عرض مشاركة واحدة
قديم 11/01/2020, 03:13 AM   #31
المؤسس والمشـــرف العــــام


الصورة الرمزية صقر الجنوب
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

افتراضي



منين لي كل جمال(ن) ملاسي معه

قصة هذه القصيدة تظهر مدى ما كان يكابده الشاعر ومعاصروه من صعاب في سبيل الحصول على القرش فضلا عن الريال وتوضح حجم المعاناة التي كانوا يحتملونها لتوفير لقمة العيش فضلا عن تحقيق الحد الأدنى من متطلبات الحياة الأخرى كالمسكن والمركب والزوجة وما في حكمها وقد أشرنا فيما سبق إلى أن ملاسي شأنه شأن معظم من كان يتردد على مكة من آهالي وادي العلي وغيرهم من أهالي الجنوب لم يكن يتقن حرفة يدوية يتكسب منها سوى نقل البضائع من المستودعات أو ما يسمى ( بالمغالق ) إلى المتاجر أو من الأمكنة التي يضع فيها الجمّالة حمولة جمالهم إلى مستودعات التجار، وبالمناسبة فإن الجمال كانت هي الوسيلة الوحيدة لنقل البضائع من ميناء جدة إلى مكة المكرمة وإلى سوق المدعى بالذات بصفته السوق الوحيد تقريبا في مكة في ذلك الوقت ولذا فإنه ( أي المدعى ) كان مقر تمركز الحمالين وما أكثرهم فقلما تجد بيتا في قرى الجنوب لم يمتهن أحد أفراده التحميل في سوق المدعى أو ( الجُواد ) لدى المطوفين وأبنائهم اثناء موسم الحج لخدمة الحجاج ونصب الخيام وهو ما يطلق عليه ( بالطلعة ) نسبة إلى الطلوع إلى المشاعر .

لم يكن يسمح لأصحاب الجمال بالدخول إلى المدعى لإنزال حمولة جمالهم إلا بعد أن يقفل السوق أبوابه أمام المتبضعين وذلك منتصف الليل أو دونه بقليل وله شاهد في عصرنا الحاضر وهو عدم السماح لسيارات النقل أوقات الذروة بالدخول إلى الأماكن المزدحمة داخل المدن.

كان لدى كل تاجر من كبار التجار في ذلك الوقت عمالته الخاصة به والتي يستخدمها في تنزيل وتحميل بضائعه ولها رئيس يقال له ( مقدم ) ومنهم تاجر التمور ( الصنيع ) الذي سيرد ذكره وذكر المسؤل عن عمالته ( بن عمر) في قصيدة ملاسي وبما أن لكل تاجر كما قلنا عمالته الخاصة فإن معظم أولئك التجار لم يكن في حاجة للاستعانة بعمالة أجنبية إلا فيما ندر وهذا ما جعل سوق ملاسي وسوق أكثر الحمالين في المدعى في كساد إذ قد يمر على بعضهم بضعة أيام دون أن يحتاج لخدماته أحد ، فمن أين له حق أكله وشربه ؟ وكيف له توفير ما يستأجر به سريرا ينام عليه في أحد المقاهي القريبة من المدعى ومنها ( قهوة الكندرة ) ؟ وكيف له أن يشتري ملابسه وحذائه وبقية متطلباته ؟ ثم من أين له بعد ذلك أن يوفر مصروفا لأهله الذين تغرب عنهم وتركهم ينتظرون ما يبعث به إليهم أو يعود به بعد سفر قد يمتد لعدة شهور ؟!

رئيس العمال أو ( المقدم ) كان يتقاضى قرشين تسمى ( بِرَازة ـ من التبريز والفرز ) عن كل طرد يشرف على إخراجه من مغلق التاجر أو متجره وتسليمه للزبون فكم ياترى كان يتقاضى العامل الذي يحمل الطرد ؟! لاأعتقد أنه يتجاوز ما يحصل عليه المقدم بأي حال من الأحوال .


