عرض مشاركة واحدة
قديم 08/10/2004, 03:53 AM   #3
المؤسس والمشـــرف العــــام


الصورة الرمزية صقر الجنوب
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

افتراضي



الأدب




نشأة كلمة - الأدب- في اللغة العربية :
في النصوص الجاهلية لم تظهر هذه الكلمة حتى يخيل الى الناظر ان العرب لم يعرفوها في لغتهم القديمة الى ان نبغت في العصر الاموي
ولكن ذلك لاينفي الكلمة في العصر الجاهلي اذ ان المقرر ان الادب الجاهلي ضاع منه الكثير . وكان وصوله بطريقة الرواية التي اعتمدت على الذاكرة
وهي غير وثيقة الحفظ.
والذي يلفت النظر حقاً ان هذه الكلمة على خفتها وفصاحتها لم ترد في القرآن الكريم على الرغم من ورود معناها في أياته.
تعريفاته:
في لسان العرب اصل الادب الدعاء. ومنه قيل للصنيع يدعي اليه الناس مأدبة . سمي ادباً لأنه يأدب الناس الى المحامد وينهاهم عن المقابح.
وعرفه الاقدمون : بأنه مايؤثر من الشعر والنثر .
وعرفه بعضهم انه الأخذ من كل شيء بطرف.
وعرفه بعضهم انه الكلام الذي يعبر عن العقل والعاطفة.
وعرفة ابن خلدون : المقصود عند اهل اللسان ثمرته وهو الاجادة في فني المنظوم والمنثور على اساليب العرب ومناحيهم .

يقول امرسن: الادب سجل لخير الافكار.
ويقول ستبفورد برك : نريد بالادب افكار الاذكياء ومشاعرهم مكتوبة باسلوب يلذ للقاريء.
ويقول سانت بيف الكاتب الفرنسي الكبير : عن سؤال من هو الاديب؟ قال: هو الكاتب الذي يغني العقل الانساني ويزيد ثروته وهو الذي يعينه للسير قدماً
وهو الذي يكشف حقيقة ادبية ويعرضها واضحة او ينفذ الى العاطفة الخالدة في قلب الانسان فينشرها .
ونعني بالأدب كما عرفه الاروبيون كل مايثير فينا بفضل خصائص صياغته ..احساسيات جمالية او انفعالات عاطفية أو هما معاً.
ومن الواضح ان هذا التعريف يختلف عن بعض التعاريف العربيه التي تقول مثلاً : إن الأدب هو الأخذ من كل شيء بطرف
ونقصد بخصائص الصياغة : الشكل الفني, كأن يكون ملحمة أو قصة أو مقالة أو قصيدة ثم طريقة الأداء اللغوي .
فالكلام العادي لايعتبر ادباً , لأنه ليس له خصائص الأسلوب الادبي اللغوية.
ونقصد بالأحساسيات الجمالية اعتبار الأدب فناً جميلاً , فإذا فقد قيمه الجمالية فقد كونه ادباً أما الأنفعالات العاطفية فلابد أن يتضمن الأدب
حرارة العاطفة وإلا انقلب الى حقائق علمية أو رياضية تخرجه عن كونه أدباً.
وحتى عندما يكون العمل الأدبي قائماً على الفكر يجب ان يتضمن الحرارة القادرة على تحريك وجدان الأنسان.

الملاحظ اننا لانطلق هذه الكلمة ( الادب ) على كل مايطبع أو ينشر فلانسمي التقاويم ادباً ولا الأخبار الجارية في الصحف ادباً,
وذلك لأننا نراها ثم لانعود الي قرآءتها فيما بعد , والأدب يمتاز أول مايمتاز بأننا نعود اليه مراراً ونكرر قراءته إن لم يكن دائماً .
ففي اوقات مناسبة نجدنا في حاجة الى الرجوع اليه لنسد حاجة عقولنا وقلوبنا بما فيه من إذا صالح لانمله مهما نقبل عليه .
وهذه الخاصيه هي التي تسمى خلود الأدب ( Pcrmanence) وعليه فإن الادب هو هذه النصوص الذي يقرؤها الناس مرات ومرات.


