الغيل - بلد الحب الذي عاشه قيس وليلى

الغيل

بلد الحب الذي عاشه قيس وليلى وقرية النخيل وقال الأصفهاني في كتابة بلاد العرب ولجعدة وادي يقال له ( الغيل ) بين جبلين ملآن نخيلاً وبأعلاه نفر من بني قشير لهم أموال كثيرة وبه أيضا منبر وبين ( الغيل ) والفلج سبعة فراسخ أو ثمانية وقال ياقوت الحمـوي في معجم البلدان و( الغيل ) واد لبني جعدة في جوف العارض يسير في الفلج وبينهما مسيرة يوم وليلة وقال الهمداني في صفة جزيرة العرب ( الغيل ) واد رغاب كثير النخل كثير الحصون وفرعه الصدارة ( يعني الستارة كما تسمى الآن ) .
وقد قال البحتري الجعدي :ـ
ألا ياليل قد برح النهـار =وهاج الليل حزناً والنهار كأنك لم تجاور آل ليلى =ولم يوقد لها بالغيل نـار

ويقع بالقرب من ( الغيل ) ( جبل التوباد ) الشهير( الموضحة صورته أعلاه ) الذي ورد ذكره في أشعار مجنون بني عامر قيس بن الملوح والذي قال فيه الأصفهاني في كتابه الأغاني إن قيس وليلى كانا يرعيان غنم أهلهما وهما صبيان عند جبل في بلادهما يقال له ( التوباد ) فلما ذهب عقله وتوحش كان يجي ء إلى ذلك الجبل فيقيم به فإذا تذكر أيام كان يطوف هو وليلى به جزع جزعاً شديداً واستوحش فهام على وجهه حتى يأتي نواحي الشام فإذا ثاب إليه عقله رأى بلدا لا يعرفه فيقول للناس الذين يلقاهم بأبي أنتم أين ( التوباد ) من أرض بني عامر فيقال له وأين أنت من أرض بني عامر أنت بالشام عليك بنجم كذا فأمه ، فيمضي على وجهه نحو ذلك النجم حتى يقع بأرض اليمن فيرى بلادا ينكرها وقوما لا يعرفهم فيسألهم عن ( التوباد ) وأرض بني عامر فيقولون وأين أنت من أرض بني عامر عليك بنجم كذا وكذا فلا يزال كذلك حتى يقع على ( التوباد ) فإذا شاهده قال في ذلك :ـ

وأجهشت للتوباد حيـن رأيتـه =وكبـر للرحمـن حيـن رأنـي وأذرفت دمع العين لما عرفتـه =ونادى بأعلى صوتـه فدعانـي فقلت له قد كان حولـك جيـرة =وعهدي بذاك الصرم منذ زماني فقال مضوا واستودعوني بلادهم =ومن ذا يبقـى علـى الحدثانـي وإني لأبكي اليوم من حذري غدا= فراقـك والحيـان مجتمعانـي سجالاً وتهتـالاً ووبـلاً وديمـة= وسحاً وتسجاماً إلـى هملانـي
ويقول هاري سانت جون فيلبي في كتابة قلب الجزيرة ( الغيل ) مستوطنة غنية تقع في أدنى وادي ( عشيرة ) بالقرب من موقع إلتقائه بسهل الأفلاج كان كل ما تبقى من الهجرة السابقة جنينة لا يعدو ثلاث أو أربع نخلات قصيرة ومثلها من الآبار المهجورة المحطمة ومررنا بعد هذه القرية المهجورة بشعيب ( سمران ) الذي يقال إن منبعه بجوار خشم الحصان وكانت بدايات قرية ( الغيل ) قصور مهدمة ومزارع تحيط بها وتطوف بالوادي لمسافة ثلاثة أميال ابتداء من هذا الموقع حتى بساتين القرية الحقيقية كان ذلك الخراب وعدم وجود من يفلح الأرض دلالة كافية للتدهورالذي أصاب القرية التي كانت يوماً ما مشهورة بثرائها وامتدادها ويبدو لي أنه قد مضت سنوات طويلة منذ أن أنتجت هذه الحقول أياً من المحاصيل حيث بعض المساحات من هذه البقاع يزرعها أهل ( الغيل ) من حين لآخر عندما تكون الأمطار كافية فتسمح بالزراعة السيول التي تلي موسم الأمطار كان مجرى السيول يجري فوق مهد عميق لا يقل عمقه عن عشرة أقدام بالمقارنة مع الأرض على الجانبين كما كان عرض المجرى يبلغ حوالي عشرين ياردة ولذا فإنه يبدو لي أن السيول الإستثنائية فقط هي التي يمكن أن تغمر هذه الحقول وواحة ( الغيل ) غابة كثيفة من النخيل وأول ما بلغناه من الرقاع المزروعة بستان مبني مهدّماً ومن وراء ذلك في الجانب الآخر من أرض خلاء رأينا قلعة مهدمة بها برج عال ٍ منعزل يكوّن خط دفاع للقرية توجد بعد ذلك بساتين نخيل على أرض يبلغ عرضها 300 ياردة تتخللها بعض الجروف الصخرية التي ترتفع لمئة قدم , عبرنا فوق جسر مبني يمر من تحته أخدود ضيّق وقادنا الطريق عبر قلب الواحة بطول مجرى السيول حتى بلغنا قرية ( البديعة ) التي خيّمنا بإزائها في فناء صغير تحت الجرف الصخـري الشـاهق على الجانب الأيمن للمجرى , ويعود سبب تسمية واحة ( الغيل ) بهذا الإسم لوجود غدير دائم في مهد مجرى السيل بذات الإسم يحمل الماء طوال الوقت رغم أن ماءه ليس وفيراً بطول المزارع حتى تنتهي مياهه بعد أن يسقي مزارع ثلاث قرى : قرية ( العمائر ) في أعلى الوادي وبها حوالي ( 150 ) نسمة و ( البديعة ) وهي مجموعة من ثلاث قـرى صغـيرة على الجــانب الأيـسر للـوادي وهي أكـثف مـواقع القـرية زراعـة ويسكـنها ( 300 ) نسمة بما في ذلك الأمير المحلي الذي يسكن في القرية الوسطى وهي أكبرها والقرية الثالثة الأخــيرة هي ( مشرفة ) وهي مقســمة إلى جــزأيـن صغـيرين وتقــع على بعـــد ميل من ( البديعة ) في إتجاه أدنى الوادي لكنها أقرب للجانب الأيمن للوادي وقوامها ( 100 ) نسمة إضافة لهذه القرى هناك المباني الريفية ( القصور ) المتفرقة وعددها حوالي إثني عشر قصراً وأحد هذه القصور يحتل موقعاً جيداً في منتصف الطريق على الجرف الصخري في الجانب الأيسر للوادي مطلاً على ( البديعة ) لا بد أن جملة سكان المستوطنة يبلغ حوالي ( 700 ) نسمة وبها مزارع وبساتين داخل الواحة يقوم ملاكها القبابنة بتأجيرها على السكان الآخرين المقيمين الذين هم غير القبابنة لأن بعض القبابنة يفضلون الحياة البدوية ليعودوا إلى ( الغيل ) فقط أثناء شهر رمضان وفي موسم حصاد التمر وقد قابلونا السكان فور وصولنا بإستقبال ودي إذ خرجت نساء ( البديعة ) لتحيتنا عندما مررنا بالقرية وهم يدعون خيراً لإبن سعود بينما كان الأطفال يعبرون عن فرحهم في شوارع القرية وعندما بلغنا المخيّم لبّيت احتياجاتنا من العلف بسرعة كبيرة .
تمر ( الغيل ) وهو في أغلبه من عينة سري تمر ممتاز وأحضروا لي سلة عنب وهو أول ما تذوقته من العنب في الجزيرة العربية لكنه لم يكن آخرها كما لم يكن أفضلها إذ أنها كانت بواكير الإنتاج وكان لها طعم حامض ولا مزيّة لها سوى أنها فاكهة طازجة , يبلغ عمق المـــاء في آبار ( الغيل ) حوالي ست قامت وتميّز القرية وثراءها يعود إلى مياهها الجارية .

