الشيخ عصيدان

مختصرعن مشيخة قبيلة بني حسن ومشايخها المعروفين
تعتبر قبيلة بني حسن من اكبر واقدم قبائل زهران المعروفه ومقر مشيخة هذه القبيله في قرية شبرقه احدى قرى الفرعه التابعه لقبيلة بني حسن والبحث التالي يوضح بعض الامور عن هذه المشيخه وأفرادها وتاريخها .

1- الشيخ صالح بن غايب العضاه
حياته:
:كان هذا الشيخ مواكباً للدوله السعوديه الاولى ويرجح أن مشيخة قبيلة بني حسن كانت لدى أبائه من قبله حيث لايعلم لقبيلة بني حسن مشائخ من غير هذه الاسره سوى تشيخ اسرة ال عبدالله من قرية شبرقه على بني حسن لفترة وجيزه وذلك بعد مقتل (الشيخ عصيدان الاول ابن الشيخ صالح) وتسييرهم لامور القبيله الى أن كبر أبن أخيه الذي كان اسمه(مساعد بن محمد بن صالح) والذي كان صغيراً حين قتل عمه(الشيخ عصيدان الاول) حيث يقدر عمره حين ذاك بستة أعوام تقريباً وعندما صار شاباً قوياً أخذ بثأرعمه (عصيدان الاول) ممن قتله فاجتمعت بناءً على ذلك قبيلة بني حسن ونصبوه شيخاً عليهم وأطلقوا عليه اسم عمه الذي ثأر له وهو (عصيدان) فلم يدع بعد ذلك اليوم بإسم (مساعد) وإنما اصبح اسمه (عصيدان)، وبذلك تعود مشيخة بني حسن الى هذه الاسره من جديد ولازالت فيها الى يومنا هذا (ولهذا الموضوع قصة طويله ).
ومما عرف عن الشيخ صالح بن غائب أنه تحالف هو وقبيلته مع قبيلة بني عمر التي كان بخروش بن علاس اميراًً عليها ويتضح من ذلك أن الشيخ صالح كان مؤيداً للدولة السعوديه الاولى بدليل هذا التحالف حيث أن التحالفات القبليه كانت تتم بين القبائل من أجل درء المخاطر الحربيه التي تقع في ذلك الوقت ولكي تكون كلمتهم واحده فيما يخص التوجهات العامه الاخرى ويظهر أن التحالف بين قبيلة بني حسن وقبيلة بني عمر كان تحالفاً قوياً حيث ذكر احد الرواه (وهو عبدالله بن فريخ الذي انتقل الى رحمة الله عن عمر يتجاوز المئة عام وقد عاصر الشيخ عصيدان الثاني وكان مكلفاً بالمراسلات من الشيخ عصيدان والشيخ أحمد بن عصيدان من بعده) قصة تجديد هذا الحلف في وقت الشيخ عصيدان الثاني حيث ذكر في حديث مسجل هذه القصة ) فقال: كنت مكلفاً بايصال رسائل الشيخ عصيدان الى من يرسلني اليه وكنت لاافارقه الاعندما يرسلني برسائله وذكر أنه أتى الى الشيخ عصيدان الثاني وفد كبير من بني عمرلتجديد حلف قديم بين قبيلة بني عمر وقبيلة بني حسن فاستقبلهم الشيخ عصيدان وأكرمهم ثم إنه في اليوم التالي أجتمعت قبيلة بني حسن في الفرعه وأكرموهم غاية الاكرام واستمر ذلك لمدة يومين اقيمت خلالها الاحتفالات والعرضات ومما يذكره مما قاله شاعر بني عمر في ذلك الوقت
( الجعيدي)

قوله في البدع
يا سلامي عدد حج مضا الخبت واتقدا منا
يالذي ريض الاقدام يوم احنم البندق وجا الدك
وانتم أهل الكرم واشوف في مثلكم منا صفه.

