4 أشقـاء في انتظـار الهوية منذ 30 عاماً

4 أشقـاء في انتظـار الهوية منذ 30 عاماً



هدى اليوسف-تبوك، آدم فلاتة-جدة
ثلاث بنات وأخوهن يعيشون بلا هوية 30 عاما، يحلمون بأن يأتي ذلك اليوم الذي يحملون فيه هوياتهم، ليعبروا إلى بر الأمان دون خوف من المجهول وما تخبئه الأيام! تحكي عائشة القصة وتقول: نحن ثلاث بنات وولد، فأنا أم لسبعة من الأبناء، نسكن في تبوك، وفاطمة لديها من الأبناء أحد عشر، وحمد في العقد الثالث من العمر غير متزوج يسكنان في صبيا، وجميعنا من مواليد المملكة لأم سعودية تدعى (مريم س.). توفي والدنا ونحن صغار ولا نذكر كثيرا من الأحداث بحكم صغرنا آنذاك، فلقد انتقلنا بعد وفاته للعيش في كنف أختي الكبيرة فاطمة إلى أن تزوجنا ونسبنا إلى قبيلة بيش، بحكم حياتنا التي كانت داخل القبيلة، فبعد وفاة والدنا عام 1401 تطوع أحد مشايخ قبيلة هتان، بأن نسبنا إلى القبيلة، كحل مؤقت حتى يتم إضافتنا إلى هوية أزواجنا ونحصل على الإرث وغيره من الإجراءات التي نحتاج إليها. ومنذ ذلك التاريخ أي قبل (30 عاما) وحتى الآن لم نستطع الحصول على الهوية، ففي إحدى المرات تم ترحيل شقيقي الوحيد إلى اليمن بحكم أنه لا يملك هوية واعتبر مجهولا، فتم ترحيله؛ ما سبب له أزمة نفسية، كما أن هوية أزواجنا مضاف إليها أبناؤنا فقط، وبقينا نحن بدون هوية، وقدمنا أوراقنا (صك الحصر والمشهد من الشيخ وعقد النكاح) على أحوال تبوك، فقالوا: تحول إلى مرجعها في صبيا وتوثيقها من الشيخ الذي تكفل بنسبنا لقبيلة هتان، والذي لا نعلم إذا كان على قيد الحياة أم لا، أما اختي وأخي في بيش، فقدما على أحوال صبيا، ولم يتم الرد عليهما حتى الآن، وذكر لنا أحد الأقارب في محافظة ضمد أنه قابل أحد المشايخ في اليمن ويدعى بن قرني، وقال له: إن لديه ما يثبت نسبنا وأن جدي أحمد سعودي من قرية العصيمة، ولديه سجله الذي تركه أمانة لديهم قبل أن يموت، وعندما حاول قريبنا الحصول على سجل والد أبي أحمد رفض الشيخ بن قرني تسليم السجل إلا لأخي حمد أو نحن بناته، ولا يمكننا السفر والبحث، أما أخي فلا يمكنه التنقل لأنه مجهول ولو ذهب فإنه لن يعود لأنه بلا هوية.
من جهتها خاطبت «عكـاظ» مدير أحوال تبوك سعود الغيثي فقال: إن قضيتهم مرجعها إلى أحوال صبيا، بعد أن يتم التحقق من شهادة الشيخ الذي ضمهم للقبيلة بأنهم من أبناء القبيلة، وعلى ضوء ذلك ينظر في وضعهم حول الهوية.
المحامي والمستشار القانوني عادل محمد طاهر سقا يعلق على القضية ويوضح: بعد اطلاعي على وقائع حيثيات الشكوى يتبين أن هناك أدلة لا يمكن إغفالها لما يثبت هويتهن، منها ما هو ظاهر فى الشكوى كنسبهن إلى قبيلة بيش، ومنها أن أمهن سعودية وبأنهن متزوجات من سعوديين، إضافة إلى ما قاله أحد المشايخ فى اليمن بأن جدهن أحمد سعودي من قرية (العصيمة) ولديه سجل والدهن. كما أن هناك أمورا خفية يمكن استنباطها ومن ثم الاستدلال بها ومنها عقود النكاح، مع أنه لم توضح الشكوى كيف تم زواجهن دون إضافتهن إلى أزواجهن، مع أنه قد تمت إضافة أولادهن إلى هوية أزواجهن.
و القاعدة الشرعية تنص أن الأصل بقاء ما كان على ما كان، فعلى أصحاب الشكوى الرجوع إلى أساس حفيظة والدتهن السعودية التي تزوجت بوالدهن والذي يتبين شطبها من حفيظة والدها وأضيفت إلى حفيظة زوجها لمعرفة حفيظة والدهن، كما أنه يمكن إثبات نسبهن لوالدهن بزواجه من أمهن السعودية أمام المحكمة الشرعية صاحبة الولاية العامة، وبهذا الحكم يكتسبن النسب والهوية متى ثبت لناظر الدعوى أحقيتهم فيها والذي له الصلاحية فى مخاطبة كافة الجهات المعنية للتحقق من صحة ما يدعينه.

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
الله يكون في عونهم
يعطيك العافيه ياصقر الجنوب