الوسام .. الاكاديمي ابن الجنوب ..حسن القرشي ... لؤلؤة زهران كل الحكاية قسم المحاورة


 
 عدد الضغطات  : 5725


إهداءات




شاعر يرثي نفسه - مع الشرح

منتدى الشعر الفصيح ( المنقول )


إضافة رد
#1  
قديم 26/08/2011, 05:58 PM
المؤسس والمشـــرف العــــام
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه
 عضويتي » 2
 تسجيلي » Aug 2004
 آخر حضور » 14/04/2024 (10:30 PM)
مشآركاتي » 64,139
 نقآطي » 16605
 معدل التقييم » صقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond repute
دولتي » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 
 MMS ~
MMS ~
افتراضي شاعر يرثي نفسه - مع الشرح



اشهر قصيدة في رثاء النفس هي قصيدة مالك بن الريب التميمي
اللي قالها و هو بيموت فعلا
القصيدة دي من احب القصائد الى قلبي
و دي كانت مقررة علينا في الثانوي الأزهري
القصيدة بتقول:


الا ليت شعري هل ابيتن ليلة .................بجنب الغضى ازجي القلاص النواجيا
فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه...............وليت الغضى ماشى الركاب لياليا
لقد كنت في اهل الغضا لودنا الغضا....................مزار ولكن الغضا ليس دانيا
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى...............و اصبحت في جيش ابن عثمان غازيا
دعاني الهوى من اهل ودي وصحبتي.................بذي الطبسين فالتفت ورائيا
أجبت الهوى لما دعاني بزفرة......................... ....تقنعت منها أن الام ردائيا
لعمري لأن غالت خراسان هامتي...................لقد كنت عن بابي خراسان نائيا
فلله دري يوم اترك طائعا......................... .........بني باعلى الرقمتين وماليا
ور الظباء السانحات عشية.......................... .....يخبرن اني هالك من ورائيا
ودر كبيري الذين كلاهما........................ ..........علي شفيق ناصح قد نهانيا
ودر الهوى من حيث يدعو صحابه.......................ود ر لجاجاتي ودر انتهائيا
تذكرت من يبكي على فلم اجد...................سوى السيف والرمح الرديني باكيا
واشقر محبوك يجر عنانه الى الماء......................... لم يترك له الدهر ساقيا
ولكن باطراف السمينة نسوة.......................... .....عزيز عليهن العشية مابيا
صريع على ايدي الرجال بقفرة......................يسو ون لحدي حيث حم قضائيا
ولما تراءت عند مرو منيتي......................... وخل بها جسمي وحانت وفاتيا
قول لأصحابي ارفعوني فإنه.......................... ...يقر بعيني ان سهيل بدا ليا
فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا........................ .....برابية اني مقيم لياليا
أقيما علي اليوم او بعض ليلة.......................... ....ولا تعجلاني قد تبين مابيا
وقوما اذا ماستل روحي فهيئا.......................لي السدر والاكفان عند فنائيا
وخطا باطراف الاسنة مضجعي........................و ردا على عيني فضل ردائيا
ولاتحسداني بارك الله فيكما..................من الارض ذات العرض ان توسعا ليا
خذاني فجراني ببردي اليكما........................ .فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا
فقد كنت عطافا اذا الخيل ادبرت...................سريعا لدى الهيجا الى من دعانيا
وقدكنت محمودا الى الزاد والقرى.................وعن شتم ابن العم والجار وانيا
وقد كنت صبارا على القرن في الوغى.............ثقيلا على الاعداء عضبا لسانيا
وطورا تراني في ظلال ومجمع........................و طورا تراني والعتاق ركابيا
وطورا تراني في رحى مستديرة....................... .تخرق اطراف الرماح ثيابيا
وقوما على بئر الشبيك فأسمعا................ها الوحش والبيض الحسان الروانيا
بأنكما خلفتماني بقفرة......................... ........تهيل علي الريح فيها السوافيا
ولاتنسيا عهدي خليلي انني.......................... ...تقطع اوصالي وتبلى عظاميا
فلن يعدم الولدان بيت يجنني......................... ولن يعدم الميراث مني المواليا
يقولون لاتبعد وهم يدفننوني...................... ..........وأين مكان البعد الامكانيا
غداة غد يالهف نفسي على غد.........................اذا ادلجوا عني وخلفت ثاويا
واصبح مالي من طريف وتالد.......................لغ يري وكان المال بالأمس ماليا
فياليت شعري هل تغيرت الرحى...............لرحى الحرب او أضحت بفلج كماهيا
اذا القوم حلوها جميعا وانزلوا....................... .....لها بقرا حم العيون سواجيا
وعين وقد كان الظلام يجنها......................... .يسفن الخزامى نورها والاقاحيا
وهل ترك العيس المراقيل بالضحى........................ تعاليها تعلو المتون القياقيا

منقول



 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب


رد مع اقتباس

اخر 5 مواضيع التي كتبها صقر الجنوب
المواضيع المنتدى اخر مشاركة عدد الردود عدد المشاهدات تاريخ اخر مشاركة
الشعراء بن حوقان وعبدالواحد منتدى القصائد الجنوبية ( المنقولة) 0 798 04/01/2024 11:35 AM
القصة (مورد المثل) منتدى القصص و الروايات المتنوعة 0 727 02/01/2024 09:28 AM
الله لايجزي الغنادير بالخير منتدى القصائد النبطية والقلطة ( المنقولة) 1 491 28/12/2023 05:06 PM
قصة وسيرة صدام حسين منتدى القصص و الروايات المتنوعة 2 946 28/12/2023 04:58 PM
مت شهيدا قصة فكاهية منتدى القصص و الروايات المتنوعة 0 607 28/12/2023 04:54 PM

