من المسئول عن المسئول ..؟

قبل فترة والناس تستبشر الخير جراء تلك الأوامر الملكية السخية .
لم يكن الشعب على يقين أن هناك من يتربص بهم الدوائر ، ويعد العدة للنيل منهم ، ومشاركتهم في هذا الحقوق التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين وأعتبرها حق من حقوقه.
كنا نسمع ونرى ، ونلمس ذلك الغلاء إلاّ أن البعض كان يعلل ذلك بعالمية الغلاء علما أن الكثير من السلع لم يطرأ عليها زيادة في بلد المنشأ إلاّ بعد وصولها إلى أسواقنا حيث تهيأ من يتلاعب بأسعارها والمستهلك هو الضحية التي لا توليه وزارة التجارة أي اهتمام يذكر .
سمعنا ذلك الأمر الكريم من لدن خادم الحرمين الشريفين ،والذي ينص على محاربة التلاعب بالأسعار ، واستحداث خمسمائة وظيفة من أجل هذا الغرض ، إلاّ أن الجدوى لم تفعّل حتى الآن ، ولم يتوقف الأمر عند التجار وجشعهم بل وصل الأمر إلى دفاع وزارة التجارة عن أولئك المتلاعبين بالأسعار في بلدنا ، وقالوها بصريح العبارة ( لا نستطيع أن نلقي اللوم على التجار فمشكلة ارتفاع الأسعار مشكلة عالمية .)
إذا المستهلك الآن أمام جبهتين كل واحدة تدافع عن أختها ، والحقيقة إني أشك أن هذا التصريح الصادر من وزارة التجارة على لسان الغرف التجارية تعني أن بعض المسئولين في وزارة التجارة لديه مصلحة جراء هذا الغلاء الفاحش .
هنا عدة أسئلة تطرح نفسها عمّا يجري
إلى متى ستبقى وزارة التجارة مغيبة بقصد أو بغير قصد عن ما يعانيه المستهلك السعودي .؟
إلى متى سيستمر هذا الحال دون رادع يحاسب عنه المسئول في وزارة التجارة ، والتاجر الذي لا يعرف الشبع ..؟
ماذا يعني زيادة الرواتب ترتفع الأسعار .؟ هل هذه المشكلة عالمية أيضا .؟
لسنا وحدنا في هذا العالم نعيش هذا الغلاء ، لكن ما نعرفه أن دولتنا تدعم الكثير من تلك السلع لكي يهون سعرها على المستهلك ، وما معنى هناك زيادة في الرواتب يقابلها زيادة في الأسعار .؟ هل الغلاء العالمي مرتبط بما يأمر به خادم الحرمين لشعبه . كفاكم ضحكا على الناس أيها الأفاقون.
تختلف الدول من دولة لأخرى فهناك دول تعتمد اعتمادا كليا على المستهلك ( المواطن ) في محاربة مثل هذا الغلاء ، وهذه أسرع وأنجح طريقة وهي ما يخشاها التجار ،أما نحن فلابد أن نستدعي فلان وعلان لكي ينصرنا على التجار ، وإذا كان التاجر هو المسئول فمن نستدعي .؟
سبق أن ذكرت لكم قصة عن الشعب الأرجنتيني في أمريكا الجنوبية أو أمريكا اللاتينية عندما قرر أصحاب البيض رفع الأسعار ، قابله الشعب بقرار مضاد على ترك البيض حتى فسد البيض في المحال التجارية ، وفي المزارع ، وخرج أصحاب تلك المزارع على شاشات التلفزيون يناشدون الناس لقد عاد سعر البيض كما كان إلاّ أن الشعب قرر مواصلة المقاطعة ، وخرج أصحاب المزارع ثانية على التلفاز لقد أصبح طبق البيض بنصف ما كان عليه .
هذه هي المحاربة ، وهذه الطريقة المثلى التي تجعل التجار يحنون رؤوسهم لمطالب المستهلك . لكن في نظري أن من لديه هنا لا يشعر بمن لا يملك شيء ، وعليه أن يتوسل للمسئول أو يمت جوعا ، ولو كان التجار من المواطنين العاديين لكان الأمر هيّن لكن يبدو أن المسئول هو المسئول ، ولو لم يكن كذلك لطلبنا من وزارة الأعلام مشاركتنا هذه المحاربة من خلال توعية الناس ، واتخاذ التدابير اللازمة لمحاربة هذا الغلاء ، وهذا يعطي دلالة واضحة أن الإعلام مسيّر ، وليس مخيّر . (فمن المسئول عن المسئول .؟)