الوسام .. الاكاديمي ابن الجنوب ..حسن القرشي ... لؤلؤة زهران كل الحكاية قسم المحاورة


 
 عدد الضغطات  : 5725


إهداءات




شرف البنات.. وعار المثقفين

استشارات قانونية وشرعية وعقود مجانية و مشاكل وحلول


إضافة رد
#1  
قديم 05/07/2007, 06:58 PM
مشرف منتدى الأخبار
عبد المجيد âيه ôîًَىà
 عضويتي » 316
 تسجيلي » Mar 2005
 آخر حضور » 22/06/2013 (08:28 AM)
مشآركاتي » 526
 نقآطي » 10
 معدل التقييم » عبد المجيد is on a distinguished road
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
افتراضي شرف البنات.. وعار المثقفين



شرف البنات.. وعار المثقفين
د. منى أبو سنة


من خصائص الشخصية المصرية التمسك بالقديم والحفاظ على العادات والممارسات الموروثة إلى حد التقديس، ويلزم من هذه السمة المميزة الخوف من التغيير إلى درجة تصل إلى محاربة أية محاولة للتغيير لأن التغيير يشترط نقد الماضى من أجل تجاوزه إلى مستقبل مغاير لهذا الماضى. دارت فى ذهنى هذه الأفكار وأنا أتابع الحادث الأليم الذى راحت ضحيته الطفلة «بدور» إثر إجراء عملية الختان، وفى تقديرى أن بدور ليست الأولى ولن تكون الأخيرة من طفلات مصر اللاتى تقدمهن أمهاتهن قرابين وضحايا لعادة اجتماعية موروثة، بيد أن حادث بدور يعد استثناءً لأن الإعلام ألقى عليه الأضواء، ولذلك بدأ وكأنه الحالة الوحيدة فى حين أن هذا الحادث هو الاستثناء الذى يؤكد القاعدة وهى موت كثيرات من الفتيات أثناء عملية الختان.

أما تناول الإعلام لحادث بدور، فإنه يكشف عن الخاصية المصرية التى تكره النقد وتحاربه لأنه يشترط نقد التراث، ونقد التراث يعنى الكشف عن جذور الأوهام الراسخة فى عقول عامة الناس من أجل تطهير عقولهم من هذه الأوهام. ولكن بدلاً من أن يكشف الإعلام عن جذور الأوهام، وقع فى وهم آخر وهو أن ختان البنات قضية دينية ليس إلا، ومن ثم لجأ الإعلام إلى مفتى الديار المصرية لكى يعلن فتواه أن «ختان الإناث حرام»، وتصور أهل الإعلام أنهم بتلك الفتوى قد اجتثوا عادة ختان البنات من جذورها، ومن جهة أخرى، لجأت بعض مؤسسات الدولة إلى سن القوانين التى تجرم تلك العادة وتعرض مرتكبيها لأشد العقوبات توهماً من تلك المؤسسات أن القوانين الرادعة ستقضى على عادة ختان البنات. وفى خضم تلك الأحداث لم يلتفت أحد إلى أن الفتاوى الدينية والقوانين الحكومية كلها مشاهد متكررة على مدى عصور متواصلة ونتيجتها أن 97% من بنات مصر يمارس عليهن الختان، فهل تؤدى الفتوى الأخيرة للمفتى والقوانين الرادعة المبتكرة إلى تناقص الأعداد المتزايدة للبنات ضحايا الختان؟