قديم 26/08/2011, 05:59 PM   #2
المؤسس والمشـــرف العــــام


الصورة الرمزية صقر الجنوب
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

افتراضي



القصيدة من اشهر قصائد العرب و موضوع ان الواحد مننا فاكر انه ملم بالعربية و متبحر فيها فدي وجهة نظر
عموما انتي تؤمري ده شرح مطول للقصيدة اهداء ليكي و للمهتمين بالموضوع
القصيدة مغناة بطريقة مؤثرة و ده الرابط


http://www.islamway.com/?iw_s=outdoo...media_type=mp3




كلمة عن الشاعر
مالك بن الريب التميمي شاعر مقلّ لم تشتهر من شعره إلا هذه القصيدة ومقاطع شعرية في الوصف والحماسة وردت في كتاب الأغاني.
لص لازم شظاظ الضبي الذي قالت عنه العرب ألص من شظاظ
وكان مالك شابا شجاع فاتكاً لا ينام الليل إلا متوحشاً سيفه ولكنه استغل قوته في قطع الطريق هو وثلاثة من أصدقائه . وفي يوم مر عليه سعيد بن عثمان بن عفان وهو متوجه لإخماد تمرّد في خُرسان فأغراه بالجهاد في سبيل الله بدلاّ من قطع الطريق، فاستجاب مالك لنصح سعيد وذهب معه وأبلى بلاءً حسناً
واختلفت الروايات في موته فبعض الروايات تشير إلى أنه مات مسموما لدغته أفعى كانتفي رحلهوالبعض يقول أنه أصيب بسهم فجرحه واندمل الجرح على غل وانفجر عندعودته فقال هذه القصيدة الرائعة الفريدة يرثي بها نفسه.
وتتمتع هذه القصيدة في أدبنا بشهره فذه لأن الإنسان مهما صدقت عاطفته في رثاء حبيب فلن تكون أصدق منها عندما يرثي نفسه.
وقد كانت وفاة مالك بعيد نظمه لهذه القصيدة في خلافة معاوية سنة 56هـ

شرح المفردات
· القلاص : الإبل
· الرديني : الرمح القوي نسبه الى ردينه وهي قبيله كانت تجيد صنع الرماح
· أشقر محبوك: يعني حصانه الاشقر القوي
· سهيل : نجم لامع يطلع من الجنوب كان العرب يحبونه ويكثرون من ذكره
· ياصحبي رحلي: ياصاحبي في سفري
· السدر: ورق السدر العر ب يستخدمونه بدل الصابون
· فضل ردائيا : الزائدج من ثوبي
· بردي :ثوبى
· عطافاً: انعطف نحو الاعداء مهاجماً
· احجمت:تراجعت
· باكيه اخرى :يعني زوجته

الشرح:
ياترى هل تعود ايامنا مع الاحباب بوادي الغضا فأبيت فيه ليله اسوق النياق السريعة .
كم كنت اتمنى لو أن الغضا مشى معنا ونحن مسافرون فلم تقطع المطايا عرضه.
إن أهل الغضا احباب مخلصون لو كانوا قريبين منا لواصلونا وزارونا ولكنهم للأسف بعيدون.
لقد كنت ضالاً فاهتديت وأصبحت في الجيش الغازي بقيادة سعيد بن عفان .
وحين أتذكر موتي ومن سيبكي عليّ لا أجد إلا رمحي وسيفي وهذا الفرس المضمّر القوي ألذي يجرٌ رسنه الى الماء دونما فارس يسقيه .
حينما شعرت بالموت عند مدينة مرو وضعف جسمي قلت لاصحابي : ارفعوا راسي لأرى نجم سهيل فهو نجم محبوب لدي لأنه يطلع من نحو اهلي ، وقد لا تنتظران عندي الا يوماً أو بعض ليله لأن أمري قد اتضح ، فإذا خرجت روحي فاغسلاني بالسدر وجهزا أكفاني وأبكيا لوفاتي واحفرا قبري برؤس الرماح وغطيا وجهي بالزائد من ثوبي .
ووسعا لي في قبري لأن أرض الله ، واسعه واسحباني إليكما بثوبي ،فقد كنت أيام قوتي لايستطيع أحد أن يجرّني .وكنت انعطف على الاعداء إذا تقهقرت ألخيل وأسرع إلى نجدة من يدعوني .
آه على الرمّل بوادي الغضا إن فيه نساءً لو رأينني لبكين لحالتي وفدّين الطبيب بانفسهن، منهن أمي واختاي وخالتي وزوجتي .ماكان أحسن أيام الرمل لقد كانت حميدة وكان اهل الرمل محبين لنا مخلصين في ودادنا

التعليق :

إذا تأملت هذه القصيده العظيمه اتضحت لك فيها الخصائص الآتيه:
· أن العاطفه فيها في اوج الصّدق والحراره لأن الشاعر حين يرثي نفسه يكون منفعلاً بإحساس لا مثيل له ، إذ نفسه أغلى عليه من كل غالٍ .وهذه الخاصه جعلت هذه القصيده من اشهر المراثي في الشعر العربي
· المعاني فيها ابتكار وروعه كحديثه عن سيفه ورمحه وحصانه ،وهي تبكي بطولته وفروسيته ، وفي توصياته لرفاقه تأثير موجع حقاً ، ومن معانيه الطريفة : معنى تشابه فيه مع شاعر انجليزي جاء بعده .وهو قوله (( خُطّا بأطراف الأسنّة مضجعي)) . ومن اجمل معانيه مقارنته بين حالته وهو ميت يسهل على أصحابه أن يجرّوه ، وبين حالته وهو في كامل صحته حين كان من الصعب على أصحابه أن يجرّوه ،كما أنّ في ذكره لزوجته ووالدته وقريباته ،وتصوير شعورهنّ حين يبلغن النبأ إبداعاً ممتازاً .
· الصور والأخيلة الواردة في معظم القصيدة بدويه ، ولكنّ بعضها يوضح جوّ ألفتوح الإسلامية ،ومن الإشارات البدويه ((ازجي القلاص النواجيا ،لم أجد سوى السيف والرمح الرديني باكيا ، واشقر محبوك ، سهيل ،ياصاحبي رحلي ، هيئا السدر.
· في القصيدة تكرار بليغ الوقع والتأثير ،فقد كرر كلمتي الغضا والرّمل عدة مرات لشدت حبه لهذين الموضعين .حتى لقد كرر كلمة الغضا ثلاث مرات في بيت واحد وهو البيت الثالث


