![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
إهداءات |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
المنتدى العام للمواضيع العامه التي لايوجد لها قسم معين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
![]() ![]() هزيمة «المنتصرين»
عندما وصل الجنرال اميل لحود الى الرئاسة في لبنان، كدت افعل ما لم افعله في عمري: ان اضيء شرفة المنزل ابتهاجا بالحدث على طريقة اللبنانيين في الاحتفال بفوز البرازيل او المانيا في كأس العالم. كان يمثل، بالنسبة اليَّ، بداية جديدة وأملا جديدا. وعندما كتبت في «الرأي» قبل ذلك عن مرشحي الرئاسة، كانت حصة أقرب الاصدقاء وأحبهم، جان عبيد، مقالا واحدا. وكان هناك مقال واحد عن نسيب لحود ومقال واحد عن ميشال إده. اما الرجل الذي لا تربطني به صداقة ولا معرفة طويلة، فقد كتبت عنه مقالتين، اسبوعين متتاليين. وفي ضعف واضح حياله. كنت اعتقد ان اميل لحود قادم من مدرستين: الجيش والعائلة اللبنانية بكل قيمها التقليدية والخلقية، فيما اصدقائي قادمون من مدرسة واحدة، ولا يستندون الى دعم الجيش. وكنت طوال عمري، وما ازال، ضد وصول عسكري الى السلطة، بعد ما شهدنا من مآس حول العالم، ومع ذلك كنت اعتقد ان انتماء اميل لحود الى المثل والقيم المدنية، سوف يكون مكملا، وليس مناقضا، لمناقبية المدرسة العسكرية. لم استطع ان اجرد نفسي من مشاعري كمواطن بعد غياب ربع قرن عن لبنان. ولذلك تمنيت وصول رجل قوي يعد بالنظام والنزاهة والقانون. واستمر رهاني على الرئيس لحود في السنوات الاولى. وكنت قريبا منه، لا انقطع عن زيارته، ولا اتردد في مصارحته، ولا أبخل في الشيء الوحيد الذي املك: قلمي. وجدت نفسي بعد سنوات في خيبة شخصية. وفعلت ما يفعله اي كاتب حالم ومواطن يحب حلمه. تراجعت في هدوء. وكما لم اخرج من ضميري يوم تفاءلت بالرئيس لحود لم اخرج من ضميري وانا ارى الى ماذا وصل البلد في عهده. واعرف تماما محدوديات الإنسان ورؤساء الدول الصغيرة والتائهة، لكن اصبح من الصعب الاستمرار في البحث عن مبررات لسلوك الرئيس اللبناني والبلد واقع في اليأس والخراب والضياع. إن المحدوديات البشرية يجب ألا تجرد الانسان من قيمه الاخلاقية. ومن مبادئه الدستورية. ومن مسؤوليته حيال نفسه وكرامته. وبعدما قبل اميل لحود التمديد لنفسه، او سعى اليه، ها هو يوحي الآن بأنه لن يخرج من القصر عند انتهاء ولايته. يحدث ذلك في الوقت الذي بدأ رئيس فرنسا يودع شعبه منذ الآن، وفي الوقت الذي تبدأ الحملة الرئاسية في اميركا منذ اليوم. ومعلوم ان لحود يعتبر جاك شيراك وجورج بوش ألد أعدائه الشخصيين وانه انتصر عليهما. وربما يكون رئيس لبنان قد انتصر على رئيسي اميركا وفرنسا. لكنه هزم امام نفسه. وامام اهله. وامام جيشه. وامام دستوره. وامام القسم الدستوري الذي اقسمه. كثيرون من رؤساء لبنان تمنوا البقاء في القصر لكن احداً لم يبلغ به الامر ان اعلن ذلك. لا احد. ان الانتصار الاكبر هو الانتصار على النفس. انتصار الضمير. ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
لا يوجد أعضاء |
|
|
![]() الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية ) |
|||||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |