يُقال أنه كان هناك زوجان من أصحاب البشرة السوداء ( أي عـبـيـد ) وكُـلّـنـا عـبـيـد لله ، وفيما هما جالسان يتـنـاولان طعام الغداء في بـيـتهما ، أذّتـهما ذبابة على طعامهما وجابت لهما الصمرقع ، وقاما بطردها بشتى الطرق والوسائل ولكنها سُرعان ما تذهب وتعود من جديد ، وفي لحظة من اللحظات وقّعت هذه الذبابة على خُـشم الكهلة وأرادت أن تُخـبِـر شيـبـتـها أن الذبابة مُوقِّعة على خُـشمِها ليقوم بقـتـلِها ، فأخذت الكهلة تُـصَـفّــر بدلاً من الكلام حتى لا تطير الذبابة من على خُشمها ، لِـتُـلفِـت نظر شيـبـتها إلى ذلك ، وعندما رأى الشـيـبة الذبابة على خُشم كهلته ومن حر ما في قلبه عليها لأنها جابت لهما الصمرقع ولم تـتركهما يـتهـنـّيان بطعامهما ، ذهب وأحضر الفأس وهوى به على الذبابة وهي موقِّّعة على خُشم الكهلة ، فكانت مُحَـوِّقَـة البراطم ، فقد كانت نهاية الكهلة المسكينة بضربة الفأس من شيـبـة الجن ، ومن شِـدّة الضربة برزت أسنان الكهلة ، وبدأت وكأنّـها تضحك من فِعل شيـبـتها بالذبابة ، وبعد فترة من الزمن ولما رأى الشـيـبة أن كهلته صامته ولا تـتحرك قال لها ( الله وأكـبـر عليك إن كان إنك باقية في ضِحكـتِـك من أمس ) المهبول يحسبها تضحك من فعله بالذبابة وهو لا يعلم أن كهلته راحت فطيسة بفعل ضربة الفأس عندما هوى به على الذبابة وهي موقِّّعة على خُشمِها .
رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته فقد كانت ضَحـيّـة ذبابة ولكنها تركت مثلاً يتم تداوله بين الناس حتى وقـتـنا الحاضر .