التحذير من اتصالات مشبوهة لسرقة عملاء البنوك

التحذير من اتصالات مشبوهة لسرقة عملاء البنوك
خضر المرهون من الرياض
20/09/2005




حذرت مصادر مصرفية من اتصالات مشبوهة يتعرض لها عملاء البنوك من قبل أشخاص مجهولين بدعوى تحديث بياناتهم المصرفية واستدراجهم للإفصاح عن أرقامهم السرية الخاصة بخدمة الهاتف المصرفي وبطاقات الصراف الآلي بغرض السطو على حساباتهم.
وأكدت المصادر المصرفية المسؤولة التي تحدثت لـ ''الاقتصادية'' أن البنوك لا تقوم بتحديث بيانات عملائها عبر الهاتف حيث تطلب منهم الحضور إلى أحد فروعها لاستكمال عملية التحديث والتأكد من هوية العميل حضوريا، كما أن موظفي البنوك لا يطلبون الكشف عن أي أرقام سرية خاصة بعملائهم، مشددة على تحذير عملاء البنوك من الإفصاح عن أي بيانات أو معلومات لأي شخص يتصل بهم هاتفيا.
ووفقا لأحد الضحايا من جنسية عربية أنه فوجئ باتصال هاتفي على جواله من قبل شخص يدعي أنه مدير تحديث البيانات في البنك الذي يتعامل معه، وطلب منه الحصول على بعض المعلومات الشخصية بصورة فورية بغرض تحديث بياناته حتى لا يتعرض حسابه للإيقاف وبالتالي عدم تمكنه من استخدامه.
وذكر العميل أن المتصل به ولإضفاء مزيد من المصداقية اسرد عليه جملة من المعلومات الخاصة برقمي هاتفي المنزل والعمل وجهته ورقم الحساب والعنوان البريدي وجميعها معلومات صحيحة مما أزالت الشك في نفس العميل وجعلته يتجاوب مع مطالب المتصل ومنها تزويده برقمه السري لبطاقة الصراف الآلي والهاتف المصرفي، وطلب المتصل من صاحب الحساب عدم استخدام الهاتف المصرفي والبطاقة إلا بعد مرور 24 ساعة بحجة استكمال التحديث في النظام.
ويضيف العميل أنه بعد قرابة الساعة خطر في باله أن يستفسر عن بعض المعلومات عن الحساب فعاود الاتصال بهاتف المتصل الذي اكتشف أنه هاتف بطاقة جوال مسبقة الدفع وكان مغلقا، فساوره الشك، فاتصل على الهاتف المصرفي ليكتشف عدم إمكانية دخوله على حسابه وأسرع إلى أقرب جهاز صراف آلي ليكتشف أيضا أن الرقم السري الخاص به أصبح غير صحيح فأدرك حينها أنه تعرض لعملية احتيال.
وهنا كشف لـ ''الاقتصادية'' مدير فرع أحد البنوك، فضل عدم الكشف عن اسمه - عن تلقيهم بين فترة وأخرى شكاوى من عملاء تعرضوا لعمليات نصب واحتيال من قبل أشخاص مجهولين يدعون أنهم موظفون في البنك. وأضاف أن دورنا يقتصر على توجيه النصح للعميل وإبلاغ إدارة البنك وإيقاف بطاقات الصراف الآلي والهاتف المصرفي منعا لأي سحوبات محتملة.
ونصح مدير الفرع عملاء البنوك بعدم إفشاء بياناتهم المصرفية لأي شخص كان حتى لأصدقائهم أو أقربائهم أو زملائهم في العمل حيث إن الكثير من عمليات الاحتيال تتم عن طريق مقربين سواء بقصد أو بغير قصد وأيضا عدم التجاوب مع الأشخاص الذين يتصلون هاتفيا مدعين أنهم موظفون في البنك.
وأردف المسؤول المصرفي قائلا: إنه لا يجوز لموظفي البنوك مطالبة العملاء بالكشف عن أرقامهم السرية، طالبا الأشخاص الذين يتعرضون لمثل هذا النوع من الاحتيال بضرورة أبلاغ البنك عبر الاتصال الفوري على الهاتف المجاني والتأكد من رقم المتصل هل هو ثابت أم جوال وهل هو جوال عادي أم شريحة مسبقة الدفع مع أخذ اسم الشخص المتصل كاملا ورقم هاتف مكتبه وتحويلته وفي أي دور يعمل وأي قسم والمدينة المتصل منها وتسجيل المكالمة أن أمكن.
وأضاف أن يجب على العميل الاتصال فورا بإدارة البنك الذي يتعامل معه أو على الهاتف المصرفي للتأكد من صحة بيانات المتصل، ويمكن التعامل معه بعد التأكد أنه أحد موظفي البنك مع ملاحظة عدم إفشاء أي بيانات مالية أو أرقام سرية للمتصل مهما كانت وظيفته، مشيرا إلى أن أغلب اتصالات موظفي البنك تكون بغرض تسويقي لبيع منتجات جديدة يطرحها البنك لعملائه
من ناحية أخرى حذر خبير مصرفي عملاء البنوك من الإفراط في الثقة والتعامل مع الغرباء لا سيما التعامل من خلال الإنترنت، مبيّنا أن احد أشكال الاحتيال تتم عبر رسائل الانترنت، إذ تقوم جهات بإرسال رسائل إلكترونية لعملاء البنوك بدعوى تحديث البيانات أو إشراكهم في منتجات مصرفية جديدة، ويطلبوا منهم إدخال أرقام بطاقات الصراف الآلي وبطاقات الائتمان والأرقام السرية الخاصة بها والأرقام السرية للهاتف البنكي مدعين أن هذه المعلومات تعامل بسرية تامة وهي ضرورية لاستكمال الحصول على الخدمة.
وأضاف الخبير المصرفي أن المحتالين في القطاع المصرفي يختارون ضحاياهم بدقة ويصنفونهم إلى شرائح متعددة ويستهدفون الطبقة المتوسطة والسيدات والمقيمين بصورة رئيسية، ومما يؤسف له أن العديد من عمليات الاحتيال البسيطة تمت بسبب الثقة المفرطة خاصة من كبار السن والسيدات الذين يؤمنون السائقين والعاملين لديهم على أرقامهم السرية بغية سحب مبالغ مالية لهم من أجهزة الصراف الآلي ثم يكتشفون لاحقا حدوث عمليات سرقة من حساباتهم خاصة عند مغادرة العامل إلى بلده.