إن الله يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممّن يشاء
سبحانه وتعالى مالك الملك (يمهل ولا يهمل ) ثلاثة وعشرون سنة حكم زين العابدين بن علي تونس الخضراء ، وظن أنه باقٍ ولن يزحزحه إلاّ الموت ،لم يكن يدري أن الله أعطى ، وكما أعطى يأخذ ولو بعد حين . كم هذه الدنيا عجيبة ؟، وكم غفل عنها الكثير ولم يعلم بنفسه إلاّ وهو خارج سربه . قبل عشرات السنين غادر محمد رضا بهلوي ( شاه إيران) حكمه وهو صاغر ،رغم علاقته الوثيقة بأمريكا والتي ما لبثت أن تخلت عنه ، ولم تعره أي اهتمام يذكر ، وبعده صدام حسين ، حتى أن أمريكا قدمت له، كل ما يطلب من السلاح والعتاد لمحاربة إيران ، و فجأة انقلب السحر على الساحر ،وأصبحت القوات الأمريكية تلاحقه من جحر إلى آخر حتى تمكّنت منه ، والكل يعرف كيف كان مصيره المؤلم (صبيحه عيد الأضحى) وكأن أمريكا تقول : على العرب أن يعرفوا أننا على غيره قادرون . كان معمر القذافي يخزن من الأسلحة ، ويريد أن يجعل من ليبيا دولة نووية ، وما أن شاهد ما يجري حتى دعا اللجنة المختصة بأسلحة الدمار الشامل ، وفتح لها الباب على مصراعيه ليؤخذ ويدمر كل ما بُني ، وكل ذلك من أموال الشعب الليبي المسكين . وهاهو زين العابدين بعد تلك القبضة الحديدية المحكمة على الشعب التونسي ، وعلى المساجد التي يقال فيها ( الله وأكبر) ،ومنع الدروس الإسلامية أن تلقى للطلاب في المدارس ، ولم يعرف أن الله له لبا لمرصاد . أين الجبروت .؟ أين تلك القبضة الحديدية ،؟ وأين إعجاب الغرب بك .؟ كم هو منافق هذا الغرب .؟ يعجبون ساعة ، ويتخلون عن حليفهم أبد الدهر . نعم إنها سياسة النفاق ، والمصالح ، لكن حقاً (حبل الكذب قصير جدا) خصوصا إذا كان على حساب الدين وكرامة الشعوب ، وما يجري لإخوانهم المسلمين هنا وهناك . ولوعدنا إلى الإمبراطوريات القديمة ، وطريقة حكمها لشعوبها لرأينا كيف كان الاستبداد ، حتى أعقبه تخبط في السياسات الداخلية ، والخارجية ، وهذا التخبط والاستبداد دليل على زوالها .نسأل الله أن يديم علينا الأمن والآمان ، وأن يوفق حكامنا إلى ما يحب ويرضى.. وصدق الله حيث قال : {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }آل عمران26