عرض مشاركة واحدة
قديم 14/11/2014, 07:46 PM   #6
المؤسس والمشـــرف العــــام


الصورة الرمزية صقر الجنوب
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

افتراضي



ثم خرج في مساء ذلك اليوم برفقة عبده واتجها نحو "عدينة" وما هي سوى سويعات حتى وصلا متنكرين يسألان على بيت السلطان ليبيتا فيه ليلتهما, وهو البيت نفسه الذي توجد فيه "بدرة" وعندما قُدِّم لهما العشاء نصح الحميد عبده أن لا يأكل كثيراً حتى يسهل عليه الفرار بعد أداء المهمة, لكن العبد لم يأخذ بالنصيحة وأكثر من الأكل, وفي منتصف الليل وحسب الخطة المرسومة قام الحميد, فيما كان العبد غارقاً في النوم, فأيقظه الحميد, وبالكاد قام العبد ثم تسللا إلى مخدع "بدرة" وكان الحميد يردد بصوت خافت " يا بدره انّشْ نَبَرْتي, ما عُذْر من رأس بدره, والاَّ حُلق دقن أبوها". ويقال إن العبد جَزّ رأسها والحميد في انتظاره ثم استلمه منه ووضعه في "المسب" وقرَّرا الفرار, لكن العبد لم يستطع الفرار بسبب إكثاره من الأكل مما أدى إلى قتله من قبل حراسة السلطان, فيما ولَّى الحميد فاراً وهو يحمل رأس بدرة ووصل إلى "الهجر" أشبه بالمنتصر. وهكذا تخلص من ابنته كما تروي الحكاية وجعلها عبرة لمن تسول لها نفسها بالفرار أو تلحق بأهلها العار والشنار. وبعد هذه الحادثة لم يرغب في البقاء في "الهجر" وكأنما أراد أن ينسى ما جرى, فقرر اللجوء إلى جبال الرياشي بلاد أهل عنس, حيث وجد الأمان في أحضانها, يقول:
قال الحميد ابن منصور
إن كنت شارد من الفقر

سر لك سهول ابن ناجي
حيث السبوله تسي كأس

والسَّيب سوّي غراره
وان كنت شارد من الخوف

سر لك جبال الرياشي
وان كنت شارد من الموت
ما حد من الموت ناجي
ويروى أنه توفي في "الجبوب" لكن ليس هناك ما يؤكد ذلك
حكاية ذبح العجل:لا نعرف من أسماء زوجاته سوى "مقبلة" التي ذكرها في مقولة له, مرتبطة بحكاية تُروى عنه حيث يقال أن الحميد قد وجد عجلاً صغيراً على قارعة الطريق, ولم يكن هناك من يراه فذبح العجل وأخفى اللحم في وعاء جلدي "مَسَبْ" كان معه, وذهب به إلى البيت وأخبر زوجته بما فعل وطلب منها أن تعد لحم العجل لوجبة غداء اليوم التالي وتأتيه به إلى الطين, وفيما كانت قادمة إليه وهي تحمل الغداء جاء صاحب العجل فجأة إلى الطين يسأل الحميد عما إذا كان قد رأى العجل الذي فقده منذ اليوم الأول ولم يجده بعد. وجد الحميد نفسه في موقف محرج, ولكي يتفادى فضيحة اكتشاف أمره أنشد مخاطباً امرأته يقول[3]:
وا مقبله بنت مقبل
ردِّي غدانا عشانا

