عرض مشاركة واحدة
قديم 08/04/2020, 03:45 PM   #2
المؤسس والمشـــرف العــــام


صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

افتراضي



الداعية الإسلامي.. أحمد ديدات.. الجزء الثاني..

قدم الشيخ في الشريط سؤالاً واسترسل في الإجابة عنه، وقد اطلعت على الشريط ولخصت ما رغبت في إثباته على النحو الآتي:

بداية المعركة..!

يقول الشيخ: إنه بعد أن انتهى من المدرسة، عمل في أحد المحلات لبيع السكر والملح والدقيق والأرز، وكان المكان يبعد عن مدينة دربن 125 ميلاً..

وكانت توجد في الجانب الآخر من موقع الدكان إرسالية مسيحية جامعية تسمى: (آد مز مشين) وهي تقوم بتدريس الطلاب المسيحية وتدربهم على مواجهة الإسلام والمسلمين..

وكان بجانب هذه الكلية مئات المنازل الصغيرة التي يسكن فيها السود..

وكان الطلاب المتدربون يزورون أحمد ديدات والعاملين معه في الدكان، ويلقون عليهم أسئلة وشبهات يهاجمون بها الإسلام، ولم يكن يعرف هو وزملاؤه شيئاً عن ذلك..

من ضمن تلك الأسئلة والشبهات ما يأتي:
هل تعلمون أن محمداً (صلى الله عليه وسلم) كان يكثر من الزوجات؟
وهل تعلمون أنه أخذ القرآن عن اليهود والنصارى؟
وهل تعلمون أنه نشر الإسلام بحد السيف وأكره الناس على ذلك؟

قال الشيخ: وقد أحال هذا الهجوم على الإسلام حياتنا إلى بؤس وعذاب وشقاء، وأحدث عندنا حيرة وقلقاً، بسبب عدم معرفتنا شيئاً نرد به عليهم..

وكنت أرغب في ترك المحل والهرب إلى مكان آخر، ولكن ذلك كان مستحيلاً، لصعوبة وجود مكان آخر..

وجاء الحل..!

وأخذت أتساءل: كيف أتصرف؟
ويسر الله الحل! فقد كنت أقلب رزماً من الجرائد والمجلات القديمة في مخزن رئيسي في العمل، وهي مليئة بالغبار، فوجدت كتاباً بين تلك الجرائد تنتشر عليه الحشرات، وفتحته من باب الفضول، فإذا هو باللغة العربية بعنوان (إظهار الحق) وكتب كذلك بالحروف اللاتينية (izharulhaq)

وأخذت أكرر: إظهار الحق
وأتساءل: ما معنى إظهار الحق..؟
ثم نظرت في بعض الأسطر في الكتاب، فوجدت كتابة باللغة الإنجليزية: الكشف عن الحقيقة، فربطت هذا المعنى بعنوان الكتاب..

وقرأت الكتاب فوجدته يتناول هجمة النصارى على الإسلام في موطني الأصلي (الهند) وذلك عندما هزم النصارى الهنود واحتلوا بلادهم..

قالوا للهنود: إذا حلت بكم مشكلات في المستقبل فسيكون مصدرها المسلمين، لأنهم قد استولوا على بلادكم وانتزعت منكم السلطة بالقوة، وهم قد ذاقوا حلاوتها، ولا بد أن يحاولوا استعادة السلطة بالقوة.. وإنما أرادوا تأليب الهنود ضد المسلمين، لأنهم مناضلون أشداء، بخلاف الهنود..

ولهذا خططوا لتنصير المسلمين، ليبقوا في الهند ألف عام، واستقدموا أفواجاً من المنصرين إلى الهند.

قال الشيخ: ووجدت أن الكتاب طبع قبل ولادتي بثلاث سنوات، فقد كانت طباعته في سنة: (1915م) وأنا ولدت في سنة (1918م). [فيكون عمر الشيخ في هذا العام الذي زرته فيه، وهو 1999م (81 عاما) أسأل الله لي وله حسن الختام]..

قال الشيخ ديدات: وقرأت الكتاب - إظهار الحق – فوجدت فيه من المعلومات والمناظرات ما كان له أكبر الأثر في حياتي، وجعلني أعزم على مواجهة المسيحيين، لأن في الكتاب ما يجعلني مسلحاً قوياً في مواجهتهم، ووجدت موقف النصارى هو نفس موقفهم في جنوب أفريقياً..

وشعرت بعد قراءتي هذا الكتب أنني أستطيع الآن أن أدافع عن نفسي وعن الإسلام..

وبدأت أتصدى للمسيحيين بالمعلومات التي تعلمتها من الكتاب، وأزورهم في بيوتهم كل يوم أحد وأناقشهم، وكنت أقابلهم بعد خروجهم من الكلية لأحاورهم.. ومن خلال تلك المناقشة تعلمت كيف أجادل وأناقش..

