمهرة انساب الاسر المتحضرة» وغيرهما. [3] أسباب أخرى هناك أسباب اخرى وراء اهتمام بعض الكتاب والباحثين بالتأليف في مجال الانساب واصدار الكتب والموسوعات، وقد يكون من تلك الاسباب على سبيل المثال البحث عن الثروة او الشهرة والمكانة التي يحققها الباحث في هذا المجال. وهذا النوع من اسباب الكتابة هو اخطر الاسباب لانه لا يصب في خانة المؤلفات العلمية التي تقوم على المنهج البحثي الصحيح. وللأسف الشديد ايضاً فإن معظم المؤلفات المعاصرة التي ادت إلى ظاهرة زيادة اصدار كتب الأنساب تندرج تحت هذا النوع من المؤلفات، وذلك أن هذا العصر الذي سهل فيه التأليف وتيسرت الطباعة قد اتاح الفرصة للباحثين عن الشهرة من خلال التأليف، حيث وجدوا مجالاً يهم شريحة كبيرة من السكان، فاندفعوا يكتبون بلا ضوابط ولا قيود ولا معايير . كما أن هناك اسباباً اخرى تتمثل في البحث عن مثالب العرب. كما فعل بعض الشعوبيين. نقاط مهمة: كثرة الموسوعات «التحفة الذهبية/ الموسوعة الذهبية». موسوعة القبائل العربية اهتمام المستشرقين بالأنساب اهتم المستشرقون الغربيون بدراسة علم الأنساب، اهتماماً ظاهراً، وبرز هذا الاهتمام مع نهوض الحضارة الغربية، حدث ذلك في الوقت الذي تقاعس عنه العرب والمسلمون في القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين، فالمستشرقون هم الذين ترجموا امهات كتب الأنساب العربية، ومن ذلك على سبيل المثال: 1 في سنة 1854م قام المستشرق الالماني فردناند وستنفيلد بطبع كتاب «الاشتقاق» لابن دريد، وهو كتاب في أنساب القبائل العربية. كما طبع في سنة 1899م كتاب «مختلف القبائل ومؤتلفها» تأليف: محمد بن حبيب. ووضع جداول مفصلة لانساب القبائل العربية. 2 في سنة 1883م قام المستشرق الالماني وليم اهلوارد «1828م 1909م» بطبع الجزء الحادي عشر من كتاب «أنساب الاشراف للبلاذري» على الحجر بخطه. 2 في سنة 1936م قامت «الجامعة العبرية اليهودية» في القدس بطبع جزءين من الكتاب السابق، الجزء الخامس بتحقيق المستشرق س.د.ف. جوتيين. 4 في سنة 1938م قامت الجامعة العبرية ايضاً بطباعة الجزء الثاني من القسم الرابع من الكتاب نفسه، حققه المستشرق ماكس شتوسنجر. 5 في سنة 1948م قام الفرنسي ليفي بروفنسال بطبع كتاب «جمهرة أنساب العرب »لابن حزم. 6 في عام 1949م قام السويدي ك.و.سترستين بطبع كتاب «طرفة الاصحاب في معرفة الأنساب». 7 في سنة 1951م قام ليفي بروفنسال ايضاً بطبع كتاب «نسب قريش» لمصعب بن عبدالله الزبيري «13». غير انه ينبغي الا ننسى أن بعض المستشرقين قد شككوا في علم النسب، واثاروا شبهات كبيرة حول ما دونه علماء النسب الاقدمون الذين قامت على ايديهم مصادر علم الانساب، فطعنوا بأمهات كتب الانساب ككتاب ابن الكلبي وغيره، وكان على رأس هؤلاء المشككين نولدكه، وروبرتسن سميث، وغيرهما «14». وليس هنا مجال مناقشة آرائهم المبنية على تصورات بعيدة عن الواقع العربي، وقد تصدى علماء العرب والمسلمين لهذه الهجمة التي ترمي إلى تقويض علم النسب. علماء الأنساب العرب سماحة السيد أبوسعيدة صاحب المصنفات الشهيرة في علم الانساب. أحمد وفقي محمد يس. أنس الكتبي. إيهاب الكتبي عباس حسين بصري العباسي. عماد محمد العتيقي. صبحي محمد علي عيد. ماجد صلاح الدين. محمد عزة دروزة. محمد منير الشويكي. مصطفى كامل شملول. مهدي الرجائي المرجع:موسوعة ويكيبيديا الحرة حول علم الأنساب في التاريخ الإسلامي بقلم: محمد أحمد الكامل* - أولى العرب قبل الإسلام، اهتماما كبيراً بالأنساب وحفظها وروايتها؛ ذلك أن النظام الاجتماعي والسياسي والحربي وغيره من شئون الحياة لديهم ارتبط بالأنساب، وكان العرب يتمايزون فيما بينهم بحسبهم ونسبهم