#1
|
|||||||||
|
|||||||||
إلاّ حبيبة رسول الله ، وأم المؤمنين
حاولت أن أنفض ما بصدري جراء ما سمعت ، ورأيت فقلت في نفسي هل سأجد أفضل ممّا سأقول بحق المجوس .؟ البعض قد لايعلم أسبابا لكل هذا الحقد ، والكراهية لكنّي سأقول ، وبالله التوفيق .الكل يعرف عن معركة القادسية بقيادة سعد بن أبي وقاص ، والتي كانت بين المسلمين ، والفرس ( المجوس ) ولانتصار الذي تحقق للمسلمين أثناء خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه . هذا لانتصار زاد من غلّ المجوس على المسلمين حتى الساعة ، ولعلكم ترون ذلك فيما يلي :
* كرههم لعمر بن الخطاب ونساء النبي صلى الله عليه وسلم خصوصا أم المؤمنين (عائشة ) حبيبة المصطفى عليه السلام .. * دعواهم أنهم من آل البيت ، وهم مجوس الأصل والمنشأ والولادة لا علاقة لهم بآل البيت ، ولا الإسلام . لكنّهم نصبوا من أنفسهم الولاية على الجهلة الذين يحيطون بهم ، حتى غدوا كقطيع من الأغنام يسوقها الراعي كيف يشاء ، وهو يقدمها ( كفرعون وقومه ) يلبسون عمامات ملفوفة على هاماتهم البعض يرتدي الأبيض ، والبعض يرتدي الأسود لعل ذلك تدرج في الكذب ، وأظن أهل العمامات السود هم أكثر كذبا من غيرهم . كنت ليلة البارحة أرى قناة وصال هذه القناة تقدم جهود تشكر عليها ، وكثّر الله من أمثالها ، وأباد من لاتهتم إلاّ بالفتنة والدجل . هذا اليوم أردت أن أكتب موضوعا حول هذا ، لكنني قلت لعلي أجد أفضل ممّا سأكتب ، وهنا نقلت لكم ما يلي :. الحمدُ لله الكريم المنان، ذي الطول والإحسان، نَحمده حَمْدَ الشاكرين، ونرجوه رجاء المتذلِّلين الخاضعين، وصَلِّ اللهُمَّ وسَلِّم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله الأطهار، وصحبه الأخيار. أما بعد: فموضوعنا شائك، فهو في عِرض أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - فها نحن نسمع ونرى ما يَحدث من تَطاوُل على "الحَصَان الرَّزَان" من هؤلاء "الشيعة"، الذين تَجاوزوا الحدَّ والمدى، وهذا ليس بجديد عليهم، ولكنَّه الآن شاع وبان، فهذا المدعُوُّ "ياسر الحبيب" عليه من الله ما يَستحق بفعلته في الخوض في عِرض أُمِّنا المطهرة المشرفة المُبَرَّأة من عند ربِّها، هذا الخبيث في احتفاليَّة أعدَّها للاحتفال بوفاة أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قام بالتطاوُل على أمِّنا عائشةَ - رضي الله عنها. تاريخ "ياسر الحبيب": عفوا (الخبيث ) ياسر يحيى عبدالله الحبيب، من مواليد سنة 1979 في الكويت، هو رجل دين شيعي، عُرِف بهجومه الشديد على عقيدةِ أهل السنة والجماعة، وعلى بعض الشخصِيَّات المهمة في التاريخ الإسلامي؛ كأبي بكر، وعمر بن الخطاب، وزوج النبي محمد عائشة بنت أبي بكر، كما أنه ينتقد أيَّ شخصية شيعية تسعى إلى التقارُب العَقَدي مع أهلِ السنة، ومن ذلك هجومه اللاذع على المرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله، كما عُرِف بأسلوبه الحاد في بيان آرائه في مَجال العقيدة، واستنتاجاته وتَصوُّراته حولَ التاريخ الإسلامي، وسعيه الدؤوب لنشر الإسلام الشيعي - كما يراه - في العالم، وتركزت مُحاضراتُه ومقالاته بمهاجمة مَن اعتبرهم قَتَلَة فاطمة الزهراء، وإن كانوا ذوي مكانة؛ لكونهم من الصحابة عند السُّنة. فبدأ بطرح ما كتب الشيعةُ في التاريخ الإسلامي والروايات الشيعية، التي لم يَجرُؤ أحد على طرحها في الزَّمن المعاصر، وذلك في مَجالسه الخاصة به؛ مِمَّا أدى إلى إلقاء السلطات الكويتية القبضَ عليه بتهمة