حوار عن مرض الربو مع د.ثامر الخزاعي

( بسم الله الرحمن الرحيم )

يعد الربو ( Asthma ) من الأمراض الشائعة التي تصيب المجرى التنفسي ، ومعدلات الانتشار له في ازدياد مع اختلاف جغرافي في ذلك ... تقدر الإحصائيات أن عدد المصابين به في المملكة العربية السعودية يبلغ نحو المليوني مريض كما أشار لذلك معالي الدكتور توفيق خوجة مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون والمنسق الوطني للجنة العلمية الوطنية لتشخيص وعلاج مرض الربو...

ورغم توافر أفضل الأدوية والخدمات الطبية ...كشف رئيس الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر سعادة الأستاذ الدكتور محمد الحجاج عن أن 64% من مرضى الربو السعوديين يعانون من عدم التحكم فيه .. وأتت هذه النسبة في دراسة أعدتها الجمعية ، إذ أوضحت أن 5% فقط من المرضى الربو لديهم حال التحكم به . وعزا الحجاج مشكلة عدم التحكم إلى تدني الوعي الصحي بأهمية تناول الدواء بصورة منتظمة واستعمال الطريقة الصحيحة لأخذ الأدوية .

ونظراً لذلك حرصنا في ( شبكة نور الإسلام ) على تقريب هذا المرض وتبيين عدد من الحقائق حوله عبر استضافة سعادة الدكتور / ثامر الخزاعي استشاري الأمراض الباطنية والصدرية في مركز أرامكو السعودية بالظهران وعضو جمعية الرحمة الطبية الخيرية ...

بعد الترحيب بالضيف الكريم ... ندعوكم جميعاً لمتابعة هذا الحوار :

س : ما هو مرض الربو ؟ وما هي أعراضه ؟

ج : الربو مرض صدري مزمن . وهو عبارة عن حساسية غير طبيعية مفرطة والتهاب غير

معدٍ في القصبات الهوائي يؤدي إلى تضيقها وحدوث أزمات الربو التي تختفي من تلقاء نفسها وعند استخدام الأدوية الموسعة للقصبات ...

تختلف أعرض الربو من شخص لآخر ومن وقت لآخر. أغلب حالات الربو خفيفة أو متوسطة الحدة، وفي بعض الأحيان تكون شديدة ا لحدة ...

وأهم أعراض الربو :

- السعال:الذي يكون جافاً أو مصحوباً ببلغم ، وربما يكون الوحيد الذي يدل على الربو.

- ضيق النفس: الذي يصاحب أزمات الربو، يصفه المريض أحياناً بضغط في الصدر، أو عدم امتلاء الصدر بالهواء .

- الصفير أو الأزيز: الذي يحدث عند مرور الهواء في القصبات الهوائية الضيقة أثناء الزفير.

س : هل للإصابة به أسباب واضحة ؟

ج : للأسف مرض الربو ككثير من الأمراض الأخرى أسبابه الحقيقية غير معروفة بشكل دقيق ولكن هناك نظريات عديدة حول أسبابه .

إن المرضى المصابين بالربو لديهم استعداد وراثي لأمراض الحساسية عمومًا ، وإذا ما تعرض هؤلاء الأشخاص لعوامل بيئية معينة خصوصًا في السنوات الأولى للعمر فإن ذلك يؤدي إلى الإصابة بمرض الربو. الالتهابات الفيروسية خصوصًا في السنة الأولى من العمر والتعرض لعوامل مسببة للحساسية بشكل مكثف مثل الغبار المنزلي تعتبر من العوامل البيئية التقلدية التي يعتقد العلماء أنهاتسبب الربو. مؤخرًا أثبتت دراسات عديدة ان الأطفال الذين يتعرضون لدخان السجائر عن طريق الآباء يكونون أكثر عرضة لإصابة بمرض الربو.

س : ما هي أنواع الربو ؟

ج : الربو له نوعان:

- النوع الأول ينتج عن الأسباب الخارجية أو مثيرات الحساسية عند تعرض المريض لأي مهيجات مثل الغبار والحيوانات وعثة المنزل وغيرها . تكون الفحوص الخاصة بالحساسية موجبة عادةً ، ومن أمثلة الفحوص اختبار تحسس الجلد وفحص مستوى الأجسام المضادة في الدم .