ويتفاخرون بها، لذا فقد اهتموا بالأنساب، وتوارثت الأجيال حفظها،وكلما تباعد الزمن وتباعدت الأنساب عبر الأجيال، كان الاهتمام بالأنساب أكبر لتدوينها وحفظها حتى لا تُنسى؛ لذا وجد أناس متخصصون بفحص الأنساب وروايتها وتدوينها، ويعددلنا الجاحظ( ت255هـ) مجموعة من النسابين العرب في الجاهلية والإسلام، ومن أولئك الذين يذكرهم:ـ الخليفة أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ حيث قال: " وكان أبو بكر ـ رحمه الله ـ أنسب هذه الأمة." – أي أكثر الناس علماً بالأنساب-. و جاء الإسلام فألغى كثيراً من المظاهر السلبية التي كانت شائعة في الجاهلية، ومنها التعصب للأنساب والتفاخر بها، وجعل التقوى والصلاح والعمل الصالح والإيمان هي الأسس التي يجب على المرء أن يعتز بها يقول الله في كتابه العزيز : } وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ { ( الحجرات:آية 12. ومع ذلك فقد استمر الاهتمام بالأنساب وتوارثها وحفظها في الإسلام، ولكن في غير المنهي عنه، وفي حدود الحاجات الاجتماعية والشرعية والتنظيمية التي أقرها، والتي يجب معها معرفة الأنساب للتعارف ولصلة الأرحام ومعرفة الفرد ما يجب عليه تجاه أسرته وأقاربه وقومه، لقول الرسول -r -: " تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ... الخ " أخرجه الترمذي في صحيحه، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في تعلم النسب، حديث رقم ( 1984 ). وكذا حاجة الأنساب في بعض الترتيبات الإدارية والتنظيمية ـ وقد جاءت في الدعوة إلى ذلك أحاديث كثيرة. فكان الرسول- r - يعتز بنسبه وقومه،وكان يذكر أفخاذ الأنصار ويفاضل بينهم،وكان الخلفاء الراشدون وكثير من الصحابة والفقهاء من أعلم الناس بالأنساب. كما كان للأنساب في الإسلام أهمية من جوانب متعددة، منها في المجالات التنظيمية للدولة،كالجانب الحربي الذي اُعتمد في تنظيمه على الأساس القبلي؛ كضرورة اجتماعية وضرورة حربية تتناسب مع التركيبية الاجتماعية والتنظيم العسكري الحربي. وعندما وضع الخليفة عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ الديوان في سنة عشرين للهجرة، أمر بأن يتم ترتيب قوائمها بحسب الأنساب والمنازل، فاستدعي ثلاثة ممن لهم معرفة بأنساب الناس هم: جبير بن مطعم ( ت 94هـ /713م )، ـ عقيل بن أبي طالب ( الأخ الأكبر لعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ ( ت 60هـ / 680م )، مخرمة بن نوفل ( ت54هـ / 764م. فوضعوا الدواوين بحسب الأنساب والمنازل. ومنذ بداية العصر الأموي ونتيجة إهتمام خلفاء بني أمية بالتاريخ والأنساب بدأ الاهتمام بالأنساب ينحو منحى ما كان عليه في الجاهلية من التعصب القبلي والأسري وظهرت كتب المثالب والمناقب. وعملت الشعوبية على تشجيع هذا الجانب بما أدخلته من أفكار غريبة على الأمة الإسلامية أثَّرت على وحدتها، فبدأ الصراع القبلي والفكري يدب بين أفراد المجتمع الإسلامي على أساس من التعصب، ومن مظاهر ذلك الصراع زيادة التأليف في الأنساب بوصفة جزءاً من ذلك الصراع، وكان لاتساع رقعة الدولة الإسلامية ودخول دماء جديدة من بلدان متعددة أثر في زيادة التأليف في هذا الجانب واستخدام مناهج جديدة تتناسب مع التغيرات الاجتماعية، حيث صار مفهوم الأنساب يطلق على النسب إما لصفة علمية أو مهنية أو صفة سلوكية أو جسمانية، أو نسب للبلد الذي ولد منه أو نزل منه، إضافة إلى النسب الأسري والقبلي . واليمن بحكم وضعها الجغرافي وبعدها عن مركز الخلافة الاسلامية بعد انتقالها إلى بغداد ،نشط فيها الاهتمام بهذا الجانب ، وأبرز من مثَّل هذا الجانب أبو محمد الحسن بن أحمد الهمداني صاحب ( الإكليل ) الذي أخذ بتتبع انساب