قراءةنقدية ( بقلم د. عمر هزاع )
عندما نقف أمام بكائية مالك بن الريب التميمي نجد أنفسنا أمام سيل من الحزن اللامتناهي..نستشف عاطفة شاعر متشبث بالحياة حتى آخر رمق..تتلوناللحظات الاخيرة في عين مالك بن الريبيصورها شعرا خلجات نفس تودع الدنيا بنزيف الشعر.. مالكبن الريب
روي أنهكان صعلوكا قاطع طريق فمر عليه سعيد بن عثمان بن عفان في جيش لفتح مرو اقليم منأقاليم خراسان.اقتنع مالك بانضمامه إلى الجيش وترك الصعلكة وقطع الطريق وأصبح غازيا في سبيل الله واختلفت الروايات في موته فبعض الروايات تشير إلى أنه مات مسموما لدغته أفعى كانت في رحله والبعض يقول أنه أصيب بسهم فجرحه واندمل الجرحعلى غل وانفجر عند عودته ولست هنا أريد الطريقة التي مات بها شاعرنا فقد قال أحد الشعراء قد يكون المتنبي :
تعددت الاسباب والموت واحد
لكنني أريد الوقوفأمام هذه البكائية الحزينة التي تعتبر من أجمل المراثي في الأدب العربي إن لم تكن أجملها على الإطلاق لماذا؟ .لأن الشاعر يرثي نفسه وليس إنسانا آخر ورثاء النفس دونه كل رثاء وشاعرنا رحمه الله يبدأ بناءقصيدته على نداء التمنىوأكثر من هذا النداء في أبيات متفرقة من القصيدة لعله يجد من يجيب التساؤلات لتعزية نفسه المودعة يتشبث بكل شيء حوله يتساءل فيجيب أحيانا وأحياناوأحيانا يترك القاريء يجد اْجابة.. هو الموت يجب الروح فلايجد مالك معزيا إلامالك.. مالك يسأل مالك في قفر من الأرض وبيداء من الحزن تسيطر عليه لحظات اليأس فيفر إلىالشعر يستجدي به الحياة ليضخ فيه أمل الشعر فيجد مخرجا من ضنك اللحظة ..بالرغم منأنه صعلوك وحياة الصعاليك تحفها المخاطر لسطوتهم وغاراتهم إلا أحب الحياة فالبيتالأول والثانيكما ذكرت يبدأه بنداء التمني ولكن هل ينفع التمني أو يقي منسطوة الموتألا ليت شعري هل أبيتن ليلة.........................ب جنب الغضاأزجي القلاص النواجيافليت الغضا لم يقطع الركب عرضه..................وليتالغضا ماشى الركاب لياليا
وفي البيت التاسع والثلاثين :
فياليت شعري هلتغيرت الرحى......................... رحى الحرب أو أضحت بفلج كما هياأيضا نداء تمنيواختلفت الروايات في هذا البيت فالبعض يقول رحى الحربوالبعض يقول رحى الثفل هناوهناك فالثفل ماتخلفه الرحى بعد طحن الحب وقد يكون تشبيها من الشاعر لما خلفته الحرب من القتلى
ثم نجده في البيت الأربعين
وياليت شعري هل بكت أم مالك…………. كما كنت لو عالوا نعياك باكيايتمنى لمعرفة ماإذا كانت أم مالك ستبكيهبعد موته كما لوكانت هي ماتت فانه سيبكيها وهنا رقة الشاعر تتضح ومكانة الأنثى فينفسه وكفى به أن يذكرها لحظة الموتوالنداءات المتكررة تحمل بعدا انسانياوبنائية فنية جميلة للقصيدة نداء يتبعه تمني وكل ذلك استشفاف هل سيحس من ذكرهم فيقصيدته بفقده كما يحس هو بفقدهم وهو على أعتاب الفراق
أعتمد شاعرنا علىالمساءلة في اسلوب فني جميل بارع في مساءلتههل أبيتن ليلة بواديالغضا والجواب هنا مرتبط بحالة الشاعر النفسية فلطالما أنه متشبثبالحياة سيجد لنفسه جميلا يعزيه مما هو فيه من كرب.
نعم ستبيت يامالك وستزجيالقلاص والقلاص هي الأبل
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى والجواب أيضا بنعم بعتالضلالة بالهدى فكنت قاطع طريق وأصبحت غازيا في سبيل الله
هنا حالة نفسيةتسيطر على الشاعر يخرج منها بالأسئلة لتعزيه الغجابة عما هو فيههل تغيرت الرحىوالجواب نعم تغيرت الرحى وانتصر المسلمونهل بكت أم مالك نعم بكت يامالك بعدموتك لانها كانت تحبك فانت من شغف فؤادها
لكن في البيت الحادي عشر وجدت بيتشاذا وهو
فلله دري يوم أترك طائعا ........................بني بأعلىالرقمتين وماليامالك هنا يتحسر؟ وتلك فرية على الشاعر مالك صعلوك والصعاليكعادة من أشجع الفرسان أفيتحسر على الموت ويندم؟ لا أظن. البعض يذكر قول الشنفرىعندما قتل في وادي بيدة قال قاتله ءأطرفك فرماه بسهم في عينه فكان رد الشنفرى كاككنا نفعل أي(هكذا كنا نفعل) وهنا فن ممارسة الموت وفن تلقيه أيضا.
لله دري هناكلمة استحسان تفيد التحسر ولو وازنا بين هذا البيت والبيت الرابع والعشرين والسادسوالعشرين لوجدنا هناك تناقضا واضحا وبونا شاسعا فمالك يقول:
وقد كنت عطافا اذاالخيل ادبرت......................... ...سريع لدى الهيجا الى من دعانياوقد كنتصبارا على القرن في الوغى...................ثقيلا على الأعداء عضبلسانيا
دققوا معي عطاف وقت الادبار أي شجاع عند ادبار الفرسانالاخرينوصبار على مجالدة الاقران في الوغى أفيعقل أن يتحسر على الموت خاصة وأنموته كان مشرفا مات غازيا وهنا احتمال أن يكون البيت الذي يتحسر فيه مالك مولد
اعتمد شاعرنا على الحوار في قصيدته استشعارا منه الى من يشاركه همه الذي هوفيه لانه حزين بمفرده وحيدا والحوار هنا قوليأقول لأصحابي أقول وقدحالت يقولون لاتبعد وهم يدفنونني إنه يبحث عمن يشاركه النجوى وبداخلهرغبة جامحة للخروج من وحدته وعزلته التي هو فيها وهو يستخدم ذاكرته ويفجرها عاطفةشعرية ليشكل لنا نموذجا استرجاعيا لما مضى هذا النموذج يتكتل ويفرغه كشحنات نفسيةمن خلال التمني يستطرد في التذكر يحاور ويستطرد ويحاورإلى أن يصل إلىالبيت :
فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا................برابيه إني مقيم لياليا
والبيت
فياراكبا إما عرضت فبلغن......................... .....بني مالك و الريب ألا تلاقيا

