عرض مشاركة واحدة
قديم 16/03/2011, 09:54 PM   #4


الصورة الرمزية almooj
almooj âيه ôîًَىà

 عضويتي » 14546
 تسجيلي » Mar 2009
 آخر حضور » 26/04/2013 (06:51 AM)
مشآركاتي » 7,597
 نقآطي » 4193
دولتي » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 
 Awards Showcase »
افتراضي



( حكم جالينوس ) قال : الهم جلاء القلب . ثم بين ذلك فقال : الغم بما كان والهم بما يكون ، فإياك والغم فإن الغم ذهاب الحياة . ألا ترى أن الحي إذا غم وجبه تلاشي من الغم . وقال : ان في القلب تجويفين أيمن وأيسر وفي التجويف الأيمن من الدم أكثر من الأيسر وفيهما عرقان يأخذان إلى الدماغ فإذا عرض للقلب ما لا يوافق مزاجه انقبض فانقبض لانقباضه العرقان فتشنج لذلك الوجه ، وألم له الجسد . وإذا عرض له ما يوافق مزاجه انبسط وانبسط العرقان لانبساطه . قال : وفي القلب عريق صغير كأنبوبة مطل على شغاف القلب وسويدائه ، فإذا عرض للقلب غم ينقبض ذلك العريق فقطر منه دم على سويداء القلب وشغافه ، فيعصر عند ذلك من العرقين دم يتغشاه فيكون ذلك عصرا على القلب حتى تحس ذلك في القلب والروح والنفس والجسم كما يتغشى بخار الشراب الدماغ فيكون منه السكر . وقيل: أن جالينوس أراد امتحان ذلك فأخذ حيوانا ذا حس فغمه أياما ولما ذبحه وجد قلبه ذابلا نحيفا قد تلاشى أكثره ، فاستدل بذلك على أن القلب إذا توالت عليه الهموم وضاقت به السبل ذبل ونحل ، فحذر حينئذ من عواقب الهم والغم . وقال أيضا في كتابه أخلاق النفس : كما أنه يعرض للبدن المرض والقبح فالمرض مثل الضرع والشوصة ، والقبح مثل الحدب وتسقط الرأس وقرعه ، كذلك يعرض للنفس مرض وقبح ، فمرضها كالغضب وقبحها كالجهل . وقال : العلل تجيء للإنسان من أربعة أشياء من علة العلل ومن سوء السياسة في الغذاء ، ومن الخطايا ومن العدو ابليس . وقال : الموت من أربعة أشياء موت طبيعي وهو موت الهرم ، وموت مرض وشهوة ، مثل من يقتل نفسه أو يقاد منه ، وموت الفجأة وهو بغتة وقال : القلم طبيب المنطق . وقال : العشق استحسان ينضاف إليه الطمع . وقال : العشق من فعل النفس وهي كامنة في الدماغ والقلب والكبد ، وفي الدماغ ثلاث قوى ، التخيل وهو في مقدم الرأس ، والفكر وهو في وسطه ، والذكر وهو في مؤخره ، وليس يكمل لأحد حتى يكون إذا فارق من يعشقه لم يخل من تخيله وفكره وذكره وقلبه وكبده ، فيمتنع عن الطعام والشراب باشتغال الكبد ، وعن النوم باشتغال الدماغ بالتخيل بالذكر له والفكر فيه ، فيكون جميع مساكن النفس قد قد اشتغلت ، فمتى لم تشتغل به وقت الفراق لم يكن عاشقا ، فإذا لقيه خلت هذه المساكن وقال : لا يمنعك من فعل الخير ميل النفس إلى الشر . وقال : رأيت كثيرا من الملوك يزيدون في ثمن الغلام المتأدب بالعلوم والصناعات وفي ثمن الدواب الفاضله في أجناسها ، ويغفلون أمر أنفسهم في التأدب ، حتى لو عرض على أحدهم غلام مثله ما اشتراه ولا قبله فكان من أقبح الأشياء عندي ، أن يكون المملوك يساوي الجملة من المال والمالك لا يجد من يقبله مجانا . وقال : كان الأطباء يقيمون أنفسهم مقام الأمراء ، والمرضى مقام المأمورين الذين لا يتعدون ما حد لهم ، فكان الطب في أيامهم أنجع فلما حال الأمر زماننا فصار العليل بمنزلة الأمير والطبيب بمنزلة المأمور وخدم الأطباء رضاء الاعلاء ، وتركوا خدمة أبدانهم فقل الانتفاع بهم . وقال : كان الناس قديما يجتمعون على الشراب والغناء فيتفاضلون في ذكر ما تعمله الاشربة في الامزجة والألحان في قوة الغضب ، وما يرد كل واحد منها من انواعه ، وهم