القبائل والأسر اليمنية ،وأشار إلى مصادر يمنية نسبية قديمة في هذا الصدد اعتمد عليها في كتبه . ومما أدى إلى نشاط هذا الجانب في اليمن هو هجرة العلويين إلى اليمن فرارا من بطش العباسيين ، فأقاموا لهم دويلات متتابعة في اليمن ، وكان اهتمامهم وتركيزهم بنسبتهم إلى الرسول –صلى الله عليه وسلم – كبير جدا وذلك ليحظوا بالتأيد والعطف والحصول على أموال الزكاة والخمس من خلال هذه النسبة . فحرصوا على تدوين أنسابهم ووضعوا مشجرات لأنسابهم تتصل إلى على بن أبي طالب- كرم الله وجهه- تتوارثها الأجيال وتضيف إليها المواليد الجدد ، ووضعوا مجموعة من الحدود والضوابط والامتيازات في علاقتهم الاجتماعية بمن سواهم، جعلوا أنفسهم يحتلون المرتبة الإولى على بقية الشرائح الاجتماعية؛ الأمر الذي أدى بالمقابل إلى قيام مجموعة من علماء اليمن ممن لا ينتسبون إلى البيت العلوي أمثال : الهمداني والكلاعي ونشوان الحميري وغيرهم ، بإبراز انساب القبائل اليمنية، ودورها التاريخي والحضاري الضارب جذوره في أعماق التاريخ ، وإثبات الدور الكبير لأبناء اليمن في نشر الاسلام والدفاع عنه وتوليهم المراكز القيادية الإولى في المراكز العلمية والقضاء والوظائف الإدارية والعسكرية.، ثم توالت كتابة الأنساب عبر التاريخ، واختلفت مشاربها سواء انساب القبائل اليمنية، أو انساب الأسر العلوية، والأسر العلمية، والأسر الحاكمة وغيرها من الشرائح التي اهتمت بتدوين أنسابها ليحتل علم الأنساب المرتبة الإولى في مجال التدوين التاريخي عند اليمنيين. * باحث يمنى مقدمة في علم الانساب قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13. وبعد. لايخفى على العامة من الناس أن معرفة الانساب من الامور المطلوبة والمعارف المندوبة لما يترتب عليها من الاحكام الشرعية والدينية . وقد عرف الامام السمعاني علم الانساب فقال :هو علم يتعرف منه انساب الناس وقواعدة الكلية والجزئية والغرض منه الاحتراز عن الخطاء في نسب شخص ،وهو علم عظيم النفع جليل القدر،كما عرفه كثير من علماء الانساب فقالوا :انه العلم الذي يبحث في تناسل القبائل والبطون والشعوب وتناسل الابناء من الآباء وتفرع الغصون من الاصول في الشجرة البشرية بحيث يعرف الخلف عن أي سلف إنحدر والفرع عن أي اصل صدر. فتعلم الانساب علم جليل عظيم الفائدة والنفع ،وقد ذكر العلماء لحفظ النسب فوائد جمة نظرية وعلمية وجعلوها من الضروريات الشرعية والاجتماعية حيث نجد انه من الضروريات الخمس في الاسلام حفظ النسل،ومن ثمرات علم الانساب 1)العلم بنسب النبي وانه النبي القرشي الهاشمي. 2)التعارف بين الناس حتى لايعتزي احد الى غير ابآئه ولاينسب الى سوى اجداده وعلى هذا يترتب احكام الورثة فيحجب بعضهم بعضاً واحكام الاولياء في النكاح فيقدم بعضهم على بعض وما يجري مجرى ذلك،فلولا معرفة الانساب لفات إدراك هذه الامور وتعذر الوصول اليها. 3) اعتبار النسب في كفاءة الزوج الزوجة في النكاح .4)مراعاة النسب الشريف في المرأة المنكوحة ،فقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (تنكح المرأة لاربع:لدينها وحسبها ومالها وجمالها ) فراعى صلى الله عليه وسلم في المرأة المنكوحة الحسب وهو الشرف في الإباء وغير ها من ثمرات هذا العلم.وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على تعلم الانساب فقد قال (تعلموا انسابكم تصلوا ارحامكم)،وقال عمر بن الخطابرضي الله عنه (تعلموا من النجوم ماتهتدون به ومن الانساب ماتعرفون به وتواصلون عليه ومن الاشعار ماتكون حكماً وتدلكم على مكارم الاخلاق).وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال:قال:الرسول صلى الله عليه وسلم (تعلموا من انسابكم ماتصلون به ارحامكم فإن صلة الرحم منجاة في الاهل منساة في الاجل مثراة في المال ). كما كان ابو بكر الصديق نسابة معروف ،عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لحسان بن ثابت (لاتعجل وأت ابابكر الصديق فإنه أعلم قريش بأنسابها حتى يلخص لك نسبي) . ومعرفة الانساب مرتبطة إرتباط وثيق بعلم الجرح والتعديل الذي خص الله به هذه الامة دون غيرها من اليهود والنصارى والرافضة وذلك لحفظ الحديث الشريف والدين من التحريف والتبديل . إذا فعلم الانساب علم مستحب ومندوب اليه فينبغي علينا الحرص على تعلم انسابنا وتعليمه لابنائنا خاصتاً في زمننا هذا الذي اختلطت فيه بعض الانساب وتعذر البحث عن انساب بعض القبائل ،يقول السمعاني في كتابه كتاب الانساب (والعربي قد اعتنى في ضبط نسبه الى ان كثر اهل الاسلام واختلطت انسابهم بالاعجام فتعذر ضبطه بالآباء فانتسب كل مجهول النسب الى بلدة او حرفته او نحو ذلك حتى غلب هذا النوع ). والمعروف عن العرب التفاخر بالانساب والتباهي بها وهذا مما نهى عنه الاسلام بل من الواجب تعلم الانساب وتعليمها ونقلها للابناء مع المحافظة على احترام الغير وعدم الهمزواللمز في انساب القبائل الاخرى، فمن دنائة النفس وخبيث الاخلاق وردائة الاصل – أن تسب القبائل الاخرى اوتجرحها او تحتقرها . وأعلم ان لافرق بين ابيض ولا اسود الا بالتقوى وخيركم عند الله اتقاكم . فعن ابن عمر رضي الله عنهما ،ان رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف يوم فتح مكة على ناقته القصواء ليستلم الاركان كلها بمحجنه فما وجد لها مناخاً في المسجد حتى نزل على ايدي الرجال ،ثم اخرجوها الى بطن الوادي فاناخوها ثمة ، ثم خطب الناس على راحلته فحمد الله واثنى عليه ثم قال(أما بعد ! فإن الله عز وجل قد اذهب عنكم عُبَيَة الجاهلية وتعاظمها بآبائها ،إنما الناس رجلان :برٌ تقي كريم على الله ، وفاجر شقي هين على الله ، ثم قال: إن الله عز وجل يقول: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } فوائد من علم النسب 1 ـ الفرق بين الحسب والنسب : الحسب : قال ابن منظور" الحسب : الكرم ، والشرف الثابت فى الآباء وقيل هو الشرف فى الفعل"( ). وقيل هو ما يحسبه الرجل من مفاخر آبائه ، وعن بعض المتقدمين : الحسب الفعال الجميل للرجل وآبائه . وقال الجوهرى : " يقال حسب الرجل دينه ويقال ماله" . وقال ابن السكيت : الحسب والكرم يكونان فى الرجل وان لم يكن له آباء لهم شرف ، وأما الشرف والمجد فلا يكونان إلاّ بالآباء . فلا يقال لمن لم يكن أبوه شريفاً : شريف ولا ماجد ، فالشرف والمجد متعلقان بالنسب ، والحسب والكرم يتعلقان بذات الرجل . وقال بعض النحاة المتقدمين : النسبة إلحاق الفروع بالأصول بياء ، وينسب الرجل إلي إنسان آخر اشهر منه للتعريف فينتسب إلي هاشم فيقال هاشمى وينسب الرجل أيضاً إلي بقعة كما تقول فى النسبة إلي البصرة بصرى وإلي الكوفة كوفي(3 . وفى لسان العرب :" قال المتلمس : ومن كان ذا نسبٍ كريمٍ ولم يكنْ لـه حسبٌ كان اللئيم المذمما فرّق بين الحسب والنسب فجعل النسب عدد الآباء والأمهات إلي حيث انتهي ، والحسب الفعال مثل الشجاعة والجود وحسن الخلق والوفاء"(4. ـــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ جمهرة أنساب العرب : ص3 . 2 ـ لسان العرب : ج1 ص310 . 3 ـ لباب الأنساب : ج1 ص 188 . 4 ـ لسان العرب : ج1 ص 311 . 