التهجُّم على الرموز الدينية. اعتقاله والحكم عليه: قامت الحكومة الكويتية باعتقاله في 12 ديسمبر 2003هـ؛ بسبب تطاوُله على الرموز الدينية، فحكمت عليه مَحكمة أمن الدولة بالسجن مدة عشر سنوات، ووجَّهت إليه قضيةَ أمن دولة، حُكِمَ فيها في مايو 2004 بالسجن لعشر سنوات، لكنه قضى في السجن ثلاثةَ أشهر فقط، وأطلق سراحه بعدها بعفو أميريٍّ، وُصف رَسْمِيًّا فيما بعد بأنه "خطأ إداري"! وأدانت منظمةُ العفو الدولية الحكمَ الصادر ضِدَّ ياسر الحبيب، وضمنته في تقريرها الصادر في سنة 2005م بشأن انتهاكِ حقوق الإنسان في الكويت، وكذلك سجلت وزارة الخارجية الأمريكيَّة اعتراضَها مرَّتين على ما تعرض له "ياسر الحبيب"، كانت المرة الأولى في تقريرها العالمي عن حقوق الإنسان لسنة 2003م، الذي اعتبرت فيه أنَّ ما حدث لياسر الحبيب يندرج تحت بند "انتهاك الخصوصية الثقافية والدينِيَّة"، وكان انتقادها في المرة الثانية ضمنًا على موقف النائب العام حامد العثمان، الذي أمر باستمرار حجز "ياسر الحبيب"، رغم سقوطه أرضًا في السجن أكثرَ من مرة خلالَ التحقيقات، والذي أدَّى إلى إحالته للملاحظة الطبية العاجلة في المستشفى الأميري. واعتبرت الخارجية الأمريكية الحُكمَ الصادر من مَحكمة أمن الدولة "يُمثل مُبالغة في العقاب؛ نتيجةَ تعرُّض الحكومة لضغوط من الجماعات الإسلامية، وأضافت الخارجية الأمريكية أنَّ الشيعة في الكويت بدؤوا يشعرون بفقدان العدالة بعد هذه القضية". (الإنتربول) يرفض طلب الحكومة الكويتية: في سبتمبر 2010م رفضت الشرطة الدولية - في خُطوة غَيْرِ مَسبوقة - طلبَ الحكومة الكويتية لها بإلقاء القبض عليه، وسَوَّغَ (الإنتربول) ذلك بأن قضية "ياسر الحبيب" تولَّدت نتيجة أفكار ومعتقدات مذهبية ودينية، لا يَجب عقابه أو مُحاكمته عليها. نشاطاته: في الكويت: أسَّس هيئةً وأطلق عليها اسمَ "هيئة خدام المهدي"، وكانت نشاطاتُها التثقيفية توزيعَ بعض الكتب، وأداء الزِّيارات لمراقد أهل بيت نبي المسلمين محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وذلك نيابة عن المعاقين وكبار السن، كما أسس مجلةً أطلق عليها اسم "مجلة المنبر"، وكان يشرف على تحريرها بنفسه، فاستمرت مدة طويلة إلى أنْ توقَّف نشاطُها بإغلاق مقر الهيئة، وكانت الهيئة تصدر تقويمًا اسمه تقويمُ الكساء، هذا وقد أطلق من ثَمَّ مشروعًا أطلق عليه اسمَ مشروع "علي ولي الله"، ويَختص بنشر الإسلام الشيعي، وتوصيله إلى غير المسلمين. في لندن: حصل ياسر الحبيب على حَقِّ اللجوء في المملكة المتحدة، وافتتح فيها مَكتبًا له في لندن، وأسَّس جريدةً باللغة الإنجليزية باسم "الجريدة الشيعية" (Shia Newspaper)، وأشرف على تحريرها، كما أسس حوزة علمية لتدريس العلوم الدينية، وأطلق عليها اسم حوزة العسكريين. فهذا هو تاريخ "ياسر الحبيب"، كما ترون تاريخًا أسودَ حافلاً بكل شرٍّ. أم المؤمنين عائشة: عائشة بنت أبي بكر الصديق - رضي الله عنها - وُلدت في السنة الخامسة من البَعثة.. أبوها: أبو بكر بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تَيْم بن مُرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. أمها: أم رُومان بنت عامر بن عميرة بن ذهل بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وهي التي ولدت في ظلال الإسلام، كما قالت: "لم أعقل أبويَّ إلا وهُما يدينانِ الدين"، فقد ولدت في الإسلام وفي بيئة إسلامية. خطبها النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهي بنت ست سنين، وتزوجها وهي بنت تسع، وكان ذلك في السنة الثانية للهجرة، وعندما توفي النبي كان عمرها ثمانيةَ عشر عامًا. فضلها: عن أنس - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنه قال: ((فضل عائشة على النساء، كفضل الثريد على سائر الطعام))؛ رواه البخاري. قال أبو سلمة: إنَّ عائشةَ - رضيَ اللَّهُ عنها - قالت: "قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يومًا: ((يا عائشُ، هذا جبريل يُقرئك السلام))، فقلت: وعليه السَّلام ورحمة اللَّه وبركاته، ترى ما لا أرى؛ تريد رسولَ اللَّهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم"؛ صحيح البخاري. عن الحَكمِ: سمعت أبا وائلٍ قال: "لَمَّا بعثَ عليٌّ عَمَّارًا والحسنَ إلى الكوفةِ؛ ليستَنفِرَهم، خَطبَ عمَّارٌ، فقال: إنِّي لأعلم أنَّها زوجتُهُ في الدنيا والآخرة، ولكن الله ابتَلاكم؛ لتتبعوهُ أو إيَّاها"؛ رواه البخاري. أخرج ابن حبَّان في "صحيحه" من حديث عائشة - رضِي الله عنها - أنَّ ابن الزبير أُحضِر إليه ليحنكه، فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((هو عبدالله، وأنت أم عبدالله))، قالتْ: فما زلت أكنى بها. ومن فضلها ومكانتها وحب الرسول لها: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسأل في مرضه الذي مات فيه يقول: ((أين أنا غدًا؟ أين أنا غدًا؟))؛ يريد يوم عائشة، فأذن له أزواجه يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتى مات عندها"؛ رواه البخاري. ومن الفضائل التي كانت لها أيضًا ما ورد عنها أنَّها قالت: "توفي رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في بيتي، وفي يومي وليلتي، وبين سَحْري ونَحْري، ودخل عبدالرحمن بن أبي بكر ومعه سواك رطب، فنظر إليه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حتى ظننت أنَّه يريده، فأخذتُه - أي: أخذت السواك - فمضغته ونفضته وطيَّبته، ثم دفعتُه إليه، فاستنَّ به كأحسن ما رأيته مستنًّا قطُّ، ثم ذهب يرفعه إليَّ، فسقطت يده - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأخذت أدعو له بدُعاء كان يدعو له به جبريل - صلى الله عليه وسلم - وكان هو يدعو به إذا مرض، فلم يدعُ به في مرضه ذاك، فرفع - عليه الصلاة والسلام - بصره إلى السماء، وقال: ((الرفيق الأعلى))، وفاضت نفسه، فالحمد لله الذي جمع بين ريقي وريقه في آخر يومٍ من أيام الدنيا". خصائص عائشة: قال ابن القيم - رحمه الله -: من خصائصها: أنَّها كانت أحبَّ أزواج رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إليه، كما ثبت عنه ذلك في البخاري وغيره، وقد سئل: أيُّ الناس أحب إليك؟ قال: ((عائشة))، قيل: فمِنَ الرجال؟ قال: ((أبوها)). ومن خصائصها: أنه لم يتزوج امرأةً بكرًا غيرها. ومن خصائصها: أنه كان ينزل عليه الوحي وهو في لحافها دون غيرها. ومن خصائصها: أنَّ الله - عزَّ وجلَّ - لَمَّا أنزل عليه آيةَ التخيير، بدأ بها فخيَّرها، فقال: ((ولا عليك أن لا تعجلي، حتى تستأمري أبويك))، فقالت: أفي هذا أستأمر أبويَّ؟! فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة، فاستنَّ بها - أي: اقتدى بها - بقيةُ أزواجه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقلن كما قالت. ومن خصائصها: أنَّ الله - سبحانه - بَرَّأها مِمَّا رماها به أهلُ الإفك، وأنزل في عذرها وبراءتها وَحْيًا يُتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يَومِ القيامة، وشهد