18 ألف مبتعث بالجامعات الأميركية والطالبات الأعلى تحصيلاً

العيسى: 18 ألف مبتعث بالجامعات الأميركية والطالبات الأعلى تحصيلاً






السبت, 4 أبريل 2009


منال الشريف - جدة

الفتاة المبتعثة
• كيف تصنف الملحقية الثقافية في واشنطن وكم عدد الطلبة السعوديين وما وضع الفتاة السعودية المبتعثة من ناحية التحصيل العلمي؟
تعد الملحقية الثقافية في الولايات المتحدة من أكبر الملحقيات الثقافية في العالم وتسعى لتقديم الأفضل لأبنائنا من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي والذي يعتبر أهم برنامج لتطوير الوطن حيث يشارك فيه أكثر من 18 ألف مبتعث ومبتعثة دون المرافقين ومنهن 4000 مبتعثة.
تهدف الملحقية إلى نشر الثقافة السعودية والتقاليد والتراث وذلك من خلال المشاركة الفعالة في المجالات الأكاديمية والثقافية والأنشطة الاجتماعية المحلية ويشارك في تلك الأهداف الطلبة والطالبات اللواتي نعتبرهن نماذج متميزة فلدينا أمثلة رائعة في هارفارد وستانفورد وغيرها، كما أن تحصيل الفتيات بشكل عام أفضل من تحصيل الطلاب نسبياً وهناك متميزون أيضا من الطلبة ونحن فخورون بهم جميعاً.
ولدينا من الطالبات الناشطات السعوديات أمثال جنى يماني وأسماء الضبيعي وغيرهن، نحن في الملحقية ندعمهن ونشجعهن على التحصيل ونعلم أنهن يواجهن صعوبات أكثر من المبتعثين وحقيقة هن متميزات بشكل عام ونحن نعتز بهن وأرى ذلك واضحاً أثناء زيارتي للأندية الطلابية السعودية.
• ما دور الأندية السعودية في التبادل الثقافي مع المجتمع الأمريكي؟
تجربتنا في الولايات المتحدة تجربة فريدة من نوعها وتختلف عن أي بلد آخر فهناك أكثر من 85 ناديا للطلاب السعوديين وجميعها تحت مظلة الجامعات الأميركية وجزء من اتحاد الطلبة وتتلقى إعانات من الملحقية الثقافية في جميع المناسبات سواء كانت عيد الفطر أو اليوم الوطني وغير ذلك.
كما أن النوادي بإمكانها الاستفادة من كل الإمكانات الموجودة في الجامعة سواء كانت صالات رياضية أو تخفيضات في المطاعم وما إلى ذلك وأيضا يحصلون على الدعم من الجامعة نفسها في حال إقامة بعض الأنشطة الثقافية المتميزة.
و أثناء زيارتي الدورية الأخيرة لولاية أوكلاهوما قدم نادي الملحقية السعودي في جامعة سنترال أوكلاهوما برنامجاً رائعاً شارك فيه مجموعة من المبتعثين الذين أظهروا فيها عادات وتقاليد الزواج في المملكة وخاصة فيما يختص بالطقوس التي لازالت موجودة مثل الحناء وغيرها من العادات التي تحاول الأندية السعودية من خلالها إعطاء صورة نمطية عن ثقافة وعادات المجتمع السعودي . وقد لاحظنا أن هناك إقبالا كبيرا من الطلبة الأميركيين والانبهار بالثقافة السعودية والعادات والتقاليد وطقوس الزواج.
مبنى جديد
• مبنى الملحقية الجديد متى سيتم انتقالكم إليه، وهل هذا يعتبر مشروعك؟
منذ التحاقي بالعمل في الملحقية الثقافية الكائنة في مبنى ووترجيت بواشنطن أسعى للنقل إلى مبنى خاص تملكه الملحقية لان قيمة الإيجار السنوي يصل إلى أكثر من مليون دولار الأمر الذي جعلنا نطرح الفكرة للمسئولين فيما رحبوا بها، وأثناء البحث وجدنا مبنى يعود لمعهد العلوم الإسلامية التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود والذي يقع خارج واشنطن في مدينة فيينا بفرجينيا وهو مبنى شبه مغلق منذ أحداث سبتمبر وقد تم عرض المشروع على وزارة التعليم العالي وحصلنا على الموافقة من معالي الوزير ومن معالي سفير خادم الحرمين لأن الحصانة الدبلوماسية لا تتوفر سوى في واشنطن وتوفيرها في الموقع يحتاج إلى إجراءات.