2 ـ تدوين النسب : لاينبغى من الناحية المنطقية البت فى هذا الموضوع والإصرار علي تعيين شخص خاص باعتباره أول من دون فى الأنساب ، فنحن ومن سبقنا فى الكتابة عن هذا الموضوع علي يقين من ضياع الكثير من تراثنا القديم . والذى نعتمده فى معرفة القرون الغابرة هو المتبقى من المكتوب ولا تصريح فى جميع الموروث بإنكار الكتـابة فى هذا الشأن فيما مضي من الزمان قبل هذه المؤلفات بل العكس فهى التى أنبأتنا عن وجود من سبقهم فى هذا الفن سواء فى العصر الجاهلى أو فى صدر الإسلام بل ولا يعنى قول أصحاب الكتب القديمة ـ " أخذت نسب قريش من فلان ونسب كندة من فلان " دون إشارة إلي كتاب ـ أن أولئك الأقدمين كلهم اقتصروا فى علومهم علي الحفظ دون الكتابة ، فالأمر احتمال فلربما كانت هناك كتب غير التى عرفناها ضاعت فى جملة ما ضاع من الأسفار . وما نقرأه من تعيين فهو اجتهاد وحدس ليس إلاّ . نعم يمكن أن يقال أن أقدم مؤلف وصلنا فى الأنساب كتاب فلان وهو الحق . يقال إن أول من ضبط علم الأنساب ـ والأصح أن أقدم من عرفنا ضبطه للأنساب ـ هو النسابة أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبى المتوفى سنة 204 أو 206 مصنف المنزلة والجمهرة والوجيز والملوك والفريد . ومن مشاهير من ضبط الأنساب بعد هشام ابن السائب الكلبى : محمد بن إسحاق وأبو عبيدة معمر بن المثني، ومصعب بن عبد الله الزبيرى وعلى بن كيسان الكوفى ودعبل بن حنظلة والهمدانى صاحب الإكليل والبلاذرى والسمعانى وكثيرون آخرون ، نذكر ثلّة منهم فى فصل طبقات النسّابين ، إن شاء الله . وأول من عُلم أنه صنف فى خصوص انساب آل أبى طالب هو السيد أبو الحسين يحيي النسّابة ابن الحسن بن جعفر الحجة ابن عبيد الله الأعرج ابن الحسين الأصغر ابن على زين العابدين ، المشهور بيحيي النسّابة العقيقى ، المولود بالمدينة سنة 214 والمتوفى سنة 277 . نقل عن كتابه السيد احمد بن محمد بن مهنا العبيدلى فى كتاب تذكرة النسب . قال ابن عنبة فى العمدة : " هو أول من صنّف فى خصوص أنساب آل أبى طالب" . 3 ـ الفرق بين المبسوط والمشجر : للنسّابين أسلوبان فى ضبط الأنساب وتدوينها ، وجرت عليهما السيرة فى تدوين هذا العلم ، أحدهما المشجر والآخر المبسوط ، وهناك فروق بينهما مذكورة فى الكتب المفصلة ، نكتفى هنا بذكر أهمها وهو أن فى المشجر يبدأ النسّاب بتدوين الشجرة بدأً بالابن ثم الأب ثم الجد حتي يبلغ الجد الأعلي . وأما فى المبسوط فيبدأ من الجد الأعلي ثم الأبناء ثم أبناء الأبناء وهكذا إلي منتهي السلسلة مع بيان ما توفر من ترجمة للأعيان المعروفين من السلسلة وما يتعلق بهم من أخبار . والأسلوب الأكثر تداولا فى التصنيف هو الثانى . وقد ذكر ابن الطقطقى فى مقدمة كتابه الأصيلى أسماء بعض الحذاق من المشجرين وممن صنف فى المبسوط فقال فى المشجر : " ومن حذّاقهم ابن عبد السميع الخطيب النسّابة صنّف الكتاب الحاوى لأنساب الناس مشجراً فى مجلدات تتجاوز العشرة علي قالب النصف" . وفى المبسوط قال :" صنّف الناس فيه الكتب الكثيرة المطوّلة فممن صنّف فيه : أبو عبيدة القاسم بن سلام، ويحيي أبو الحسين ابن الحسن بن جعفر الحجة العبيدلى ".(1 ـــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ الأصيلى : ص33 ـ 34 . 4 ـ الجرائد : نوع خاص من دواوين الأنساب ، وهو السجل الذى كان يعمله نقيب السادات فى كل بلد أو يأمر نسّابة تلك البلدة بتدوينه بدرج أسماء العلويين صيانة عن تداخل أنساب السادة القاطنين بتلك البلدة بعضها فى بعض ، وهى مأخوذة من كلمة (جرد) وهو الإحصاء ، وهى قائمة تدون فيها أسماء السادة الذين تشملهم حكومة النقيب فى البلد ، وكان تدوينه كما يظهر من بعض الأمارات مبنى علي أساس أن يدرج النقيب أسماء كل واحد من السادة الأشراف المتواجدين فى منطقته وينهى نسبه إلي أحد المشاهير من أجداده كشاخص له يميزه ، من غير تعرض لسائر حواشيه وأقربائه عند ذكره فيقال لهذا الديوان الجريدة ، وينسب إلي البلدة التى عمل