03/05/2012, 09:49 PM
|
|
|
|
لوني المفضل
Cadetblue
|
رقم العضوية : 24120 |
تاريخ التسجيل : Jan 2010 |
فترة الأقامة : 5620 يوم |
أخر زيارة : 18/09/2015 (09:07 PM) |
المشاركات :
1,533 [
+
]
|
التقييم :
4710 |
معدل التقييم :
           |
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
هل نجد في الأحفاد من يعيد لمزارعنا وأوديـتـنا جمالها وبهاءها .

كانت أراضي الديرة الزراعية حيّة بحركة الآباء والأجداد ونشاطهم فيها ، حفروا بأيديهم الآبار ، وشقوا فيها الطرقات ، وجعلوا منها مدرجات ، نحتوا الصخور ، وأصلحوا الجبال ، واعتـنوا بالتربة ، فكانت واحات غنّاء جميلة ، ومسطحات خضراء كثيفة الأشجار ، مليئة بالخضروات ، وممتلـئة الثمار ، ومكسوة بالأزهار ، أصطلحوا في تسمياتهم على أن :
المسقوي منها : ما يتم سقايته من الآبار .
والعثّري منها : ما يعتمد في ريّه على مياه الأمطار فقط .
والعُرّض منها : ما كان منها في الشعاب .
والشطي : جزء من الركيب المسقوي بعد حرثه وزراعته .
والفلج : ما يفصل بين كل شطي والشطي المجاور له ، وهو ما يسير فيه الماء أثناء عملية الري .
والقصبة : حوض يجمع الماء ، عبارة عن مربّع طول ضلعه مترين تقريباً ،حيث يُقسّم الشطي إلى مجموعة من القصبات .
أراضي الديرة اليوم أضحت أراضي مهشّمة مهمّشة ومهملة ، وغير صالحة للحرث ، ولا نافعة للزراعة .
أراضي الديرة اليوم ضاعت حدودها ، وشُوّهت معالمها ، وتهدّمت حجائرها .
كانت الأودية قديماً سلّة الغذاء لجميع السكان ، ففيها يعملون ، ومنها يلبسون ويأكلون ويشربون .
حققوا من خلالها الإكتفاء الذاتي في جميع إحتياجاتهم اليومية ، ومتطلباتهم الحياتية ، فالرغيف اليومي من أراضيهم ، والفواكه والخضروات من بساتـيـنهم ، ولا تخلوا بـيوتهم من الأبقار والطيور والأغنام .
وكان المزارع يشدو بلحن الجبل الرائع والممتع ، كما يطربك صوت خرير الماء الذي يصب من الغرب الذي ينقل الماء من البئر ، وكذلك صوت المحّالة والدراجة التي تكون على رأس البئر والذي يشبه صوتها صوت موسيقى الكمان .
ومع كثرة الماء وتوفر خيرات الأرض في الوادي هناك صيحات نديّة ، ونغمات شادية ، كنقيق الضفادع ، وزقزقة العصافير ، وثُـغـاء الضأن والماعز ، وهدير الجمال ، وخُوار البقر ، وشدو البلابل .
فهل نجد في الأحفاد من يعيد إلى أوديتنا ومزارعنا جمالها وبهاءها ، ويعمل على الاستفادة من خيراتها ؟؟!!
بمشيئة الله تعالى ستعود تلك الأيام الحلوة وتعود لأوديـتـنا ومزارعنا جمالها ورونقها .
|