فنجده يوقن بانه هالك لامحالة فيعطي وصيته في الابيات التي تلي ذلك نعم ياملك سيبكيك كثير بكاك بعد أربعة عشر قرنا قارئك في هذه الصفحة لانك سطرت شفافية شاعر
ورسمت فارس في قصيدة وخلدت قصيدة قلما جاد الشعراء بمثلها

منقول بتصرف


 
 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب



رد مع اقتباس
قديم 26/08/2011, 06:03 PM   #3
المؤسس والمشـــرف العــــام


الصورة الرمزية صقر الجنوب
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

افتراضي



الرثاء فهو لون عجيب من ألوان الشعر العربي عامة سواء في الجاهلية والإسلام ويبقى هو الموضوع الذي يفيض منه صدق العاطفة وهو الذي تقطر من خلال قصائده الدموع الحزينة وما تكاد تجد بيتا في الرثاء إلا وتعيش مع الشاعر وتكابد الأحزان والآلام ، وما تكاد تجد تصويرا للحال مثل ماتجد في الرثاء ، الفن الذي قال عنه أحد العرب عندما سئل ،(( مابال أجود شعركم في المراثي؟ قال لأنا نقول وأكبادنا تحترق)) ...
وبهذا نعلم مدى قوة الرثاء عند العرب ، وجماله الحزين الكسير..


 
 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب



رد مع اقتباس
قديم 26/08/2011, 06:05 PM   #4
المؤسس والمشـــرف العــــام


الصورة الرمزية صقر الجنوب
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

افتراضي



انقل اليكم قصيدة المهلهل بن ربيعة الذي زود الشعر الجاهلي بقصائد رائعة من الرثاء المر والنعي المفرط على أخيه كليب وذلك ظاهر في شعره غير خفي ..
***

نبذةعنالشاعر:

المهلهل عدي بن ربيعة بن مرّة بن هبيرة من بني جشم، من تغلب، أبو ليلى، المهلهل.

من أبطال العرب في الجاهلية من أهل نجد
. وهو خال امرئ القيس الشاعر. قيل: لقب مهلهلاً، لأنه أول من هلهل نسج الشعر، أي رققه.

وكان من أصبح الناس وجهاً ومن أفصحهم لساناً
. عكف في صباه على اللهو والتشبيب بالنساء، فسماه أخوه كليب (زير النساء) أي جليسهن.

ولما قتل جساس بن مرة كليباً ثار المهلهل فانقطع عن الشراب واللهو، وآلى أن يثأر لأخيه، فكانت وقائع بكر وتغلب، التي دامت أربعين سنة، وكانت للمهلهل فيها العجائب والأخبار الكثيرة
.
***
نص القصيدة

أهاج قذاء عينيَ الادكارُ ؟
هُدوءاً فالدموعُ لها انهمارُ

وصار الليل مشتملاً علينا
كأن الليلَ ليس له نهارُ

وبتُّ أراقبُ الجوزاء حتى
تقارب من أوائلها انحدارُ

أصرفُ مقلتي في إثرِ قومٍ
تباينت البلادُ بهم فغاروا

وأبكي والنجومُ مُطَلعات
كأن لم تحوها عني البحارُ

على من لو نُعيت وكان حياً
لقاد الخيلَ يحجبُها الغبارُ

***
***

دعوتكَ يا كليبُ فلم تجبني
وكيف يجيبني البلدُ القَفارُ

أجبني يا كُليبُ خلاك ذمٌ
ضنيناتُ النفوس لها مَزارُ

أجبني يا كُليبُ خلاك ذمٌ
لقد فُجِعتْ بفارسها نِزارُ

سقاك الغيثُ إنك كنت غيثاً
ويُسراً حين يُلتمسُ اليسارُ

أبت عيناي بعدك أن تَكُفا
كأن غضا القتادِ لها شِفارُ

وإنك كنت تحلمُ عن رجالٍ
وتعفو عنهُمُ ولك اقتدارُ

وتمنعُ أن يَمَسّهُمُ لسانٌ
مخافةَ من يجيرُ ولا يجارُ

وكنتُ أعُدُ قربي منك ربحاً
إذا ماعدتْ الربْحَ التِّجار

فلا تبعُد فكلٌ سوف يلقى
شعوباً يستدير بها المدارُ

يعيشُ المرءُ عند بني أبيه
ويوشك أن يصير بحيث صاروا

أرى طول الحياة وقد تولى
كما قد يُسْلب الشيء المعارُ

كأني إذ نعى الناعي كليباً
تطاير بين جنبي الشرار

فَدُرتُ وقد غشى بصري عليه
كما دارت بشاربها العُقار

سألتُ الحي أين دفنتموهُ
فقالوا لي بأقصى الحي دارُ

فسرتُ إليه من بلدي حثيثاً
وطار النومُ وامتنع القرارُ

وحادت ناقتي عن ظلِ قبرٍ
ثوى فيه المكارمُ والفَخارُ

لدى أوطان أروع لم يَشِنهُ
ولم يحدث له في الناس عارُ

أتغدو يا كليبُ معي إذا ما
جبان القوم أنجاه الفِرارُ

أتغدو يا كليبُ معي إذا ما
حُلُوق القوم يشحذُها الشَّفارُ

أقولُ لتغلبٍ والعزُ فيها
أثيرُها لذلكم انتصارُ

تتابع أخوتي ومضَوا لأمرٍ
عليه تتابع القوم الحِسارُ

خُذِ العهد الأكيد عليَّ عُمري
بتركي كل ما حوت الديارُ

ولستُ بخالعٍ درعي وسيفي
إلى أن يخلع الليل النهارُ

***
شرح القصيدة ودراستها

1-
أَهـــاجَ قَـــذاءَ عَــيــنــِيَ الإِذِّكـــــارُ هُــــدُوّاً فــَالــدُمــوعُ لـَها اِنحِدارُ