الرد من الشاعر نفسه

يابو أحمد لنا حلف مضا عندكم قدامنا
لاتضيع المواريث التي بين جداني وجدك
وفي الشده لك في حصن سوق الخميس الناصفه.

ففي البدع يستفتح الشاعر قصيدته بالسلام على الشيخ عصيدان ويمدحه ويصفه بالكرم وبالمواقف الثابته في وقت المحن و الحروب ثم يأتي في الرد ليوضح سبب مجيئهم الى الشيخ عصيدان عندما يخاطب الشيخ عصيدان بلقبه الذي يدعى به ابو احمد ويخبره أن هناك حلف قديم أتو من أجل تجديده وأن هذا الحلف كان بين أجداد الشاعر (قبيلة الشاعر) وجد الشيخ عصيدان الذي هو (صالح بن غائب) ويحض الشيخ عصيدان على التمسك بهذا الحلف ومواثيقه ويذكر أن من شدات هذا الحلف ومواثيقه أن للشيخ عصيدان نصف حصن سوق الخميس لما يتمتع به من تمثيل لقبيلته وأبائه الاولين.
كما يوجد عدد من الادله الاخرى على التحالفات والتقارب الذي كان بين قبيلة بني حسن والقبائل الاخرى وبخاصه (قبيلة بني عمر و قبيلة دوس وقبيلة بني كنانه وعدد من قبائل المنطقه) وذلك في عهد الشيخ صالح فنجد أنه في حال وجود أي حرب فإن هذه القبائل أي كل من(قبيلة بني حسن وقبيلة بني عمر وقبيلة دوس) تتجمع مع بعضها البعض وتكون عضواً واحد. ومما يدلل على هذا التقارب والتكاتف اتفاق هذه القبائل مع الشريف علي بن غالب بن مساعد على حرب الترك وذلك عام 1243هـ الف ومئتين وثلاثة واربعون هجريه تقريباً وطلبهم من شيخ قبيلة بني عامر في ذلك الوقت الشيخ خميس القفعي المشاركه هو وقبيلته بني عامر التي كانت تضم قبيلة بيضان الحاليه مقر مشيخة خميس القفعي في ذلك الوقت ولما حضر الشريف على بن غالب الى قرى الفرعه التابعه لقبيلة بني حسن هو والجيش الذي كان معه استقبله أهلها وتجمعت بعض القبائل مع قبيلة بني حسن في رهوة البر وذلك لمحاربة الاتراك المتواجدين في رغدان ذلك الوقت ومن هذه القبائل التي انظمت الى قبيلة بني حسن في رهوة البر كل من قبيلة دوس وقبيلة بني عمر مما يؤكد قوة التحالف الحاصل بين هذه القبائل الثلاثه، وفي ذلك تفصيل يطول الحديث فيه.

أبناؤه: خلف هذا الشيخ اثنين من الابناء وهم
1-عصيدان الاول بن صالح (لم ينجب أبناء )
2-محمد بن صالح له من الابناء(حسن ، ومساعد الذي سمي فيما بعد ب عصيدان ، وسعيد)

وفاته:
لايوجد الى حال تاريخه أي وثيقه مدونه تدل على تاريخ وفاة هذا الشيخ الا أنه دون في الخاتم الخاص بإبنه (عصيدان الاول) تاريخ قد يكون دليلاً علي تاريخ وفاة والده وإستلامه لمشيخة قبيلة بني حسن من بعد والده وهذا التاريخ هو عام 1258هـ الف ومئتين وثمانيه وخمسون هجريه فقد يكون والده الشيخ صالح بن غايب توفي في هذا العام أو أواخر عام 1257هـ تقريباً.

