وقفات تأمل في رثاء جرير لزوجته

الجمعه 11 صفر 1430هـ - 6 فبراير2009م - العدد 14837







وقفات تأمل في رثاء جرير لزوجته



أتفاعل كثيرا مع قصيدة جرير في رثائه لزوجته (أم جزرة) تلك القصيدة الرائعة التي تهز الوجدان وتستدعي الدمع، كلما قرأت هذه القصيدة نزلت دمعتي حزنا على مواصفات تلك الزوجة التي رثاها جرير.
أتأمل بشغف كل بيت من أبياتها، اكتشفت شخصية تلك الزوجة من خلال أبيات القصيدة الرائعة:
لولا الحياء لهاجني استعبار
ولزرت قبرك والحبيب يُزار
ولقد نظرت وما تمتع نظرة
في اللحد حيث تمكن المحفار
ليتك يا جرير تمتعت بنظرتك الحانية والتي ضمها القبر فرحلت من الدنيا ولكنها لم ترحل من فكرك، إذا كانت يا جرير زوجتك كما وصفتها في أبياتك بحق فهي زوجة مثالية تستحق التقدير والإخلاص والوفاء ألم تقل يا جرير:
نعم القرين وكنت علق مضنة
وأرى بنعف بلية الأحجار
ما الذي جعل جريراً يحزن كل هذا الحزن لفراق زوجته ويترجم ذلك الحزن إلى كلمات عذبة رقيقة؟ أهو جمال تلك الزوجة ومالها؟ لا والله لا أظن أن هذا هو الذي جعل قلب جرير يهيم ويتعلق كل هذا التعلق بزوجته، إذاً ما هو السبب الحقيقي إنه يجيب على التساؤل ببيته الذي يقول:
كانت مكرمة العشير ولم
يخشى غوائل أم حزرة جار
هنيئاً لك يا جرير تكريم زوجتك لك، فما الذي يريده الزوج العاقل الواعي من زوجته غير أن تكرمه وتحترمه وتقدره وتحمله على أكف الراحة، ما الذي يريده غير أن تكون على جانب كبير من الخلق الحسن والالتزام بأوامر الله تعالى في طاعتها له «إلى جانب الاهتمام بالمتطلبات الأخرى» ما أعظم تلك الزوجة التي تقوم بواجباتها نحو زوجها كما ينبغي إنها زوجة فعلاً تستحق المدح والثناء وتستحق أن تمنح شعار الزوجة المثالية وأن تبادل حباً بحب وعطاء بعطاء.
ولقد أراك كسيت أجمل منظر
ومع الجمال سكينة ووقار
لله درك يا جرير إنك ترى زوجتك أجمل زوجة في عصرها بمنظارك أنت اقتصرت نظرتك على تلك الزوجة فرأيتها كذلك بقلبك ومشاعرك وما أعظم تلك النظرة.
وفي هذا البيت يلفت نظرنا إلى أمر مهم قد تغفل عنه الكثيرات من نساء هذا العصر وهو أن الجمال وحده لا يكفي، إن زوجة جرير مع تمتعها بالجمال في نظره تمتعت أيضا بصفتين عظيمتين هما السكينة والوقار وما أحوج نساءنا للتمتع بهاتين الصفتين.
والريح طيبة إذا استقبلتها والعرض لا دنس ولا خوار والعرض لا دنس ولا خوار أظن أن هذه الكلمات لا تحتاج إلى إيضاح معنى فهي واضحة فما أروعها تلك الزوجة التي قصرت طرفها على زوجها وصانت عرضه في حضوره وغيابه.


3 تعليقات
تنويه: في حال وجود ملاحظة أو اعتراض على أي تعليق يرجى الضغط على (إبلاغ)

1




طيب من كاتب الموضوع نبي نقوله شكرا
شكرا والله يرزقنا الزوجه الصالحه


ابوفهد


ابلاغ


06:49 صباحاً 2009/02/06

2




فرق بين زوجه مثل التمر,,وزوجه كلها سموم ودهون!
أمس الزوجه مملكة صبر,,مخزن من تمور كلها بركه ,
وفيها خصال تعمر,تبني بدون ملل ,
سيد البشر وحبيب الأمة ورسول الخالق العظيم
نبيناعليه الصلاة والسلام.قال
بيتاً ليس به تمره أهله جياع..أو كما قال
والزوجه المبروكه هي تلك التمره,
ونحن نعرف قيمة التمره في بيت المسلم,,
واليوم الزوجه وهنا لن أعمم !
خوفاً فقط من مقص الرقيب لا يمنع النشر ؟
بعض الزوجات اليوم مملكه من فقر ,
فاقده رمز الحياه. العطا,الود ,
والحوار العاطفي كان همس, لمس ومشاعر,


بدراباالعلا{وزيرشؤون المعاناة}


ابلاغ


09:22 صباحاً 2009/02/06

3




صحيح كلامك ما احوج النساء الى تلك الصفتين ولكن زوجة جرير وجدت فية الرجل الذي اقتنع بها ولم ينظر لغيرها رغم انها ليست اجمل النساء اذا كلا هما مخلص للاخر انتم الرجال تتحدثوا وكانكم انتم الكاملون والمخلصون وغيركم لا على العموم اصابع يدك ليست متساوية لاتذم والدتك واختك وزوجتك ربما العيب فيك

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

قصيدة جرير في رثاء زوجته من افضل قصايد الرثاء
شكرا لك يااستاذنا الفاضل مشهور

تقبل تحياتى يا وفى من روائع الشعر العربى فى الرثاء مشكور اخو مشهور ولك تحياتنا

عواااااااااااافي اخي