- النوع ا لثاني للربو وراثي أو جيني، ويكثر عند بعض العائلات، فمعاناة أحد الوالدين من الربو تزيد من احتمالية انتقاله للأبناء بنسبة تتراوح بين (25 - 40% ) ، وتزداد إلى (50 -70% ) عند معاناة كلا الوالدين .

س : ما هي أبرز مثيرات أ و مهيجات الربو ؟

ج : يمكن تقسيم مثيرات و مهيجات القصبات الهوائية إلى :

1- المثيرات الدائمة التي تحدث خلال السنة، وأهمها:

- مخلفات الحيوانات والأسمدة.

- عثة المنزل.

- الحيوانات والطيور الأليفة.

- بعض مكونات الطعام الحافظة أو الملونة.

- ملوثات الهواء.

- بعض الأغذية.

- بعض الحشرات مثل الصراصير.

2- المثيرات الفصلية التي تتكرر خلال فصوول معينة من السنة،وأهمها:

- لقاح الأشجار و النباتات.

- الورود والزهور بما فيها الأنواع المجففة.

- العفن والطحالب.

- الالتهابات الفيروسية الموسمية.

س : هل الإصابة بالربو محددة بفئات عمرية معينة ، وهل لذلك أثر في التشخيص ؟

ج : الإصابة بالربو غير محددة بفئات عمرية معينة ولا يوجد اختلاف في طرق التشخيص. المرضى التي تقل أعمارهم عن ست سنوات يعتمد بالشكل الكلي على الأعراض التي يعاني منها الطفل.

س : قياس كفاءة الرئة لمريض الربو ما أهميته ؟ وما أثر نتائجه ؟

ج : يعد من أهم الفحوص لتشخيص مرض الربو ولمتابعة الحالة والاستجابة للعلاج والتحسن الناتج عنه. يقوم المريض بالنفخ في أنبوب متصل بجهاز يقيس سرعة الهواء وكميته التي يخرجها المريض أثناء الزفير؛ تقل سرعة الهواء وكميته أثناء الزفير مع ازدياد ضيق القصبات الهوائية. يعاد الفحص مرة أخرى بعد (15) دقيقة من إعطاء البخاخ الموسع للقصبات الهوائية لمعرفة مدى التحسن .

س : هل لمريض الربو مزاولة الأنشطة الرياضية ، وهل لذلك إرشادات معينة ؟

ج : إن الرياضة ذات أهمية كبرى للجميع وخصوصًا لمريض الربو الذي يجب علية أن لا يتوقف عن أداء التمارين الرياضية بسبب الربو ، ولكن ينبغي استشارة طبيب مختص يساعده على عمل الاحتياطات اللازمة، واختيار نوع الرياضة المناسب لكي تزداد لياقة المريض تدريجيًا ويتعايش مع مرضه بشكل أفضل.

· كيفية تجنب أزمات الربو عند التمارين

1- اختيار أنواع الرياضة بعناية.

2- عمل فترة إحماء كافية.

3- اختيار التوقيت المناسب.

4- استخدام البخاخ الموسع للقصبات الهوائية قبل التمارين.

س : من ضمن المفاهيم المنتشرة لدى الناس أن أدوية الربو تسبب الإدمان ، فهل ذلك صحيح ؟ وهل تسبب هذه الأدوية أثار نفسية ؟

ج : سبب هذا الاعتقاد أن مريض الربو عندما يبدأ استخدام البخاخ الواقي تختفي أو تتحسن أعراض المرض المختلفة، ويحس المريض بارتياح . تعود هذه الأعراض عند ترك البخاخ أوعدم الانتظام عليه؛ عندئذ يعتقد كثير من مستخدمي البخاخ أن عودة أعراض المرض ناتجة عن تعود البخاخ ، وفي الواقع فإنها بسبب عودة التهيج للقصبات الهوائية بعد ترك العلاج .