2-الشيخ (عصيدان الأول) بن صالح بن غايب العضاه
تولى هذا الشيخ مشيخة قبيلة بني حسن من بعد والده الشيخ صالح وذلك في عام 1258هـ تقريباً وسار على نهج والده في مقاومة الوصايات التي كانت تفرض على منطقة غامد وزهران لاسيما التي كان هدفها الوحيد هو نهب أموال الناس وفرض الضرائب الجائره عليهم ،وقد دفع حياته مقابل هذا المبداء حيث قتل غيلةً بعد أن عرف من كان يريد السيطره على المنطقه أن لاسبيل الى ذلك الا بتصفية الشرفاء من أبنائها كهذا الشيخ المقاوم ومشائخ قبائل أخرين في نفس وقته فقد اشتهر وقته بتصفية عدد من مشائخ القبائل الذين كانوا مقاومين للسيطره عليهم كما أن وضعه كان استثنائاً فلم يكن له أبناء ولا إخوه سوى أخ واحد يقدر أنه توفي قبله وهو محمد بن صالح وبناءً على ذلك فقد قدر أعداؤه أنه في حال قتله فلن يأخذ أحد بثأره لاسيما إن تمكنوا من أن يكون قاتله أحد أبناء قبيلته فسعوا الى ايجاد شخص ينفذ لهم هذا الامر فوجدوه واعانه على قتل عصيدان الاول من كان يريد التخلص منه فما كان منه الا أن نفذ ما أرادوه منه فقتله غيله وبدون أي سبب شخصي رحمه الله.
علاقاته وتوجهاته: مما يعرف عن هذا الشيخ من خلال الرواه أنه كان يتميز بعلاقات ممتازه مع عدد من مشائخ قبائل المنطقه وكان في تعاون تام معهم في شتى المجالات وبخاصه في مناقشة ما يتعلق بما كان يفرض على القبائل من ضرائب جائره وضرورة توحيد صفهم ضد كل من يريد اخضاعهم من القوى الخارجيه التي لاهم لها الا تحصيل الضرائب واذلال العباد لهيمنتها دون أن يكون لها أثر على المنطقه وتحسين مستواها ومما يذكر أنه كانت تجمعه بالشيخ خضران بن عطيه شيخ قبيلة دوس صحبة وموده وكان توجههما توجه واحد في هذا المجال الا أن الخونه كانوا قد تمكنوا من قتله قبل أن يصل الى مايريده من تجميع لجهود قبائل المنطقه ضد الطامعين وعملائهم فقتل رحمه الله غيلة ما بين عام 1264هـ الى عام1274هـ حيث لم يطلع على تاريخ دقيق في ذلك .
وبذلك تنتقل مشيخة قبيلة بني حسن الى بيت ال عبدالله من قرية شبرقه لتسيير أمور القبيله ولعل ذلك كان بإتفاق من القبيله.

3-الشيخ عصيدان الثاني (مساعد بن محمد بن صالح بن غايب العضاه)
ولادته: ولد الشيخ عصيدان بن محمد بن صالح بن غايب عام 1258هـ تقريباً وقد سمي (مساعد) الذي ما لبث أن غير الى إسم عصيدان وذلك بعد أن قام بأخذ ثأر عمه الشيخ عصيدان الاول الذي قتل غيله، فاجتمعت قبيلة بني حسن وأطلقوا عليه اسم عمه الذي أخذ بثأره وهو عصيدان ونصبوه شيخاً لهم .

