عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 30/09/2020, 03:33 AM
المؤسس والمشـــرف العــــام
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه
 عضويتي » 2
 تسجيلي » Aug 2004
 آخر حضور » 14/04/2024 (10:30 PM)
مشآركاتي » 64,139
 نقآطي » 16605
 معدل التقييم » صقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond reputeصقر الجنوب has a reputation beyond repute
دولتي » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 
 MMS ~
MMS ~
افتراضي الشنفرى الزهراني



عاش ثابت بن أوس الشهير بالشنفرى سبعين عاماً قبل الهجرة النبوية وشكل أسطورة للشعر والتمرد والبسالة مازالت تتردد على ألسنة الناس حتى الآن. لقد درس النقاد والشعراء والشراح شعر الشنفرى ودونوا أسطورته ولكن ما هو الجديد الذي يمكن أن ياتي إذا درسه واحد من أبناء بيئته؟ أي فهم لشخصية الشنفرى وشعره يمكن أن ينتج عندما ندرس الشنفرى من داخل البيئة التي عاش فيها وليس من خارجها؟ وما الذي يمكن لناقد معاصر تتبع الشنفرى في القرى والجبال والوديان التي عاش فيها وخلدها في شعره أن يقدم في هذ المجال.
الرغم من الاختلافات التي لم تحسم حول بيئته وقبيلته يجزم محمد بن زياد الزهراني أن الشنفرى ينتمي إلى قبيلة زهران ويطرح العديد من الأدلة الذكية والمتعمقة التي تؤكد قوله هذا. ويرى الكاتب أن الشنفرى شبّ وترعرع في قبيلة دوس إحدى فروع قبيلة زهران. والقرى التي تسكنها هذه القبيلة مازالت تحتفظ بمواقعها وأسمائها حتى الآن. وقد ذكر الكثير منها في شعره.
أما بالنسبة لغارات الشنفرى على خصومه فقد ركزها على قرى زهرانية معروفة هي قرى بني يوس وبني عمر. والأولى تحد دوس من الجنوب والثانية من الشرق والغرب. وأبرز القرى التي هاجمها قد وردت في شعره هي: أم عمرو، العفوص، رباع وبيضان، منحل الرأس، جبل السود، ووادي دحيس. وهي أماكن مازالت تحتفظ بأسمائها حتى الآن. أما الجبال التي كان يختبيء فيها فهي: جبال دهو وعداف، والبراق، ومنور.
تمرد الشنفرى وانخلاعه عن قبيلته
عاش الشنفرى طفولته في سلامان من قرى دوس وهي قرية عاشت حكاية مع التاريخ ويقال إن الشنفرى مدفون فيها في إحدى المقابر القديمة التي مازالت قائمة فيها حتى الآن ولكن قبورها تتجه نحو الشرق وليس نحو القبلة تبعاً للديانة الوثنية التي كانت سائدة آنذاك. وربما يؤكد تلك الروايات ما ذكره الشنفرى في لامية العرب عن قرية الغميصاء المجاورة لسلامان:
وأصبح عني بالغميصاء جالس
فريقان مسؤول وآخر يسأل
ولكن كيف تمرد الشنفرى على قبيلته وأصبح الصعلوك الشهير والعداء الأشهر الخارج على أعراف القبيلة الغازي الذي لا تنتهي غزواته؟
على الرغم من تعدد الحكايات واختلافها عن أصل تمرد الشنفرى إلا أن الرواية الأشهر تذكر أن الشنفرى كان سبياً أو عبداً عند بني سلامان. وقد عاش بين بني سلامان واحداً منهم بعد أن تبناه أحدهم حتى اختلف يوماً ما مع ابنة الرجل الذي تبناه. تقول الحكاية: إن الشنفرى طلب منها أن تغسل له رأسه بصفته أخاً لها كما كان يعتقد، لكنها أنكرت أن يكون أخاها ولطمته وانكشفت الحكاية التي جعلته يعيش مع بني سلامان أسطورة الثأر والانتقام. قال الشنفرى للفتاة السلامية التي كان يعتقدها أخته:
ألا ليت شعري والتلهف ضلة
بما ضربت كف الفتاة هجينها
ولو علمت قعسوس أنساب والدي
ووالدها ظلت تقاصر دونها
أنا ابن خيار الحجر بيتاً ومنصباً
وأمي ابنة الأحرار لو تعرفينها
وقدم الشنفرى نذره الشهير بانه لن يدعهم حتى يقتل منهم المئة واستمر في غزواته وقتله حتى قتل.