الإجابة لا، لأن عادة الختان ليست قضية دينية ولا قضية قانونية، بل إنها قضية ثقافية، أو بالأدق، قضية ثقافية نسائية مرتبطة بوضع المرأة فى المجتمع المصرى من زاوية واحدة محددة وهى «شرف البنت»، إذ إن ختان البنات، سواء فى الريف أو فى المدينة، مرتبط ارتباطاً عضوياً بالعذرية، فعذرية البنت لا تكتمل إلا بختانها لأن البنت العذراء إذا لم تكن مختنة فهى بالضرورة بنت غير شريفة، أو بالأدق، بنت فاجرة.. ومن شأن هذا أن يجلب العار والفضيحة لأسرتها، وإذا حدث وفقدت الفتاة عذريتها، لسبب من الأسباب، فمن السهل معالجة هذا الفقدان بعملية بسيطة، بينما عدم الختان أمر لا يمكن مداراته ويظل دليلاً قاطعاً على عدم عفة الفتاة فى نظر المجتمع..
هذا الاعتقاد الموروث إذن، لا صلة له لا بالدين أو الشريعة من قريب أو بعيد، كما أن القوانين مهما بلغت من الشدة لن تردع ممارسى تلك العادة لأن الهروب من هذه القوانين يمكن فى حالة إحياء دور الداية من جديد. والدليل على أن ختان البنات عادة مصرية موروثة لا صلة لها بالدين أن تلك العادة لا تمارس فى المجتمعات الإسلامية التى تطبق الشريعة، والمفارقة الكامنة فى ممارسة تلك العادة هى أن بعض الفتيات المختنات قد يكن منفلتات أى لهن علاقات متعددة مع شباب من أعمارهن وقد تصل هذه العلاقات إلى حد ممارسة الجنس، وقد تصل أحياناً إلى احتراف الدعارة دون علم الأهل، لكن كل هذا لا يدعو إلى قلق الأسرة إذا كانت تلك الممارسات تتم فى الخفاء ودون علم أحد من الجيران أو الأقارب، ولكن عندما تتزوج هؤلاء الفتيات المنفلتات فإنهن يحرصن على أن يكن عذراوات، سواء كانت عذريتهن طبيعية أو مصطنعة، ومن ثم تصبح عادة النفاق الاجتماعى جزءًا جوهرياً من الشخصية المصرية لأنها لازمة للحفاظ على وهم «شرف البنت». وتعود جذور وهم عادة ختان البنات باعتبارها الوسيلة اللازمة والضرورية لاكتمال عذرية الفتاة ونقاء سمعتها الاجتماعية، إلى نظرة المجتمعات البدائية إلى الفتاة، ومن ثم إلى المرأة، باعتبارها عورة، أو بالأدق «عار»، لأنها مجرد أداة جنسية للتناسل، والمرأة، بهذا المفهوم ليست ذاتاً انسانية تمتلك العقل والإرادة ولكنها مجرد موضع لرغبات الرجل، وبناء عليه فالفتاة بحكم كونها أنثى، هى دائماً موضوع اتهام سواء ارتكبت فعلاً مشيناً يجرم شرفها أو لم ترتكب، فهى متهمة بالضرورة، أو بالأدق متهمة بالقوة وليس بالفعل على حد تعبير أرسطو، والدليل على ذلك أن ثمة أعداداً كبيرة من الفتيات اللائى قتلن فى جرائم الشرف تبين أنهن عذراوات، وقديماً حل المجتمع البدائى هذه المشكلة بوأد البنات بعد ولادتهن من أجل التخلص من العار الكامن فى هويتهن الأنثوية، أما اليوم فنحن نكتفى بالختان باعتباره رمزاً على وأد البنات، وما يسمى شرف البنت هو فى حقيقة الأمر وهم حيث إن البنت لا شرف لها لأنها فقدت العقل والإرادة، فما يسمى شرف البنت هو فى حقيقة الأمر شرف الأسرة أو شرف القبيلة.

وهنا ثمة سؤالان.. السؤال الأول: كيف يتخلص الناس من هذا الوهم المترسب فى عقولهم عبر سنوات من الفكر الأسطورى الخرافى البدائى؟
والسؤال الثانى: هل يستطيع الإعلام المصرى، ومعه مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى، اقتحام جذور الأوهام التى «تعشش» فى عقول الناس وتدفعهم دفعاً إلى ممارسة عادة ختان البنات؟

ويترتب على هذين السؤالين سؤال ثالث مركب: أين دور المثقفين؟ وهل هم على استعداد لمواجهة مسئوليتهم الثقافية لتناول تلك العادة اللا انسانية والقضاء على جذورها فى أذهان الناس؟ أم أن هذه القضية هى نموذج آخر من نماذج الإصلاح الثقافى التى يتخلى فيها المثقفون عن مسئوليتهم فى تنوير الجماهير لأنهم مشغولون بالصدام مع السلطة وليس الصدام مع التخلف؟!




رد مع اقتباس

اخر 5 مواضيع التي كتبها عبد المجيد
المواضيع المنتدى اخر مشاركة عدد الردود عدد المشاهدات تاريخ اخر مشاركة
في جريمتين منفصلتين اوقفوهما واعتدوا عليهما... منتدى الاحداث السياسية والجريمة 1 1087 22/06/2013 08:24 AM
وعاظنا يشبهون المسيحيين في مطاردة النساء واختلاق... منتدى الاخبار المحلية واالعالمية 4 1743 22/01/2011 01:00 PM
سعودي" يعرض 10 آلاف يورو لشراء عربة... أخبار منطقة الباحة والجنوب 4 1548 21/01/2011 09:37 PM
التأمينات: زيادة معاشات المتقاعدين رفعت للجهات... منتدى الاخبار المحلية واالعالمية 3 1605 29/04/2009 09:45 PM
دارالافتاء المصرية اعلنت اباحتها0 الفتاوى 2 1865 29/04/2009 09:33 PM

قديم 05/10/2007, 06:43 PM   #2


الصورة الرمزية المــاجدة
المــاجدة âيه ôîًَىà

 عضويتي » 7441
 تسجيلي » Oct 2007
 آخر حضور » 24/01/2008 (02:00 PM)
مشآركاتي » 1
 نقآطي » 10
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
افتراضي



اقتباس :
وهنا ثمة سؤالان.. السؤال الأول: كيف يتخلص الناس من هذا الوهم المترسب فى عقولهم عبر سنوات من الفكر الأسطورى الخرافى البدائى؟
والسؤال الثانى: هل يستطيع الإعلام المصرى، ومعه مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى، اقتحام جذور الأوهام التى «تعشش» فى عقول الناس وتدفعهم دفعاً إلى ممارسة عادة ختان البنات؟

ويترتب على هذين السؤالين سؤال ثالث مركب: أين دور المثقفين؟ وهل هم على استعداد لمواجهة مسئوليتهم الثقافية لتناول تلك العادة اللا انسانية والقضاء على جذورها فى أذهان الناس؟ أم أن هذه القضية هى نموذج آخر من نماذج الإصلاح الثقافى التى يتخلى فيها المثقفون عن مسئوليتهم فى تنوير الجماهير لأنهم مشغولون بالصدام مع السلطة وليس الصدام مع التخلف؟!


