ولدت كغيري على الفطرة لا أعرف معنى الحب ، سوى غريزة أودعها الله داخل سويداء قلبي ، وتختص بأناس يعدّون على الأصابع . بقيت على هذا الحال فترة من الزمن يهمني أكلي ولعبتي التي كنت محافظا عليها خشية أقراني يسرقونها مني على حين غرة . أحيانا تشاركني مضجعي ، ومرات أنساها ولا أتذكرها إلا صبيحة اليوم الثاني ، لكنّي أجيد اللعب بها ، بشهادة الكثير من الصغار . أرى الناس من حولي في البساتين وكنت أظنهم من عائلتي حتى وصل بي أن أدعوهم جميعا أمي ، وأبي ( عوداني على ذلك ) أطال الله في عمريهما على خير حال. أسمع الناس يذكرونها وجمالها وحسنها .بدأ قلبي يميل لها بل أتمنى أن أحلم بها علّني أنعم بحنانها وجمالها الذي قيل عنها (. لا تذهبون بعيدا ) انتظروا . قيل لي أن مهرها سهل جدا وفي متناول اليد ، ويحتاج مني فقط أن أتقرب من سيدها . سيدها كملها بالجمال ، بل الكثير منا لا يعرف عنها إلاّ القليل . ( بها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر ) إنها الجنة . تلك من جعل الله أناس يبكون حبا لها . لذلك إني مثلكم أحبها .
اللهم وفقني ووفق كل مسلم للسكنى بها ، وأجعلني ومن هنا أن نذكر ما قيل هنا ونقول : حمدا لك ربي لنا قد وهبتها . وفي الفردوس الأعلى طاب ساكنها ويا طيب أهلها ، وحور العين من كل واحدة ربي أحسنت جمالها .
تحية من أخيكم .