وادِّي لنا زاد ثاني
ردِّي الرَّمق ودِّي الزوم
مولى العنيِّه على السوم
فطنت زوجته الذكية ما ألمح إليه في قوله, وعرفت أنه يقصد بـ(الرَّمق) المرق واللحم فعادت أدراجها إلى البيت لتترك اللحم هناك وعادت إليه ثانية حسب طلبه بالوجبة الشعبية المعروفة بـ"الزوم". لكن وقائع هذه الحكاية تتنافى مع ما عُرف عن الحميد من عفة نفس واستقامة وأنه كان يكسب رزقه بعرق جبينه ويذم السرقة ونهى عنها ووصفها بالعمل الوبيل واعتبرها فضيحة كبرى( السَّرق يا مهرة الويل ..الخ).حكايته مع زوجاته الثلاثيروى أنه كان للحميد بن منصور ثلاثزوجات وكان يسكن معهن في بيته المتواضع. وفي موسم من مواسم القحط والجفاف عمت المجاعة أنحاء المنطقة, وصعبت الحياة على الناس وتعسر عليهم الحصول على ما يسد رمقهم, وفي ذات ليلة خرج الحميد للبحث عن زاد له ولأسرته, وبعد عناء في البحث لدى بعض الموسرين بالكاد حصل على نزر يسير من الطعام. وفي فترة غيابه وتأخره بعض الشيء دارت الظنون في رؤوس زوجاته وأخذت كل واحدة منهن تتحدث عن سبب آخر لتأخره غير البحث عن طعام, وفيما كان عائداً سمع الحوار الدائر بينهن حول سبب تأخره, فوقف على مقربة من الباب كاتماً أنفاسه وأخذ ينصت لحديثهن.قالت الأولى: لاشك أنه ذهب ليسرق شيئاً من الطعام والحبوب, فلم يجد ضالته حتى الآن.وقالت الثانية: أنه كذب علينا ولم يذهب للبحث عن طعام بل ذهب إلى إحدى النساء, وقد رأيته يتحدث معها صباحاً قرب البئر وربما تواعدا على هذه الليلة.وقالت الثالثة: صدقتن, وسيحلف كذباً عند وصوله أنه لم يخرج إلاَّ لجلب الطعام.وحين سمع حديث زوجاته استغرب قولهن, ثم ولج الباب بحركة وصوت مسموع موحياً لزوجاته وصوله للتو, وكأنه لم يسمع شيئاً من حديثهن, ومرت الليلة وكأن شيئاً لم يكن. وفي منتصف اليوم التالي جاءت إليه إحدى زوجاته بطعام الغداء وما أن رآها تقترب من الطين الذي يحرثه على الضمد, حتى أخذ ينشد قوله:
قال الحميد ابن منصور
الفقر ضَيَّاع لَنْسَاب

أمسيت من فقر ليله
سارق وزاني وكذاب
وحين سمعته يشدو بهذا الموَّال استغربت قوله وأدركت أنه قد سمع خلسة حديثهن عنه مساء البارحة.الحميد يختبر أولادهيروى أن الحميد أراد أن يختبر أولاده الثلاثة ليعرف ماذا يفكر كل منهم, فسألهم واحداً واحداً عن أحسن وأفضل ما يتمنون في حياتهم, ووجه سؤاله إليهم بطريقة شطر بيت شعري عليهم إتمامه بنفس الوزن والقافية.فقال لهم: يا لذ ما كان وأحلى ما تقول اللسان.فقال الأول: دَحْن العُوَلْ بالمَحَاجِيْ عِنْد قَلْبْ الوِزَانْ.العُوَلْ تعني الرجال والمحاجي هي المتاريس, أي أنه يفضل تدافع الرجال لخوض غمار الحرب. فقال عنه أنه شرير ومحب للفتنة.وأجاب الثاني: لِبْس الشقاق الغوالي والبنات الحسان.الشقاق: صنف من الثياب الثمينة. فقال عنه أنه عاشق مهووسوأجاب الثالث: ضِمَّاد عُوج القناذر بالنّقُوع الحسانعُوج القناذر: الثيران ذات السنام المنحني. والنقُوع جمع مَنْقَعْ وهي الطين التي يسْتَنْقِعُ فيها الماء. فارتاح له وفضله على شقيقيه لأنه فضل الأرض وحرثها وزراعتها على ما سواها. الراعي وابنة الحميدومما يروى أنه كان لدى الحميد بتول يرعى الأغنام, فطمع بابنته بدرة وأخذ يراودها, فأخبرت أمها بذلك وبدورها قالت للحميد, وأثناء اجتماعهم للغداء دار بينهم الحديث التالي:قال الحميد: ما أحلى البرابر على البرفقالت البنت: قتل الولد قبل يغدرفقالت الأم: يأخُذ عصاته ويرحل.. ( وطُرد الراعي قبل أن يغدر).حكاية الحميد ..بحاراً.!!ما نعرفه جيداً عن الحميد بن منصور أنه ذلك الفلاح الحكيم الذي ارتبط بالأرض حرثاً وبذاراً وحصاداً, ولا غرابة أن تتنازع العديد من مناطق اليمن أنها مسقط رأسه, لكن وجه الغرابة أن نسمع ادعاء المسنين من بحارة (صُور), أحد الموانئ القديمة على ساحل عُمان الجنوبي, وبعض البحارة اليمنيين, على الجزء الشرقي من ساحل حضرموت, بأن الحميد بن منصور كان بحاراً, وأنه عاش في مكان ما على ساحل بلاد العرب الجنوبي. وهذا ما وقفت على تفاصيله في مقال بعنوان "الحميد بن منصور .. البحار وقضية الشعر المنحول" ورد في مجلة "الحكمة" (العدد 85, مارس1980م) للكاتب أبو جمال يروي فيه أنه فوجئ بأحد المسنين من بحارة حضرموت, ممن التقاهم في إحدى رحلاته يقول إن بحارة (صُور) يهزجون عند انتشال الباورة (المرساة) من قاع البحر بقول الحميد ولد منصور:
قال الحميد نا ولد منصور
يا الماطري أين كناني

