لفاطمة أرفع عمامتي وعقالي

لفاطمة أرفع عمامتي وعقالي.





عبد الله بن مرضي

نعم لكلٍ من إسمه نصيب. ففاطمة الزهراء هي سيدة نساء أهل الجنة ولم يكن يقم رسول الله صلى الله عليه وسلم من مجلسه إلا لها.
وفاطمة هذه ، التي لم يفارقني خيالها منذ أن سمعت عنها في صغري ، هي سيدة نساء هذا الزمن.
بنت في غاية الروعة والجمال يتقدم لها مطاليق الرجال من جميع القبائل فترفضهم كلهم، ليس لعدم رغبة في الزواج وإنجاب الأطفال الذين حتما سيكون عرقهم من أقوى العروق وسيكونون هم من أقوى الفروع ، ولكن لسبب واحد ، وهو أنها أنذرت أنفسها للتضحية من أجل والدها الذي لم تجد بل لم ترَ أن أحداً من الناس قد يحل محلها ويقوم بدورها الذي تراه واجب عليها نحو والدها.
صحيح أن كل فتاة بأبيها معجبة. ولكن ليس لدرجة فاطمة التي كان آخر ما تقدم لها هو بطل من أبطال قبيلتها وشاعر مقدام من شعراءها واسمه محمد المدسوس ، ولاحترامها وتقديرها للرجال الأبطال لم تتجاهله كما قد تجاهلت غيره بل رأت أن من واجبها أن توضح له موقفها على طريقته ؛ أي بقصيدة ،حيث قالت:
محمد المدسوس يا قاسي الرأس
يوم المحاجي بنوها
فطيمة ما تلمح لحيّ من الناس
يالله لها حوب أبوها
يالله! أنظروا كيف وجهت له الخطاب مباشرة ، حيث نادته بإسمه إبتداءً مجردا من كل الألقاب التي نستخدمها اليوم للمهايطة، ولكنها سرعان ما أنزلته منزلته ورفعت من شأنه، حيث خلعت عليه الصفات التي يستحق وألبسته اللباس الذي يليق.
يا قاسي الرأس، كناية عن الشجاعة الميدانية الحقيقية، التي أكدتها بتحديد المكان الذي يعرف فيه الشجاع من الجبان، يوم المحاجي بنوها. أي متاريس القتال.
ثم تختصر الموضوع وتعلن سبب الإعتذار بأنها لم ترفضه إلا لسبب بطولي ومبدأ أصولي يليق بشجاعة الشاعر الخاطب ويجعله يقبل به بل ويسر ويفتخر.
فهي لا يمكن أن تتخلى عن أبيها مهما كان المتقدم لها.
فطيمة ما تلمح لحيّ من الناس
لماذا؟
يالله لها حوب أبوها.
وتصغير إسمها هنا من فاطمة إلى فطيمة له من الدلالات الشئ الكثيرً ، فهي ترى أنها صغيرة في حضرة مثل هذا البطل وهي أيضاً صغيرة في حضرة والدها الذي ضحت بنفسها من أجل البقاء معه فالحب تضحية وليس تسلية.
هل تتفقون معي وترفعون لذكراها عمائمكم وعقلكم في زمن أصبح البقاء مع جهاز الجوال عند بعض بنات اليوم أولى من أبيها وأمها؟!