وعورة الطرق وانعدام مشاريع الخدمات يعوقان تطور قرى وراخ بالباحة

الأهالي يتطلعون إلى السفلتة والمياه والاتصالات والخدمة الصحية
وعورة الطرق وانعدام مشاريع الخدمات يعوقان تطور قرى وراخ بالباحة

رغم أن مركز وراخ التابع لمحافظة العقيق بمنطقة الباحة، والواقع على بعد 120 كلم عن مركز المدينة على طريق العقيق - كرا ، يعتبر من أكبر المراكز في المنطقة، إلا أن هناك أسبابا حالت دون تطور قرى هذا المركز. ويأتي في مقدمة تلك الأسباب وعورة الطرق المؤدية إليه من كافة الاتجاهات، وانعدام المشاريع الخدمية من سفلتة وإنارة وخدمات هاتفية سواء الجوال أو الهاتف الثابت، إضافة إلى شح المياه في جميع قرى المركز رغم أن المياه هناك غير صالحة للشرب نهائيا. ويبلغ عدد سكان قرى وراخ الثماني وهجرها المتفرقة حوالي 5000 نسمة.
"الوطن" تجولت في كافة قرى مركز وراخ، ووقفت على معظم ما يعانيه المواطنون هناك، فإلى التفاصيل:
وعورة الطرق
في البداية، أشار المواطن سعيد سعد طاحوس الرفاعي والذي رافق "الوطن" طوال الجولة إلى أن أول ما يؤرق أهالي قرى وراخ عامة هو وعورة الطرق وصعوبة المواصلات، فنحن بحاجة ماسة لسفلتة الطرق وإنارتها. وذكر أن ما يجعل هذا الأمر بالغ الأهمية هو الطبيعة الجغرافية الصعبة للمنطقة بشكل عام. وأضاف أن كافة القرى تحتاج إلى سفلتة داخلية حتى بعد مرور الطريق العام الذي تم البدء في تنفيذه منذ عدة أشهر، فهناك قرى مثل المليح قد لا تستفيد نهائيا من هذا الطريق نظرا لوقوعها في منتصف المسافة وعبر طريق صخري بعيد عن الطريق العام ولكن قد تسهم السفلتة الداخلية للقرى في رفع ولو جزء بسيط من معاناة سكان هذه القرية.
شح المياه وعدم صلاحيتها
كما التقينا عددا آخر من المواطنين، حيث قال سعيد جروان الرفاعي إن قرى وراخ عامة وهجرها تفتقر لأبسط الخدمات التي تنعم بها كافة هجر وقرى السعودية. وأشار إلى حاجة الأهالي الماسة إلى مشروع لشبكة المياه. وقال إن أهالي المركز يعانون الأمرين جراء عدم صلاحية مياه الآبار للشرب، إضافة إلى شح المياه. وذكر أنه سبق للأهالي أن تقدموا بطلب لتأمين مياه الشرب لقرى وراخ. وتم تكليف شركة متخصصة في هذا المجال تسلمت منطقة الباحة عامة غير أن طلبهم لم ير النور منذ أكثر من سبعة أشهر. ووجه نداءه لأمير المنطقة والإدارات ذات العلاقة بحل هذه المشكلة.
خدمات اتصالات غائبة
كما أكد المواطن ناصر سعيد غشام الرفاعي أن الأهالي يعانون معاناة شديدة جراء انعدام كافة وسائل الاتصالات بأنواعها من هاتف ثابت أو جوال، ويأملون من شركة الاتصالات بالمنطقة وضع حد لهذه المعاناة التي طالت في الوقت الذي أصبحت فيه شبكة الجوال تغطي معظم مدن ومحافظات وقرى السعودية.
خدمات صحية بدائية
على الجانب الصحي، أبدى بعض المواطنين استياءهم الشديد من سوء الخدمات الصحية التي يقدمها المركز الصحي بوراخ، وطالبوا الشؤون الصحية بمعالجة هذا الأمر، فالمركز بحاجة إلى طبيب أطفال وطبيبة نساء ومختبر عام وزيادة عدد سائقي الإسعاف حيث لا يوجد سوى سائق واحد فقط لا يستطيع تغطية كافة الطلبات وكذلك ضعف المناوبة الليلية، مما يزيد استياء الأهالي. وأشاروا إلى أنهم لعدة مرات أجبروا على الذهاب بمرضاهم على سياراتهم الخاصة عبر الطرق الوعرة لمسافة تقارب 100 كلم عن طرق معشوقة حتى مستشفى الملك فهد بالباحة نظرا لعدم وجود سائق للإسعاف أو عدم استطاعة المركز علاج الحالات الخطرة.
تعليم جيد في قرى وراخ
وعن الجانب التعليمي، قال مدير ابتدائية المليح شباب بن سعد الرفاعي إن قرى وراخ بها 4 مدارس ابتدائية للبنبن ومثلها للبنات وكذلك متوسطتان للبنين وواحدة للبنات وثانوية واحدة لكل من البنين والبنات. وعن أهم ما يعانيه أرباب التعليم بقرى المركز ذكر شباب أن وعورة الطرق وبعد المركز عن مركز كرا ومحافظة العقيق تجسد أبرز صور المعاناة خصوصا في قرية المليح وعدم وجود أي خدمات تذكر سواء بلدية أو هاتفية أو غير ذلك.
السبيعي يرد
عرضت جميع مطالب المواطنين على رئيس مركز وراخ بواج بن ثواب السبيعي، فقال: بالنسبة للطريق العام الذي يربط مركز كرا - وراخ - الخيالة فقد تم البدء فيه بمتابعة من سمو أمير المنطقة ونفذ ما يقارب ثلث الطريق ويجري العمل لتنفيذ الباقي. أما بالنسبة لخدمات الاتصالات، فأشار السبيعي إلى أن قرى المركز تفتقر لهذه الخدمة بشكل عام. ووعدت شركة الاتصالات عدة مرات بإدخال هذه الخدمة، وأجرت مسوحات على فترات مختلفة غير أن الأمر لا يزال كما هو دون أي تغيير يذكر رغم أن المجلس المحلي أعد عدة تقارير بهذا الشأن رفعت للجهات ذات الاختصاص. أما بالنسبة للخدمات الصحية فقد علق السبيعي على هذا الموضوع بقوله إنه تمت مناقشة هذا الأمر مع لجنة أصدقاء المرضى وأعدت تقارير متعددة ولدى الشؤون الصحية بالمنطقة خلفية تامة عن وضع المركز وأملنا كبير في حل هذه المشكلة.
أما عن أهم المرافق الحكومية بمركز وراخ فذكر أن المركز يوجد به مركز يتبع للإمارة و مخفر للشرطة ومركز للبريد ومندوبية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات ولها نشاطات واسعة وجهود مشكورة وكذلك يوجد بها 8 ابتدائيات وثلاث متوسطات وثانويتان للبنين والبنات.
وعن مدى استفادة قرى المليح وما جاورها من الطريق الجاري تنفيذه ذكر السبيعي أنها ستعم الفائدة فيما لو نفذت أعمال السفلتة الداخلية للطرق الفرعية. أما إذا لم ينفذ ذلك فلن يستفاد من الطريق بالنسبة لهم. وأضاف أن رئيس بلدية محافظة العقيق وعدهم بسفلتة وإنارة الطرق الداخلية والفرعية في القريب العاجل.