عرض مشاركة واحدة
قديم 13/01/2013, 06:41 PM   #2
عضو مجلس الإدارة مستشار المدير العام ومشرف المنتدى الاسلامي والمساريه


أبو أنــس âيه ôîًَىà

 عضويتي » 24238
 تسجيلي » Mar 2012
 آخر حضور » 22/05/2014 (09:05 PM)
مشآركاتي » 831
 نقآطي » 3113
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي



وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ



قال الله تعالى: (وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌوَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوابَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ ) [النحل:5-7].

قال ابن منظور في لسان العرب:
والجَمَال: مصدر الجَمِيل، والفعل جَمُل. وقوله عز وجل: (ولكم فيها جَمَال حين تُريحون وحين تسرحون ) أَي بهاءوحسن. ابن سيده: الجَمَال الحسن يكون في الفعل والخَلْق.اهـ

وقال ابن العربي :
والجمال يكون في الصورة وتركيب الخلقة , ويكون في الأخلاق الباطنة , ويكون في الأفعال . فأما جمال الخلقة فهوأمريدركه البصر , فيلقيه إلى القلب متلائماً , فتتعلق به النفس من غير معرفة بوجه ذلك ولا بسببه لأحد من البشر . وأما جمال الأخلاق فبكونها على الصفات المحمودة من العلم والحكمة , والعدل والعفة , وكظم الغيظ , وإرادة الخير لكلواحد . وأما جمال الأفعال فهووجودها ملائمة لصالح الخلق , وقاضية بجلب المنافع إليهم , وصرف الشرعنهم . وجمالا لأنعام والدواب من جمال الخلقة محسوب , وهو مرئي بالأبصار , موافق للبصائر , ومن جمالها كثرتها.اهـ (أحكام القرآن لابن العربي : 119 ).

وقدذكرت الآيات أربع فوائد مادية للأنعام هي:

1- الدفء ويقصد به الملابس والأكسية والأغطيةوغيرها.

2- المنافع ويقصد بها النسل والألبان والجلود وغيرها.

3- الأكل ويقصد به اللحوم والشحوم.

4- حمل الأثقال إلى البلدان البعيدة.

ويأتي الجمال بين هذه الفوائد مستقلاً قائماً بذاته، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أمرين:

الأول: أن الجمال أصل في هذا الكون.

والثاني: أن الجمال في التصور الإسلامي مرتبط بالمنفعة ارتباطاً وثيقاً.

ولذلك ورد ذكر الجمال بعد الدفء والمنافع والأكل وقبل حمل الأثقال إلى البلدان البعيدة، فذكر وسط الفوائد المادية كأنه واحد منها وفي هذا إشارة إلى أن الجانب الجمالي لا يقل أهمية عن الجوانب النفعية المادية.

وقد وقف المفسرون والبلاغيون على جمال الأنعام في هذه الآية، فاسترعى انتباههم تقديما لإراحة فيها على السرح مع العلم أن المألوف هو أن تغدو الأنعام إلى السرح أوللألنهار ثم تروح إلى الحظائر آخره.

يقول القرطبي:
ومن جمالها كثرتها وقول الناس إذا رأوها هذه نَعَمُ فلان، قاله السدي، ولأنها إذا راحت توفر حُسْنُه اوعَظُمَ شأنها وتعلقت القلوب بها، لأنه إذا ذاك أعظم ما تكون أسنمة وضروعا، قالهقتادة. ولهذا المعنى قدم الرواح على السراح لتكامل درها وسرور النفس بها" (الجامع لأحكام القرآن: القرطبي: 10-71).

ويقول الزمخشري:
فإن قلت قدمت الإراحة على التسريح؟
قلت: لأن الجمال في الإراحة أظهر إذا أقبلت ملأى البطون حافلة الضروع ثم أوت إلى الحظائر حاضرة لأهلها. ( نكت الأعراب في غريب الإعراب: الزمخشري: 240).

ويقول برهان الدين البقاعي:
( حين تريحون) بالعشي من المراعي وهي عظيمة الضروع طويلة الأسنمة (وحين تسرحون) بالغداة من المُراح إلى المراعي، فيكون لها في هاتين الحالتين من الحركات منها ومن رعاتها ومن الحلب والتردد لأجله وتجاوب الثغاء والرغاء أمر عظيم وأنْسٌ لأهلها كبير" (نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: البقاعي 11-108-109).


ويقول زين الدين الرازي:
فإن قيل: لم قدمت إلاراحة وهي مؤخرة في الواقع على السرح وهو مقدم في الواقع في قوله تعالى: ( وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ) [النحل:6] قلنا: لأن الأنعام في وقت الإراحة وهي ردها عشياً إلى المراح تكون أجمل وأحسن لأنها تقبل ملأى البطون حافلة الضروع، متهادية في مشيتها، يتبع بعضها بعضاً، بخلاف وقت السرح وهو إخراجها إلى المراعي فإن هذه الأمور تكون ضد ذلك" (الأنموذج الجليل في أسئلة وأجوبة من غرائب التنزيل: زين الدين الرازي:255).


وقال ابن الصائغ:
حالة إراحتها آخر النهار يكون الجمال بها أفخر إذ هي بطان، وحالة سراحها للمرعى يكون الجمال بها دون الأول إذ هي فيه خِمَاصٌ (أنظر معترك الأقران في إعجاز القرآن: السيوطي: 1-174).

وقال الشوكاني في فتح القدير ولكم فيها جمال ) أي لكم فيها مع ما تقدم ذكره جمال،والجمال: ما يتجمل به ويتزين، والجمال: الحسن، والمعنى هنا: لكم فهيا تجمل وتزين عند الناظرين إليها( حين تريحون وحين تسرحون ) أي في هذين الوقتين، وهما وقت ردهامن مراعيها، ووقت تسريحها إليها، فالرواح رجوعها بالعشي من المراعي، والسراح: مسيرها إلى مراعيها بالغداة، يقال سرحت الإبل أسرحها سرحاً وسروحاً: إذا غدوت بها إلى المرعى، وقدم الإراحة على التسريح لأن منظرها عند الإراحة أجمل، وذواتها أحسن لكونها في تلك الحالة قد نالت حاجتها من الأكل والشرب، فعظمت بطونها وانتفخت ضروعها، وخص هذين الوقتين لأنهما وقت نظر الناظرين إليها لأنها عند استقرارها في الحظائر لا يراها أحد، وعند كونها في مراعيها هي متفرقة غير مجتمعة كل واحد منها يرعى في جانب



 

رد مع اقتباس