ويقول حمد الجاسر في كتابة المعجم الجغرافي ( الغيل ) من قرى ( الأفــلاج ) في إمــارة الريــاض وسكانه ( القبابنة ) وقال عبد الله بن خميـس في كتابة معجم اليمامة ( الغيل ) واد من أودية الأفـــلاج لجعـدة ومعـروف بإسمه حـتى الآن وسمي ( غيلاً ) لأن واديه ( يغايل ) أي بمجرد ما يتكرر سيله مرتين أو ثـلاثـاً يظـل مـاؤه يجـري مـع واديه وهـو وقــريـة ( الستارة ) في واد واحــد بإتجـاه الشـرق ومن روافــد هـذا الـوادي ( المنبعج ) و ( القذاوية ) و ( سمران ) ويلتــقي واديهـــما بـوادي ( حــراضة ) وشعــب آخـــر يســـمى
( مليزق ) ببعضـها في منطـقة ( الرقاشية ) وقد عرفت ( الغيل ) بوادي السري لكثرة زراعة هذا النوع من النخيل ومن أهم الآثار والمعالم التاريخية قصر الشيخ / حمد بن ثلاب آل جلال القباني أمير الغيل سابقاً حيث ينبهر المشاهد من الوهلة الأولى من هذا القصر القديم لما يحتويه من طراز معماري فريد بالإضافة أنه يضم مقاصير وفتحات على شكل مثلثات في مقصورتة المشكلة بطراز هندسي جميل كذلك يوجد بها فتحات خاصة بالبنادق والسلاح أيام الحروب وبالقصر بئر قديم لجلب المياه وهناك أيضاً قصر الصعداء التابعة ملكيته لـ / سعد الخبيش وهو قصر أثري قديم يقع في أسفل قرية ( الغيل ) ويحتوي على بعض المعالم الأثرية .
ويقول الشاعر حمود بن رهيش القباني في آل جلال أهل الغيل :ـ

ثم حدرها يم الحضافة وتنثنـي =سكنها من آل جلال عربة حمايل هم مركز ٍ للجود ومارث للصخا= هشاهيش لاجات الدهور المحايل

ويسكـن ( الغيل ) ( القبابنة ) ويـرأس مركزه الشيخ ( لاحم بن خريزان بن ثلاب القباني ) ويبعد عن مدينة ( ليلى ـ الأفلاج ) حوالي ( 43 ) كيلاً بإتجاه الشمال الغربي وترتبط بها بطريق معبد و( الغيل ) واحة زراعية تشتهر بزراعة النخيل والفواكة والخضار وأنواع كثيرة من المحصولات النباتية وتصدر إنتاجها إلى ( ليلى ـ الأفلاج ) وإلى بقية بلدان المملكة

منقول

معلومات قيمة جداً
تحياتي لك أخي صقر الجنوب ...محاددثة

يعطيك الف عااااااااااااااااااافية

تسلم على هذه المعلومات عن الغيل
وبارك الله فيك على هذا الموضوع