نشأته: نشاء الشيخ عصيدان الذي كان اسمه (مساعد) في كنف والدته نظراً لوفاة والده محمد بن صالح بن غائب الذي أنجب ثلاثة أبناء وهم (حسن ،ومساعد الذي تغير اسمه الى عصيدان بعد أخذه بثأر عمه عصيدان الاول ،وسعيد) وتوفي عنهم وهم صغار في السن حيث لايزيد أكبرهم عن ثمان سنوات فقامت والدتهم بتنشئتهم على مكارم الاخلاق والصبر وتحمل المصاعب والشجاعه والاقدام في كل المواقف مما كان له الدور الكبير في صقل شخصية الشيخ عصيدان الثاني وميزه على كثير من أقرانه فنشاء على الصدق والصراحه في تعاملاته التي لايشوبها الكذب والخداع فكان محبوباً من الجميع يستمع له اذا تكلم ويصدر عن رأيه اذا قاله وقد كانت والدته حريصة كل الحرص عليه فلم تخبره بما كان من أمر اسلافه وأنهم بيت مشيخه لخوفها عليه لاسيما وأن انتقال المشيخه منهم كان بسب قتل عمه الشيخ عصيدان الاول ولكن مع مرور السنين تكشفت له هذه الامور بسبب حادثة وقعت مع أخيه الاصغر سعيد بن محمد بن صالح حيث ذكر له أن هناك صحبة لأبائه مع الشيخ خضران بن عطيه شيخ دوس في ذلك الوقت فما كان منه الا أن قرر أن يزور الشيخ خضران في منزله ليتعرف عليه ويطلب منه حاجة كان يريدها ،فذهب الى الشيخ خضران بن عطيه وعرفه على نفسه وممن يكون فسر الشيخ خضران به كثيراً وأكرمه غاية الاكرام وعندما هم سعيد بالانصراف طلب منه ما أراد فأجابه الشيخ خضران لذلك ولكنه قال له سأعطيك ما تريد ولكن بعد أن تستمع الى هذه القصيده فقال الشيخ خضران شاعراً في قصيدته هذه

ذبحتني يا ذهب سد مكلان
مصيون (ع) النذلان
في هيبة أهل المنعه والحميه
مثيل ذبحه وقعت في عصيدان
من قحف زهران
والطير حنت ريشها من دميه

شرح القصيده
استخدم في هذه الابيات التوريه ففي الشطر الاول يصف الشاعر حالته بأنه مقتول من حبيبته التي وصفها بالذهب المحرز خلف الاقفال ويصف وضعها بأنها محميه بهيبة أهلها الذين لهم منعه وحميه فلا يستطيع أحد نيلها ثم يشبه قتله المعنوي بقتل فعلي وقع على الشيخ عصيدان ويصف موقعه الذي هو من قحف زهران أي قرى القحف(وهي عدد من القرى يطلق عليها القحف وهي كل من قرية شبرقه وقرية الفارسيه وقرية الشعبين وقرية مراوه وقرية الشوله وقرية الدار) ثم يصف زكاوة دم الشيخ عصيدان وطيبه بأن الطير أخذت تقع الى جواره وتخضب ريشها من دمه لأنه مثل الحناء في لونه وطهره.

فما كان من سعيد أخو عصيدان الثاني الا أن خرج من بيت الشيخ خضران مهرولاً دون أخذ ما أراده وتوجه مباشرة الى أخوه عصيدان ليخبره بما حصل له مع الشيخ خضران فلما قابله أخبره بأمره وأسمعه القصيده التي قالها الشيخ خضران فقال له أخوه عصيدان اكتم هذا الامر حتى نتبينه وأخذ عصيدان يتحقق من هذا الامر ومدى صحة قتل عمه عصيدان الاول ومن قتله وأسباب ذلك حتى تجلى له الامر فقرر أمرين اولهما الاخذ بثأر عمه ممن قتله والامر الاخر استرداد مشيخة أبائه وأجداده فأخذ يعد العده لقتل قاتل عمه ( وفي ذلك قصة طويله00000)
ثم إن الشيخ عصيدان لما أخذ بثأر عمه ماكان منه الا أن أرسل بقصيده الى الشيخ خضران بن عطيه شيخ دوس رداً على قصيدته السابقه حيث قال فيها الشيخ عصيدان

رح يا نديبي فوق مفتول ذرعان
صاوب قبيل الرحمان
تلقى تراحيب وهرجه حليه
قل له فبيلك عيد الذيب سرحان
بفدح الاقران
واروا قلوب بعد كانت ضميه