في ظل هذه الظروف كان محمد ملاسي يقضي عدة أيام لا يجد فيها من يطلبه أو يحتاج لخدماته فهل يمد يده يستجدي الناس فإما أن يعطى وإما أن يمنع ؟!
لم يكن ملاسي ليفعل ذلك ولم تكن أخلاقه لتسمح له بمجرد التفكير فيه ! إذا فهل له أن يسرق ليسد رمقه ثم يعلن التوبة بعد ذلك ؟!
هذه أكبر من الأولى وما كان لأقل منه تديُّنا وشهرة أن يلجأ لمثل ذلك فما هو المخرج ياترى ؟

لم يكن لملاسي إلا الحيلة ولا أرى إلا أنه كان محقا فيما فعل، فكيف فعل ؟!

جاءت قافلة بضائع من جدة آخر الليل لتاجر من تجار المدعى فلما وصلت منتهاها لم تجد في ذلك الشارع سوى محمد ملاسي فسأله قائدها بصفته غريبا عن المنطقة عن مغلق ذلك التاجر لإنزال الحمولة أمامه فأشار له ملاسي إلى مغلق تاجر آخر وذلك لكي يضطر صاحب البضاعة لإستئجار من ينقل الحمولة في الصباح الباكر إلى حيث مغلقه قبل أن تقوم البلدية بتغريمه، وهذا يعني أنه لا مفر للتاجر من الاستعانة بحمالين آخرين غير العاملين لديه في سباق مع الزمن لنقل البضاعة قبل حضور موظفي البلدية وحينئذ سيجد ملاسي فرصة عمل تكفيه مؤنة ذلك اليوم .

هذا كلما في الأمر وسواء أكان ملاسي محقا أو لم يكن محقا فيما فعل وسواء أكرر ذلك أم لم يكرره فليس هذا موضوع نقاشنا , موضوعنا يتلخص في أن الخبر وصل إلى دغسان فلم يدعه ليذهب ولم يكن ملاسي في شجاعتة التي عرف بها ليتجنب صراحة القول أو الإبتعاد بالرد عن الهدف الذي من أجله أنشئ البدع فهو أعمق فهما ممن يعذله على التصريح ويحثه على التعريض حتى قال ذات مرة لناصح يعد نفسه أمينا ( يا ولد أنا شاعر وأفهم ماذا يطلبه مني الشاعر الآخر وأعرف ماذا أقول )

وصل الخبر كما قلنا إلى دغسان فمهّد لملاسي ببدع خلد من خلاله فصول تلك الحادثة فماذا قال :

بعض العرب لو تحطه شار علم ادعا
ولوتحطه على كرسي ملك اندره
لو كان يعرف يكن على الحق يابا بقي
لكن ما يعرف المعروف هو والصنيع
يجهر بسده على روس الملا سيمعه

يقول من الناس من يحمل لؤما قد تبلغ به درجته إلى أن يداعيك في المال أو الشئ الذي طلبت منه وضعه أمام عينيه وحراسته لك مدعيا أنه صاحبه، ومن شدة مكره أنك لو أجلسته على كرسي مسؤول لأبعده عن كرسيه وادعى أنه له وأن المنصب منصبه حتى وإن كان ذلك الكرسي لملك من الملوك، وفي معرض لومه لذلك الشخص يقول دغسان لو أنه يعرف الحق يا أبي لبقي عليه ولم يحد عنه لكنه لايعرف معروفا ولا يشكر صنيعا والدليل أنه لايحتفظ بسرّه بل يجاهر به على رؤوس الخلائق ويسمعهم إياه وهو ممن ينطبق بحقه قول الشاعر :

إذا المرء افشى سرّه بلسانه * * * ولام عليه غيره فهو احمق

وفي الرد يقول محمد ملاسي :

امسى ملاسي يساهر شارع المدعى
والرزق ماقد ظهر من قهوة الكندره
ولا معي فايدة لا عزَّل البابقي
ولا معي مصلحة من بن عمر والصنيع
منين لي كل جمَّال(ن) ملاسي معه