وقد بذل معالي السفير مجهوداً جباراً في التواصل مع وزارة الخارجية الأميركية وحصلنا على الموافقة وغيرنا اسم المبنى من معهد العلوم الإسلامية إلى وزارة التعليم العالي الملحقية الثقافية في الولايات المتحدة وسوف ننتقل إليه في أواخر عام 2010م بعد أن يتم هدم المبنى الحالي ويبنى من جديد خمسة أدوار فوق الأرض وثلاثة تحتها وسننشئ خيمة كبيرة خاصة للاحتفالات بالإضافة إلى مصلى وعدد كبير من المكاتب بسعة 400 موظف وسنبدأ الهدم بإذن الله في شهر مايو القادم ونحن الآن في طور انتظار التصريح النهائي للبناء.
• الملتقى السعودي موقع دولي يضم أكثر من 18500 عضو وقد تحول إلى أول وأكبر منظمة طلابية غير ربحية في العالم؟ ماذا قدم وهل الشفافية كانت محرجة لمنسوبي الملحقية؟
سياسة فتح الأبواب على مصراعيها لجميع الطلبة هي إستراتيجيتي منذ التحاقي بالملحقية ومن ضمنها الملتقى الطلابي السعودي وقد التقيت حينها مع الاخوان المشرفين على الملتقى وكان حينها الدكتور خليل اليحيى، سليمان البوقري وعبدالله الحزيمي وهم المشرفون على الملتقى وطلبوا ترشيحي كرئيس فخري للملتقى ووافقت من اللحظة الأولى وبرغبة مني لدعم الملتقى ومساندته.
فكل ما يطرح في الملتقى جيد ومن كان لديه ملاحظة فلا يتردد بإرسالها إليّ شخصيا وبالطبع أنا أتقبل النقد ولكن الراقي الهادف والبعيد عن التجريح الشخصي سواء لي أو لزملائي في الملحقية ولكننا عندما نواجه بالنقد والتقصير حول مسألة ما نود معرفة من المشتكي الذي غالباً ما نجده اسما مزيفا فكيف يمكننا مساعدته.
كما نرفض التهجم على الموظفين في الملحقية وإطلاق مهاترات لا داعي لها نحن جميعنا موجودون لخدمة الطلبة وبالتالي ينبغي أن يتعامل معنا بأسلوب حضاري فهم سفراء المملكة هناك، وحكومتنا تطلب الشفافية دائماً في التواصل بين المواطن والمسئول وعملنا في الملحقية نموذج للشفافية فلا يوجد ما نخفيه عنهم.
مشكلة التأشيرة
• حملة إلكترونية بعنوان «تأشيرتي تهدد مسيرتي» فهل كان لها أثر في إعادة نظر السفارة الأميركية في المملكة لفتح أبواب التأشيرة للطلاب وما هي الجهود التي بذلتها الملحقية في ذلك؟
مصدر هذه الحملة الملتقى الطلابي السعودي بواشنطن وبإشراف المبتعث باسل السدحان، ومحورها الرئيسي هو النظر في معاناة الطلاب المبتعثين الذين فقدوا مستقبلهم وكانوا على وشك التخرج وطُلب منهم الرجوع الفوري إلى السعودية بسبب التأشيرة دون الاستفادة من سنوات الدراسة.
وقد زارني السدحان في الملحقية ودار بيننا نقاش حول الخطوات التي يحتاجونها من أجل القيام بالحملة ودعمها وكانت الفرصة من خلال زيارة القنصل العام في السفارة الأميركية بالرياض لنا في الملحقية بواشنطن وطرحنا أمامه كل الملفات التي بحوزتنا ومن ضمنها الخاصة بنماذج عن الطلبة السعوديين الذين لم يستطيعوا الرجوع لتكملة الدراسة والسبب يعود إلى التأخير في إصدار التأشيرات وكذلك الأمر بالنسبة للطلبة الجدد أيضاً ،وفي الحقيقة وجدناه متفاعلاً معنا وتسلم مني العديد من الخطابات لكي يعرضها على السفير حين عودته إلى الرياض كما قام معنا بجولة على الأقسام في الملحقية وتحدث مع المشرفين على الطلاب والمبالغ التي صُرفت على برنامج الابتعاث للعام الماضي 2008 ، والمبالغ المتوقعة خلال العام الجاري والذي يعتبر ضعف ما سبق بسبب ازدياد اعداد المبتعثين الأمر الذي يعد بمثابة فرصة كبيرة لأمريكا في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية .
وفي الحقيقة أن القنصل قام بتوضيح وجهات نظرنا إلى المسئولين عند رجوعه إلى السعودية ونتج عن ذلك فتح باب التأشيرة لمدة خمس سنوات لطالب اللغة أو الماجستير فمشاكل الحصول على التأشيرة قد انتهت والمشكلة اليوم في الطالب نفسه وحسب إفادة السفارة بالرياض أن الطالب المتعثر أكاديميا لا يتم منحه فرصة تجديد التأشيرة كطالب.
