بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله الذي يعطي الكثير على القليل ، ويتفضل على العمل الصغير بالأجر الكبير ،
وينظر إلى القلوب والأعمال ، ولا ينظر إلى الصور والأموال ،
وهو العظيم القدير ، والصلاة والسلام على البشير النذير ،والسراج المنير ، خير هاد وأقوم دليل ،
ما من خير إلا ودل عليه ورغب فيه وسابق إليه ، وهو لذلك أهل ،
فالله أعلم حيث يجعل رسالته ،ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ،
وأشهد ان لا إله إلا الله ،وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أما بعد :
فيا باغي الخير أقبل !
فهذا ميدانك العظيم يناديك ، ويفتح ذراعيه لك …
فها هي الصدقات الجارية التي يجري نفعها لك ما جرت منفعتها لغيرك ..
توقعها مرة ، فيقع لك اجرها كل مرة !

وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أموراً سبعة ً
يجري ثوابها على الإنسان في قبره بعد ما يموت ,
وذلك فيما رواه البزار في مسنده من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته :من عَلّم علماً,
أو أجرى نهراً , أو حفر بئراً , أو غرس نخلاً ,
أو بنى مسجداً , أو ورّث مصحفاً ,
أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته )
معنى _ توريث المصحف
وذلك يكون بطباعة المصاحف أو شرائها ووقفها في المساجد ,
ودور العلم حتى يستفيد منها المسلمون , ولواقفها أجرٌ عظيم ٌ كلما تلا في ذلك المصحف تالٍ ,
وكلما تدبر فيه متدبر , وكلما عمل بما فيه عامل .

من الصدقات الجارية //
نشر المصاحف ووقفها على المساجد والمكتبات والمدارس وغيرها .



انظروا للفتوى _
حكم الختم على المصحف الشريف وكتب العلم بكتابة (وقف لله تعالى)
وكذلك (الرجاء الدعاء لمن أوقفه) ومن ثم وضعها في المساجد ودور العلم من باب نشر الخير،
وكذلك الدعاء للواقف سواءً كان حياً أو ميتاً؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا مانع من كتابة ما ذكر على المصاحف والكتب الموقوفة والفتاوى المحال عليها فيها،
سواء كانت الكتابة بختم أو بغيره وسواء كان الواقف حياً أو ميتاً.والله أعلم.
اجاب عليها فضيلة الشيخ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء







وليُعلم أن وقف المصاحف جائز في الجملة عند جمع كبير من الفقهاء،
منهم أهل المذاهب الأربعة وغيرهم، قاله ابن مفلح في الفروع: وفي الوسيلة:
يصح وقف المصحف رواية واحدة. انتهى.





الاموات __رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته لهم حق علينا بالدعاء والصدقات
انظروا لهذة الفتوى
السؤال -

والدي متوفى منذ عشرة أعوام، وأقوم بإخراج صدقة له مثل شراء عدد من المصاحف
ووضعها بمساجد بلدي، حيث إنها تفتقر إلى المصاحف هناك،
ولكن أكتب على المصاحف بالختم: وقف على روح المرحوم فما هو رأي الدين في ذلك:
هل هذا حرام أم مسموح به؟ أم أكتب: (وقف لله) فقط، أو أتركه فارغًا؟
أفيدونا بالطريق الأفضل والصحيح نحو مثل ذلك يرحمكم الله.


الجواب
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
فالصدقة عن والدك المتوفى وإيقاف المصاحف وجعل ثوابها له- عمل طيب،
ونرجو الله أن يتقبل منك، ويجوز أن تكتب على المصاحف كلمة (وقف لله)
لأجل إشعار الناس بوقفيتها حتى لا يتصرفوا فيها بما يتنافى مع الوقف،
أما كتابة الاسم فتركها أولى. وبالله التوفيق.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اجاب عليها فضيلة الشيخ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
التاريخ 9/7/1433 هـ
قال في تحفة المحتاج: وينفع الميت صدقة عنه، ومنها وقف لمصحف. انتهى.

وقد جمعت من سبل الصدقات الجارية ما أرجوا أن يكون في متناول ايدي الجميع أغنياء وفقراء ،
أقوياء وضعفاء ، ذكورا وإناثا ، وليس لأحد عذر في ترك العمل الصالح ،
وإن كان يسيرا ، وفي أعين البعض صغيرا أو حقيرا !


ونسأل الله جل وعلا أن يوفقنا لكل خير ,
وأن يعيننا على القيام بأبواب الإحسان , وأن يهدينا سواء السبيل ,
وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .