الوسام .. الاكاديمي ابن الجنوب ..حسن القرشي ... لؤلؤة زهران كل الحكاية قسم المحاورة


 
 عدد الضغطات  : 5725


إهداءات


 
 

منتدى الأسرة والطفل الحياه الاسريه *الزوجيه *الاطفال *وفن الاتكيت

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 15/04/2011, 11:02 PM
الرميصاء âيه ôîًَىà
Awards Showcase
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 17694
 تاريخ التسجيل : Sep 2009
 فترة الأقامة : 5802 يوم
 أخر زيارة : 06/08/2014 (01:48 PM)
 المشاركات : 4,995 [ + ]
 التقييم : 1085
 معدل التقييم : الرميصاء has much to be proud ofالرميصاء has much to be proud ofالرميصاء has much to be proud ofالرميصاء has much to be proud ofالرميصاء has much to be proud ofالرميصاء has much to be proud ofالرميصاء has much to be proud ofالرميصاء has much to be proud of
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي لم تعد العجوز شريره



العجوز لم تعد شريرة





من قصص الطفولة ترسبت في ذهني صورة العجوز الشريرة ، قصص الأطفال دائما ترسمها وتصورها هكذا ، الساحرة الشريرة امرأة عجوز تستند إلي عصاها والمرأة في قصص سندريلا أو الأميرة النائمة أو حتى حواديت جدتي الريفية تؤكد هذا المعني وتضيف المزيد من التفاصيل للصورة.
الوجه مجعد لا يفارقه العبوس والأنف معقوف والصوت عالي متهدج يثير القلق والطبع حاد قاسي لا يعرف الرحمة والشر مجاني ، فهي تمارس الشر وتؤذي من حولها بلا سبب وبلا مقابل ، وخاصة إذا كانت تتعامل مع الأميرة الجميلة الشابة البريئة.
واجهتها يوما وتعاملت معها مباشرة حين تزوجت ، إنها حماتي فقد كانت صورة لخيال المرأة الشريرة ، أحاول مراضاتها فلا ترضى وأجلب لها هدية فتلقيها جانبا وتبدأ الهمسات تكثر في أذني ، تقول زوجة الابن الأكبر (لا فائدة معها دعيها وشأنها) وتقول زوجة الابن الأصغر (أنت طيبة جدا تضيعين وقتك مع من لا تقدر)
كنت لا أراها إلا في الإجازات والمناسبات لبعد المسافة بيننا وإصرارها على ملازمة بيتها ، أما من ينصحونني فهن من يعاشرنها ويعشن معها في نفس البيت ، بيتها ، صحيح كل منهما في شقتها ولكن التعامل اليومي بينهن لا ينقطع.
تعبت العجوز يوما تعبا شديدا وجاءت عندي في بيتي في القاهرة للعلاج ، وبدأت أتعايش معها وأستنتج من تعاملي اليومي لماذا هي هكذا ؟
كانت مريضة تعاني ولا تجد من يحنو عليها ، حتى أنها تستغرب أن تمتد إليها يد بالخير ، تتأوه في المساء وتنتابها رغبة ملحة في الذهاب للحمام فتجدنا بين يديها ، تصحو مبكرة جدا فتساعدها ابنتي (حفيدتها) في تناول الطعام وتقدم لها كوب (الينسون) الذي تحبه.
وهكذا سارت الأمور ، هدأت السيدة واستكانت وتعافت نسبيا ولكننا قررنا أن تبقى معنا ، فهي ليست شريرة بل الأشرار هم من كانوا يعاملونها بإهمال ويتركونها وحدها تعاني في وحدتها وتتخبط في دياجير شيخوختها الواهنة.
كيف كانوا يتوقعون أن تكون سعيدة مستبشرة وقد تحولت حياتها لسلسلة من الألم والعذاب ؟ ، كانت قد كفت عن استجداء المساعدة لأنها يئست ممن حولها حتى أبناء بطنها ، فكل ما يملكونه هو سؤال سريع بصوت متضجر (كيف حال صحتك يا حاجة ؟ هل تريدين شيئا ؟) ثم يختفون قبل أن يسمعوا الإجابة.
وماذا كان بوسعها أن تقول ؟ هل تقول نعم أريد كل شئ وليس شيئا واحدا ؟ أريد رد الجميل وتطبيق بر الأم ، أريد حبك وصبرك يا بني كما منحته لك سابقا حتى صرت رجلا ، أريد مؤانستك أنت وأولادك لأشعر أن لي عائلة ، أريد اللمسة الإنسانية.
يحتاج البشر دوما للتلامس الحاني وبدونه يستوحشون الحياة ، تحتاج السيدة العجوز احتضان ابنها لها وتقبيل رأسها والتربيت على يدها ، تحتاج أن تلمس يد حفيدها الوليد وتسمع مناغاته وهو في حجرها ، تحتاج من يستمع لكلامها المبعثر ويلم شعث ذكرياتها الحلوة ويستجلب لها لمحة من الماضي السعيد.
تحتاج من يقرأ لها ومعها ما تعرفه من آيات القرآن الكريم ويؤكد معها أساسيات الإسلام ، ويبشرها بالخير والرحمة ، تحتاج من يشعرها أن حياتها لها معني ووجودها ليس عبئا علي أحد ، تحتاج ألا تشعر أنها شريرة لمجرد أنها ما زالت على قيد الحياة وسط أناس ضاقوا بها ويريدون تعجل أجلها.
رعايتها صعبة لكنها تفك لك ألغاز الحياة وتجعلك تقف وجها لوجه أمام حقيقتها ، دنيا زائلة فانية ، بعد أن تمتلك كل شئ فيها تجد بين يديك قبض الريح وأمام عينيك سراب الأماني ، الجمال والشباب والصحة لا نمتلكها بل هي سحابة صيف تظللنا بعض الوقت ثم تنقشع ، السعادة الزوجية والاستمتاع بالجاه والولد حالة مؤقتة إلى زوال ، لا يبقى إلا شيء واحد: العمل الصالح الذي يوضع في ميزان الحسنات ، أما المال فهو وإن بقي للنهاية فإن غيرنا هو من يتمتع به ثم نتركه وراءنا ونمضي.
نمضي من دنيا قدمنا إليها ونحن نبكي والناس من حولنا يضحكون ويحتفلون فرحا بقدومنا ، إلي آخرة يتعجلون مفارقتنا إليها ويكادوا يدفعوننا دفعا للنهاية ضجرا ومللا من وجودنا وظلنا الثقيل علي قلوبهم.