طفرة تعليمية
• التغيير الوزاري الجديد رسالة مختلفة عما سبق، كيف قرأها الدكتور العيسى وماذا يطالب؟
التغيير الوزاري أعتبره ظاهرة صحية ومليكنا وحكومتنا تسعى دائماً إلى تحسين وتقديم أفضل الخدمات والتشكيل الجديد اعتقد أتى في وقته وبعد دراسة مستفيضة من مولاي خادم الحرمين وأتمنى لكل من اختير في هذا التشكيل الجديد التوفيق ونأمل أن نرى قريباً شيئاً ملموسا جراء هذا الاختيار.
وأعتقد أن التعليم من أهم القطاعات الحكومية وتحديث وتطوير المناهج في مدارسنا حاجة ملحة نأمل أن نراها عما قريب.
• إن التقيت بوزير التعليم العالي ووزير التربية والتعليم اليوم ماذا تريد أن تهمس لها؟
أشكر وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري على كل ما بذله في مشروع خادم الحرمين للابتعاث الخارجي والذي أرجوا له الاستمرارية إلى فترة أطول بكل ما فيه من ايجابيات أو سلبيات فهو وبكل المقاييس برنامجاً ناجحاً، وسنرى مردوده في القريب العاجل.أما فيما يخص وزير التعليم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود أقول له أنت رجل المهمات الصعبة فالمهام التي أسندت إليك كبيرة جداً وآمل لك التوفيق.
• نحن نعيش في طفرة تعليمية كبرى من خلال برنامج الابتعاث، كيف تقرأ المستقبل برجوع أكثر من 50 ألف طالب وطالبة؟
المستقبل زاهر وأنا من خلال عملي اعتقد أننا الأكثر معايشة لهذه التجربة ونراها بأم أعيننا تكبر أمامنا يوماً بعد يوم فهي تجربة ليست أكاديمية فقط بل تمازج بين الحضارات، بل بين السعوديين أنفسهم.
• يرفض البعض إرسال بناته إلى الخارج لعدم وجود محرم، كيف تتعاملون مع هذه القضايا، وهل نحن بحاجة لجامعات حكومية أخرى؟
لدينا 21 جامعة سعودية وأبواب القبول مفتوحة للجميع وأعتقد أنها كافية لاستيعاب مخرجات المرحلة الثانوية إلى جانب برامج الابتعاث المتوفرة ،أما حول المحرم فالهدف منه هو الحرص على فتياتنا وحمايتهن ونحن نعلم انهن على قدر من المسؤولية والدولة حفظها الله شديدة الحرص بأن يكون أحد من المحارم معهن وهو إجراء حكومي يجب الأخذ به بعين الاعتبار.
• في حالة وجود طالبة متفوقة واضطر محرمها للمغادرة فهل تحرم من أكمال تعليمها؟
لا يمكن أن نحرمها من دراستها ولا تقف بعثتها فالإجراءات مرنة جداً ونعطي لها فرصة حتى يأتي البديل فالتحصيل العلمي هو المقياس.
• ما أغلب مشاكل الطلبة في الخارج؟ وكم اعدادهم في السجون الأميركية؟
المخالفات المرورية هي أكثر المشاكل لا يوجد أي طالب أو طالبة في السجون الأميركية وإن وجد فهو لفترة قصيرة جدا ويخرج بكفالة ما عدا الأخ حميدان التركي فهو حالة استثنائية وقضيته تتابع من قبل سفارتنا في واشنطن.
قضايا المبتعثين
• كيف تتعاملون مع قضايا العنف بين المبتعثين؟
قضايا العنف ليست بالشكل الذي يتصوره البعض فهي قليلة جداً ونتدخل ونكون حازمين للغاية ومشاكل العنف ليست ضد المرأة فقط بل نجد بعضها ضد الرجل أيضا ولم تتجاوز عام 2008 سوى (7) حالات فقط.
• المساءلات القانونية من قبل الجهات الأمريكية أمر لم يعتد عليه الطالب السعودي، فهل تقدمون له خلفية في البداية عن النظام القانوني في أمريكا؟
نقدم للجميع في بداية الالتحاق بالبعثة وفي مقر الملحقية بواشنطن برنامج اسمه orientation وهو برنامج تعريفي بكافة الأنظمة والقوانين في أمريكا وقد أصدرنا برنامجا تعريفيا جديدا على موقع الملحقية وهو www.sacm.org ويقع في أربعة أجزاء ،فالطالب الجديد منذ قدومه إلى أمريكا نستقبله في المطار ونأخذه إلى فندق ثم يأتينا في اليوم التالي إلى الملحقية لنتعرف عليه ونقدم له عرض وافٍ عن المعلومات التي يحتاجها في أمريكا ونوضح له بأن الولايات تختلف من ولاية لأخرى وتنتهي جميع إجراءات فتح ملفه في الملحقية في نفس اليوم.