لها ، فيقال مثلا جريدة إصفهان وجريدة الرى وجريدة نيسابور وهكذا . وقد جمع جملة من جرائد البلدان شيخ الشرف أبو حرب محمد بن محسن الدينورى الذى توفى بعد سنة480"(1 . وللحديث عن هذه الجرائد وظروفها وأهدافها مجال واسع لا يسعه هذا المختصر ، ولا يسعنا هنا إلاّ الإشارة الموجزة إلي نشوئها وأهدافها ، فقد اخترعت فى أواخر القرن الثالث وبأمر من الخليفة العباسى بحجة استثناء العلويين من سلطان غيرهم بسبب أشرفيتهم ، وتمييزهم عن غيرهم واستدراك ما فات من ظلم بحقهم ، فيعيّن الخليفة واحدا من وجوه العلويين فى مركز الخلافة فى منصب نقيب النقباء ، ثم يفوض إليه تعيين النقباء فى المدن الرئيسة ، علي أن يحصوا من فى البلاد من الطالبيين فى قوائم ، ويديروا أمورهم ويحكموا فى قضاياهم ويجروا الأحكام عليهم ، إضافة إلي منحهم ما وافق الخليفة عليه من عطاء ، وسميت تلك القوائم بالجرائد . هذه خلاصة الخلاصة من أمر الجرائد . لكن بملاحظة العدد الكبير من العلويين المعارضين للحكومة العباسية ، ويقين العديد منهم بسوء نوايا الحكام ، وعزمهم علي عدم الرضوخ للسلطة الغير الشرعية ـــــــــــــــــــــــــــــــــ 5 ـ حجية كتب النسب : شأن كتب النسب شأن كتب العلوم النقلية ، فهى ثمرة جهود جبارة بذلت عبر القرون بالتدوين فى ظروف مذبذبة بين الشدة والرخاء ، وأقلام مرددة بين عالم له شأن فى فنه محترف ، وهاوٍ حاك لأقوال الآخرين ، بدأت بنقش ما فى الصدور بما يكتنفه من سهو ونسيان ، ثم تابع المصنفون ضبط موضوعاتها ومسائلها كل حسب وسعه وطاقته ، فضمنوا كتبهم أنساب القبائل العربية وما تفرع منها من عمارات وبطون وأفخاذ ، وعنوا عناية خاصة بالنسب الهاشمى فضبطوا اكثر الأصول والفروع منه فى مصنفاتهم و ساهموا بذلك فى حفظ هذا النسب الطاهر من الضياع . ولاينكر فضل هذا العلم إلاّ مكابر ، ولكن هل ينحصر ثبوت نسب الفروع فى خصوص ما أثبته المتقدمون منهم من أصول ؟ ليس لأحد إدّعاء جامعية كتب الأنساب ومانعيتها رغم الجهود المبذولة فى تنقيحها وتهذيبها ، سيما فى نسب الطالبيين . ومع ذلك نري الكثير من متأخرى النسّابين قد اقتصروا فى ردهم للفروع علي ما أثبته القدماء من أصول ، فأنكروا عدداً من الفروع جزماً من غير دليل قاطع ، مما أدي إلي إرباك واضح فى آراء أهل النسب، وحيرة جمع من الطالبيين الذين تعذر عليهم إثبات نسبهم ، مع تواصل شهرة سيادتهم . ولنا فى ذلك رأى قد لايوافقنا عليه البعض ، فقد كاد مشهورهم أن يستقر علي أن كتاب نسب آل أبى طالب لمؤلفه يحيي النسّابة هو أول كتاب ألّف فى نسب الطالبيين ولا نقاش لنا فى ذلك ، وإنما الكلام فى احتواء هذا الكتاب وأمثاله مما صنف فى أواخر القرن الثالث وما بعده لجميع الأصول ، بعد القطع باعتماد أكثرهم الجرائد فى تدوينهم واليقين بخروج ثلّة من الطالبيين عن قوائم النقباء ومتناوش النسّابين فى تلك العهود ، بسبب ظروفهم الأمنية وتشردهم فى أقاصى البلاد . فخلافاً لدعواهم الغير القائمة علي دليل نري أن كتب المتقدمين قد أسقطت عن غير عمد العديد من الأصول من أبناء الحسنين عليهما السلام وغيرهما من أبناء على بن أبى طالب ، إما بعدم ذكرهم أو بادّعاء الدرج بعد عدم وقوفهم علي أثر ، وعليه فلا موجب للإنكار جزما مع فقدان الحجّة سيما مع اعتراف بعض المتقدمين بتعذر الإحصاء . إن المتتبع لكلمات أبى نصر سهل بن عبد الله البخارى المتوفى سنة 357 ، يري بوضوح جزمه بإنكار عقب الكثير من أبناء الأئمة عليهم السلام فى كتابه الصغير (سر السلسلة العلوية) من غير ترديد ، بل ويحصر أعقابهم فيمن ذكرهم من المعقبين ثم يرمى من انتسب إلي غيرهم بالكذب والإدّعاء ، فى حين نري معاصره أبا الفرج الإصفهانى