أضواء جديدة على شعر الشنفرى
اختلف الدارسون والشراح والنقاد في الكثير من معاني شعر الشنفرى وفي ضبط الألفاظ وتخريجها. لكن هل يمكن لدراسة البيئة الجغرافية التي عاش فيها الشنفرى أن تنير مواطن الغموض التي التبست على النقاد طوال القرون الماضية؟ يرى الزهراني أن شعر الشنفرى يشتمل على كلمات مازالت حية على ألسنة أهالي زهران وغامد ومازالوا يتخاطبون بها وأن تفسير شعر الشنفرى في هذا الإطار اللغوي يمكن أن يزيح الغموض عنها.
يقول في إحدى قصائده في قافية الباء:
سراحين فتيان كأن وجوههم
مصابيح ألوان من الماء مذهب
وكلمة سرحان تطلق على الذئب نتيجة لبسالته وجرأته ويصفون به رجالهم. يقول الشاعر الشعبي:
ياالذيب سرحان ما صدت النمر ابن سمحان
ما صدت يا ذيب غير الحاسرة من قصاها
وهكذا تفسر دراسة البيئة اللغوية للشاعر ما كان استعصى على من تناولوا شعر الشنفرى من القدماء والمحدثين.
ويقول الشنفرى في القصيدة نفسها:
نمرّ برهو الماء صفحا وقد طوت
شمائلنا والزاد ظن مغيب
فسر المحققون الرهو بأنه المكان المنخفض الذي يجتمع فيه الماء. لكن دراسة البيئة اللغوية للشاعر تقدم تفسيراً آخر. فأهالي زهران يعنون بالرهو الاتساع والانبساط. فالرهوة مكان متسع ومنبسط في محافظة بلجرشي من ديار غامد. ورهوة البر معروفة للجميع وهي في المنتصف بين ديار غامد وزهران. والرهوتين مكان متسع في محافظة القرى غربي الأطاولة بجوار قرية المكاتيم.
وفي الشطر الثاني أورد الشاعر كلمة «شمائلنا» التي ظن بعض المحققين أنها جميع الشميلة وهي الخلق وهذا غير ما قصده الشاعر الذي قصد الشمائل جمع «شملة» وهي البسط المصنوعة من الصوف. ويؤكد هذا قوله طوت لأن الأخلاق لا تطوى. يؤكد هذا المعنى أيضاً أنه تحدث عن الماء والزاد وهذا الفراش الذي طوي كناية عن الترحال للبحث عن المفقود وهو الزاد المغيب. وهكذا تنجح البيئة اللغوية الشعبية في تفسير شعر الشنفرى أكثر مما تنجح معاجم اللغة الفصيحة.
في قصيدة أخرى من قافية العين يقول الشنفرى:
ليس لوالدة همها
ولا قيلها لابنها دعدع
وكلمة دعدع مازالت حية على ألسنة الناس وهي دعاء بزيادة الشيء الذي حصل فمثلاً يقول الناس لمن خاصمهم وأراد فراقهم وهم لا يرغبون فيه (طريق دعدع والحمار المجدع). أي اذهب لا رغبة لنا فيك فأنت كالحمار الذي قطعت أذناه. وكذلك يقولون (لا تدعدع الماء) أي لا تسرف فيه.
وفي لامية العرب أشهر قصائده كلمات مازال يتخاطب بها الناس في بيئة الشنفرى إلى اليوم، منها:
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغباً أو راهباً وهو يعقل
هنا نجده ذكر كلمة «سرى» بمعنى ذهب لشأنه في الليل وهي من الكلمات الحيّة على ألسنة الناس حيث يقولون «سرى عبد الله يسمر عند صالح» أي ذهب في الليل. ومن أوصافهم للرجال الشجعان «فلان يسري الليل ويقطع السيل» أي أنه شجاع.
أما كلمتا «راغباً وراهباً» المذكورتين في البيت، فكثيراً ما تردان معاً في أحاديث الناس حتى الآن فيقولون في مجال التعليم مثلاً: «ما يقرأ إلا راغب وإلا راهب» أي إن نجاح الطالب في دراسته مقترن إما برغبته في التعليم أو خوفاً من ولي من أمره.
ويقول الشنفرى:
غدا طاوياً يعارض الريح هافيا
يخوت بأذناب الشعاب ويعسل
وقد أورد الشاعر في هذا البيت أربع كلمات مازال يتخاطب بها أبناء بيئة الشنفرى حتى الآن.
