#1
|
||||||||||
|
||||||||||
مقالات الكاتب **تركي السديري
التابع والمتبوع
(ابن خلدون) رجل من عباقرة علم الاجتماع في التاريخ العالمي وليس العربي والإسلامي فقط، ومن سوء حظ البشرية انه في اغلب مراحل حياته كلف من قبل الحكام في تولي أمور إدارية وقضائية ومالية، كان من الممكن أن يسد عنه فيها عشرات من الرجال، الذين لم يذكر عنهم التاريخ حرفا. وهو يرى ـ أي ابن خلدون ـ أن الأمم المغلوبة تتبع الأمم الغالبة لها، وتقلدها، وتتبع خطواتها تلقائياً وبدون تفكير أو توجيه أو أوامر تفرض عليها، انه قانون بشري طبيعي أزلي غير مكتوب، فالأضعف فيه يتبع دائماً الأقوى، والأعمى يتبع البصير، والجاهل يتبع العالم، والعبد يتبع السيد، والطفل يتبع الوالد، وهذا القانون هو الذي يحرك قاطرة الحضارات التي تنشد دائماً (العمران)، وكما أن الإنسان يهرم فإن الحضارات كذلك تهرم، وقد تموت كذلك إذا لم (تنبجس) من داخلها معطيات جديدة خلاقة، وقد تكون تلك المعطيات مناقضة تماما لقناعاتها التي جبلت عليها، وهذا هو تماماً ما فطنت له الحضارة الغربية الحديثة، لهذا تراها على الدوام تعيد النظر بمسيرتها بواسطة النقد، وتباين الاتجاهات للأحزاب، التي تبدو في الظاهر وكأنها متناحرة، في حين أنها في واقع الأمر إنما تشكل (إرهاصات ديناميكية) محركة ودافعة لكل الأفكار والتصورات المستقبلية، وهي بهذه الحركة تمثل تماماً حركة الدم في جسم الإنسان، التي لو توقفت لمات الإنسان في حينه. وما نشاهده اليوم من تقليد الشباب وغير الشباب في (عالمنا الثالث) للحياة الغربية بملبسها ومأكلها ومشربها ومغناها ومركبها ورياضاتها ورقصاتها ومبانيها ومفارشها وحتى (ماكياج) نسائها، ما هو إلاّ تطبيق صحيح للقانون الذي اشار له ابن خلدون ـ أي بتبعية المغلوب للغالب، حتى في حياتنا تجد المرؤوس يسير على خطى رئيسه، مثلما حدث مع الرئيس الأمريكي (كالفن كوليدج) الذي يقال إنه دعا بعض أصدقاء طفولته إلى تناول الإفطار معه في البيت الأبيض. ووفقاً للياقة التي يقتضيها الموقف، اتفقوا في ما بينهم أن يفعلوا كل ما يفعله الرئيس، وجرى كل شيء على ما يرام، إلى أن جيء بالقهوة، فسكب (كوليدج) من فنجانه بعضاً منها في صحن صغير وأضاف له قليلاً من السكر والحليب، فحذا الضيوف حذوه، إلاّ أنهم فوجئوا عندما شاهدوه يحمل الصحن ويضعه على الأرض أمام قطته. اعتقد أن هذه النقطة بالذات هي التي (فاتت) على ابن خلدون. |
اخر 5 مواضيع التي كتبها مشهور | |||||
المواضيع | المنتدى | اخر مشاركة | عدد الردود | عدد المشاهدات | تاريخ اخر مشاركة |
صور: وزير النقل يباشر ميدانياً التحقّق من مسبّبات... | محـليــــــــات | 0 | 9341 | 21/12/2013 01:19 AM | |
صور: رجال الحرس الوطني ينفذون حرباً إفتراضية أمام... | محـليــــــــات | 0 | 6351 | 21/12/2013 12:42 AM | |
راتب الزوجة … أهو للزوجة وحدها؟ | منتدى حواء | 1 | 8348 | 21/12/2013 12:19 AM | |
عن ماذا تبحث الفتاه في شريك حياتها ؟ | منتدى العرائيس | 0 | 10252 | 21/12/2013 12:13 AM | |
تركي الفيصل ينفي لقاءه بمسولين اسرايلين في موناكو | منتدى الاحداث السياسية والجريمة | 0 | 6117 | 20/12/2013 11:12 PM |
17/08/2007, 01:24 AM | #3 |
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان
|
من فين يوجعك ؟! **تركي السديري
من فين يوجعك ؟!
