انتهت المهلة وحان الرحيل

عندي خبر انني لابد ان استعد للسفر الذي سيأتي موعده فجأة واعرف انه لابد لي من التزود بالزاد النافع الذي يعينني في سفري ولكنني كنت اقول كل يوم سأبدأ الاستعداد يوم غد وانا على هذا الحال ابحث عن اشياء تضرني ولا تنفعني حتى اتى ذلك اليوم فأتاني من سيذهب بي وسأغادر الاوطان فلما رأيته علمت انني كنت في غفلة وضيعت نفسي فطلبت منه ان يمهلني سنة حتى استطيع جمع بعض مستلزمات الرحلة قال لي وبشدة لا 0
قلت له اذا شهر واحد فقط فرفض
قلت ساعة واحدة قال ولا جزء من ثانية
فأخذني ويعلم الله بالطريقة التي اخذني بها00؟
فقام اهلي وغسلوني وألبسوني ثيابا لم اعتاد لبسها وقد كنت قبلها البس الثوب الذي اختار نوعه وطريقة تفصيله وخياطته والبس الشماغ والعقال واقف امام المرآة دقائق طويلة لكي يبدو مظهري جميلاً 0
اما اليوم فلا مرآة ولا خيار في اللبس هو لبس معد لي ولمن كان مثلي وبعدما البسوني انطلقوا بي الى أين00؟
قالوا الى اول محطة 0 وعندما وصلت اول محطة فأذا هي ضيقة مظلمة مغلقة مهما صرخت ومهما حدث لي لن ينقذني احد ولن يسمعني احد 0
اتى اليّ من اتى واخذا يحققان معي وقد كنت من قبل بارع في المراوغة فأوهم من يسألني عن جريمة ارتكبتها بأنني بريء واستطيع ان انفذ من كل الاتهامات الا الآن كلما حاولت ان انكر شيئا عذباني واتياني بشهود كنت اظن انهم غافلون عني وقد كانوا معي في كل صغيرة وكبيرة وبعد ان رأيت من الاهوال ما رأيت فلا اقول الا اللهم اني اسألك ان تغفر لي ولوالدي ولكل المسلمين فنحن تحت رحمتك ان شيئت عذبتنا وان شيئت رحمتنا0 اللهم رحماك 0 اللهم رحماك0