والادب له نحل اهم عناصرها :
1- العاطفة
2- الخيال
3- الفكرة
4- الاسلوب
5- الصورة




علوم الأدب


وهي عشرة
اللغة , والنحو , الصرف . المعاني , البيان , البديع , العروض , القوافي , قوانين الخط , قوانين القراءة.

اللغة:
فعلم اللغة يهتم بمعرفة الالفاظ معرفة دقيقة فصيحها وغريبها ومترادفها وحقيقتها ومجازها وتضادها وماتلحن به العامة وتغيره عن موضعه وما اختص به الكتاب من الالفاظ الكتابية .

النحو : وهو ميزان العربية والقانون الذي تحكم به في كل صورة من صورها وفيه الفت كتب عديدة قديما وحديثا منها (الكتاب ) لسيبويه , (والمفصل ) للزمخشري , (والكافية) لابن حاجب , و( الكافية الشافيه ) و (التسهيل) و(الالفية) لابن مالك , و( الموجز في النحو ) لابي بكر السراج .


الصرف :
هو المقياس الذي يعرف به الكاتب اصل الكلمة ومافيها من حروف مزيدة فيمكن ان يتصرف فيها بالجمع والتصغير والنسبة ونحو ذلك.

البلاغة :
وفيها ثلاثة علوم المعاني والبيان والبديع ومعرفة هذه العلوم تعين الكاتب على التفريق بين كلام جيد ورديء ولفظ حسن وآخر قبيح.....


أقــســام الأدب
1- الشعر
2- النـثـر

الشعر يعبر عن الحياة كما يحسها الانسان من خلال وجدانه , ولهذا كانت وظيفته الاولى التعبير عن الجوانب الوجدانيه في نفس الانسان وليس معنى ذلك ان الشعر خال من كل اثر للفكر مقصور على العواطف , بل ان الشعر الخالد لابد له من الفكرة النافذة والنظرة العميقة بحيث تاتي الافكار ممتزجه بعواطف الشاعر ملونة بشعوره متصله بتجاربة الذاتية
قال ابن دريد


وبالشعر يبدي المرء صفحة عقله=فيعلن منه كل ماكان يكتمُ
وسيان من لم يمتط اللب شعره= فيملك عطفيه وآخر مفحم

1

2
وبالشعر يبدي المرء صفحة عقله
فيعلن منـه كـل ماكـان يكتـمُ
وسيان من لم يمتط اللب شعـره
فيملـك عطفيـه وآخـر مفحـم


وقال احمد شوقي :


والشعر مالم يكن ذكرى وعاطفة = أو حكمة فهو تقطيع وأوزانُ

1
والشعر مالم يكن ذكرى وعاطفة
أو حكمة فهـو تقطيـع وأوزانُ


وقال معروف الرصافي:


لست بالشاعر الذي يرسل اللفظ = جزافاً لكي يصيب جناسه
انا لاابتغي من اللفظ إلا= ماجرى في سهولة وسلاسه
إنما ابتغي من الشعر معنى=واضح يأمن اللبيب التباسه

1

2

3
لست بالشاعر الذي يرسل اللفظ
جزافاً لكـي يصيـب جناسـه
انـا لاابتغـي مـن اللفـظ إلا
ماجرى في سهولـة وسلاسـه
إنما ابتغي من الشعـر معنـى
واضح يأمن اللبيـب التباسـه



اما النثر فإنه لغة العقل تتسم الكلمة فيه بالرزانة والوقار لتجد سبيلها الى العقل برفق ولذا كان النثر لغة القوانين والمباديء والعلوم وسائر ماهو من مطالب الحياة الفكرية وشؤنها والتركيز والتحديد من مقومات النثر وخصائص الكلمة والعبارة فيه .
على ان من النثر مايحوي من الايقاع والنغم مايساوي الشعر حيناً ويفوقه احياناً من جراء التجانس والتلاؤم الذي يقوم على طبيعة الحروف وترتيبها في الكلمة وملاءمة الحروف كما يقع عليها من حركة او سكون ومايتبع من التجانس بين الكلمة واختها وبين العبارة والعبارة .

