أحمد بن خضران بن سالم الزهراني

أحمد بن خضران بن سالم الزهراني


نجب من النجباء وداهية من الدهاة، اتضحت علامات ذلك جلياً في سيرته العطرة وشخصيته المتميزة وما كان يؤديه من أعمال متعددة ومختلفة الأدوار، فحيناً معلماً وحيناً قاضياً وحيناً آخر مصلحاً، فهذه نبذة يسيرة من حياة هذا العالم الفذ.

ولد الشيخ أحمد بن خضران بقرية القرن ببلاد زهران عام 1307هـ (1890م).

بدأ تعليمه في كتاتيب الشيخ/ سعيد بن فوزان الفوزان الزهراني، في قرية آل موسى بزهران فحفظ القرآن الكريم خلال عام واحد، وعندما رأى شيخه نبوغه في الحفظ والرغبة في التعليم نصحه بالسفر إلى مكة المكرمة لمواصلة تعليمه حيث وصل هناك في العام 1325هـ في عصر الشريف حسين باشا ودرس في الحرم المكي الشريف نصف عام، وعاد إلى قريته فمكث فيها إلى عام 1328هـ حيث سافر إلى الحديدة في اليمن وبيت الفقيه عن طريق ميناء جدة ووجد هناك الشيخ عوضه بن صالح الحمراني والشيخ عبدالله بن واصل الزهراني والشيخ محمد بن علي وغيرهم.

وكانت دراسته مع زملائه في جامع العلامة الشيخ إبراهيم الأهدل، فدرس على يد الشيخ محمد إبراهيم الأهدل في بيت الفقيه لمدة ست سنوات وكانت تتركز في علوم التجويد والفقه والحديث والمواريث ثم أجازه الشيخ الأهدل ورجع إلى موطنه.

بعد عودة الشيخ أحمد من اليمن وجد الناس في حاجة ماسة للعلم والدعوة فقرر البقاء بغرض الإصلاح بعد أن كان ينوي العودة إلى اليمن مرة أخرى للاستزادة من العلم ولكنه فضّل البقاء وعمل على نشر علمه فاشتغل إماماً وخطيباً في مساجد المندق والجوفاء والعقلة وافتتح كُتَّاباً بتلك القرى وساهم في حل وفصل كثير من المشكلات القَبَليّة والشرعية في المنطقة، فذاع صيته بين قرى المنطقة حتى أصبح عَلماً للعلم يفد إليه الناس للإستفادة منه.

درَّس في قريته حتى عام 1353هـ ودرَّس في المندق عام 1359هـ وفي الجوفاء عام 1364هـ. ثم انتقل إلى المدرسة السلفية بجافان سنة 1375هـ.

وبالإضافة لأعماله الجليل السابقة فقد كان يوزع التركات والإرث وحل المشكلات الإرثية، وكانت له خبرة بالعلاج بالأعشاب لكثير من الأمراض.

يوجد من ضمن مكتبة الشيخ أحمد رحمه الله صورة من رسالة بعث بها الشيخ/ محمد بن مسلم آل عثيمين لجلالة الملك عبدالعزيز مؤرخة في 24/6/1356هـ يطلب فيها تزويد ابن خضران ببعض الكتب، جاء فيها:

(عندنا رجل طالب علم فقير من الكتب وخاصة كتب التوحيد ونرجوا من الله ثم منكم أن تساعدوه بما يقتضيه نظركم، وبالكتب المطبوعة أكبرها التفسير وأصغرها الأصول).

وكان الشيخ أحمد بن خضران من ضمن وفد المنطقة إلى الملك عبدالعزيز في الطائف عام 1352هـ، وقد أجاب بطلب الوفد وضع مركز في المنطقة في المندق وكان أمير المركز تركي الماضي، ثم انتقل المركز إلى الظفير بصفته المكان الذي يتوسط المنطقة.

عاصر الشيخ أحمد الكثير من العلماء في تلك الفترة ومنهم:

- معلمه الشيخ/ سعيد بن فوزان الفوزان الزهراني.

- الشيخ/ علي بن يحيى الدوسي الزهراني.

- الشيخ/ عوضه بن صالح الحمراني.

- الشيخ/ جماح الغامدي.

- الشيخ/ عبدالله بن واصل الزهراني.

- الشيخ/ عبدالله بن مسفر بن قرهم الزهراني.

- الشيخ/ عمر بن يحيى بن رده الزهراني.



توفي الشيخ/ أحمد بن خضران بعد عمر حافل بالعطاء والدعوة والعلم في 8/10/1397هـ عن تسعين عاماً رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنَّاته وأجزل له المثوبة والعطاء.



· المراجع:

1- موسوعة تاريخ التعليم في المملكة.

2- الحركة التعليمية في سراة الباحة – سعدي الحريتي.

3- غامد وزهران السكان والمكان – السلوك.


منقول