الكلمة الأولى: غدا، أي ذهب لشأنه في الصباح الباكر. الكلمة الثانية: طاويا، هي تعني الجوع الشديد. وهو لفظ مازال مستخدماً حتى الآن فعندما يعود رب البيت إلى المنزل يقول لزوجته: «أنا طاوي جوعاً» أي أجهدني الجوع كثيراً. الكلمة الرابعة: هافيا. وهي ترادف كلمة طاويا أي جائعاًجوعاً شديداً يذهب يميناً وشمالاً من الجوع. الكلمة الرابعة: يخوت وهي تعني سلوك الطرقات المتعرجة سراً بقصد الحصول على شيء أو الاختباء عن أعين المارة. فيقولون رأيت ولد فلان يخيخت.
ويقول الشنفرى أيضاً:
وتشرب أسآري القطا الكدر بعدما
سرت قربا أحناؤها تتصلصل
وقد أورد في هذا البيت ثلاث كلمات مما يتخاطب به أهل السراة حتى الآن وهي:
الكلمة الاولى: أسآري، وقد شرحت على أنها جمع سؤر وهي بقية الشراب في الإناء. لكن أهل السراة يوسعون الأمر فيطلقونها على كل ما تبقى من الطعام حيث يقول: الابن لأمه «لن آكل سؤرة أخي فلان اصنعي لي طعاماً غيره».
الكلمة الثانية: أحناؤها، وقد شرحت على أنها جمع حنو وهو الجانب. لكن عند دراسة لغة أهل السراة نرى أن الشاعر يقصد أبعد من ذلك فالمقصود هو ضلوع الصدر المنحنية، ورجل منحن عندهم انحنى ظهره من الكبر.
الكلمة الثالثة: تتصلصل، وهو الصوت الناتج عن امتلاء البطن بالماء دون أكل ولذا كثيراً ما يقول أهل السراة «فلان ضرب ابنه حتى صل قلبه» أي أحدث صوتاً كالصليل في حنايا الصدر.
الأهم من ذلك أن دراسة شعر الشنفرى ضمن بيئته اللغوية ربما ينهي الجدل حول ما إذا كانت لامية العرب للشنفرى أو لخلف الأحمر. يرجح ذلك اشتمالها على كلمات مازالت حية على ألسنة الناس حتى الآن في ديار دوس وبني يوس وبني عمر من زهران. وقد شاب بعض هذه الكلمات التصحيف والتحريف عند جمع الديوان ونقله قرناً بعد قرن.
على سبيل المثال في البيت الشهير الذي ذكره الشنفرى بعد خلافه مع الفتاة التي كان يعتبرها أخته وهو الخلاف المفصلي الذي حوله إلى صعلوك خارج على أعراف القبيلة أورد المؤلفون الأوائل البيت على الشكل الآتي:
ولو علمت قعسوس أنساب والدي
ووالدها ظلت تقاصر دونها
ولم يحدد الدارسون والشراح إذا كان قعسوس اسماً للفتاة أو لقبا لها. والدراسة لشعر الشنفرى في إطار بيئته الجغرافية واللغوية المستمرة حتى الآن تدل على أن قعسوس ليست اسماً ولا لقباً وإنما هي لفظ تحقيري أطلقها على الفتاة عندما لطمتة مطلقاً عليها اسم «قعصوص» وليس قعسوس وهي النملة طويلة اليدين والرجلين دقيقة الخصر كما يسميها أهالي زهران.
جغرافية شعره وغزواته
أطلق الشراح والنقاد على الشنفرى «شاعر الصحراء» لكن الدراسة الدقيقة لبيئة الشنفرى من الداخل تؤكد أن الشنفرى «شاعر الجبل» وليس شاعر الصحراء. فالبيئة التي عاش فيها وخلدها في شعره بيئة جبلية بامتياز، أما نعته بشاعر الصحراء فليس إلا تعميماً غير مدروس يرى في الجزيرة العربية كلها أرضاً صحراوية.
لكن دراسة شعر الشنفرى داخل بيئته الجغرافية تقدم لنا أدوات مهمة لحل الغموض الذي شاب الكثير من شعره، وتشرح الكثير من القصائد والمفردات التي عجز النقاد والشراح السابقون عن تفسيرها. على سبيل المثال يقول الشنفرى في إحدى قصائده:
ألا أم عمرو أجمعت فاستقلت
وما ودعت جيرانها إذ تولت
تعامل الباحثون مع أم عمرو على أنه اسم امرأة وهو في الحقيقة اسم قرية من قرى بني يوس. والبيت يعني أن هذه القرية استقر رأي أفرادها على الرحيل بعد المعارك الطاحنة التي حدثت ولم تودع جيرانها من القرى الأخرى. وهذا التفسير أكثر منطقية من تفسير أم عمرو على أنها امرأة.
