المرأة التي وهبت نفسها للنبي زهرانية

ابناء القبيلتين ملوك في الجاهلية صحابة في الاسلام

المرأة التي وهبت نفسها للنبي زهرانية

مكان الصنم الذي لم يعد موجوداً

***

اعداد : علي صمان(الباحة) تصوير : محمد المفضلي

توقفنا في الحلقة الماضية على نسب قبيلتي غامد وزهران ومكانتهم في الجاهلية وكيف قدم منهم الوفود على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودور الطفيل في دخولهم حياة جديدة مليئة بالايمان والنصرة للاسلام ورفض حياة اللهو وعبادة الاصنام التي ذكرنا الشيخ عبدربه شيخ قبائل دوس انها تحطمت في عهد الملك عبدالعزيز في فترة توحيده للمملكة وتعمد بعض الاشخاص الى كتابة الادعية والاذكار عليها.. واليوم نعرج الى مكانة هؤلاء القوم وشخصياتهم التي صارت صحابة للرسول صلى الله عليه وسلم وعلماء وتابعين اثروا الحياة الاسلامية بكل ما اوتوا من علم وخلق.

غامد وزهران, قوم منهم الصحابي الجليل والقائد المغوار والعالم المبدع والشاعر الكبير, يكفيهم شرفاً أن منهم أبا هريرة ( أشهر رواة الحديث ) والطفيل ابن عمر الدوسي وأبو ظبيان الأعرج حامل لواء غامد يوم القادسية وأبو مرثد (صاحب راية زهران يوم القادسية ), وسفيان ابن عوف والخليل ابن احمد الفراهيدي والبهاء ابن زهير المهلبي, والمهلب ابن أبي صفرة وثابت ابن كعب وجندب ابن كعب والحكم ابن مغفل الغامدي, وسفيان ابن عوف الغامدي وعبد الله ابن سلمه الغامدي وعبد الرحمن ابن عوف الغامدي ومالك ابن عوف الغامدي وقتادة ابن طارق الغامدي . والحارث ابن عبد الله ابن وهب الدوسي والإمام الليث ابن سعد الفهمي وغيرهم كثير مما تزخر به قبائل غامد وزهران منذ صدر الاسلام وحتى تاريخنا المعاصر .
ومن النساء:
أم إبان ابن عثمان ابن عفان الزهرانية, وأم شريك زوج النبي صلى الله عليه وسلم والتي وهبت نفسها للنبي ونزلت فيها قوله تعالى: (وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي ) الأحزاب آية ( 50 ) .
وشملة بنت أبي حناءه الدوسية زوجة عبد الله ابن عباس, وأميمة الزهرانية التي تـزوجها عبد الله ابن الزبير وأم أميمة وهي أخت أبـو بكـر الصـديق, وأم سفيان ابن حرب دوسيه من زهران, وعاتكة بنت أبي أزيهر بن أنيس بن الخيسق بن مالك الدوسي زوج أبي سفيان ابن حرب وأم ولديه محمد وعنبسة .
وأم الطفيل الدوسية ( رضي الله عنها ) هي أم الطفيل بن عمرو بن المنذر بن سبيع بن عبد فهم من دوس . وأم جميل الدوسية وهي أم جميل وقيل أم غيلان الدوسية, وهي التي أجارت ضرار بن الخطاب الفهري من قومها حينما أتاهم بدية أبي أزيهر الدوسي . وأم حبيب الدوسية وهي أم حبيب بنت أبي هريرة رضي الله عنه, زوج سعيد بن المسيب .
قال الشاعر الشيخ علي بن الحسن الحفظي:
وفيها ليوث الازد من كل شيعة
بصالون نار الحرب حزنا لمفسـد
بأيدي رجال من شنوءة جدهم