هل تصدقون أن صغار الضفادع الذكور تحولت إلى إناث تحت تأثير ملوثات تحوي مادة (الأستروجين) في المياه؟! فقد أخضع علماء سويديون نوعين مختلفين من الضفادع لمستويات من تلك المادة مماثلة للنسب الموجودة في بعض مياه أوروبا والولايات المتحدة وكندا، فازدادت هذه النسبة بشكل ملحوظ بعدما تكاثر عدد الضفادع الذكور التي تحولت إلى إناث. المسألة ليست (مزحة)، إنما هي (جِد الجد)، فقد حذرت العالمة والباحثة (سيسيل برغ)، من هذا الخطر المحدق الذي قد يتهدد أيضاً ذكور البشر في تلك البلاد. عندما ذكرت ذلك لأحد الإخوة الملتزمين المتحمسين انفرجت أساريره وأخذ يصفق قائلاً: إنها فرصة ما بعدها فرصة، فأين «القاعدة» عن هذا السلاح الخطير، لتبث مادة (الاستروجين) بشكل مكثف في أنهار ومياه بلاد الكفر ليتحول جميع رجالهم إلى نساء، ساعتها من الممكن أن نغزوهم ونسيطر عليهم في وضح النهار. قلت له: ونسبي نساءهم كذلك؟! قال: ليس شرطاً. قلت له: في هذه الحالة كيف تستطيع أن تفرق بين الأنثى الأصلية، والأنثى التقليد؟! عندها تفاجأ بسؤالي وأخذ يفكر صامتاً ولم يجبني. فسألته مرة أخرى قائلاً: ما هو موقف رجال المسلمين لو أن الكفار بادلوهم بنفس السلاح، وتحول الذكور عن بكرة أبيهم إلى إناث ـ بمن فيهم أنت ـ فمن ذا الذي سوف يدافع ويذود عن (بيضة) الإسلام؟! ازداد صمته وتهدجت أوداجه وأخذ يفكر ويتخيل نفسه في ما لو تحول هو إلى (دجاجة) ولم يجبني. فاضطررت إلى أن أواصل الحديث قائلاً: لا تخف ولا تحزن فالله خير الحافظين لكل الذكور، لكن حتى في أسوأ الحالات، (إيش فيها يا أخي ما فيها حاجة)، فالعالم إذا كان برمته (نسائياً) سوف يكون أكثر سلاماً وبهجة. غير أنني إلى الآن لا أعلم مدى تأثير تلك المادة على النساء، فهل لو أنهن يا تُرى تناولنها سوف يتحولن بدورهن إلى ذكور أيضاً؟!، أي أن المعادلة سوف تنقلب، (فيستنوق الجمل وتستجمل الناقة)؟!، لو أن ذلك حصل فلا شك أنها سوف تكون مصيبة ما بعدها مصيبة، لأن (ثارات) بعض النساء المضطهدات على بعض الرجال سوف تكون مفجعة ليست فيها أية رحمة، مهما علا الصراخ والتوسل، إنها عملية افتراس (ومن فين يوجعك)؟! |
|
17/08/2007, 01:30 AM | #4 |
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان
|
ما زلت (أصهل وأصقل) **تركي السديري
ما زلت (أصهل وأصقل)
عندما كنت (مراهقاً) ـ والحمد لله أنني ما زلت كذلك، واكبر دلالة أنني ما زلت (أصهل وأصقل) ـ أقول إنني عندما كنت في تلك المرحلة التي كانت عابقة بكل ما لذ وطاب، وعندما كنت وقتها آكل الحجارة وكأنني آكل (الشوكولاته)، في تلك المرحلة أو ذلك الوقت كنت اردد مع سميرة توفيق بكل (قرف) أغنيتها التي تقول فيها: يا صبابين الشاي زيدوا حلاته / واللي ما يحب الكيف شو هي حياتو؟! كنت أصاب وقتها (بالقرف) فعلاً لأنني اكره (الحلا) خلقة ـ واقصد بالحلا السكر الزائد في كل شيء ـ طبعاً ما عدا حلا (الصبايا) الذي تحسه بالعين ولا تتذوقه باللسان. وموضوعي اليوم هو عن الشاي، الذي يقول