لها بأنَّها من الطيِّبات، ووعدها المغفرةَ والرزقَ الكريم، وأخبر - سبحانه - أنَّ ما قيل فيها من الإفك، كان خيرًا لها، ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شَرًّا لها، ولا عائبًا لها، ولا خافضًا من شأنِها، بل رفعها الله بذلك، وأعلى قَدْرَها، وأعظم شأنها، وصار لها ذكرًا بالطيب والبراءة بين أهلِ الأرض والسماء، فيا لها من مَنْقَبَة، ما أجَلَّها! ومن خصائصها - رضي الله عنها -: أنَّ الأكابر من الصَّحابة - رضي الله عنهم - كان إذا أَشْكَل عليهم أمرٌ من الدين استفتوها، فيجدون علمَه عندها. ومن خصائصها: أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - توفي في بيتها وفي يومها، وبين سَحْرِها ونَحْرها، ودُفن في بيتها. ومن خصائصها: أنَّ الناس كانوا يتحَرَّون بهداياهم يَوْمَها من رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - تقرُّبًا إلى الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيتحفونه بما يحب في منزلِ أحبِّ نسائه إليه - صلَّى الله عليه وسلَّم - رضي الله عنهن أجمعين. اهـ؛ "جلاء الأفهام"، (ص237 - 241). فقه أم المؤمنين: ♦ قال ابن كثير: "فإنه لم يكن في الأمم مثل عائشة في حِفْظِها وعلمها وفصاحتها وعقلها، ولم يكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحب أحدًا من نسائه كمَحبته إيَّاها"؛ "البداية والنهاية"، (3/139). ♦ وقال الذهبي: "أفقه نساء الأمَّة على الإطلاق"؛ "سير أعلام النبلاء"، (2/135). ♦ وأورد ابن الجوزي في كتابه "صفة الصفوة" عن أبي موسى قال: "ما أشكل علينا - أصحابَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حديثٌ قطُّ، فسألنا عائشةَ عنه إلاَّ وجدنا عندها منه علمًا". ♦ وعن مسروق قال: "نحلف بالله، لقد رأينا كبارَ الصَّحابة يسألون عائشةَ عن الفرائض". ♦ وعن هشام بن عروة، قال عروة: "ما رأيت أحدًا من الناس أعلم بالقرآن، ولا بفريضةٍ، ولا بحلال ولا حرام، ولا شعر ولا نسب من عائشةَ - رضي الله عنها". ♦ كان عروة يقول لعائشة: "يا أمتاه، لا أعجب من فقهك؛ أقول: زوجة نبي الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وابنة أبي بكر، ولا أعجب من عِلمك بالشعر وأيام الناس؛ أقول: ابنة أبي بكر، وكان أعلم الناس، ولكن أعجبُ من عِلمِك بالطب، كيف هو؟ ومن أين هو؟ قال: فضربتْ على منكبه، وقالت: أَيْ عُرَيَّةُ، إنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يسقم عند آخر عمره، أو في آخر عمره، وكانت تَقدَم عليه وفود العرب من كل وجه، فتنعت له الأنعات، وكنتُ أعالجها له، فمن ثم"؛ "سير أعلام النبلاء"، (2/183). عبادتها وزهدها وورعها: كانت السيدة عائشة - رضي الله عنها - كثيرةَ التعبُّد والتبتُّل، تقوم الليل، وتُكثِر الصوم، مع الزهد في الدنيا في حياة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وبعده، فهي تتأسى بالنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم. قالت لعروة بن الزبير: يا ابنَ أختي، إنا كنا لننظر إلى الهلال، ثم الهلال، ثم الهلال، ثلاثة أهلَّة في شهرين، ما أوقدت في أبيات رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - نار، قال لها: فما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء. ومن ورعها - رضي الله عنها - أنَّها احتجبتْ من رجُل أعمى دخل عليها، ولما قال لها: تحتجبين مني، ولستُ أراك؟ قالت: "إن لم تكن تراني، فإني أراك"، وكانت في الطواف لا تُخالط الرجال. حادثة الإفك: أثناء عَوْدة الرسول إلى المدينة من غزوةٍ غزاها، تَخلَّفت السيدة عائشة - رضي الله عنها - تبحث عن عقدها، ولما عادت وجدت أن القافلة قد رحلتْ دون أن يشعر الرَّكْب بتخَلُّفها، وظلت وحيدةً حتى وجدها صفوان بن المُعَطَّل - رضي الله عنه - وأوصلها إلى منزلها، إلاَّ أنَّ حاسداتِ عائشة - رضي الله عنها - وأعداء النبي اختلقوا الإشاعات غيرَ البريئة عن السيدة عائشة - رضي الله عنها - واتَّهموها - رضي الله عنها - بالزِّنا، فتأذى النبيُّ وهجرها، وكان يسأل الأقرباءَ له وللسيدة عائشة عَمَّا حدث، فيقولون: إنَّهم ما سَمِعوا عن عائشةَ - رضي الله عنها - إلا خيرًا، وإنَّها من المستحيل أن تفعل ذلك أبدًا. ولكنَّ الشكَّ بدأ يزيد عند النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأخذ يسأل الله - تعالى - أن يُبَرِّئ السيدة عائشة، وكانت السيدة عائشة- رضي الله عنها - تبكي بكاءً شديدًا حتى ظنَّ أبوها أن البكاءَ فالقٌ كَبِدها، وقد مَكَث النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - شهرًا لم يوحَ إليه شيء في شأن عائشة، وذهب النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى السيدة عائشة في بيت أبيها أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وقال لها: ((أما بعد يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإنْ كنتِ بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنبٍ فاستغفري اللهَ وتوبي إليه؛ فإن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب، تاب الله عليه)). فنظرت السيدة عائشة لأبيها أبي بكر وأمها، وقالت لهما: ألاَ تُجيبانِ؟ فقال لها أبو بكر: والله، ما ندري ما نقول، فقالت لهم السيدة عائشة: والله، لا أتوب إلى الله مِمَّا ذكرت أبدًا، الله يعلم أنِّي بريئة، ووالله ما أقول أكثرَ مما قال أبو يوسف: ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ [يوسف: 18]، وهنا نزل الوَحْي على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأخبره ببراءة السيدة عائشة من هذه الحادثة، وأنزل الله في هذا الموقف قُرآنًا يُتلى إلى يوم القيامة؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 11]، وهنا استبشر الرسولُ وابتسم، وأخبر عائشةَ - رضي الله عنها - فقالت لها أمُّها: ألاَ تشكرين رسولَ الله، فقالت لها السيدة عائشة - رضي الله عنها -: بل أشكرُ اللهَ الذي بَرَّأني وأنزل فِيَّ قُرآنًا يُبرِّئُني من هذا الذنب العظيم. حكم من سب أم المؤمنين: إنَّ علماء الإسلام من أهل السنة أجمعوا قاطبةً على أنَّ مَن طعن في عائشةَ بما بَرَّأها الله منه، فهو كافر مكذِّب لما ذكره الله من بَراءَتِها في سورة النور. وقد ساق الإمامُ ابن حزم بسنده إلى هشام بن عمار قال: سَمِعت مالك بن أنس يقول: مَن سَبَّ أبا بكر وعمر، جُلِدَ، ومَن سَبَّ عائشةَ، قُتل، قيل له: لِمَ يُقتَل في عائشة؟ قال: لأَنَّ الله - تعالى - يقول في عائشة - رضي الله عنها -: ﴿ يَعِظُكُمَ اللهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [النور: 17]. قال مالك: فمَن رماها، فقد خالفَ القرآن، ومَن خالف القرآن، قُتل. قال ابن حزم: قولُ مالك ها هنا صحيح، وهي رِدَّة تامَّة، وتكذيب لله - تعالى - في قطعه ببراءَتِها. قال أبو بكر ابن العربي: "لأَنَّ أهلَ الإفك رَمَوا عائشةَ المطهرة بالفاحشة، فبَرَّأها الله، فكل مَن سَبَّها بما برأها الله منه، فهو مكذِّب لله، ومن