رقا بهم مجدا إلى حد فرقد
ليهن بني قحطان مجدا فخاره
مدى الدهر في نـادٍ بوادٍ وأبلد
شعراء من غامد وزهران
عندما نذكر غامد وزهران لابد أن يتبادر إلى الذهن شعراء كبار سموا بشعراء الصعاليك عرفوا بالشجاعة والكرم والفروسية حتى غدت لهم شهرة واسعة على مدى الزمان, ومنهم: عروة ابن الورد ( عروة الصعاليك ),, وثابت بن جابر (تأبط شرا ),, والحارث بن عمرو بن كعب (سليك ابن السلكة ) وهو من اشد رجال العرب وأقواهم عدوا ( أي جريا ) على رجليه لا تدركه الخيل من شدة سرعـتـه .
وهناك عمر بن البراق والشنفرة وحاجز بن عوف الاخثم وعبد الله ابن الدمينة وهو من الشعراء الكبار وردت أشعاره في كتاب الأغاني لأبي الفرج الاصفهاني وفي كتاب مختار الأغاني لابن منظور, ومن شعره :
ألا يا صبا نجدٍ متى هجت من نجد
فقد زادني مسراك وجدا على وجد
أإن هتفت ورقاء في رونق الضحى
عـلى فنن غض النبات من الرند
بكيت كما يبكي الحزين صبابة
وذبت من الشوق المبرح والصد
بكيت كما يبكي الوليد ولم تكن
جزوعا وأبديت الذي لم تكن تبدي
وقد زعموا أن المحب إذا دنا
يمل وأن النأي يشفي من الوجد
بكل تداوينا فلم يشف ما بنا
على أن قرب الدار خير من البعد
ولكن قرب الدار ليس بنافع
إذا كان من تهواه ليس بذي ود
و نذكر قول الشاعر علقمة بن سلم بن مرثد القحطاني الذي يفاخر بنسبه في هذه الأبيات, فيقول:
أبونا نبي الله هود ابن عابر
فنحن بنو هود النبي المطـهر
لنا الملك في شرق البلاد وغربها
ومفخرنا يسمو على كل مفخر
فمن مثل كهلان القواضب والقنا
ومن مثل أملاك البرية حمير
ومن مشاهير غامد في الجاهلية وصدر الاسلام
أبو ظبيان الأعرج الغامدي
هو عبد شمس بن الحارث بن كثير بن جشم وفد على رسول الله صلى الله عليه و سلم و كتب له كتابا, وهو صاحب راية غامد يوم القادسية. وهو القائل:
أنا أبو ظبيان غير المكذبة
أبي أبو العنقا, و خالي اللهبة
أكرم من يعلم بين ثعلبة
ذبيانها وبكرها في المنسـبـة
نحن أصحاب الجيش يوم الأحسبـة
و قد أدرك عمر بن الخطاب و كان فارسا شاعرا كثير الغارة .
قد صدني عنه الرماح و أسرته .. تحنو عليه و أسرتي لم تشهدِ
جندب بن زهير الغامدي
هو جندب بن زهير بن الحارث بن كثير بن سبع بن مالك الازدي الغامدي.
كان مع علي يوم الجمل وفي صفين وكان على الرجالة يومئذ.
الحكم بن المغفل الغامدي
الحكم بن مغفل بن عوف بن عمير بن كلب بن ذهل بن سيار بن والبة بن الدول بن سعد مناة, هو عم سفيان بن عوف, وكان سفيان مع معاوية, والحكم مع علي رضي الله عنه, قتل في حرب الخوارج .
سفيان بن عوف
بن المغفل الغامدي
سفيان بن عوف بن مغفل بن عوف بن عمير بن كلب بن ذهل بن سيار بن والبة بن الدول بن سعد مناة بن غامد