• هل من مشاريع ثقافية كبيرة قادمة؟
لدينا مشروع القافلة الطلابية السعودية وقد تبنت الفكرة سفارة خادم الحرمين و الملحقية الثقافية ورؤساء الأندية الطلابية السعودية على مستوى أمريكا وسينتقل بين الجامعات وبين أوساط المجتمع الأمريكي وذلك في أوائل شهر أبريل القادم.
محفزات مجدية
• كيف تتعامل الملحقية مع الطلبة المتفوقين؟
بالطبع هناك محفزات مجدية للطلاب المبتعثين ومكافآت تشجيعية في كل فصل دراسي، فكل من يحصل على تقدير فوق 3.5 أو على قائمة العميد أو ينهي اختبار التوفل قبل سنة يحصل كذلك وكل من يتخرج قبل الموعد المحدد كذلك والمكافأة هي عبارة عن راتب شهر.
• يشكو الطلاب دوما من ضياع ملفاتهم في الملحقية بالإضافة إلى عدم الرد على المكالمات من قبل منسوبي الملحقية فهل هناك حلول؟
حينما تقلدت زمام الأمور في واشنطن أنشأت وحدة جديدة باسم الخدمات المساندة وألحقت بها كافة الملفات وتم تكليف الدكتورة خيرية الجحلي بالإشراف عليها ، حقيقة يعتبر حجم العمل بالملحقية كبير جداً ونحاول بقدر الإمكان بان نقدم ما بوسعنا لكي نسير ولا نقف ففي اليوم الواحد نستقبل ما بين 70 إلى 85 طالبا والجميع تفتح لهم ملفات وفق وقت معين فنحن نعمل من التاسعة إلى الخامسة عصراً بالإضافة إلى تقديم البرنامج التعريفي لهم وبالتالي لابد هناك من تعثر وخطاً مثلنا مثل الآخرين. أما بالنسبة للرد على التليفونات فأنا أشجع الطلبة بالتواصل عبر البريد الاليكتروني فهي تعتبر بمثابة وثيقة رسمية وأرجو أن يُنظر لها بعين الاعتبار الأمر الذي يُغني عن الكثير من الاتصالات.
ولو أردنا رصد شهر يناير الماضي سنجد أن الملحقية قد تلقت بما يقارب 111 ألف مكالمة بما يقارب من ثلاثة إلى أربع آلاف مكالمة في اليوم فكم من الموظفين لدينا لكي يستطيع أن يتفاعل مع كل ذلك.
خط ساخن
• هل هناك خط ساخن لاستقبال الحالات الطارئة من المبتعثين؟
نعم لدينا لجنة لاستقبال الاتصالات الطارئة وتتكون من ثلاثة أشخاص أسمائهم وأرقامهم الشخصية على موقع الملحقية وهم : الأخ محمد الحمدان ، صالح الزرقاء ، سعد المسعود وجميعهم سعوديون لأنهم الأقدر على التفاعل مع الطلبة على مدار الأربع وعشرين ساعة ونأمل استخدام هذه الأرقام في الحالات الطارئة فقط.
• كيف تقيم الدراسة في الولايات المتحدة ؟ ماذا تنصح الطلبة السعوديين الجدد؟
في الحقيقة أفضل نظام تعليمي في العالم هو في أمريكا ولا اذكر ذلك بسبب كوني الملحق الثقافي بها، وأتساءل دائماً لماذا التكدس الطلابي في استراليا وفي بريطانيا وفي كندا فالخيارات المتواجدة هناك قليلة ففي استراليا 35 جامعة منها 15 (غير معترف بها) ولدينا 4000 جامعة في أمريكا فالخيارات مفتوحة وكأنك في 50 دولة فمهما أرسلت المملكة من أعداد كبيرة من الطلبة والطالبات سيكون هناك مساحة استيعابية لهم وبلا شك.
• هل أنت سعيد بهذا المنصب؟
جدا بالرغم أن حجم العمل كبير ولكنه يضفي عليَّ شعورا بمسؤولية كبيرة وإحساس بسعادة لا حدود لها.

الله يوفق الجميع ويرهم إلى بلادهم سالمين غانمين

يعطيك العااااااافيه ..../