قضى ملاسي ليله ساهرا ينتظر الرزق ويبحث عنه في شارع المدعى فهو على يقين أن من يقضي ليله في قهوة الكندرة يدخن الشيشة ويلعب الضومنة ثم ينام وقت توزيع الأرزاق ( بعد صلاة الفجر ) لن يأتيه الرزق فقد روى الإمام الترمذي بإسناده عن صخر الغامدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم بارك لأمتي في بكورها )، قال وكان إذا بعث – أي النبي صلى الله عليه وسلم – سريةً – أي طائفة من الجيش – أو جيشاً بعثهم أول النهار، وكان صخر رجلاً تاجراً وكان إذا بعث تجارة بعثهم أول النهار فأثرى وكثر ماله، قال الإمام الترمذي: – حديث صخر الغامدى حديث حسن. ولا نعرف لصخر الغامدي عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث. سنن الترمذي 3/517.

ويضيف ملاسي قوله : ستنقطع فائدتي إذا عزّل البابقي أو أفلس وهو أحد تجار المدعى ، أما تاجر التمور ( الصنيع ) وهو من القصيم ومقدمه أو رئيس عُمّاله ( بن عمر ) وهو بالمناسبة من قرية ( عراء ) فليس لي عندهما مصلحة لأن تحميل التمور يحتاج إلى متخصصين يجيدون التعامل مع أوعيته التي توسخ خياش العمال بالرّب وهو السائل اسفل وعاء التمر،والصنيع عنده من أولئك ما يكفيه . وفي آخر بيت يقول ملاسي من أين لى مع كل جمّال يقدم إلى المدعى بمثل ملاسي يدلُّه على مستودع غير الذي يسأل عنه لنسترزق من ورائه ؟!!!!! ..

ملاسي والغزل

اغراض الشعر خمسة (المدح و الهجاء، الوصف، الرثاء، الغزل ) وهناك من يضيف إليه غرضا سادسا وهو ( الشكوى ) وإن كان البعض يدخل هذا تحت بند ( الوصف ) أي وصف الشاعر لحالته التي يشكو منها، والملاحظ أننا عندما نورد دواوين شعرائنا ( شعراء الجنوب ) نتحاشى المرور على ما اوردوه في الغزل أو أننا نشير إليه عن بعد وعلى استحياء وكأننا عن قصد نوسمهم بما لم يوسم به البشر مع أن المأثور عن الشعراء في الجاهلية والإسلام أنهم طرقوا هذا الجانب وتوسعوا فيه حتى نُسب بعضهم إلى معشوقته ـ ككثيّر عزّة، وجميل بثينة، ومعشوق ليلى ـ وغيرهم، وقد صرّح بعض الشعراء في نظمه بإسم المعشوقة ولم ينكر عليه أحد ذلك، فكعب بن زهير مثلا أنشد أمام النبي صلى الله عليه وسلم قصيدته المشهورة :

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول * * * متيم اثرها لم يفد مكبول

فلم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم التصريح بإسمها ولم يلمه على ذلك ، كما ذهب غيره إلى مثل ما ذهب إليه فقال الأعشى في محبوبته هريرة :

ودع هريرة إن الركب مرتحل … و هل تطيق وداعاً أيها الرجل

غراء فرعاء مصقولٌ عوارضها … تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل

كأن مشيتها من بيت جارتها … مر السحابة لا ريثٌ و لا عجل

وقال جميل بثينة :

فهلاّ تجزني أمُّ عمروٍ بودها * * * فإنّ الذي أخفي بها فوقَ ما أبدي

وكلّ محبٍ لم يزدْ فوقَ جهده * * * ِ وقد زدتها في الحبّ منيّ على الجهدِ

إذا ما دنتْ زدتُ اشتياقاً وإن نأتْ * * * جزعتُ لنأيِ الدارِ منها وللبعدِ

أبى القلبُ إلاّ حبَّ بثنة ِ لم يردْ * * * سواها وحبُّ القلبِ بثنة َ لا يجدي

تعلّقَ روحي روحَها قبل خَلقِنا * * * ومن بعد ما كنا نطافاً وفي المهدِ

فزاد كما زدنا، فأصبحَ نامياً * * * وليسَ إذا متنا بِمُنتقَضِ العهد

وروي عن كثير عزة قوله :