ويقول الشنفرى في قصيدة أخرى:
بريحانة من بطن حلية نورت
لها أرج ما حولها غير مسنت
وحلية قرية من قرى زهران من بني سليم. وفي بيت آخر من قافية الدال يقول:
كأن قد فلا يغررك مني تمكثي
سلكت طريقاً بين يربغ فالسرد
وقد رأى شراح الشنفرى السابقون أن يربغ مكان في ديار بني تميم بين عمان والبحرين، وأن السرد مكان في بلاد الأزد. لكن دراسة بيئة الشنفرى تبين أن يربغ هذه هي رباع وقد حرفت وصحفت وهي قرية من قرى بني حسن اليوسية الزهرانية. وقد وردت الكلمة صريحة في بيت آخر من شعره حيث قال:
وأصبح بالعصداء أبغي سراتهم
وأسلك خلا بين أرفاغ والسرد
أما السرد فهو في حقيقته جبل السود بالواو وليس الراء الذي يقع في ديار بني عمر إحدى فروع قبيلة زهران. أما العصداء المذكورة في البيت فهي قرية تقع في سراة زهران بجوار رباع.
وفي قافية الراء قال الشاعر :
فإن لا تزرني حتفتي أو تلاقني
أمش بدهر أو عداف فنورا
وقد قال المحققون في شعر الشنفرى إن دهر وعداف ونوّرا أماكن في ديار بني سلامان وهذا صحيح لكن الاسمين قد حرّفا وصحّفا بشكل كبير. فالموقع الأول «دهر» هو في الحقيقة «دهو» قرية من قرى وادي الثعبان. أما الموقع الثاني «عداف» فالصحيح هو «العدفة» وهي قرية متفرعة من قرى آل نعمة تبعد عنها بمسافة كيلو متر. الموقع الثالث «نور» والصحيح «منور». وهو جبل يقع غربي قرية محوية من زهران ويقع بالقرب من جبل السود الذي سبق ذكره وكلاهما قريبان من بطن منحل. لذا تكون صحة البيت هي:
فإن لا تزرني حتفتي أو تلاقني
أمشي بدهو أو عداف فمنورا
وفي قافية العين يقول:
قتيلاً فجار أنتما إن قتلتما
بجنب دحيس أو تبالة تسمعا
ودحيس وتبالة موضعان معروفان في بيئة الشنفرى. فدحيس تقع في ديار بني بشير أحد بطون قبيلة بني عمر ووادي دحيس واد معروف فيها. أما تبالة فهي موضع معروف في قبيلة خثعم تتبع منطقة عسير.
ويذكر الشنفرى أماكن أخرى في شعره مازالت معروفة بنفس أسمائها حتى الآن منها ذات الراس ومنحل:
ويوماً بذات الرس أو بطن منجل
هنالك نبقي القاصي المتغورا
والأصح ذات الراس وليس الرس كما ورد في الديوان وهي قرية من قرى بني عمر قريباً من وادي بيدة المعروف تاريخياً بالقرب من وادي الناصف الذي قتل فيه الشنفرى وهي تتبع محافظة القرى في منطقة الباحة. أما بطن منجل فقد قال الشراح القدامى والمحدثون إنها جبل لبني سلامان ولكن الأصح أنها منحل بالحاء وهو واد معروف في ديار بني عمر شمالي مدينة الأطاولة في محافظ القرى. والأماكن الزهرانية التي ذكرها الشنفرى في شعره كثيرة جدا منها أيضا «البراق» التي قال فيها:
ألا لا تعدني إن تشكيت خلتي
كفاني بأعلى ذي البريقين عدوتي
ومنها أيضا «بعره» التي قال فيها:
ألا هل أتى ذات القلائد فرتي
عشية بي الجرف والبحر من بعر



 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب


رد مع اقتباس

اخر 5 مواضيع التي كتبها صقر الجنوب
المواضيع المنتدى اخر مشاركة عدد الردود عدد المشاهدات تاريخ اخر مشاركة
الشعراء بن حوقان وعبدالواحد منتدى القصائد الجنوبية ( المنقولة) 0 981 04/01/2024 11:35 AM
القصة (مورد المثل) منتدى القصص و الروايات المتنوعة 0 889 02/01/2024 09:28 AM
الله لايجزي الغنادير بالخير منتدى القصائد النبطية والقلطة ( المنقولة) 1 638 28/12/2023 05:06 PM
قصة وسيرة صدام حسين منتدى القصص و الروايات المتنوعة 2 1103 28/12/2023 04:58 PM
مت شهيدا قصة فكاهية منتدى القصص و الروايات المتنوعة 0 756 28/12/2023 04:54 PM