الشرف في العالم العربي

الشرف في العالم العربي

في الماضي كان الشرف له قيمة ولكن في هذا الزمان أصبحت ( القيمة) ذاتها ليس لها شرف !!

من الغريب حقاً أن تخرج واحدة من ممثلات الإغراء أو من فتيات الفيديوكليب أو حتى الراقصات لتقول على صدر أحد الصحف والمجلات العربية : أنا أشرف إنسانة في هذا العالم !!

والأغرب من هـــذا أنه وفي اليوم التالي وفي نفس الصحيفة نشاهد نفس هذه البطلة في تحقيق حول فيلم جديد تمثل من خلاله دور إغرائي ومرفقاً لها بالتحقيق صورة خليعـــة (*__^) !

يخبرني بعض الشباب الذين ذهبوا للسياحة وقضاء الإجازات وخاصة في بعض الدول العربية أنهم صادفوا رجالاً عرباً وأرباب أسر عرضوا عليهم زوجاتهم وبناتهم وبأرخص الأسعار متذرعين بالفقر وشدة الحاجة .. وأقول : لو فعل كل مواطن عربي مثلما فعل هؤلاء لكان كل من يمشي في الشوارع العربية أبناء حـــــرام !!

يقولون أنه إذا أراد أحد الأشخاص أن يعتلي أعلى المناصب ويصعد إلى أعلى الدرجات يجب أن يكون شريفاً ولكن العجيب هو أن ما نراه في بعض دول العربية هو العكس تماماَ !!

سياسة حب الخشوم وتقبيل الرؤوس والأيادي ، وسياسة تخليص المعاملات ، وكذلك الواسطات والمحسوبيات كلها تثبت أن الشرف انقرض مع آخر ديناصور عاش في الوطن العربي !!

أعتقد والعلم عند الله أن أغلب الناس يستخدمون الحروف الأولى فقط من كلمة ( الشرف ) ويهملون حرف ( الفاء ) ليصبح الشرف هو الشر وحتى تكون شريفاً يجب أن تصبح شريراً ! كان الرجل ( في الماضي طبعاً ) مستعداً للتنازل عن أي شيء إلا عن الأرض والشرف ، ولكن الآن صار الرجل لا يتنازل عن أي شيء إلا عن الأرض والشرف !!

يقولون أن هناك شرف من ذهب وآخر من فضة وغيره من ورق وزجاج و...... ويقولون أن هناك شرف دائم وشرف مؤقت ، ولكن مما لا شك فيه أن بعض الناس صاروا يسمعون عن الشرف ولكن لا يعلمون أي شيء عن الأصل العريق لهذه الكلمة !

صار الشرف هو أول وسائل الخداع والكذب ودهان السير فأول كلمة يقولها المنافق المصلحجي ( اتشرفت بمعرفتك ) ويقول غيره ( تعال شرّف عندنا في البيت أو المحل ) وترك الناس الحلف بالله وبدئوا يحلفون بالشرف ، وكأن شرفهم هو الشيء الوحيد الذي مازال باقياً !!

بعدما شاهد الجميع ما يفعله الأمريكان في سجن أبوغريب وبعدما سمع الجميع عن اغتصاب العراقيات والإذلال الجنسي الذي يمارس ضد كل من يعتقل في السجون والمعتقلات .. هذا عدا ما يحدث في فلسطين والأراضي العربية المحتلة أصبح لدى كل العرب والمسلمين إيمان راسخ بأنه ليس لديهم شرف !!

ولذلك قالت جوليا بطرس ( الشرف العربي وين ؟ )

ذهب شابان من الشباب العرب إلى أوربا للعمل وجلب الأموال وبناء المستقبل فأحدهم ذهب مباشرة ليعمل في ( الدعارة ) والآخر رفض أن يتجه لهذا المجال بعد أن قال لصاحبه : مستحيل أنا إنسان عندي شـــــرف .. وظل صاحبنا يبحث عن وظيفة حتى وجد وظيفة ( غسّال صحون ) في مطعم صغير وبعد حوالي سنتين التقى الاثنان فأخذ ( غسّال الصحون ) يشتكي من وظيفته ومن التعب والسهر والوقوف لساعات طويلة وقلة الأجر و.... فقال له رفيقه : خلي الشرف ينفعــــــك !! الأعجوبة في العالم العربي أن أغلب من يتحدثون عن الحرية والشرف والكرامة التي يلقاها المواطن العربي ويحس بها هم أنفسهم يتمرغون في أوحال الذل والعار والفضيحة ! تنتشر في الكثير من البلدان العربية جرائم غسيـــل الشرف ودائماً يرتع في السجون الشرفاء والأحرار ( رويتر العرب ) !!

إن صوت المواطن العربي يقول : لا تعطني رغيف خبز ولا كيس طحين أعطني شرفي المسلوب واجعلني آكل التبن والتراب تحت شجرة من أشجار وطني ! ألا تلاحظون أن أهل الفن هم أكثر الناس حديثاً عن الشرف .. لأن فاقد الشيء يحاول دائماً الحديث عنه لتغطية النقص وسد الحاجة !

وأخيراً ... اللي مضيع ذهب في سوق الذهب يلقاه .. واللي مفارق محب يمكن سنة وينساه ... واللي مضيع شــــرف بإمكانه أن يشارك في سباق الفن أو في ستار أكاديمي !