غيب الموت حكيم زهران كما سماه الكثيرون, الشاعر عبدالرزاق سعيد الزهراني ( ابو رزق ) عن عمراً يناهز الخمس والتسعون عام بعد معاناته مؤخراً مع المرض الذي ادخل على اثره قبل عشرة أيام مستشفى الملك فهد في الباحه . اذ لم يشق نبأ وفاته قلوب فاقديه من أبناء الباحة فقط , بل وئد الحزن على من عرفه من خارجها
هو عبد الرزاق بن سعيد بن محمد بن حقلان الحسني الزهراني من مواليد قرية المشائعة التابعة لقبيلة بني حسن زهران بمنطقة الباحه ويلقب بـ "أبو رزق", له من الأبناء المخترع سعيد بن عبدالرزاق والشاب محيي الدين وبنت واحده عاش حياته في كنف والديه حيث كان والده رحمه الله ذو علم شرعي بليغ فقد كان حافظاً رحمه الله للقران الكريم ، كما كان حكيماً وذو جاه عند الكثير من رجالات عصره ، تعلم ابو رزق من والده الكثير من الحكم والرؤى حيث كان يستهويه كلامه ويردد حكمه في مجالس أهل زمانه آنذاك وكانا يتبادلان الأقوال الحكيمة تارة و الشعر تارة أخرى ، فمال أبو رزق الى حيث يريد والده فكان حكيم عصره كما أشتهر بالفصاحة والبلاغة وحضور البديهة والحكمة.
كما أن والدته كانت ذو حكمة ورأي فكان يلقبها الكثير " الحكيمه" وكانت من أشد أهل عصرها ضلوعاً بالشعر بل لقبها البعض ب(الشاعرة ) كان لتربيتها الاثر الكبير على شخصية ابي رزق فقد نذر نفسه لخدمة والدته بعد موت والده حتى ماتت رحمها الله فكان الخادم الأوفى لها حيث يعتمد على نفسه في تحقيق مطالبها ومتطلبات حياته. تلقى تعليمه على أيدي ما يسمونهم في زمانه الفقهاء وتنقل فعلاً الى دول منها اليمن ومصر بمساعدة كبار المسؤولين حينها .
ويعتبر ابو رزق شخصية ذات قيمة إعتبارية عند كثير من المسؤولين والأمراء لا سيما وأنه يملك سرعة البديهة التي حباه الله بها والشعر الذي يميل الى الحكمة في مجمله بقالب يشبه الفكاهة ليضل شعره عالقاً باذهان الجميع .
.لديه من الكتب أمهاتها ومراجع بحوزته لا تجدها في دور النشر حيث حصل عليها أثناء تنقله لطلب العلم خارج البلاد .فتجده حافظاً مجمل الكتب السته بما فيها صحيح البخاري ومسلم كلها عن ظهر قلب ، وحافظاً ألفية إبن مالك ( الف بيت في القواعد ) وحافظاً جميع المعلقات العشر ، مما كان لذلك اثراً كبيراً على استقامة لسانه وظهور أثر ثقافته في شعره .
لديه الكثير عن القانون فهو ضليع جداً في علوم الفقه والقضاء بشكل عام بل يسميه البعض ( العارفة ) لأنه يعرف الأمور وتصريفها في مجمل الأمور ، فهو محامي من الطراز الأول ولا يمكن الاستهانة بمقدار علمه الشرعي الذي وصل اليه كما يعتبره الكثير المرجع الأول لتراث منطقة الباحة ويستعان به كثيراً لإحياء إحتفاءات المنطقة عامة وإلقاء الكلمات الترحيبية والشعر الحضوري ., كما كان ان في حياته هاوياً لقيادة المركبات حتى أنتهى به الأمر الى قيادة القطار في المنطقة الشرقيه.
ومن قصائد ة الشهيره :
ياصاحب العقل جنب عن مكانٍ صـدر مـاه
ادفــن مـكـانٍ يضـيـع الـجـم ويـقــل ورده
معيني اغدي ضحيه دون روضة بني سيد
مجنون من يبتني بيتٍ على مـاي اغاديـر
مثل الذي يزرع المشرق على ماي نضبه
|