شرح القصيده:
يوصي هنا الشيخ عصيدان مندوبه الذي سيرسله بقصيدته هذه بأن يتخذ له مركوب ذا مواصفات خاصه يتضح منها قوته وسرعته ليوصل هذا الخبر بصفة عاجله ويأمره بأن يتوجه من فوره الى الشيخ خضران شيخ قبيلة دوس الذي يصفه هنا بحبيب الرحمن ويخبر مندوبه هذا بأنه سيجد من الشيخ خضران تراحيب وكلام طيب وحالي كدليل على كرم الشيخ خضران وطيب خاطره ثم يأمره أيضاً بأن يخبره بما جرى من انتقام الشيخ عصيدان ممن قتل عمه أن صاحبك ومن تحب(بقوله قبيلك) قد وهب للذيب عيداً يأكله بفدح الاقران أي قتل قاتل عمه وأنه بعمله هذا قد أشفى غليله وغليل القلوب التي كانت تترقب فعله هذا وبذلك ارتوا ضماؤه وضماؤهم .
ثم إنه بعد هذا الامر استرجع الشيخ عصيدان بن صالح مشيخة أبائه واجداده حيث اجمعت قبيلته على تنصيبه شيخاً لهم من ذلك الوقت
أبناؤه: أنجب الشيخ عصيدان احد عشر إبناً اسماؤهم كالتالي( احمد ، مهدي الاول ، غايب ، حسن ، معيض ، سعيد،علي ، مفرح ، محمد، موسى ، مهدي الثاني )

(أوضاع منطقة غامد وزهران خلال مشيخة الشيخ عصيدان)

كانت منطقة غامد وزهران تخضع لعدد من التجاذبات السياسيه التي يرغب كل منها إخضاع المنطقه لفرض الضرائب عليها ونهب مقدراتها ومدخرات أبنائها وقد كان الشرفاء من أهل المنطقه معارضين لهذه التوجهات الا أنه وفي نفس الوقت وجد أشخاص رضوا بأن يسيروا من قبل هذه القوى من أجل نيل بعض مطامعهم فنرى في حال رفض أي قبيله من قبائل المنطقه لتسليم الضرائب المفروضة عليهم يسعى هولاء العملاء الى الاتصال بهذه القوى وتحريضهم على من يرفض دفع هذه الضرائب وتكون النتيجه بعد ذلك تسيير حمله على من امتنع عن دفع الضرائب وتقع الحرب بين الطرفين فتاره تكون الغلبه للمقاومين وتاره تكون للقوه المدعمه بالاسلحه والذخائر والمدافع التي لاطاقة لأبناء المنطقه بها لاسيما وأن هذه المقاومات تكون فرديه أي من بعض القبائل ولا تشاركها القبائل الاخرى لعدة أسباب منها وجود عدد من المتخاذلين الذين يفضلون السلامه والاستسلام أو البعض الاخر الذين لهم مصالح يرغبون تحقيقها من وراء تخاذلهم وبذلك تفقد المنطقه من أبنائها الشرفاء الكثير، الا أن المقاومه الصادقه لابد وأن تنتصر في الاخير بالرغم من كثرة المحبطين والاحباطات إذا وجد القاده الشجعان الذين لايرضون الخنوع والاستسلام والعيش الذليل وقد كان الشيخ عصيدان من هؤلاء القاده الافذاذ والحديث عن تاريخ هذا الشيخ يطول سرده .



القوى السياسيه التي عاصرها الشيخ عصيدان ومواقفه منها

1- القوات التركيه ومواقف الشيخ عصيدان: عاصر الشيخ عصيدان التواجد التركي في المنطقه والذي كان همه فرض الضرائب على أهالي المنطقه ونهب ممتلكاتهم دون المساهمه في تحسين أحوالها لاسيما وأن منطقة غامد وزهران كانت تتمتع بأنها غنيه بمنتجات الحبوب والفواكه بشتى أنواعها وبالثروه الحيوانيه كما أنها تتمتع بأمر أخر أهم وهو تمتع أهلها بصفات الشجاعه والكرم وقد دون عنهم في التاريخ الكثير في هذا المجال من عهد الاقدمين فهم رجال حرب وغلبه الا أن الدوله التركيه في أخر عصرها لم تكن تراعي هذا الجانب وأخذت تخضع الناس لسلطانها بالقوه وتفرض عليهم الضرائب الجائره
وقد كان موقف الشيخ عصيدان منها موقف المعارض لتواجدها في المنطقه للأسباب التي ذكرت ولكونها تعتبر دولة أجنبيه ولعدم تمسكها بالدين كسابق عهدها فقد وجد من ضمن حامياتها التي تواجدت بالمنطقه افراد ليسوا بمسلمين ولجورها على ابناء المنطقه وليس أدل على هذا الموقف من مشاركته بقبيلته بني حسن في كل الثورات التي قامت في المنطقه ضد هذا التواجد وقد كان السبب الرئيسي وراء إنهاء التواجد التركي في المنطقه حينما حرض قبائل زهران للثوره على الاتراك الذين كان همهم الوحيد هو فرض الضرائب على أهالي المنطقه وجمعها فامتنع هو وقبيلته بني حسن عن دفع هذه الضرائب وحرض القبائل الاخرى على ذلك فما كان من بعض العملاء الا استعداء الاتراك على الشيخ عصيدان وقبيلته فسير الاتراك عدة حملات للقضاء على الشيخ عصيدان ولهدم منازله والقضاء على كل من امتنع عن دفع الضرائب المفروضة عليهم وكان أخر هذه الحملات الحمله التركيه المرسله الى المنطقه عام 1321هـ والتي تمركزت في قرية بني سار بعد أن اخليت من رجالها ونساءها ومواشيها وذهبوا الى حما عيسان الذي يتبع جزء منه لبني سار تخوفاً من هجوم زهران على بني سار واحراقها بمن فيها من الجيش التركي المتمركز فيها حيث تجمعوا زهران لدى الشيخ عصيدان في قرية شبرقه واستعدوا للوقوف معه وبذل أرواحهم من أجل القضاء على التواجد التركي في المنطقه فبدأت الحرب بين الطرفين بتاريخ
15 / 7/1321هـ والشرح يطول في هذا الامر وملخصه أن حرب اليوم الاول كانت الغلبه فيها لزهران بقيادة الشيخ عصيدان وقد استمرت الحرب من الصباح وحتى المغرب ثم عاد الجيش التركي الى مواقعه في قرية بني سار وقد اتفق الشيخ عصيدان مع زهران على أن يهاجموا الجيش التركي في مقره بني سار في اليوم الثاني في حال عدم انكسارهم ولكن الاتراك لما رأوا هزيمتهم في اليوم الاول من الحرب وما وقع في صفوفهم من قتل فضلوا الانسحاب الى رغدان الى أن يأتيهم مدد ولكن أبناء زهران وغامد كانوا في اثرهم الى أن طردوهم من المنطقه (والشرح في تفاصيل هذه المعركه طويل لايتسع الامر الى التفصيل فيه)
2- حكم اشراف مكه وموقف الشيخ عصيدان منهم: ان موقف الشيخ عصيدان من حكم الاشراف كان امتداد لموقف أبائه من قبله فقد كان مؤيداً لهم أحياناً ومعارضاً لتوجهاتهم أحياناً اخرى لاسيما وأن هناك تعاون بين بعض الاشراف وأسلاف الشيخ عصيدان من أجل مقاومة التواجد التركي كما كان لتأييد اسلاف الشيخ عصيدان للدوله السعوديه الاولى تأثير على علاقته مع الاشراف لاحقاً لاسيما اذا ما عرفنا أن بعض حكام اشراف مكه كان تابع للدوله التركيه ومسير من قبلها وقد كان للشيخ عصيدان وابنه أحمد اتصالات مع بعض اشراف مكه لاسيما حينما يكونون مقاومين للتواجد التركي وفي ذلك استنتاجات ومقولات كثيره .
3- الادارسه في جازان وموقف الشيخ عصيدان معهم: كان الادارسه مقاومين للتواجد التركي في جنوب الجزيره ووقعت بينهم معارك كثيره انتصر الادارسه فيها بداية الامر كما أن دعوتهم كانت تنطلق من منطلق اسلامي من أجل نشر الدين وقد علموا بمقاومة الشيخ عصيدان للتواجد التركي والحرب التي دارت بينه وبينهم فقاموا بمراسلته ومراسلة بعض من مشائخ قبائل غامد وزهران وأوضحوا أن رغبتهم تكمن في نشرالدين الصحيح ومقاومة الاتراك الذين أفسدوا الدين وبغوا على الناس ولهذا الامرين أيد الشيخ عصيدان هذا الموقف وهذا التوجه وكان بينه وبين الادارسه عدد من المراسلات منذ عام 1327هـ وحتى عام 1330هـ حيث انقطع الاتصال بين الادارسه والمنطقه منذ هذا التاريخ وشرح هذا الامر يطول .