ألا لَيْتَنا يا عَزَّ كُنَّا لِذِي غِنًى * * * بعيرينِ نرعى في الخلاءِ ونعزُبُ

كِلانا به عَرٌّ فمَنْ يَرَنا يقُلْ * * * على حسنِها جرباءُ تُعدي وأجربُ

إذا ما وَردنا مَنْهلاً صَاحَ أهلُهُ * * * علينا فما ننفكُّ نُرمى ونُضربُ

نكونُ بعيريْ ذي غنى ً فيُضيعُنا * * * فلا هُوَ يرْعانا ولا نَحْن نُطْلَبُ

يُطّرِدُنا الرُّعيانُ عَنْ كُلِّ تلْعة ٍ * * * ويمنعُ مِنّا أَنْ نُرى فيه نَشْرَبُ

وددتُ -وبيتِ اللهِ- أنّكِ بكرة ٌ * * * هجانٌ وأنّي مُصعَبٌ ثمَّ نهرُبُ

وقال قيس بن الملوح :

تعلقت ليلى وهي ذاتُ تمائمً * * * ولم يبدُ للاتراب من ثديها حجمُ

صغيران نرعى البهم ياليت أنّنا * * * بقينا ولم نكبر ولم تكبر البهمُ

وقال قيس بن ذريح في لبنى :

يقولون لبنى فتنة كنت قبلها * * * بخير فلا تندم عليها وطلق

فطاوعت أعدائي وعاصيت ناصحي * * * وأقررت عين الشامت المتملق

وددت وبيت اللّه أني عصيتهم * * * وحملت في رضوانها كل موثق

وكلفت خوض البحر والبحر زاخر * * * أبيت على اثباج موج مفرق

كأني أرى الناس المحبين بعدها * * * عصارة ماء الحنظل المتفلق

فتنكر عيني بعدها كل منظر * * * ويكره سمعي بعدها كل منطق

فما بالنا نحن نخفي ما قاله شعراؤنا في هذا الجانب أو نتجنب الخوض فيه مع أنه لم يؤثر عن أحد منهم أنه ذكر إسم محبوبته أو تطرق لوصف شئ منها وانما اكتفى بالرمز لها بما تطيب النفس بتذوقه ( كالتمر والعسل والبن والعنب والبُرّ وما في حكمها ) او بما ترتاح العين لرؤيته ( كالشمس والقمر ) وما شابههما ؟!

يقول دغسان رحمه الله :

يابرّ ماهو من جميع الحَبّ شبّه
راوياً ياحَب ش ارواك
غالي وجاله في بلاد الحَبّ شِيطان
مايجي للحَبّ شواني
لاسيق ضلاّ له في البقعا ترنه

وفي قصيدة أخرى يقول :

ياتمر صفري زان في ملك إنتظامي
مال غرسه ودّيش رُبّ
يزهي ويتزايد متى ما يهبط السوق
وله التجار ولما
دونه حراراً فايته وارواض مايه

ويقول الشاعر سعد بن عبد الرحمن رحمه الله :

يارازقيا بطن وادي فيق فانا
له نوامي شرّعت به
لاصد عوده بالروى له راج فيه
زاد طلعه عالمنى هيل
كلا يقل ياليت قوتي من هبوره


وفي قصيدة اخرى يقول :

ياصالبيا فا لخلي والما جرى له
في قصابه ردّ ع ألما
يازين غرسه مال بين الشمس والفي
له من الحُلَّق نبع جم
تحيي القلوب الميته يا بُنّ صدري

ويقول الشاعر حميد المحضري رحمه الله :

ياشهر ما ودّي تغيّب ليل عنّا
اولك نوراً وتاليك
واما ليالي النص ريتك في كباير
كل وادي نار به نار
نورك على الغوقه بوادي فيق هاوي

وفي قصيدة أخرى يقول :

يا جلس نحل من صدور اهل التهم جا
جاليه متولعينا
فايت ورا مزحك ومشي من رماضي
سد بيبان لحاجه
وهو دوا الروح العليل ومجار بله

اذا لاحضنا أن أحدا منهم لم يتفحش في الغزل ولم يشر إلى إسم محبوبته أو يتطرق لها من قريب أو بعيد فلم نتجنب تدوين غزلهم مع أنهم نظموه ولم يتنكر له أحد منهم ؟!