كذب الله، فهو كافر، فهذا طريق مالك، وهي سبيل لائحة لأهل البصائر". قال القاضي أبو يَعْلَى: "مَن قذف عائشةَ بما بَرَّأها الله منه، كفر بلا خلاف، وقد حكى الإجماع على هذا غَيْرُ واحد، وصرح غيرُ واحد من الأئمة بهذا الحكم". وقال ابنُ أبي موسى: "ومَن رمى عائشة - رضي الله عنها - بما بَرَّأها الله منه، فقد مرق من الدين، ولم ينعقد له نكاح على مسلمة". وقال ابنُ قُدامة: "ومِنَ السنة الترضِّي عن أزواج رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أمهات المؤمنين، المطهَّرات المبرَّآت من كل سوء، أفضلهن خديجة بنت خويلد، وعائشة الصديقة بنت الصديق، التي بَرَّأها الله في كتابه زوج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الدنيا والآخرة، فمن قذفها بما بَرَّأها الله منه، فقد كفر بالله العظيم". وقال الإمام النووي - رحمه الله -: "براءة عائشة - رضي الله عنها - من الإفك، وهي براءة قطعية بنصِّ القرآن العزيز، فلو تشكك فيها إنسان - والعياذ بالله - صار كافرًا مرتَدًّا بإجماع المسلمين". وقال ابن القيم - رحمه الله -: "واتفقت الأمة على كُفْرِ قاذفها". وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: "أجمع العلماء - رحمهم الله - قاطبةً على أنَّ مَن سَبَّها بعد هذا، ورماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية، فإنَّه كافر؛ لأنَّه معاند للقرآن". وقال بدر الدين الزركشي: "مَن قذفها، فقد كفر؛ لتصريحِ القرآن الكريم ببَراءَتِها". وقد بنى العلماءُ كلامَهم في حكم مَن قذف عائشة على عدد من الأدلة، ومنها: 1- الاستدلال بما جاء في سورة النور من التصريح ببراءتها، فمن اتَّهمها بذلك بعدما برأها الله، فإنَّما هو مكذب لله - عزَّ وجلَّ - وتكذيبُ الله كفرٌ لا شَكَّ فيه. 2- أن في الطعن في أهل بيت النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إيذاءً له - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولا شك أن إيذاءَه - صلَّى الله عليه وسلَّم - كفرٌ إجماعًا، ومما يدُلُّ على تأذي النبي بقذف زوجه ما أخرجه الشيخان في صَحيحَيْهما من حديث الإفك عن عائشة قالت: "... فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من يَوْمِه، فاسْتَعْذر من عبدالله بن أُبَيٍّ وهو على المِنْبَر، فقال: ((يا معشر المسلمين، مَن يَعْذِرُنِي من رجل قد بلغني عنه أذاه في أهلي، والله ما علمت على أهلي إلاَّ خَيْرًا...))"؛ الحديث. فقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَنْ يَعْذِرُنِي))؛ أي: مَن ينصفني ويقيم عُذري إذا انتصفتُ منه؛ لِما بلغني من أذاه في أهل بيتي، فثبت أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - تأذَّى بذلك تأذِّيًا استعذر منه. قال الإمام القرطبي عند تفسيره لقوله - تعالى -: ﴿ يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا ﴾ [النور: 17]؛ "يعني: في عائشة... لما في ذلك من أذية رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في عِرْضه وأهله، وذلك كفر من فاعله". 3 - كما أن الطعن في عائشة يستلزم الطعن في الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأنَّ الله - سبحانه - قد قال: ﴿ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ ﴾ [النور: 26]، قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: "أي: ما كان الله ليجعلَ عائشةَ زوجةَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلاَّ وهي طيِّبة؛ لأنه أطيبُ من كل طيب من البشر، ولو كانت خبيثة، لَمَا صَلَحَت له شرعًا ولا قدرًا". اللهم نُشهدك على حُبِّ نبيك وزوج نبيك، اللهم احشُرنا معهم، وهذا القليل فتقبَّله منا |