4- الدوله السعوديه الثالثه وموقف الشيخ عصيدان منها: من المعروف تاريخياً أن أغلب زهران كانوا مؤيدين للدوله السعوديه الاولى وقد شاركوا في عدد من الحروب الى جانب الدوله السعوديه الاولى ومن قبائل زهران التي كان بينها تحالفات كل من قبيلة بني عمر وأميرها بخروش بن علاس الذي لايجهل موقفه من الدوله السعوديه الاولى وكذلك قبيلة بني حسن وقبيلة دوس وقد دلت عدد من الوثائق الى وجود أحلاف وتفارب بين هذه القبائل الثلاثه ولعل منشاء هذه التحالفات هو تأييد الدوله السعوديه الاولى، ولما بداء الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن في توحيد اطراف الجزيره ارسل الى الشيخ عصيدان برسالة منه بتاريخ 2/2/1338هـ يوضح فيها توجهه وأنه لايريد بالمسلمين الا الخير وفيها شرح لبعض الامور المعاصره في ذلك الوقت ، فما كان من الشيخ عصيدان الا أن كان من أوائل المؤيدين له ولدعوته ثم إنه قابل الملك عبدالعزيز واتصل هو وابنه أحمد بن عصيدان بامراء الدوله السعوديه واصبحوا تحت لواء الدوله السعوديه فنعموا ونعم الجميع الى الوقت الحاضر بخير هذه الدوله وبالامن الذي بسطه الله بها وبتوحيدها للجزيرة العربيه وشرح أحداث هذه المرحلة وما حصل فيها يطول الحديث عنه ولكن هذه رؤوس أقلام لهذا التاريخ وعسى أن يوفق احد الباحثين في تتبعه بكل أحداثه ويدون المؤلفات فيه والله الموفق.

4- الشيخ احمد بن عصيدان بن محمد بن صالح
استلم المشيخه في اواخر حياة والده وله الكثير من المواقف التاريخيه وكان والده ينيبه عنه في كثير من الامور وله تاريخ وجهد كبير في كثير من الاحداث

ابناؤه( منسي ، صالح ، عبدالله )

5- الشيخ منسي بن احمد بن عصيدان

استلم مشيخة القبيله في سن مبكره بعد وفاة والده وكان كريماً شجاعاً صادقاً وله العديد من المواقف المشرفه

أبناؤه ( محمد ، مبارك ، معيض ، عبدالله ، عبدالرحمن ، خظران)

6- الشيخ مبارك بن منسي بن احمد بن عصيدان

وهو شيخ القبيله الحالي ويتصف رعاه الله بالحلم والاناه والتواضع وهو محبوب من قبيلته والقبائل الاخرى

الشيخ منسي بن احمد بن عصيدان الحسني الزهراني يرحمه الله

الشيخ مبارك بن منسي بن احمد بن عصيدان الحسني الزهراني