الـــــــشـــعــر


اراد ابن رشيق ان يعرف الشعر ويذكر عناصره فقال : انه مكون من اربعة اشياء وهي اللفظ والوزن والمعنى والقافية . وقبله قال ابن قدامة في تعريف الشعر انه قول موزون مقفى يدل على معنى والاسباب المفردات التي يحيط بها الشعر وهي اللفظ والمعنى والوزن والتقفية .
وفي تعريف ابن خلدون : هو الكلام الموزون المقفى ومعناه الذي تكون اوزانه كلها على روي واحد .
والحق ان تعريف الشعر تعريفاً منطقياً غير يسير فالعرضيون او اللفظيون عامة يفهمون من هذا اللفظ صورته الظاهرة في الوزن والقافية اللذين يميزانه عنه النثر . والمناطقة يرون فيه وسيلة مؤثرة تبعث في النفوس انفعالاً ما فنظرو بذلك الى ناحيته المعنوية .
وكذلك فعل الكتاب الغربيون :
فالكاتب ملتن Milton يرد خاصة الشعر في الاكثر الى صورته فيقول فيه "يجب ان يكون بسيطاً شعورياً مؤثراً " وهذا سرد لبعض صفات الشعر وليس تعريف له . ومن المحدثين امثال جوته Goethe ولاندرو Landroh يعدون الشعر فنا ويميزونه بصورته أي بقوة التعبير الفني .
ومنهم من عني بمادة الشعر اكثر من صورته ورأى خاصته في اشتماله على العاطفة والخيال ولعل ورد زورت Wordsorth في مقدمة هؤلاء اذ يقول عن الشعر انه " الحقيقة التي تصل الى القلب بواسطة العاطفة "
ويقول رسكن Ruskin انه "عرض البواعث النبيلة للعواطف النبيلة بواسطة الخيال "
ومنهم من يعرف الشعر تعاريف غامضة كما قال شلي في دفاعه عن الشعر " انه تعبير الخيال "
وكما قال اميرسون " الشعر هو المحاولة الخالدة للتعبير عن روح الاشياء "
واما ماتيو ارنولد فله تعريف مشهور للشعر يقول : ان الشعر هو نقد الحياة في حالات تلائم هذا النقد بتأثير قوانين الحقيقة والجمال الشعريين "
وهناك تعاريف شاملة للشعر مثل تعريف ستدمان Stadman الذي يتناول الصورة والمادة للشعر ويقول " الشعر هو اللغة الخيالية الموزونة التي تعبر عن المعنى الجديد والذوق والفكرة والعاطفة وعن سر الروح البشرية " ..
وعلى هذا يمكن تعريف الشعر بانه الكلام الموزون المقفى الذي يصور العاطفة والعقل .

ينقسم الشعر عند الأمم الى انواع متعدده سنذكرها وسنرى ماعند العرب منها والنوع الذي اقلوا فيه او اكثروا :


1- الشعر التعليمي :

يعتبر قسما من اقسام الشعر الكبرى وهو الشعر الذي من خلالة يتم عرض علم من العلوم ويخلو من عنصري العاطفه والخيال ويسمى عند العرب بالنظم .
وهناك امثله كثيره لهذا الشعر منها قصيدة الشاعر اليوناني القديم ( هيزيودوس) المسماة –الأعمال والايام – وفيها يتحدث حديثاً شعرياً رائعاً عن مواسم الزراعة وانواع المحاصيل .
ثم قصيدة ( طبائع الأشياء ) للشاعر الروماني الكبير ( لوكرشيوس) وهي من القصائد التي استطاع كاتبها ان يحول فيها التفكير الفلسفي الى شعر .
وقد ازدهر هذا النوع من الشعر في تراثنا العربي وقد صيغت كثير من قواعد العلوم بأسلوب شعري يسها معه حفظها وظبط اقسامها وانواعها
فهنالك منظومات في الفقه واصوله , والنحو والصرف والعقيده بل تعداها الى علم الفلك والكيمياء وغيرها
ومن امثلة المنظومات في شعرنا العربي ( الفية ابن مالك ) .




***


 
 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب



رد مع اقتباس