فالربو مثل أي مرض مزمن آخر( كالسكري وارتفاع ضغط الدم ) يحتاج إلى علاج منتظم ، وعند ترك العلاج يعود مرة أخرى. مرض الربو مرض مزمن كما هو حال كثير من الأمراض الأخرى كالضغط والسكر فبما أن بعض مرضى السكر يحتاجون إلى أخذ دواء طوال حياتهم فإن بعض مرضى الربو يحتاجون إلى أخذ دواء طوال حياتهم ولكن المبدأ الرئيسي لعلاج الربو هو استخدام أقل كمية من الدواء للتخلص من الأعراض نهائيا أو التقليل منها قدر الإمكان ليتمكن المريض من العيش بصورة طبيعية .

س : يعاني بعض المرضى من زيادة أعراض الربو بالليل ، فهل لذلك سبب علمي ؟

ج : الربو الليلي مشكلة طبية شائعة ، ونعني بها زيادة أعراض الربو والحساسية أثناء الليل .

وحتى عند الأصحاء فإنه يحدث ضيق في مجرى الهواء أثناء الليل . فقد أظهرت الدراسات أن قياس القدرة القصوى للنفخ لدى الإنسان الطبيعي تقل بنسبة 8% ليلاً بينما تصل نسبة النقص عند بعض المصابين بالربو الليلي 50%.

وكثير من مرضى الربو يدركون أن أعراض الحساسية تزداد لديهم ليلاً . وفي بعض الحالات فإن الأعراض تظهر في الليل فقط وتختفي في النهار . وتتكون هذه الأعراض من السعال والأزيز واحتقان الصدر وزيادة البلغم وأحيانا اضطراب النوم .

فقد أظهرت الدراسات أن الجهاز التنفسي أكثر حساسية بالليل منه بالنهار كما أن مجاري التنفس السفلية ( القصيبات الهوائية ) تكون في أضيق حالاتها الساعة الرابعة فجراً . كما أن هناك العديد من التغيرات التي تحدث في الجسم مع تغير الإيقاع اليومي فيحدث نقص أثناء الليل في بعض الهرمونات التي تساعد على توسيع الشعب الهوائية مثل : هرمونات الكورتيزول، والأدررينالين ...

س : هل يمكن التغلب على هذه المشكلة (زيادة أعراض الربو بالليل ) أو تقليلها ؟

ج : يتطلب علاج الربو الليلي تفهُم التغيرات التي تحدث في الليل وتزيد من أعراض الربو. لذلك على الطبيب الحصول على معلومات مفصلة عن المرض من المريض . وإذا كان المريض يتناول علاج الربو ولكنه لايشعر بالتحسن، يجب حينئذ البحث عن سبب ذلك، كأن يكون المريض غير منتظم في أخذ العلاج أو لا يجيد استخدام العلاج أو يحتاج إلى تعديل في جرعة أو نوع العلاج كما سنبين لاحقاً. كما يجب البحث عن الأسباب التي تم ذكرها سابقاً والتي تزيد من أعراض الربو الليلي كالتهاب الجيوب الأنفية أو توقف التنفس أو ارتداد الحمض إلى المريء وعلاجها.

كما يجب جعل بيئة غرفة النوم مناسبة جداً، حيث يفضل عدم استخدام السجاد (الموكيت) في غرف المصابين بالربو الليلي لأنه وسط مناسب جداً لعيش عثة الغبار كما ينصح بتنظيف غرفة النوم والفراش بصورة منتظمة من الغبار وغسل الشراشف وأكياس المخدات بصورة منتظمة وعدم السماح للحيوانات الأليفة بدخول غرف النوم .

س : ما هي أزمة الربو ، وما الإجراءات الأولية للتعامل معها ؟

ج : الأعراض الأولية الدالة على أزمة الربو بسيطة ويستطيع المريض ملاحظتها بشكل سهل، ويعد قياس سرعة تدفق الهواء أحد العوامل التي تساعد على اكتشاف أزمة الربو بشكل مبكر أيضًا؛ لذا ينصح المريض بعمل فحص سرعة تدفق الهواء بشكل منتظم وبمعدل مرتين يوميًا.

