سعادتنا هناااااااك

حياةٌ مليئةٌ بالهموم والأحزان والأفراح أيضاً لكنها أقصر من وجهة نظري ،شارف سني
على الخمسين عاماً ذقت منها الكثير ، وعانيت الكثير وأحببتُ أكثر
يشدّني الجمال أيّاً كان ، بل أتبعة خطوة بخطوة دون الالتفات
إلى الخلف ولا حتى إلى اليمين والشمال ، هو سحري بل
مُتنفسي ، لا أدري هل الناس مثلي ، لا أظن ذلك
وإن كان صحيحاً ليسوا بنفس المستوى .
اشتم رائحة ذلك الجمال ،اتبعه حتى
أجده ، نظرت إلى نفسي قائلاً
لها وإلى متى سيكون
هذا هو نمطك
فيها.
تذكرت أيام الصبا وما يتبع تلك الأيام من شقاوة ،وكثرة حراك ، عشناها أياماً
كانت من احلي عصر العمر ، يغتر الإنسان في هذه المرحلة وقد ينحرف
كليّاً عن الجادة ، نحمد الله أن ثبتنا إلى أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه.
لكل شيء نهاية، ونهاية بني البشر الموت ، المشكلة إن هذا
لا ندري متى قد يكون اليوم ، قد يكون غداً بعد يومين
بعد أشهر ، بعد سنين . ليس هذا المهم متى
حتماً سيكون هذا ومتى شاء الله ، المهم
هل لدينا الاستعداد للمواجهة والتي
ستكون من طرف واحد طبعاً ،
هل لدينا الإجابة على تلك
الأسئلة البسيطة هنا
في الدنيا ، ليس
فيها اختيارات
ولا الاستعانة
بصديق ولا مجال
للغش.
أكلنا، وشربنا ،ولعبنا هنا في هذه الحياة ،وحتى اغتبنا، وكتبنا ،واتصلنا بهذا وذاك
وماذا بعد ، هل هي السعادة حقاً ؟ هل وجد كلٌ منا ما يريد؟ ،ولنفرض حدث
هذا هل امسك بالسعادة ؟، هل ذاق لذتها و انتعم بها كمن ذاقها من
قبل ؟، حتى وإن اعتقد أنه تلذذ بها لن يرتاح وبعد تلك السعادة
المؤقتة يأتيك الضمير الحي ليزعج منامك ويقلق صحتك
وكأن بك نوعٌ من المس ،لكونك فعلت هذا ولم تكن
راضٍ عنه . يقال من ترك شيء لله أبدله
الله بخيرٍ منه وهذا مبتغى كل
شخص يعرف ويدرك معنى
السعادة . لن أطيل
إذاً السعادة
هنااااااااك.