الجواّل الصياد المتتبع المتوفى سنة 356 ، يعترف فى كتابه مقاتل الطالبيين بعدم التمكن من الاحصاء التام بقوله :" علي أننا لاننفى من أن يكون الشئ من أخبار المتأخرين منهم فاتنا ولم يقع إلينا لتفرقهم فى أقاصى المشرق والمغرب وحلولهم فى نائى الأطراف وشاسع المحال التى يتعذر علينا استعلام أخبارهم فيها "(1). وهذا هو الملاك عندنا بعد ثبوت اختفاء عدد منهم وابتعادهم عن الساحة ، فعدم الوجدان لايدل علي عدم الوجود ، واعتماد الجرائد استقراء ناقص بعد العلم بامتناع الكثير من العلويين عن درج أسمائهم فى سجلات النقباء ، إما لبعدهم أو لمخالفتهم مع شكهم فى مصداقية النقابات التى ابتكرتها السلطة الحاكمة للوقوف علي أخبارهم ومناطق تواجدهم ، كما أن اعتماد الذاكرة فى حفظ أنسابهم مدة ثلاثة قرون إلي حين التدوين باعتراف جميع علماء النسب ، يلقى ظلال الشك فى إمكان احتواء جميع الأصول والفروع . وقد بسطنا القول بعض الشئ فى مدي الاعتماد علي المتوفر من كتب النسب ، بعد القطع بفقدان الكثير من كتب هذا الفن فى كتابنا بغية الحائر عند تعرضنا لعقب الإمام الباقر ، وعليه فما أثبتوه فهو حجة يمكن العمل به، وما لم يثبتوه يعمل فيه بالقرائن ولا موجب للالتزام بنفيهم بعد العلم بمصادر تدوينهم . ـــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ مقاتل الطالبيين : ص 25 . 6 ـ مصطلحات علم النسب : قال بعض الأدباء : قبيلة قبـلها شعب وبعـدهمـا عمـارة ثم بطـن تلـوه فخـذ وليس يؤوى الفتي إلاّ فصيلته ولا ســداد لسـهم مالـه قذذ وقال الشاعر محمد بن عبد الرحمن الغرناطى : الشعب ثم قبيلة وعمارة بطن وفخذ والفصيلة تابعه الشعوب : مفردها شعب ، ويطلق علي الحى العظيم من الناس المستقر بنفسه(1) وهى رؤوس القبائل وجمهورها ، سمو بذلك لتشعب اجتماعهم كتشعب أغصان الشجر . قال الماوردى فى الأحكام السلطانية : "وسمى شعبا لأن القبائل تتشعب منه . وهو أعلي طبقات النسب وأبعدها " . قال الجوهرى : هو ابو القبائل الذى ينسبون إليه، وهذا قول جمهور العلماء وأهل اللغة . وقال الراغب : " الشعب القبيلة المنشعبة من حى واحد" . وقد لايخلو تعريفه من إشكال ، إلاّ إذا عدّ القبيلة أعلي الطبقات ، فالشعب فى اصطلاح أهل النسب لايتكون إلاّ بعد انشعاب قبائل من أصل واحد فإذا تعددت وتفرّعت سمّى مجموع فروعها شعباً . ويسمّي عادة باسم الجد الأعلي ملتقي أفراد هذا الشعب . فالشعب اسم للمجموع بعد الحصول . وهى الدائرة الكبري فى النسب . القبائل : مفردها قبيلة وهى مأخوذة من قبائل الرأس وهى دون الشعب بل هى قسم وفرع من فروع الشعب . وتطلق القبيلة علي مجموع العمارات المنبثقة منها وما تفرع منها . وسميت قبيلة لتقابل الأنساب فيها . العمارة : هى ما انقسمت إليه القبيلة فيسمّي تشعبات فرع من القبيلة ببطونها وأفخاذها وفصائلها وعشائرها عمارة . وقيل إنما سميت كذلك لتعميرهم الأرض من كثرتهم واجتماعهم . البطن : هو فرع العمارة والشامل لما تفرع منها من أفخاذ وفصائل وعشائر . ـــــــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ التبيان فى تفسير القرآن : ج9 ص 352 . الفخذ : هو ما انقسم إليه البطن ، ويشمل الفصائل المتفرعة عنه بعشائرها . الفصيلة : ما انقسم إليه الفخذ وهو مجمع العشائر . وشبهوها بالركبة لانفصالها عن الفخذ. العشيرة : وسميت بذلك لمعاشرة الرجل لهم وحددها بعضهم بالذين يتعاقلون إلي أربعة آباء . الرهط ( العصبة ) : أسرة الرجل الأدنون من أهل بيته . العترة : الولد وولد الولد ذكورا وإناثا . الأرجاء : هى القبائل التى تستقل وحدها وتستغنى عن غيرها . الجماجم : تطلق علي القبائل التى تجمع البطون ، فينتسب اليها دونهم . شريف : وجمعه أشراف يطلق فى علم الأنساب علي من انتسب إلي هاشم جد النبى صلي الله عليه وآله . بنو الأعيان : إذا كانوا من أب واحد وأم واحدة . بنو العلات : إذا كانوا من أب واحد وأمهات شتي . بنو الأحناف : إذا كانوا من أم واحدة وآباء شتي . عريق النسب : الذى أمه علوية وأمها علوية وكلما زاد كان أعرق . صحيح النسب : هو الذى ثبت عند النسّابين نسبه بشهادته ، وقوبل علي المصادر النسبية فنص عليه شيوخ النسب أو سائر العلماء ممن له خبرة . مقبول النسب : هو الذى ثبت عند بعض النسّابين دون بعض لكن صاحبه أقام البينة الشرعية علي صحة نسبه فهو مقبول من جهة البينة . مشهور النسب : يطلق علي من اشتهر بالسيادة ولم يعرف نسبه . مردود النسب : يطلق علي من ادعي نسباً ولم يعترف به من انتمي إليهم وأشاعوا بطلان دعواه . ميناث : ويقال لمن أعقب البنات دون الذكور . درج : وقد يخففونها (رج) ، يطلق علي من مات طفلاً أو مات كبيراً من غير عقب . فيه طعن : وقد يرمز له بحرف (ن) : إشارة إلي انه مطعون فى نسبه . وقد يرمز بـ (ق) إشارة إلي أن فيه قولاً . فيه غمز: ويرمزله بالحرف(غ): والغمز أهون من الطعن وهو اعم من الغمز فى النسب. قعدد : القريب من الجد الأكبر ، يقال فلان أقعد من فلان أى أقرب منه إلي الجد الأكبر ويقال فلان قعيد النسب ذو قعدد إذا كان قليل الآباء إلي الجد . في صح : وله عندهم معان؛ يستعملونها فى موارد، منها : اذا لم يعرفوا الرجل انه معقب أم لا . ومنها : إذا شكوا فى اتصال فرد من أفراد السلسلة فإن كتبوه قبل الاسم دل علي الشك فى اتصاله بمن قبله، وان كتب بعده دل علي الشك فى اتصاله بمن بعده وعموما استعملوه فيمن لم يتحققوا اتصاله . وفى المشجرات يستعملون النقط بعد بن هكذا : (بن . . . ، او بـ . . . ـن) ذلك . وعن شيوخ الفن كالعمرى والعبيدلى وابن طباطبا وغيرهم انه إشارة إلي أن ما قبله نسب ممكن الثبوت إلاّ أنه لم يثبت فهو موقوف علي الثبوت . في نسب القطع : ويطلق علي من انقطع نسبه عن الاتصال فلا يعرف عند النسابين اتصاله بمن قبله ويتعسر تحقيق حاله . عقبه من فلان : أو العقب من فلان : يدل علي أن عقبه منحصر فيه . أعقب من فلان : يدل علي ان العقب ليس بمنحصر فيه لجواز أن يكون له عقب من غيره . مذيل : ويطلق علي من طال عقبه وتسلسل . منقرض : من كان له ولد أو ولد ولد لكنهم انقرضوا ولم تدم سلسلة نسبهم . حليف بني فلان ؛ ومولي بنى فلان : إذا انضم الرجل إلي غير قبيلته بالحلف والمولاة نسب إليهم فيقال فلان حليف بنى فلان أو مولاهم . النازلة : من نزل فى بلد ليس هو من أهله أصلاً ثم يرتحل عنهم إلي بلد آخر فيقال من نازلة البلد . الناقلة : من كان أهل بلد كالبصرة ثم انتقل إلي بلد آخر كبغداد فيقال فلان من منتقلة البصرة مجمووووع لعيونكم
آخر تعديل حلم طفلة يوم
17/05/2008 في 02:54 PM.
|
اخر 5 مواضيع التي كتبها حلم طفلة | |||||
المواضيع | المنتدى | اخر مشاركة | عدد الردود | عدد المشاهدات | تاريخ اخر مشاركة |
مسلمي الجن يطفؤن نار الحرب بين قبيلتين من غامد | سوالف وقصص الاولين | 19 | 7897 | 21/10/2008 11:00 AM | |
بلغة العصر لا لغتي( لحظة حب) ؛ ماذا تفعل؟ و هل... | المنتدى العام | 3 | 2579 | 13/07/2008 05:00 AM | |
أصوات النساء تنشط المخ I~i | المنتدى العام | 4 | 2561 | 11/07/2008 05:18 AM | |
عندما تغسلين شعرك اثناء الدوره الشهريه | منتدى الأسرة والطفل | 3 | 2253 | 11/07/2008 03:31 AM |
05/06/2008, 06:08 PM | #3 |
شخصية مميزة وعضو شرف منتديات رباع
|
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|
الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية ) |
|||||