صحب النبي صلى الله عليه و سلم و كان له بأس و نجدة و سخاء و هو الذي أغار على هيت و الأنبار في أيام علي رضي الله عنه فقتل و سبى, و هو الذي عناه علي في خطبته حين قال: إن اخا غامد قد اغار على هيت الانبار, و قتل حسان بن حسان, عامل علي, كما أن معاوية استعمل سفيان بن عوف على الصوائف وكان يعظمه.
وقد شهد فتح الشام وتوفى مابين عام 52 و54 هـ وتوجد قريتان في بني كبير بمحافظة بلجرشي تحمل احداهما اسم آل سيار والثانية بني والبة, كما يوجد قسم من سكان العقيق يطلق عليه آل سيار .
أبو مخنف الازدي الغامدي
هو المؤرخ لوط بن يحيى بن مخنف بن سعيد بن ذبيان بن ثعلبة بن سعد مناة بن غامد, وهو من أشهر علماء السير والأخبار, له الكثير من مؤلفات الحوادث الاسلامية في القرنين الأول والثاني الهجريين, وقد نقل عنه الطبري أخبارا مطولة , توفي سنة 157 هـ
ونذكر هنا أيضا بعضا من مشاهير زهران في الجاهلية وصدر الاسلام
أبو عبيـس:
شاعر جاهلي من بني مبدول بن منهب بن غنم بن دوس جاء ذكره في الاشتقاق, لابن دريد, وفي النسب لابن الكلبي, وفي الإكمال, لان ماجولا .
جذيمة الأبرش
وهو أول ملوك الحيرة, ومن فهم بن غنم بن دوس ومن شعره .
ربما أوفيت في عَلَـمٍ
ترفعـن ثوبي شمالاتُ
في فتو أنا كالـئـهم
في بلايا عـورة باتوا
ثم أبنا غانمـيـن مـعـا
وأناس بعدنا ماتوا
ليت شعري ما أماتهم
نحن أدلجنا وهم فاتوا
حاجز بن عوف الزهراني:
وهو حاجز بن عوف بن الحارث بن الأخثم بن عبد الله بن ذهل بن مالك بن سلامان ابن مالك بن زهران, وهو أيضا شاعر جاهلي, كان حليفا لبني مخزوم بن يقظة بن مرة ( من قريش ) وفي ذلك يقول:
قومي سلامان إذا ما كنت سائلة
وفي قريش كريم الحلف والحسب
إني متى أدع مخزوما ترى عنقاً
لا يرعشون لضرب القوم من كثب
يدعى المغيرة في أولى عديدهـم
أولاد مراسة, ليسوا من الـذنب
الحارث بن الطفيل الدوسي:
وهو الحارث بن الطفيل بن عمرو بن مالك بن عمرو بن فهم بن غنم بن دوس بن عبد الله بن عدثان بن عبد الله بن زهران, كان شاعرا فارسا من مخضرمي شعراء الجاهلية والاسلام وأبوه, الطفيل بن عمرو, أول من وفد من دوس على النبي صلى الله عليه وسلم, ومن أبياته التي قالها حينما وقعت الحرب بين قومه وقوم حممة الدوسي:
يـا دار مـن مـاوي بالـشهب بُنيت على خَطْب من الخطب
إذ لا ترى إلا مـقاتلة وعجانسـا يرفـلن كالـركب
ومدجـجا يـسعـى بـشـكـته محمرة عيـناه كالشهب
ومعاشر صدئ الحديد بهم عبق الهناء مخاطم الجرب
لما سمعت نزال قدر رعبت أيقنت أنهمو بنو كعب
الطفيل بن عمرو الدوسي:
وهو صحابي جليل وذكرنا أنه أول من وفد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من دوس التي بينا فيها اسلام زهران, ومن شعره حينما هددته قريش بعد إسلامه:
ألا أبلغ لديك بني لؤي على الشنان والغضب المـردّ
بأن الله رب الناس فرد
تعالى جـده عن كل ند
وأن محمداً عبدُ رسول
دليل هدى وموضح كل رشد
وأن الله جلله بهاء
وأعلى جده في كـل جدز.