نحن نعطي عندما يكون لدينا ما نعطيه أما إذا نضب المعين وأتى عليه المرض والشيخوخة والوهن فمن أين نعطي ؟ نحن هنا نستحق الأخذ ممن سبق وأعطيناهم
فإذا وجدنا اليد الحانية والقلب المفتوح والوجه البشوش فسوف نستسلم لراحة آخر العمر ..
ووقتها لن تكون العجوز شريرة

من بريدي



 توقيع : الرميصاء

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

رد مع اقتباس

اخر 5 مواضيع التي كتبها الرميصاء
المواضيع المنتدى اخر مشاركة عدد الردود عدد المشاهدات تاريخ اخر مشاركة
المرأه كانت تقود البعير فلماذا لا تقود السياره... المنتدى العام 5 8796 19/10/2013 07:28 PM
هام جداً لجميع منسوبي رباع منتدى الترحيب بالأعضاء والمناسبات 4 10037 16/10/2013 07:18 PM
عذرا سوريا ترى المعتصم مات المنتدى العام 2 8599 22/08/2013 08:44 PM
الغاز في اللغه العربيه المنتدى العام 5 9614 18/08/2013 05:46 PM
لا تحسبوه شراً لكم المنتدى العام 1 8997 17/08/2013 05:08 AM

 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 :
لا يوجد أعضاء
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الإعلانات النصية ( أصدقاء الأكاديمية )

انشر مواضيعك بالمواقع العالمية من خلال الضغط على ايقونة النشر الموجودة اعلاه

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
جميع الحقوق محفوظة © لأكاديمية العرضة الجنوبية رباع

a.d - i.s.s.w