له أهل الخليج بلهجتهم الغليظة: (الشاهي)، وأهل المغرب (التاي)، وما دعاني للكتابة في هذا الموضوع هو الزيارة (غير الكريمة) التي زرتها قبل أمس لأحد الأصدقاء من (تجار الشاهي)، فما كان منه إلاّ أن يحضر لي (إبريقاً) كاملا، وما أن أتجرع كأساً إلاّ وهو يتبعه بالثاني والثالث، وكلما قلت له: كفى، خلاص تعبت، كان يرجوني، و(يدحلسني)، ويحلف بل و(يطلق)، وأنا اشرب واشرب وكأنني أتجرع (زيت خروع)، وبعد أن طلع الشاي من (مناخيري)، رفضت و(حرنت) وخرجت من منزله من دون أن استأذنه، ولا ادري إلى الآن هل طلق زوجته، أم انه (لحس طلاقه)! والظاهر انه لحس. لست من عشاق الشاهي ولا التاي، أنا من عشاق الزغاليل فقط لا غير، وهذا يكفيني (ويمرمطني) ويطوح بعقلي ويذهب به رأساً إلى (المريخ)، ولم يؤثر في مشاعري قول صديقي الذي لم يعد صديقي عندما قال بكل (سلاعه): إن من يشرب الشاي ينسى ضجة العالم. وإنني أسألكم يا من تدمنون على شرب الشاي، هل بالله عليكم وانتم تشربون الشاي تنسون ضجة العالم، ولا تسمعون ترهاته ومطارقه وإزعاجاته ومتفجراته وكل ما يصدره من أصوات من مؤخراته؟! إنني لا (اتغشمر) بلهجة أهل الكويت على ما اعتقد ـ أي لا امزح، وأهل تونس ينطقونها هكذا (......) نسيت الكلمة، وعندما أتذكرها، أو أن واحدا منكم يذكرني بها أعدكم بأنني سوف اكتبها. أقول: إنني والله أتعجب من عمال المصانع في بريطانيا (العظمى) ـ التي هي اقل شأناً في (ملتي واعتقادي) من ليبيا العظمى، أعود وأقول: إنني أتعجب من هؤلاء العمال الذين أعلنوا الإضراب في طول البلاد وعرضها في السبعينات من القرن الماضي مطالبين بفترات خاصة لشرب الشاي، والأغرب من هذا أن الحكومة رضخت واستجابت لمطالبهم (!!). عموماً فالبريطانيون هم الذين ساهموا بانتشار هذه العادة في مختلف أنحاء العالم، ولا يحلو (لتنابلة السلطان) من العرب أن يشربوا الشاي إلاً مع (كركرة) الشيشة، وفي ذلك الوقت تحديداً تبدأ الأحاديث عن الوطنية وإسرائيل وهيفاء بنت وهبي ـ لاحظوا إنني كتبتها (بالفصحى). الآن بدأ الجد: فمن هي التي على استعداد أن تعزمني على تناول كوب من الشاي من يدها (البضه)؟! حلوة كلمة بضه هذه، على وزن (بطة) ـ أقول إنني على أتم الاستعداد أن اشربه دفعة واحدة حتى لو كانت درجة حرارته 100 درجة مئوية.. المهم أن تضحك، وان تلوي خاصرتها قليلاً، ثم (تنتهوص). |
|
12/09/2007, 03:28 AM | #5 |
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان
|
لا خوف على أطباء التجميل **تركي السديري
لا خوف على أطباء التجميل
قرأت أن الطبيعة قد جهزت بعض السحالي بأسلوب من أغرب الأساليب وأعجبها للدفاع عن النفس، فحين يهدد الخطر سحلية ما، تحرك بعض عضلات وعصائب خاصة، فتجري عملية بتر عجيبة بغير إراقة قطرة دم، وذلك لأن التحريك يفصل ذيل السحلية مثلاً عن بقية جسمها، ويبقى الذيل ملتوياً متحركاً على الأرض لمدة ساعة تقريباً، فيسترعي بحركته ولونه الزاهي نظر متعقب السحلية، وتنجو هي من الخطر، وبعد قليل ينمو