اولا الموضوع طويل جداً يعطيك العافية على طولة الصبر عندك ..! ماشاءالله

اخي الكريم باستطاعة الاعلام ابراز اوجه الخطورة لدى عامة الشعب واعتقد ان قضية بدور اصبحت حديث المجتمعات سواء في مصر او غيرها .
ثم عزيزي الكاتب هي ليست اوهام هي حقيقة متبعة منذ القدم ولم ينهى عنها الرسول (ص) حيث قال "إذا خفضت فأشمي و لا تنهكي فإنه أسرى للوجه و أحظى عند الزوج " و في رواية إذا ختنت فلا تنهكي فِإن ذلك أحظى للمرأة و أحب للبعل .أخرجه الطبراني بسند حسن .
وكان راي الشافعية و بعض المالكية بوجوب الختان للرجال و النساء .. وللختان فوائد قد لايعلمها الا قلة من النساء اذا اتعبت فيه السنة النبوية.
اخي الفاضل قد يُسيء بعض الناس ممارسة الختان للنساء كما عند بعض الرجال فليس كل من مارس الختان اتقن

صيام مقبول وإفطار شهي
المــاجدة


 

رد مع اقتباس
قديم 08/10/2007, 09:06 AM   #3


الصورة الرمزية نوران
نوران âيه ôîًَىà

 عضويتي » 7220
 تسجيلي » Aug 2007
 آخر حضور » 13/03/2008 (11:24 PM)
مشآركاتي » 31
 نقآطي » 10
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
افتراضي



مشكور على الموضوع


 

رد مع اقتباس
قديم 08/10/2007, 12:55 PM   #4
شاعر وعضو شرف منتديات رباع


الصورة الرمزية عبدالله يحيى
عبدالله يحيى ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

 عضويتي » 5149
 تسجيلي » Nov 2006
 آخر حضور » 22/03/2023 (11:47 AM)
مشآركاتي » 617
 نقآطي » 200
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي



عبدالمجيد...
نرحب بك وبموضوعك وبما انك مشرف منتدى الاخبار توقعت انك قمت بنقل ماكتبتة د.منى ابو سنه. كخبر ليس إلا او لربما انك تمعنت فيه جيداً وشعرت انه لابد ان ينقل هنا للاستفادة وهذا شيء جميل0

اخي الكريم.. لقد تطرق موضوعك لبعض الاسئله رأيت من خلالها انها تخص المجتمع المصري وهو مجتمع ليس غريبا على المجتمعات العربيه فما هو حاصل عندهم هو حاصل عندنا وعند اي مجتمع عربي وربما كانت تلك الاسئلة للكاتبة نفسها..وهنا نقول..بالاضافة الى ما اشارة اليه الاخت الماجدة..

أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لامرأة كانت تقوم بهذه المهمة، قال لها: ((أشمي ولا تنهكي. فإنه أنضر للوجه، وأحظى عند الزوج)) و ((الإشمام)) هو التقليل، ولا تنهكي أي لا تستأصلي، فهذا يجعل المرأة أحظى عند زوجها، وأنضر لوجهها فلعل هذا يكون أوفق. والبلاد الإسلامية تختلف بعضها عن بعض في هذا الأمر، فمنها مَن يختن ومنها مَن لا يختن …

ذا الموضوع اختلف فيه العلماء والأطباء أنفسهم، وقامت معركة جدلية حوله في مصر منذ سنوات، من الأطباء مَن يؤيد، ومنهم مَن يعارض، ومن العلماء مَن يؤيد ومنهم مَن يعارض، ولعل أوسط الأقوال وأعدلها وأرجحها، وأقربها إلى الواقع، وإلى العدل في هذه الناحية، هو الختان الخفيف، فمَن رأى أن ذلك أحفظ لبناته فليفعل، ومَن تركه فلا جناح عليه، لأنه ليس أكثر من مكرمة للنساء، كما قال العلماء، وكما جاء في بعض الآثار.أما الختان للذكور فهو من شعائر الإسلام لذلك اخترت لكم هذه المشاركه بعد نقلها مع بعض التصريف لعلها تفيد او تضيف شيء من التوضيح...


 
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله يحيى ; 08/10/2007 الساعة 12:58 PM

رد مع اقتباس
إضافة رد


(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 :
لا يوجد أعضاء

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية )

انشر مواضيعك بالمواقع العالمية من خلال الضغط على ايقونة النشر الموجودة اعلاه

الساعة الآن 03:48 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w