#1
|
||||||||
|
||||||||
نافذة مبصرة !!
من يصنع الآخر : القصيدة أم الشاعر ؟؟ الشاعر هو من صنع القصيدة ، فهو من اختار أدوات بنائها المادية ، وهو من استغرق في التفكير في تسلسلها الفكري ، وحبكتها الدرامية ، وهو من اختار المفردات لها ، فهو شاعر بدونها ، وكان بإمكانها صنع غيرها ، أو صنعها بصورة مختلفة ... القصيدة لا تصنع الشاعر ، ولكنها تحقق له الآتي : • تنفيس مشاعره المكبوتة ، واستظهار حالته الشعورية ، واستنطاق خفاياه النفسية . • تدربه على صنع المعنى المرتبط بالحدث ، بأدوات مخصوصة ، وفق آليات وضوابط متفق عليها ، ونقد الأداء وتحسينه . • تحقيق مفهوم الاتصال الإنساني بينه وبين جمهور الشعر ، أو جمهور القضية التي تناولها النص الشعري . • الرصيد الكمي – في الحدود الدنيا - ووفرة الإنتاج الأدبي . متى تكتب القصيدة ؟ القصيدة وليدة الموقف ، تأتي متى ما أراد راسمها إطلاق قنبلة من غضب أو حنين !! • تذكرت محبوبا غائبا فآثرت تدوين ألمي فراقه ببيت أو ببيتين !! • حدثت خصومة بيني وبين عزيز ، فتنفست الصعداء من خلال نص شعري !! • غلبني التفكير في أموري النفسية ، فهمست لذاتي شعرا !! وهكذا ... ولكن ما تجب الإشارة إليه ، أن الحدث تصاحبه ولادة النص دون أن يكون هناك ما يلزم باكتمال نموها !! كتبت بداية قصيدة في السيارة ، وكتبت أخرى كاملة أثناء تأديتي لاختبار في الجامعة !! العلاقة بين الجمهور والشاعر : هناك مسألة يجب أن نتوقف عندها : هل نحن فعلا جمهور شعر أم أننا جمهور شاعر ؟! الوضع مختلف تماما ، فجمهور الشعر هو جمهور حالم نخبوي يلتزم بالبحث عن النصث الذي يلتزم شاعره بأدبيات الصنع المتقن والمقنن ، وهو هنا - أي هذا الجمهور - يقرأ النص ثم يقرأ اسم الشاعر ، لعله يجد عند الشاعر ذاته لاحقا ما قد يسد جوعة للقراءة الماتعة ! أما جمهور الشاعر فهو جمهور فيه نوع من العصبية ، يبحث عن الشاعر لا شعره ، حتى وإن قال أحدهم : " سأقرأ لفلان ولا يهمني لذاته " ، فهو - أي هذا القارئ المرتبط بالشاعر لا شعره - قد أعد ردا مسبقا قبل قراءة القصيدة ، وهو رد لا ينتمي إلا للمدح الخالص المخلص !! ونحن الآن نعيش في زمان يكاد فيه أن يكون لكل عربي شاعر !! المشكلة ليست في أن الكل يريد كتابة الشعر ، إنما هي الرغبة الجامحة لتصوير الحس النفسي والأسى الذاتي ، ولا أسهل من الشعر ولا أشهر !! من هذا المنطلق تكون علاقة الشاعر مع جمهوره على نمطين : 1) نمط الاستسلام المرتبط بفائدة الكم : من خلال إلزام الشاعر شعره بصورة القبول الأزلي ، للحفاظ على كم المتبعة . 2) نمط التمسك بالصورة الذاتية ، وتأمل بقاء القلة الموضوعية متابعة للشاعر . الجمهور يخدم الشاعر ، والشاعر يروي ظمأ الجمهور المتعطش !! الإعلام والشعر : الإعلام وسيلة تضمن انتقال الأثر !! ولا يعني هذا الرضا التام عن سلوك قنوات الشعر التلفازية ، فنحن لا نبحث عن مفهوم " كم " ، ولكننا نسعى لضمان مفهوم " كيف " ، فالأجدر بنا البحث عن الجودة لا الكثرة ... لماذا لا نشاهد على قنوات الشعر : • برامج تناقش قوافي الشعر وأوزانه ؟ • برامج تناقش البناءات الدرامية للنص ، وترابط السياقات الفكرية ، وألوان التصوير البيانية والبديعية ، وملامح المعاني التي تتضمنها النصوص ( علوم البلاغة ) ؟ • برامج تحاور الأدباء الثقات ؟ • برامج تتعرض للموروث بلا عصبية وبلا تحيز ؟ • برامج تنظم مسابقات لا تعتمد على المادة ؟ • ... إلخ الشاعر والبناء الذاتي : سأنطلق هنا ، من تصور يحاول التفريق بين من رأى الشعر موروثا ، ومن رآه مكتسبا .. ( 1 ) يرى علماء النفس خاصة المعتمين بالقياسات المعرفية ومنظري الذكاء أن الشعر صور من صور الذكاء اللفظي ... وأنا هنا سأسأل : هل الذكاء مكتسب أم مورث ؟ ( 2 )ثم هل كلمة " موهبة " تدل على الوراثة أم الاكتساب ؟! لاحظ أن أصلها اللغوي الفعل الثلاثي " وهب " !! ( 3 )أرى أن الشعر مكتسب أكثر من كونه وراثة ، وهذا الحكم لا ينفي التصاقه بالعامل المورث ولكن على نطاق ضيق ... ( 4 )من رأى أن الشعر مورث نسي أن الشاعر قد يكون تأثر بمعايشة بيئة المعيشة ومن فيها من شعراء فتأثر بهم ... ( 5 ) المورث لا ذنب لك في سوئه ، ولا أجر لك في حسنه !!فأنت لم تعمل لأجله ولا ضده !! ( 6 )الشعر صورة من التعبير ، في صورة لفظية ، وهو هنا دال على ثقافة الشاعر ورأيه في الحياة والموجودات من حوله ، وهو مؤشر على الاكتساب المعرفي ، والتطور السلوكي ، والضد بالضد ... فكيف يكون مورثا فقط ؟! ( 7 )لا بد من الممارسات التالية لتطوير الشاعرية : * تلاوة القرآن الكريم . ومدارسة هدي نبيه صلى الله عليه وسلم . * مطالعة ما يرتبط ارتباطا مباشرا بالشعر ، كدراسة علمي العروض والقافية ، وألوان البلاغة ، وعلوم اللغة الأخرى كالنحو والصرف والإملاء ، كون الشعر صورة من صور الكتابة اللغوية ، ومراجعة القاموس اللغوي باستمرار . * تدارس الفنون والمظاهر العامة والمعاشة تنمية للثقافة وتحسينا من مستوى التأمل في القيم والأفكار . * قراءة الشعر بكثرة . منتديات الشعر الإلكترونية : لا شك في أن قنوات الاتصال الإلكترونية قد وفرت للشعراء ميزة التواصل التقني مع جمهور كبير ، وأرى أن هذا قد خدم الشاعر والشعر عموما في النقاط الرئيسة التالية : • ممارسة سلوك دال على المواكبة الجادة لمعطيات عصر التقانة . • استظهار الإبداع الفني في تنسيق النص الشعري ، وإظهاره بصورة أجمل . • الاتصال مع شريحة كبيرة مع الجمهور . • التنوع في ممارسات الاتصال ما بين الشاعر وجمهوره ، بتقديم النصوص مقروءة ومسموعة ومرئية . • تدني مستوى المحسوبية ، على الضد من بعض الوسائل الأخرى كمجلات الشعر وصفحاتها الشعبية ، فكل من أراد المشاركة سيشارك ، وإن كانت هناك مواقع أوقفت التسجيل إلا بموافقة إدارية . • ظهور ممارسات نقدية جادة . همسات محب : وهناك أمور أخرى خاصة بثقافة الاتصال مع الآخر : • قدّم آراء تثق بها . • احترم جمهورك ، ووفّق بين أدبياتك الكتابية ، ومستواه المعرفي وقيمه الخلقية . • احترم ذاتك ، ولا تكن همومك منصبة في الإضحاك والإمتاع قليل النفع . • كن منصفا لذاتك وأنت تتحدث عنها !! • ابتعد عن الإساءة للآخر ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) . • انسب عدم قبول بعضهم لفكرك إلى مسألة تمايز العقول والثقافات ، دون أن يعني ذلك أنك لا ترى السوء فيما تقدم . • واكب أحداث أمتك : آلامها وآمالها !! • لا تجعل شعرك غاية لذاتها ، ولا تجعل من إبداعك الأدبي وسيلة هدفها تحقيق الشهرة ، فأنت صاحب رسالة سامية في مجتمعك ، وناقل لفكرك وتجاربك في الحياة !! |
اخر 5 مواضيع التي كتبها هلال بن مزعل العنزي | |||||
المواضيع | المنتدى | اخر مشاركة | عدد الردود | عدد المشاهدات | تاريخ اخر مشاركة |
مستجدات الغرام !! | هلال بن مزعل العنزي | 5 | 7512 | 29/01/2011 02:40 AM | |
أمجاد أمة من تضحيات | هلال بن مزعل العنزي | 5 | 3485 | 23/09/2008 09:27 PM | |
أمجاد أمة من تضحيات | منتدى الشعر الفصيح ( المنقول ) | 4 | 2501 | 23/09/2008 09:27 PM | |
المهمل المنسي !! | هلال بن مزعل العنزي | 5 | 3387 | 15/09/2008 05:56 AM | |
المهمل المنسي !! | منتدى القصائد النبطية والقلطة ( المنقولة) | 5 | 2150 | 15/09/2008 05:56 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|
الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية ) |
|||||