اليوم اذا اجتمعوا فإنما يتفاضلون بعظم الاقداح التي يشربونها وقال : من عود من صباه القصد في التدبير كانت حركاته وشهواته معتدلة ، فأما من اعتاد أن لا يمنع شهوته منذ صباه ، ولا يمنع نفسه شيئا مما تدعوه إليه فذلك شرها . وقال : من كان من الصبيان شرها شديد الوقاحة فلا ينبغي أن يطمع في صلاحه البتة ، ومن كان شرها ولم يكن وقحا فلا ينبغي أن يؤيس من صلاحه ويقدر إن تأدب أن يكون إنسانا عفيفا . وقال : الحياء خوف المستحي من نقص يقع به عند من هو أفضل منه . وقال : يتهيأ للانسان أن يصلح أخلاقه إذا عرف نفسه ، فإن معرفة الانسان نفسه هي الحكمة العظمى ، وذلك أن الإنسان لإفراط محبته لنفسه بالطبع يظن بها من الجميل ما ليست عليه ، حتى أن قوما يظنون بأنفسهم أنهم شجعان وكرماء وليسوا كذلك ، فأما العقل فيكاد أن يكون الناس كلهم يظنون بأنفسهم التقدم فيه وأقرب الناس إلى أن يظن ذلك بنفسه أقلهم عقلا . وقال : العجب ظن الإنسان بنفسه أنه على الحال التي تحب نفسه أن يكون عليها من غير أن يكون عليها . وقال : كما أن من ساءت حال بدنه من مرض وهو ابن خمسين سنة ليس بمستسلم ويترك بدنه حتى يفسد ضياعا ، بل يلتمس أن يصحح بدنه وإن لم يفده صحة تامة . كذلك ينبغي لنا أن نتمتع من أن نزيد أنفسنا صحة على صحتها ، وفضيلة على فضيلتها ، وإن كنا لا نقدر أن نلحقها بفضيلة نفس الحكيم . ورأى جالينوس رجلا تعظمه الملوك لشدة جسمه فسأل عن أعظم ما فعله ، فقالوا أنه حمل ثورا مذبوحا من وسط الهيكل حتى أخرجه إلى خارج ، فقال لهم : فقد كانت نفس الثور تحمله ولم تكن لها في حمله فضيلة . وقال : إن العليل يتروح بنسيم أرضه كما تتروح الارض الجدبة ببل القطر . وسئل عن الشهوة فقال : بلية تعبر لا بقاء لها . وقيل له : لم تحضر مجالس الطرب والملاهي ؟ قال : لأعرف القوى والطبائع في كل حال من منظر ومسمع . وقيل له : متى ينبغي للإنسان أن يموت ؟ قال : إذا جهل ما يضره وما ينفعه . ومن كلامه أنه سئل عن الاخلاط فقيل له : ما قولك في الدم ؟ قال : عبد مملوك وربما قتل العبد مولاه . قيل له : فما قولك في الصفراء ؟ فقال : كلب عقور في حديقة . قيل له : فما قولك في البلغم ؟ قال : ذلك الملك الرئيس كلما أغلقت بابا فتح لنفسه بابا . قيل له : فما قولك في السوداء ؟ قال : هيهات تلك الأرض إذا تحركت تحرك ما عليها . وقال أيضا : أنا ممثل لك مثالا في الأخلاط الأربعة فأقول : إن مثل الصفراء وهي المرأة الحمراء كمثل امرأة سليطة صالحة تقية ، فهي تؤذي بطول لسانها وسرعة غضبها إلا أنها ترجع سريعا بلا غائلة ، ومثل الدم كمثل الكلب الكلب فإذا دخل دار فعالجه إما بإخراجه وإما بقتله . ومثل البلغم إذا تحرك في البدن مثل ملك دخل بيتك وأنت تخاف ظلمه وجوره وليس يمكن أن تحدق به وتؤذيه ، بل يجب أن ترفق به وتخرجه . ومثل السوداء كمثل الإنسان الحقود الذي لا يتوهم فيه بما في نفسه ثم يثب وثبة فلا يبقي مكروها إلا ويفعله ، ولا يرجع إلا بعد الجهد الصعب . ومن تمثيلاته الظريفة قوله : الطبيعة كالمدعي والعلة كالخصم والعلامات كالشهود والقارورة والنبض كالبينة ، ويوم البحران كيوم القضاء والفصل والمريض كالمتوكل والطبيب كالقاضي . وقال في تفسيره لكتاب ايمان أبقراط وعهده : كما أنه لا يصح اتخاذ التلاميذ من كل حجر ولا ينتفع بكل كلب في محاربة السباع ، كذلك أيضا لا تجد كل إنسان يصلح لقبول صناعة الطب ، ولكنه ينبغي أن يكون البدن والنفس منه ملائمين لقبولها . ـــــ يتبع بإذن الله تعالى ــــــ


 
 توقيع : almooj



رد مع اقتباس