حافز آخر..

وفي الخمسينات جد جديد بفضل الله مسبب الأسباب، حيث جاء متحدث ساحر [يقصد أنه قوي البيان يسحر بيانه سامعيه] من الخارج، كانت أحاديثه جذابة فريدة يشتاق إليها كل من يسمعها، وكان يحضر دروسه للاستفادة منه كل يوم أحد ما بين (200 و300 شخص ) وأخذ جمهوره يزداد، وحرصت على حضور دروسه الجذابة فلم أكن أتخلف عنها. وكان في آخر كل درس يفتح للحاضرين باب الأسئلة والنقاش..

ودروس في الصميم..
وبعد تسعة شهور اقترح مسلم إنجليزي جديد اسمه: (فير فاكس) أن على من يرغب منا أن يدرسنا المقارنة بين الأديان في فصل (البا يبل) قال: أعلمكم كيف تستخدمون الكتاب المقدس في الدعوة إلى الإسلام..

فحضر من العدد المذكر سابقاً ما بين 15 و20 شخصاً رغبوا في المزيد من العلم..

وقال لنا: انظروا في سفر دانيال ستجدون نبوءات يمكن استغلالها، وفي سفر التثنية الكتاب المقدس نبوءة مقدم محمد (صلى الله عليه وسلم) ينبغي أن تستغلوا ذلك عرضاً وتحليلاً..

من طالب إلى أستاذ..!

واختفى الأستاذ فاكس بعد شهرين من تدريسه لنا، فحزن طلابه، وانتظروه في الأسبوع الثاني فلم يحضر، فأصيبوا بخيبة أمل، وأخذ بعضهم ينظر إلى بعض في حيرة من أمرهم..

وفي الأسبوع الثالث، قال لهم ديدات: ما رأيكم أن أملأ فراغ الأستاذ فاكس، وإذا أحسستم بالملل والتعب من درسي فما عليكم إلا أن تتثاءبوا، فإذا رأيتكم تتثاءبون قطعت الدرس؟

وبدأت الدروس، واستمر ذلك ثلاث سنوات، اكتشفت بعدها أنها تجربة يمكن نقلها للآخرين، والذي عنده علم قليل ينقله إلى من لا علم عنده، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (بلغوا عني ولو آية). ولم أدرك هذا المعنى إلا بعد مضي تلك المدة من حياتي..

قفزة غير متوقعة..

حضر إلى دربن زائر من مدينة: "جوهانسبرج" وسمع الدرس، ورغب في أن يستفيدوا مني في جوهانسبرج، وكان عندهم الاحتفال بالمولد النبوي، فعرض علي السفر لإلقاء محاضرة في الاحتفال..

فقلت لهم: أنا من الطبقة العاملة، فإذا كنتم تؤمنون لي تذكرة السفر ذهاباً وإياباً فسأحضر، فوافقوا على ذلك، وكانت هذه أول مرة أركب فيه الطائرة، وهناك ألقيت المحاضرة في" قاعة جوهانسبرج"..

وقلت في نفسي: ما دمت ألقيت محاضرة في" قاعة جوهانسبرج" فلماذا لا أفعل ذلك في قاعة "دربن؟" وفعلت ذلك..

وفي 9 من شهر ديسمبر جاء شخصان أوربيان يسألان عن الإسلام، وترددا على مكاتبنا، وكانت نتيجة ذلك أن دخلاً في الإسلام، وأعلنا إسلامهما في "مسجد الشارع الغربي" [هكذا يسمى، وقد صليت فيه الجمعة وبعض الفروض الأخرى] في مدينة دربن.

ثم أسلم شخصان آخران، أحدهما هندي والآخر أوربي، وأعلنا إسلامهما في مسجد الجمعة – وهو أكبر مساجد النصف الجنوبي من الكرة الأرضية –..

وكان أحد أغنياء المسلمين يراقب ما يجري، وهو (الحاج كدوة) فاستوقفني وقال لي: عندي أرض في منطقة" بريمر" تبعد 55 ميلاً من مدينة دربن، أهديها لك لتستغلها في الدعوة إلى الله.

قلت له: أنا مستعد لأخذها بسرعة..
قال: ليس بهذه السرعة، بل لا بد أن تذهب وتقف على المنطقة التي تقع فيها الأرض..
قلت له: ماذا تريد من زيارتي للمكان، أنا موافق وسأبدأ بالعمل، فأصر على أن أرى الموقع ففعلت..

والأرض تقع في ساحل جنوب إقليم ناتال، على بعد تسعين كيلو متر من مدينة دربن، تقطعها السيارة في ساعة واحدة، ويسمى إقليم ناتال (الحديقة الخضراء) لجماله الطبيعي وهناك في عام (1959) بدأت إنشاء مؤسسة السلام.. [زرت هذه المؤسسة وكتبت عنها في رحلاتي حول العالم]..