· علا مات أ زمة الربو الأولية :

1- حدوث أعراض الربو ، وهي عبارة عن سعال وضيق النفس وصفير في الصدر أثناء النهار مما يستدعي استخدام البخاخ الموسع للقصبات الهوائية بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا.

2- حدوث أعراض الربو أثناء النوم أو عدم المقدرة على النوم بسبب الربو.

3- حدوث نزلة فيروسية تصيب الجهاز التنفسي مؤدية إلى حدوث أزمة الربو.

4- نقص سرعة تد فق الهواء إلى أقل من ( 80% ).

5- عندما يكون الفرق بين قراءة سرعة تدفق الهواء في المساء والصباح أكثر من ( 20% ) .

إن حدوث أيٍّ من الدلائل الأولية تحتم على المريض التعامل معها بشكل جيد للقضاء على أزمة الربو بشكل مبكر. لذا ينبغي على المريض أخذ رأي الطبيب عن مناسبة خطة علاج الربو الذاتية.

س : ما الفرق بين الربو ( Asthma ) وداء الرئة الانسدادي المزمن ( COPD ) ؟

ج : الربو هو التشخيص التفريقي الرئيسي عند بعض المرضى ، وقد يتعذر التفريق الواضح لـ (COPD ) عن الربو المزمن بالفحص الفيزيائي وباستخدام تقنيات التصوير الإشعاعي العادي ويكون التدبير عند هؤلاء المرضى مماثلاً لتدبير الربو ...

· الربو :

- البدء في مرحلة مبكرة من العمر (مرحلة الطفولة غالباً)

- تفاوت الأعراض من يوم لآخر

- حدوث الأعراض ليلاً أو في الصباح الباكر

- وجود أيضا حالات تحسسية أخرى التهاب أنف و/أو اكزيما

- تاريخ عائلي للإصابة بالربو

- عكوسية واضحة لتحدد تدفق الهواء

· الداء الانسدادي المزمن (COPD) :

- بدء المرض في منتصف العمر.

- ترقي الأعراض بشكل بطيء

- تاريخ طويل للتدخين

- زلة تنفسية عند الجهد

س : هل يذهب مرض الربو تماماً من المصابين فيه ؟

ج : إن العديد من الدراسات بينت أن أغلب حالات الربو تحدث تحت سن الخامسة ، ولوحظ أن أغلب هذه الحالات تختفي بعد ذالك تدريجياً عندما يصل الطفلل إلى سن البلوغ . بعض الحالات تستمر بحدة مختلفة تتراوح بين ربو خفيف أو شديد الحدة ؛ لذا ينبغي أن يطمئن والد الطفل إلى أن حدوث أزمة الربو في بدايات سن الطفولة لا يعني استمرارها عند الكبر.

س : أخيراً ... هل لديك إضافة تود طرحها ؟

ج : بالرغم مما يشاع عن مرض الربو إلا أنه يمكن علاجه والسيطرة عليه والتأقلم معه ولكن لابد للمريض والطبيب المعالج من التعاون للوصول لأحسن مستوى من السيطرة على المرض والتأقلم مع الحياة المنتجة .

فهناك العديد من الرياضيين المحترفين المصابين بالربو المصاحب لرياضة الجهد وهم يقومون بأخذ أدويتهم بانتظام حسب إرشادات الطبيب ثم يقومون بالتمرين أو حتى المنافسة الرياضية ويعيشون حياتهم مثل أي إنسان عادي يحب الرياضة ويستمتع بالمنافسة .

التاريخ :23/4/1429 هـ
منقول

موضوع هام جدا و معلوماته جدا مهمه نتمنى للجميع ان يستفيدوا منها
مشكور اخ احمد على اهتمامك باثراء القسم بالمواضيع المفيده

اخي العزيز :
`~'¤!||!¤'~`(( ahmad96 ))`~'¤!||!¤'~`


اشكرك على موضوعك الهادف
مع دعواتي لك بالمزيد من التألق والابداع .
دمت بنقاء.

أخوك المحب

صدق المشاعر

رحاب الرحمن وصدق المشاعر

آنسني مروركم العطر
وفق الله الجميع