«الشيزة» شطرنج المسنين

«الشيزة» شطرنج المسنين

تعتبر «الشيزة» لعبة شعبية قديمة، لم يبق سوى مجموعة من المسنين الذين يمارسونها في تبوك، ورغم أنها كانت ذات يوم اللعبة الأولى للجميع، أصبحت الآن محصورة في مكان واحد يجتمع فيه المسنون كل مساء، ويمارسونها في حي «القلعة» أقدم أحياء تبوك وسط أجواء من الإثارة والتشويق.
وتشبه إلى حد كبير لعبة «الشطرنج» المعروفة، وقد تورثتها الأجيال، جيلاً بعد جيل حتى وصلت إلى آخر ممارسيها من المسنين الذين يجتمعون لممارستها كل يوم من بعد صلاة العصر وحتى غروب الشمس.
تبدأ اللعبة باجتماع كبار السن الذين يشكلون مجموعات ثنائية، حيث تجد مجموعات على شكل حلقات مكونة من لاعبين وجمهور من خمسة إلى ستة أشخاص للحلقة الواحدة، يتابعون مجريات اللعبة، ويتبادلون الخطط والآراء، ويتنقلون من حلقة إلى أخرى لمتابعة مجريات لعبة الشيزة، مع احتفاظ الجميع بالهدوء الذي يميز هذه اللعبة، حيث يعم السكون والتفكير المطول من قبل الجمهور واللاعبين، ولا تسمع إلا كلمات خاصة باللعبة مثل: «حط الشيزة» و «شرق لشيزة» و «كل الشيزة».

"الشيزة" لعبة شعبية قديمة تستقطب المسنين

تشبه لعبة الشطرنج من حيث المقابلة وجهاً لوجه ولكنها تختلف في القوانين

تبوك: تركي الدوسي

"الشيزة " لعبة شعبية قديمة، لم يبق سوى مجموعة من المسنين الذين يمارسونها في تبوك، ورغم أنها كانت ذات يوم اللعبة الأولى للجميع، أصبحت الآن محصورة في مكان واحد يجتمع فيه المسنون كل مساء، ويمارسونها في حي " القلعة " أقدم أحياء تبوك وسط أجواء من الإثارة والتشويق.
تشبه "الشيزة" إلى حد بعيد لعبة " الشطرنج" المعروفة، وهي مازالت تصارع من أجل البقاء، وقد تورثتها الأجيال، جيلاً بعد جيل حتى وصلت إلى آخر ممارسيها من المسنين الذين يجتمعون لممارستها كل يوم من بعد صلاة العصر وحتى غروب الشمس.
تبدأ طقوس اللعبة باجتماع المسنين الذين يشكلون مجموعات ثنائية، حيث تجد مجموعات على شكل حلقات مكونة من لاعبين وجمهور من خمسة إلى ستة أشخاص للحلقة الواحدة، يتابعون مجريات اللعبة، ويتبادلون الخطط والآراء ، ويتنقلون من حلقة إلى أخرى لمتابعة مجريات لعبة الشيزة، مع احتفاظ الجميع بالهدوء الذي يميز هذه اللعبة، حيث يعم السكون والتفكير المطول من قبل الجمهور واللاعبين، ولا تسمع إلا كلمات خاصة باللعبة مثل: "حط الشيزة" و "شرق لشيزة " و" كل الشيزة".
وقال عودة البلوي ( 46 سنة ) "هذه اللعبة يمارسها شخصان، حيث تتكون من 24 حجرا لكل لاعب مقسمة إلى اللونين الأبيض والأسود، ويبدأ اللاعبان اللعبة على الرمل من خلال 48 حفرة صغيرة مقسمة كالمربعات المستخدمة في لعبة الشطرنج، وتسمح قوانين اللعبة بتدخل الجمهور ومساعدة اللاعبين في اتجاه حركة الشيزة".
ويضيف البلوي أنها "مشابهه للعبة الشطرنج من حيث المقابلة وجهاً لوجه، ولكنها تختلف في القوانين والصعوبة في المراوغة والخطط ، وتنتهي اللعبة بأكل الشيزة الأكثر"، مشيرا إلى أن اللعبه تعتمد على الذكاء في نزول الحجر في المكان المناسب ومحاصرة الخصم.
ويشير دخيل الله الحويطي ( 52 سنة ) إلى أن هذه اللعبة عمرها يعود لمئات السنين. كما أنها كانت اللعبة المميزة لآبائنا وأجدادنا مما جعلنا نتمسك بها، وهي لعبة شعبية عريقة تعكس في مجرياتها ما يتمتع به لاعبوها من صبر وهدوء وتخطيط وحنكة، ونحن نمارسها في هذا الهواء الطلق بشكل يومي، حيث نتواعد للعبها في نفس المكان كل يوم".
وتمنى الحويطي حضور الشباب في هذه اللعبة للمساهمة في استمرارها وتوارثها، كما كانوا هم يحضرون في جولات الشيزة في عهد آبائهم وأجدادهم.
من جهته ذكر مؤلف كتاب (تبوك المعاصرة والآثار حولها) رئيس النادي الأدبي بمنطقة تبوك الدكتور مسعد بن عيد العطوي أن "لعبة الشيزة لعبة قديمة يلعبها العرب بفكره حربية يتصورونها في أذهانهم بهجوم حجار الشيزة، ولها رجال عباقرة في فن اللعبة وخططها كما هو حال الشطرنج بالخطط المعروفة مثل خطة نابليون وهتلر وغيرها".
وذكر العطوي أن "لعبة الشيزة كانت تحفر قديما على صخور كبيرة كقاعدة للعبة، ومازالت صخور الشيزة موجوده في الوقت الحالي على طريق القوافل الذي مربه الرسول علية الصلاة والسلام مابين مدينة تبوك ومركز البدع، وكانت تلعب هذه اللعبة في النهار فقط، ولم تكن تلهي لاعبيها عن العبادات ومشاغلهم الحياتية، وكان الهدف من لعبها ساميا وهو تنمية التفكير والصبر".
وأضاف العطوي أن "فلسفلة لعبة الشيزة والشطرنج واحدة، ولكن الشطرنج اتجهت في اتجاه حضاري وصناعي وإلكتروني. أما لعبة الشيزة فقد أوشكت على الاندثار، وأغلب لاعبيها في الوقت الراهن أربعينيون، وهم آخر من سيلعبها في خضم هذا العصر".
وأشار إلى وجود عوامل كثيرة لعزوف الشباب عن هذه اللعبة وغيرها من الألعاب الشعبية التي لم تواكب مجريات الجيل الحديث إلكترونياً، مضيفا أنه بالإمكان الآن أن تلعب الشطرنج وغيرها من الألعاب على الإنترنت والجوال أيضا ، وهذا يحفظ حقوق اللعبة ويدفعها إلى الاستمرار.

معلومة ممتعة أخي صقر الجنوب....تحيــــــــــــــــة