وهي تشتمل على مسجد، ومدرسة، وعيادة طبية، وملحقات رياضية، والمدرسة تخدم المجتمع المحلي يدرس فيها أطفال الأفارقة، وتجذب أسرهم حيث يتعرفون على الإسلام، كانت خطوة رائدة في نشر الإسلام بدأناها في سنة 1958م. بمبلغ: ثلاثة جنيهات و5 شلنات.

وها هي الآن تتمثل في هذا المركز (المركز العالمي للدعوة الإسلامية) في وسط مدينة دربن، وهناك عمارة أخرى اشتريناها لنجهز فيها قاعة للجمهور الذي يريد أن يتعرف على الإسلام بدون مقابل. [وقد جهزت، ومررت بها والناس مجتمعون فيها يشاهدون أشرطة فيديو تشرح فيها مبادئ الإسلام].

ولدينا دكاكين ومحلات كثيرة يعود ربحها للدعوة إلى الإسلام ونشره..
وعندنا مسجد الجمعة الذي نستغله للزوار والسياح ونجذبهم إليه لشرح معاني الإسلام، ونوزع عليهم نشرات ومحاضرات..
ونقوم بإعلانات عن القرآن للفت أنظار الناس بأسلوب يجذبهم إلى البحث والسؤال، مثل: (القرآن يتكلم) و(اقرءوا القرآن – العهد الأخير) ومثل هذا الإعلان قد يكون غير مألوف في البلدان الإسلامية، ولكنه هنا مناسب للفت الأنظار إلى القرآن..

وقد طبعنا كتباً كثيرة عن القرآن الكريم وترجمة معانيه إلى لغات شتى، وعندنا مطبعة للمركز تطبع كل ما نحتاج إليه، وتطبع بأجور ويعود ربحها للدعوة.

ونرسل ترجمة معاني القرآن الكريم إلى كل أنحاء العالم، وكذلك أشرطة فيديو وكتب ورسائل، بقيمة مخفضة جداً وإما مجاناً..

سر تحمس ديدات وهجومه الشديد على المسيحية..

إن الإنسان الذي يُعْتَدَى على حقوقه ويعجز عن الدفاع عنها ليصاب بالحزن والأسف الشديد، وبخاصة إذا كان الاعتداء موجهاً إلى أصل ضرورات الحياة، وهو:" الدين" الذي آمن بأنه الدين الحق وما سواه باطل..

ويحترق قلب المعتدى عليه غيظا لأمرين:
الأمر الأول: الاعتداء الظالم من ذي قدرة على الظلم..
الأمر الثاني: عجزه عن الدفاع عن حقه..

وحري بمن هذه حاله أن يبحث عن وسيلة يرد بها ظلم الظالم، وماذا يُتَوَقَّع من مثله إذا وجد تلك الوسيلة؟ وماذا ينتظر منه في معاملته للمعتدي الظالم؟

لقد رأينا أسلوب ابن حزم رحمه الله في رده على خصومه الذين آذوه، وأحرقوا كتبه، كيف هاجمهم في كل صفحة من صفحات كتابه (المحلى) وكتابه" الأصول".. [أنا لا أذكر ذلك تأييدا للعنف والشدة، فالأصل في الجدال أن يكون بالحسنى، حتى مع أهل الكتاب الذين هاجمهم الشيخ أحمد ديدات

كما قال تعالى: (( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن )) ولكني أذكر ذلك تنبيهاً على حالة البشر وعاداتهم التي هي من طبيعة بشريتهم وما الشيخ أحمد ديدات إلا واحد من البشر]..

ولهذا نرى الشيخ أحمد ديدات يذكر اعتداء النصارى على دينه وتشكيكه فيه، وإرادتهم إخراجه منه، يذكر ذلك بحرقة، ثم يذكر ما مَنَّ الله به عليه من أسباب يدافع بها عن نفسه وعن دينه وعن أمته، ويسمي ذلك تسلحاً، ويطلق على نفسه لفظ "متسلح" ويسمي مجادلته لهم هجوماً..

وغالب الظن أن الذين يأخذون على أحمد ديدات شدته لو كانوا في مكانه لأربوا عليه في الشدة..!

والغريب أن قسس النصارى ما زالوا يتابعونه بدعوته إلى اعتناق النصرانية التي هاجمها أكثر من أربعين عاماً إلى هذا الوقت الذي يرقد فيه على سرير موته في منزله، كما سبق …!!!

نسأل الله للفقيد الرحمة.. ولذويه الصبر والسلوان.. وإنا لله وإنا إليه راجعون..


 
مواضيع : صقر الجنوب



رد مع اقتباس