اخر 5 مواضيع التي كتبها دكتور الموسى | |||||
المواضيع | المنتدى | اخر مشاركة | عدد الردود | عدد المشاهدات | تاريخ اخر مشاركة |
صباح الليل ياعرب | الدكتور/ محمد الموسى | 5 | 5860 | 10/03/2014 11:36 AM | |
أُعطيتُ لسان وعقل | المنتدى العام | 2 | 3051 | 05/03/2014 11:52 PM | |
سفراء أبليس | الدكتور/ محمد الموسى | 6 | 5884 | 02/03/2014 07:53 PM | |
حسبُك مشهور | الدكتور/ محمد الموسى | 7 | 6541 | 24/02/2014 11:54 PM | |
ظننتُك رفيق زماني | الدكتور/ محمد الموسى | 4 | 5893 | 19/02/2014 11:37 PM |
02/10/2010, 02:41 PM | #2 |
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان
|
سعدة الدكتور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد اطلعت على مقالتكم المبجلة عن ام المومنين سيدتنا أمِّ المؤمنين عائشة بنت ابي بكر الصديق وزوج اكرم خلق الله عند الله رسول هذه الامة سيدنا ونبينا محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم وما قلته عن المجوس وما هم يريدون وماذى يخططون عليهم من الله مايستحقون واننا ندعو الله ان يعيد كيدهم في نحورهم وان ويهدي ضال المسلمين جزاك الله خير الجزا وجعل ما قدمته في موازين حسناتك فانت تدافع وتذب عن احب خلق الله الى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمِّ المؤمنين عائشة بنت ابي بكر الصديق مشهور |
|
02/10/2010, 02:58 PM | #3 |
إبن المسارية
|
الحد لله والصلاة والسلام على خير خلقة النبي الامي الامين سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد ابن عبدالله
(ص) اما بعد جزاك الله خير الجزاء يـ د / الموسى على مانقلت من كلام في ام المؤمنين عائشة رضي ا لله عنها وجزالله قنات واصل التي ديمآ تدافع دون المسلمين في كل صغيرة وكبيره 0 اما الطاغيه الملقب / الخبيث ياسر فعلية لعنت الله بما قال في ام المؤمنين وصحابة رسول الله (ص) ولانتر بول ليس له مصلحة في القاء القبض على الخبيث لآنهم يريدون مايغيض المسلمين عامة والسنة خاصة 0 ولقد استمعت الى كثير من الاخوة الافاضل في الكويت بمطالبة ومحاسبة من قام بتهريب الخبيث الى الخارج وكيف سمح له بالسفر 0 فوالله لو انه سب احد الكفرة لقامة الدنيا ولم تقعدها الدول الغربيه ولاكن كل من يعمل من الخبثاء من جلدتنا عمل خبيث هرب الى الدول الغربية للحماية وهذا بلانا يدكتور الله نسئل من اراد الاسلام والمسلمين بسؤ ان يرد كيده في نحرة ويصلط عليه بداء ليس له دواء ويرينا فيه يوم اسود عاجلا غير اجل 00 ولك الشكر والتقدير |
|
02/10/2010, 11:51 PM | #4 |
كاتب كبير و عضو مجلس الادارة وعضو شرف منتديات رباع
|
أبو مشعل :
تسلم أخي على مرورك الطيب ونسأل الله أن يرد كيدهم في نحورهم ، ويعلم الله أنهم أشد خطرا من اليهود علينا . دمت أبو مشعل . تقديري لك . |
|
02/10/2010, 11:53 PM | #5 |
كاتب كبير و عضو مجلس الادارة وعضو شرف منتديات رباع
|
رحّال العمر :
مرحبا بك أخي ، وزيارتك لصفحتي تشكر عليها ، وهم عليهم من الله ما يستحقون ، وكفانا الله فيهم بما شاء . تقبل تحية أخيك . |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|
الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية ) |
|||||