هاجَتِ الأَرضُ تَهِيجُ هِياجاً، وهاجَ الشيءُ يَهِيج هَيْجاً وهِياجاً وهَيَجاناً، واهْتاجَ، وتَهَيَّجَ ، ثار لمشقة أَو ضرر
. تقول هاج به الدم.والقذاء والقذى مايقع في العين ويوجعها. والهدوء أول الليل.
- يبدأ الشاعر بمطلع يشي بالهم الذي ساوره والحزن الذي أرقه حتى إنه ليصوره لنا تصويرا حيا محسوسا بأن تذكر كليبا عاد كالقذى في عينه يمنعه المنام والراحة والسكون ، وما إن يقبل الليل حتى تسبل العيون الدموع الحزينة ، التي أسالها من العين البينُ.

2- وَصارَ اللَيلُ مُشتَمِلاً عَلَينا كَأَنَّ اللَيلَ لَيسَ لَهُ نَهارُ

-
وهنا يبين الشاعر مقدار همه الذي جعل الليل محدقا به من كل جانب ينبش الأحزان ويلهب الأشجان ، لقد عم الظلام رأسه ونفسه وحياته فهو يرى كل شيء حالك أسود ، بل يقول: كأن الليل لايعقبه نهار وكأن العتمة لاتليها إشراقة ، وهذه من الصور الجمالية التي يترجمها لنا الشاعر في هذه القصيدة الرائعة في حزن.

3-وَبِتُّ أُراقِبُ الجَوزاءَ حَتّى تَقارَبَ مِن أَوائِلِها اِنحِدارُ

-
ويكمل الشاعر تصوير حزنه بتناسق القيم الشعورية واللفظية ، يقول : لقد أسهرني هذا الحزن فلم يعد لي إلا أن أراقب الجوزاء، وهي أسماء لبعض النجوم ، فبات يراقبها والمعروف أن الجوزاء تطلع في أول الليل وتقطع البروج في ثماني عشرة سنة ، وهنا..هنا يظهر لنا طول الليل الذي تخيله الشاعر فعاش معه حتى ليكاد أن يشركنا الموقف الذي كابده.

4- أُصَرِّفُ مُقلَتَيَّ في إِثرِ قَومٍ تَبايَنَتِ البِلادُ بِهِم فَغاروا

-
لقد كان يرسل عينيه في السماء والكواكب ويبحث عن أحبابه بتأوه وعذاب ، يسرح بصره في إثرهم لعله يجد شيئا من آثارهم لعله أيضا يجدهم ولكن هيهات فقد بانوا الأحبة وانقطعت عنهم الوسائل فغاروا هنالك في التراب فلا عين تراهم بعد اليوم ولا أذن تسمع أصواتهم فتحن ، ياله من حزن عميق يصوره لنا الشاعر بألفاظ لابالصور .

5- وَأَبكي وَالنُجومُ مُطَلِّعاتٌ كَأَن لَم تَحوِها عَنّي البِحارُ

-
نعم يبكي ومازال الليل سادرا ستاره لايعبأ بحزنه العظيم ومصابه الجسيم ، والنجوم أيضا تقوم مشجعة لليل البهيم فهي طالعة ثابتة تخبره بأنه لايوجد هناك نهار لدى الشاعر المكلوم ، فالنجوم لاتريد أن تغرب في البحار وتسقط . ليطول الليل بذلك الجريح.



6- عَلى مَن لَو نُعيتُ وَكانَ حَيّاً لَقادَ الخَيلَ يَحجُبُها الغُبارُ

نَعَى يَنْعَى نُعْياً
. وجاء نَعِيُّه بوزن فَعِيل. وهو خَبَرُ المَوْت. والنّعي: نداءُ النّاعي.

وانتشار ندائه
. والنَّعيُّ أيضاً: الرّجل الذي يَنْعَى .
- وهنا يضع الشاعر نفسه مكان أخيه المتواري في التراب ، ويضع أخاه مكانه هل كان سيقعد مع النساء ويندب أخاه لا بل سيثير الحرب ويسير بالفرسان الأشاوس وغبار النقع يستر الخيول التي تركض بفرسانها من شدة هول الحرب وهو تصوير فني ، وظل حماسي يلقيه الشاعر في هذا البيت.
7- دَعَوتُكَ يا كُلَيبُ فَلَم تُجِبني وَكَيفَ يُجيبُني البَلَدُ القِفارُ

قفر قال الليث
: القَفْر: المكان الخلاء من الناس، وربما كان به كلأ قليل: وقد أقْفَرَت الأرض من الكلأ والناس، وأقفرت الدار من أهلها. وتقول: أرض قَفْر ودار قَفْر، وأرض قِفار ودار قفار.
- هنا يرسم الشاعر صورة بديهية وهي عدم جواب أخيه لأته ميت، ولكن فلننظر إلى ماوراء هذه الصورة البديهية ، إنها تعكس من قراءتها على النفس حزنا عميقا في نفس الشاعر ، ومن ثم يجيب نفسه وكيف يجيبني البلد القفار ، نعم كيف يجيب من دفن ومات ، نعم كيف تجيبني الأرض البلقع ، وهذه صورة من الصور التي بمجرد قراءتها تعيش مع الشاعر همه وكمده العميق.

8- أَجِبني يا كُلَيبُ خَلاكَ ذَمُّ لَقَد فُجِعَت بِفارِسِها نِزارُ

-
يظل الشاعر ينادي أخاه كليب ، أجبني وخاطبني خلاك العيب لقد أصيبت بفارس فرسانها نزار لقد بكت عليك العيون ياكليب وصدمت بموتك تغلب . وهنا يتذكر الشاعر فجيعته بأخيه ويكررها لعله يصدق هذه الفجيعة .

9- سَقاكَ الغَيثُ إِنَّكَ كُنتَ غَيثاً وَيُسراً حينَ يُلتَمَسُ اليَسارُ

عليك أنت ياكليب يهطل الغيث وينصب الخير ، لقد كنت غيثا لنا فسقاك ربنا الغيث وكنت يسرا وغنى لنا
.وسهلا ليّنا . وهنا يشبه الشاعر أخاه بالغيث بل لا يذكر الشاعر أداة تشبيه لأن الغيث هوهو كليب واليسر هوهو كليب فهذه لمسة فنية يجدر الوقوف عندها وتأملها تأملا صادقا.

10- أَبَت عَينايَ بَعدَكَ أَن تَكُفّا كَأَنَّ غَضا القَتادِ لَها شِفارُ

الغضا شجر من الأتل خشبه أصلب الخشب ، وجمره يبقى زمنا طويلا ، والقَتادُ شجر شاكٍ صُلْب له سِنْفَة وجَنَاةٌ كَجَناة السَّمُر ينبُتُ بِنَجْد وتِهامَةَ، واحدته
قَتادة
. قال أَبو حنيفة: القتادة ذات شَوْك، قال: ولا يُعَدُّ من العِضاهِ. وقال مرة: القتاد
شجر له شَوْك أَمثالُ الإِبَر وله وُرَيْقة غبراء وثمرة تنبت معها غبراء كأَنها عَجْمة النوى .

شفر قعدوا على شفير النهر والبئر والقبر. وقرحت أشفار عينيه من البكاء وهي منابت الهدب الواحد.
- ترفض عيناي ترك البكاء ، فتسيل الدموع بلا توقف وتذرف العبرات بلا هوادة ، كأن الغضا وشوك القتاد كونا لعيني الأهداب فهي متقرحة من البكاء المر ، هنا في هذا البيت تصوير فني جاء به الشاعر وهو تصوير الأهداب والشعر الرقيق على حواف العينين بالشوك الصلب الجارح المؤذي وتكاد تغمض عينيك وتتحسسهما إذا قرأت البيت لأنك تعيش مع الشاعر تصويره البارع.

11- وَإِنَّكَ كُنتَ تَحلُمُ عَن رِجالٍ وَتَعفو عَنهُمُ وَلَكَ اِقتِدارُ

وهنا يستطرد الشاعر فيذكر صفحات مشرقة من أخلاق أخيه الكريمة والتي عرف بها أشراف العرب وهي العفو عند المقدرة والحلم الذي اتصف به حكماء العرب والأمم ، نعم كان يعفو عن الرجال وهو مقتدر متسلط متمكن يستطيع أن يفتك بهم
بإشارة من أصبعه فيستحيلون إلى أموات تثكلهم أمهاتهم
.

12- وَتَمنَعُ أَن يَمَسَّهُمُ لِسانٌ مخافة مَن يُجيرُ وَلا يُجارُ

وهذا البيت تابع للذي قبله في الموضوع والمعنى ، وفوق عفوك عنهم ياكليب لا ترضى أن ينبس أحدهم بكلمة تؤذي الذين عفوت عنهم ، لأنك كنت حر تعرف مدى شدة الكلام القبيح وأثره على الحر فأنت تجيرهم وتحميهم وتدافع عنهم من بعد العفو لأنها هي هي أخلاق الكرام
.

13- وَكُنتُ أَعُدُّ قُربي مِنكَ رِبحاً إِذا ما عَدَّتِ الرِبحَ التِجارُ

هي الحسرة المتمكنة من قلب شاعرنا واليأس الهائج الذي بعثته الذكريات الجميلة والصور المضيئة بينه وبين أخيه ، ويقول بتحسر عميق يكاد القلب يتفطر منه،لقد كنتُ أنا الرابح من القرب منك ، وكأنني بذلك تاجر يجمع الدراهم حتى يختزنها فيربح بذلك ، لأن الربح والكسب عند التاجر هي النقود ولكن الربح الحقيقي عند المهلهل قربه من كليب
.

14- فَلا تَبعَد فَكُلٌّ سَوفَ يَلقى شَعوباً يَستَديرُ بِها المَدارُ

استدارت
. ودارت رحى الحرب. وفي الحديث" أتيت علياً حين فرغ من مرحى الجمل" وهو مدار رحى الحرب.

هنا في هذا البيت يخاطب الشاعر أخاه وكأنه أمامه لا يحجب عنهما حاجب ، ويريد أن يوصل رسالة إلى أخيه فيقول
: لا يغرنك ياكليب فإن الأيام دول تدور علينا وعلى الأعداء ، فإنها سنة في الحياة وناموسا يسري على الخلائق.


15-
يَعيشُ المَرءُ عِندَ بَني أَبيهِ وَيوشِكُ أَن يَصيرَ بِحَيثُ صاروا




-
نعم هو الموت الذي يأتي فجأة فلا يطرق الباب ليستأذن ولا ينادي لتستعد له ، نعم ياكليب لقد كنت بيننا ولكن أصابك ماأصاب آباءك الكرام قبلك فلحقت بهم ، والموت أيضا سنة تلحق بالشجعان والجبناء والأحرار والعبيد ، وهنا في هذا البيت يخاطب الشاعر أخاه كما أسلفنا من قبل في البيت السابق، ولكنها طريقة للسلو عن الهم الذي هجم عليه فجأة فلم يترك له الخيار.


16- أَرى طولَ الحَياةِ وَقَد تَوَلّى كَما قَد يُسلَبُ الشَيءُ المُعارُ

هنا في هذا البيت تصوير الحياة بالعاريّة التي لا تطول ، فيخطفها المعير متى شاء لأنها ليست ملك الإنسان ، وتحس من البيت معنى خفي لم ينطق به الشاعر ألا وهو كراهية الحياة ، وأن القنوط متمكن منه يقلبه كما يشاء ، فلسان حاله يقول
: لاحياة بعد كليب يامهلهل.