جمع محمد ملاسي انواعا ثلاثة من اغراض الشعر في قصيدة واحدة تتكون من ثلاثة أبيات فقط حيث اشتكى ووصف حالته وتغزّل فماذا قال :

يقلك إبن جهاد ما ابغي حماة البير
ورحت ما الوادي معيّل من الظما
باموت يادغسان والماء نصيّره

حماة البير : ماء من اسفل البئر مختلط بطين أسود
معيّل : حالة بين الإغمائة والإفاقة
نصيّره : نشاهده

فأي عبقرية هذه التي جمعت بين ثلاثة من اغراض الشعر في هذه الابيات الثلاثة ؟! إنها عبقرية ملاسي بلا شك فهل يسعفنا أحد برد دغسان الذي تتضح من خلاله عبقريته أيضا ؟! ارجو ذلك .

ملاسي والقدس

البدع ( من دغسان )

اهلك ياشوقبي(ن) زارعه قِدْ سَرَح
يوم تصبح وهوّه بالروى ماليهود
مايجي للمريري من فلس طينهم
مايجي الا في ارض(ن) ضاريه بالعمار
بُرّ في تالبه مزروع يابن جهاد
في بلاد(ن) كذا عن قرية الجادية

معاني الكلمات :ـ

اهلك : هنيئا لك .
الشوقبي : القمح ( الحُنْطة )والمخاطب هنا المقصود بالتهنئة هو زارع القمح وليس القمح نفسه .
ماليهود : يتهاود أي يتمايل على بعضه بعضا بهدوء إذا هبت الريح من شدة الرواء .
المريري : إسم موقع شمال رهوة البر .
فلس طينهم : الطين المفلس أي غير الصالح للزراعة .
ضارية بالعمار : معتادة على إهتمام الفلاّح بها وجهوده المميزة لاستصلاحها .
بُرّ : إسم آخر للقمح .
تالبه : إسم موقع شمال قرية الجادية ورغدان مشتهر بانتاج القمح الجيد .

والقصيدة غزلية البُنْيَة رمز الشاعر فيها بالشوقبي للشخصية المخاطبة المعجب بها وهي واضحة المعاني والمدلولات لاتحتاج لشرح قد يضر بتركيباتها وما ترمي إليه .

الرد ( لملاسي )

يامحمد ملاسي جهة القدس رُحْ
جا على المسجد الاقصى خطا ما اليهود
يا وُجْد المسلمين على فلسطينهم
ديرة لو نفادي دونها بالعمار
والذي ينقتل في معركات الجهاد
رابح (ن) جا خلاص(ن) فيه وان جا دية

استهل الشاعر رده بحرف النداء الموجه لذاته آمرا نفسه بالتوجه إلى فلسطين للدفاع عن القدس التي تستحق التضحية والجهاد بعد أن اعتدى اليهود على مسجدها الأقصى موضحا بأن من يُقتل في تلك المعركة رابح في كلا الحالتين سواء أقتل مقابله أحد المعتدين أو سلمت لأهله الديّةُ مقابل فقده ، وعلى كل حال فقد أبدع ملاسي في رده سواء اكان مقصده الجهاد بعينه على وجه الحقيقة في فلسطين أم أنه عنى بالقضية كلها بما فيها القدس والمسجد الأقصى محبوبته والأرض التي انجبتها ولا غرو في ذلك فهو لم يتمثل سوى قول الشاعر العربي الذي سبقه إلى ذلك حيث قال :

فرشوا على قبري من الماء واندبوا **** قتيــل كعـاب لاقتيـل حروب

رحم الله ملاسي ودغسان وجمعنا بهما في جنات عدن .


 
 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب



رد مع اقتباس