لها ذيل جديد. هل تصدقون أنني حسدت السحلية على إمكانياتها الرهيبة تلك، ولولا الحياء والخوف من التهزىء لتمنيت أن أكون سحلية، فساعتها أعرف على الأقل كيف أدافع عن نفسي، وكيف أخدع أعدائي، وكيف أحافظ على أطرافي وأنميها، وكيف أذهب بعيداً في طريق المغامرة بدون رعب أو وجل، وبالنسبة للشكل فهو ليس عائقاً أو حتى مهماً عندي، طالما أنني بكامل لياقتي البدنية، وأتسلق الجدران من دون مساعدة ومن دون وسيط، وأعبر الحدائق والطرقات بخفة ورشاقة.. فهذه هي حياتي وأنا (حر) فيها.. حتى شكلي أعتقد أنه مقبول من وجهة نظري على الأقل، فهو أكثر انسيابية ومرونة من أشكال بعض الناس وأكثر شفافية وأكثر ليونة وأسرع حركة وأقدر على مواجهة التحديات. أما لو أن العلماء استطاعوا أن يصلوا إلى هذا السر الغامض الذي بواسطته تستطيع السحلية أن تفصل أحد أعضائها من جسمها بكل سهولة، وبعد فترة تجعله ينمو من جديد (صاغ سليم) بل وبكفاءة أفضل، أقول لو أن العلماء استطاعوا أن يصلوا إلى هذا السر ويطبقوه على الإنسان، عندها يحق لي أن أؤكد أن الغالبية العظمى من الناس سوف يتخلصون من (السَّكند هاند) من أعضائهم في كل يوم وكل ساعة، فترى قدماً مرمية في ركن من الشارع هناك، وعدداً من الأيدي مكومة في أحد صناديق الزبالة، وكرشاً متدحرجاً في أحد الميادين ولا أحد يسأل عنه، ومؤخرة معلقة على مشجب على أحد الحوائط ولا أحد ينظر إليها، وعضواً تالفاً معطوباً مقذوفاً به في الطين بكل قرف، وآذانآ وألسنة، بل الكثير من الأدمغة منثورة تملأ الساحات.. كل هذا يحصل من دون الحاجة لأعداء يطاردونهم، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن عقول الناس أصغر من عقول السحالي، فالسحلية على الأقل تتخلص من أحد أعضائها عندما تحس بالخطر وأنها في حاجة قصوى للإقدام على ذلك، أما الإنسان فهو يريد أن يجدد نفسه، وأن يزيد من غروره غروراً، ومن طاقته الضعيفة طاقة قصوى، ومن شكله القميء والهزيل شكلاً أكثر جاذبية وفتوناً. وفي ظني أن مشكلة الرجل أهون من مشكلة المرأة في هذا المجال، لأن المرأة سوف ينطبق عليها المثل الخليجي القائل: (عنز بدو وطاحت في مريس)، الله اكبر، كم من خشوم وبراطم وعيون وصدور وسيقان سوف يقذف بها من شبابيك المنازل، وكم من معارك وتطاحن وتنافس غير شريف سوف تدور رحاه في جبهات القتال بين الناس.. غير أن أبيخ ما في الموضوع أن العضو الذي تبتره سوف ينمو بدلاً منه عضو طبق الأصل، يعني إذا كانت رجلك عرجاء سوف تنمو لك عرجاء أخرى، وإذا كان منخارك ملتو سوف يستبدل بأكثر التواء، وإذا كان إصبعك صغيراً سوف ينمو لك أصغر منه، وإذا كان عقلك خفيفاً (كالجلي) سوف يتحول إلى شربة (كونسوميه)، والحمد لله رب العالمين. إذن فلا خوف على أطباء التجميل ولا هم يحزنون. |
التعديل الأخير تم بواسطة رحاب الرحمن ; 12/09/2007 الساعة 04:30 AM
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|
الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية ) |
|||||