17-
كَأنًّي إِذ نَعى النّاعي كُلَيباً تَطايَرَ بَينَ جَنبَيَّ الشَرارُ

هنا في هذا البيت يخبرنا الشاعر عن حاله عندما جاءه الناعي ينعي له أخاه ويخبره خبر قتله ، ويصور لنا الغضب الذي انتابه وشبهه بالشرر المتطاير وهذه صورة غاضبة يرسمها لنا الشاعر بفرشاة الألفاظ
.

18- فَدُرتُ وَقَد عَشِي بَصَري عَلَيهِ كَما دارَت بِشارِبِها العُقارُ


الأعْشى، وهو الذي لا يبصر بالليل ويبصر بالنهار، وأعشاه فعَشِيَ بالكسر يَعْشى عَشاً
. والعَشْواء: الناقة التي لا تبصر أمامَها فهي تخبط بيديها كلَّ شيء. وركبَ فلانٌ العَشْواءَ، إذا خبط أمره على غير بصيرة. وفلانٌ خابطٌ خَبْطَ عَشْواءَ.والعقار هي الخمر.
- يقول : شاعرنا بأن الخبر أفزعه فأصبح لا يرى شيئا كشارب الخمر عندما يشربها لا يعلم من أمره شيء، وهنا تصوير فني يلقيه لنا الشاعر في هذا البيت ليصور لنا مدى قوة الخبر الذي أتاه فأصبح كالسكران لا يعي شيئا.

19-سَأَلتُ الحَيَّ أَينَ دَفَنتُموهُ فَقالوا لي بِسَفحِ الحَيِّ دارُ

والسفح هو أسفل الجبل
.
- وهذه صورة تكمل لنا الصورة التي سبقت في البيت السابق ، فهي إذا مكملة للمشهد الذي مر بالشاعر ، ويريد منك أن تتخيل صورته وقد أتاه الخبر المفزع فغدا كالأعمى يجوب الديار فسأل القوم عن مكان دفنه وأين واروه التراب؟ فأجابوه هنالك في أسفل الجبل .

20- فَسِرتُ إِلَيهِ مِن بَلَدي حَثيثاً وَطارَ النَومُ وَاِمتَنَعَ القَرارُ

والقُرّ، بالضم
: القَرار في المكان، تقول منه قَرِرْتُ بالمكان، بالكسر، أَقَرُّ قَراراً وقَرَرْتُ أَيضاً ، وقَرَّ بالمكان يَقِرُّ ويَقَرُّ.
- وهذه أيضا صورة مكملة كما قنا في البيت السابق ، فسار إليه من مكان سكنه والذي يدل عليه أنه قال فسرت إليه من بلدي حثيثا ، وأن مكان قبر أخيه بعيد عن دياره ، وهنا الشاعر كما يظهر لنا ليس بمصدق للخبر أو بالأصح ليس موقنا به ، وهذا يدل عليه سؤاله عن قبر أخيه والسير إليه وهو بعيد عنه ، أو تكون فطرة في الإنسان عند فقد أحبابه يريد أن يرى إلى مكانهم ليتخيلهم موجودين هناك ، ويقول:

أيضا أن النوم طار وهنا تصوير النوم بالطائر عندما يكون بين يديك فيطير فلا تؤمل رجعة له إلا بعد حين ، وتصويره بامتناع الاستقرار عليه فقد أعطاه روحا وحسا حتى يمتنع عنه ويقول له
: اذهب فلست بآتيك ، وهنا وُفق الشاعر في اختيار الألفاظ وهذا ليس بغريب عليه.

21-وَحادَت ناقَتي عَن ظِلِّ قَبرٍ ثَوى فيهِ المَكارِمُ وَالفَخارُ

وهنا اكتمل جزء من المشهد الحزين الذي صوره شاعرنا بالألفاظ لا بالصور كما سبق ، لقد وصل الأخ إلى قبر أخيه ، فمالت ناقته إلى قبر أخيه وهو ليس كأي قبر بل هنا في هذه الحفرة دفنت المكارم والفخار دفنت الأخلاق الحميدة هنا بنفسها
وهذا تشبيه لأخيه بالمكارم والفخار وأنها تجسدت به تجسدا حقيقيا فهذا أضفى على المشهد جمالا على جمال
.

22- لَدى أَوطانِ أَروَعَ لَم يَشِنهُ وَلَم يَحدُث لَهُ في الناسِ عارُ

والأرْوَعُ
: الرجل الكريم ذو الجسم والجهارة والفضل والسودد. وقيل: هو الجميل الذي يَرُوعك إذا رأيته .
- هنا يخبرنا الشاعر أنه وصل لدى أخيه الذي لم يشينه خلق ولا عيب ، ولم يعرف الناس عنه عار .

23- أَتَغدوا يا كُلَيبُ مَعي إِذا ما جَبانُ القَومِ أَنجاهُ الفِرارُ

وهنا يخاطب الشاعر أخاه عندما وصل إليه ، فتمر الصور في خاطره سريعة متوالية ، وتجري الذكريات الجميلة في الخاطر بمجرد الوقوف على قبره ، أتذكر ياكليب حينما نذهب سوية لنقاتل ، فيفر الجبان منك بمجرد رؤيته لك ، فلا ينجيه قوم ولا قبيلة
. وهنا بمخاطبة الأخ أخيه على قبره يتجلي بعض الهم الذي داهمه وهذه يعرفها علم النفس جيدا.

24- أَتَغدوا يا كُلَيبُ مَعي إِذا ما حُلوقُ القَومِ يَشحَذُها الشِفارُ

شحذ ، شحَذ السكينَ والسيفَ ونحوهما يَشْحَذُه شَحْذاً
: أَحَدَّه بالمِسَنِّ وغيره مما يُخرج حَدَّه ، فهو شحيذ ومشحوذ؛ والمِشْحَذُ: المِسَنُّ. وفي الحديث: هلمي المُدْيَةَ واشْحَذيها. والشفار مر بنا.


- وهنا مازال الشاعر يخاطب أخاه وهذه أيضا صور مكملة للمشهد ، أتذكر ياكليب منظر حلوق القوم المحاربين وكيف يذبحون بلا رحمة ، وهو رسم بليغ في هذا البيت منظر عمل السيوف المشحوذة في الرقاب ، وقوله يشحذها الشفار وأنها ما تكاد تطرق أذنيك إلا وأنت تسمع صوت الدماء الذي يثج ثجا من رقابهم.

25- أَقولُ لِتَغلِبٍ وَالعِزُّ فيها أَثيروها لِذَلِكُمُ اِنتِصارُ

وهذا أيضا مشهدا من مشاهد الصور التي رسمها بلفظه البارع ، أقول لقومك يا كليب وماهم إلا قومي أشعلوا نار الحرب وأوقدوا رؤوس الرماح باللهب لمقتل سيدكم ، انتصروا على الذين غدروا بفارس الفرسان كليب ، فلم يزل فيكم العز والأنفة
.

26- تَتابَعَ إِخوَتي وَمَضوا لِأَمرٍ عَلَيهِ تَتابَعَ القَومُ الحِسارُ

يقال للرّجالة في الحرب الحسر، وذلك أنهم يَحْسرِون عن أيْدْيهم وأرْجُلِهم
.

وقال بعضهم
: سُمُّوا حُسَّرا لأنه لا دُرُوع عليهم ولابيض، والحَاسِرُ: الذي لابيْضَة على رأسه.
- وهنا في هذا البيت كأنه يجيب كليبا عن سؤال يسأله ، ماذا كانت ردة فعل قومي ياأخي؟ فيجيبَ كليب لقد تتابعوا لأمر وأنت تعلمه ألا وهي الحرب التي لا تبقي ولا تذر لأجلك ياكليب ، لقد تتابعوا ليثأروا لك ومضوا بدون بلا دروع يستعذبون الموت في سبيل الثأر لك.

27- خُذِ العَهدَ الأَكيدَ عَلَيَّ عُمري بِتَركي كُلَّ ما حَوَتِ الدِيارُ

-
وهنا الشاعر يعطي العهد لأخيه الذي مات ، بأنه سيترك كل ملذات الدنيا وكل مايطيب فيها من أجله ، وهذه مشهورة عند العرب بأنه إذا مات عزيز على الرجل ترك الزينة وآثر الوحدة والغربة . ولكن فلننظر إلى الروح التي يخاطب بها الشاعر أخاه وكأنه أمامه وبدء العهد بدون مقدمات يخيل إليك أن كليبا حي يسمعه ويعي ما يقول ويدرك ما يرمي إليه إنها صورة جمالية في هذا البيت فعلاً جمالية.

28- وَهَجري الغانِياتِ وَشُربَ كَأسٍ وَلُبسي جُبَّةً لا تُستَعارُ

والجُبَّةُ
: ضَرْبٌ من مُقَطَّعاتِ الثِّيابِ تُلْبَس، وجمعها جُبَبٌ وجِبابٌ. والجُبَّةُ: من أَسْماء الدِّرْع، وجمعها جُبَبٌ.
- وهنا تكملة للعهد الذي أعطاه الشاعر أخيه فيقول : سأهجر الغواني وأترك الملاهي ولن أشرب الخمر بعد اليوم وهذا كله من أجلك ياكليب .


29- وَلَستُ بِخالِعٍ دِرعي وَسَيفي إِلى أَن يَخلَعَ اللَيلَ النَهارُ

-
وهذا البيت يتبع الذي قبله وهو العهد الذي أخذه على نفسه . انظر إلى الصورة التي يرسمها الشاعر ، بأنه لن يترك الحرب والقتل في بني بكر ، فنسأل شاعرنا إلى متى ستقتل فيهم ، يقول: إلى أن يزيل الليل النهار ، وهذه بحد ذاتها تحمل


تصويرا فنيا يشي بأن الشاعر لن يخلع درعه ولن يطرح سيفه إلى أن يغلب الليل النهار وهذا مستحيل فإذن هو يكني باستحالة هدأة الحرب وهذا ما حصل
.

30- وَإِلا أَن تَـــبــيــدَ ســَراةُ بَكرٍ فَلا يَبقى لَها أَبَداً أَثارُ

-
هنا يتدارك الشاعر فيقول : سأترك الحرب وأرمي السيف أرضا وأخلع الدرع إذا قتلت رجال بكر وهذا أيضا محال ، فهذا البيت فيه صورة مفزعة وهي عزم الشاعر أن يبتدئ الحرب فإما أن يهلك أو يهلك القوم المحاربين .



 
 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب



رد مع اقتباس
قديم 27/08/2011, 01:37 AM   #5


الصورة الرمزية العيناوية
العيناوية âيه ôîًَىà

 عضويتي » 23668
 تسجيلي » Aug 2011
 آخر حضور » 27/09/2011 (09:47 AM)
مشآركاتي » 86
 نقآطي » 130
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
افتراضي



ربنا اجعلنا ممن يبيعون الضلالة بالهدى..يا رب..


 

رد مع اقتباس
قديم 27/08/2011, 12:43 PM   #6
المؤسس والمشـــرف العــــام


الصورة الرمزية صقر الجنوب
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

افتراضي



شكرا لمرورك العطر في ايام نسأل الله فيها العفو والعافية والمغفرة


 
 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب



رد مع اقتباس
قديم 12/07/2012, 11:16 AM   #7


الصورة الرمزية بنت الرياض
بنت الرياض âيه ôîًَىà

 عضويتي » 24539
 تسجيلي » Jun 2012
 آخر حضور » 14/05/2013 (10:58 AM)
مشآركاتي » 1,260
 نقآطي » 245
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
افتراضي



يعطيكـ الف عافيه

ماننحرم من جديدكـ

لاهنتـ يالغـــــــــــــــــــلآ




 

رد مع اقتباس
إضافة رد


(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 5 :
, , , ,

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية )

انشر مواضيعك بالمواقع العالمية من خلال الضغط على ايقونة النشر الموجودة اعلاه

الساعة الآن 02:25 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w