سلمت من حيث نا خائف
وقتلت من حيث أماني

وسمعتها يوم قالت
البحر يرخي البناتي
وقصة هذه الأبيات كما يروى أن الحميد كان نوتياً, ولم يكن له من الأولاد غير ابنة واحدة, كان يتركها وحيدة في البيت, في كل رحلة تقوم بها السفينة التي يعمل بها, إلى الهند أو سواحل شرق أفريقيا. وازداد قلقه وخوفه عليها بعد أن كعبت وظهرت مفاتن جسدها.وفي رحلة طالت أزيد من رحلاته السابقة, بسبب توقف السفينة في ميناء "زنجبار" حيث قام بحارتها برتق أشرعتها وإصلاح ما فسد من ألواحها ثم دهنها بدهن الحوت, قرر الحميد ولد منصور أن يصطحب ابنته في كل رحلة من رحلاته القادمة, حتى تكون تحت سمعه وبصره, وفي الموضع الذي يثق به ولا يخشاه, فاقتُطعت لها فجوة تحت غرفة القيادة كانت تنزل بها في كل رحلة.بيد أن ما حدث بعد ذلك هو أن ناخوذة المركب شغف بحبها, فظل يلاحقها بنظراته الهائمة و كلما ظهرت على سطح المركب لقضاء حاجة لها في غياب والدها, وبكلمات ظاهرها اللطف والعطف البريء, وباطنها الرغبة الجامحة في جرها إلى شراك هواه, حتى رضخت المسكينة واستجابت له.وذات يوم نزل الحميد بن منصور مع بحارة السفينة, إلى سوق أحد موانئ شرق أفريقيا, ولم يبق في السفينة غير الناخوذة الذي ادَّعى أنه منهك لا يقوى على النزول معهم, وغير عدد قليل من البحارة, وبينما كان البحارة الذين بقوا في السفينة مشغولين بتفقد بعض الشحنات في (الخن) دخل الناخوذة على ابنة الحميد بن منصور. وهكذا حدث في البحر, وفي الموضع الذي كان الحميد بن منصور يأمنه ويطمئن إليه, وما كان يخشى حدوثه في البر. وفي المكان الذي يثق به ولا يخشاه. ولما عاد الحميد بن منصور رأى ثياب ابنته مبللة فارتاب في أمرها. فلما سألها عن سبب بلل ثيابها أجابته قائلة:البحر .. يا بوي .. يرخي البناتفأنشأ تلك الأبيات.. وارتباطاً بما سبق أشار د.نزار غانم([4]) إلى الحكيم الحميد بن منصور المتنازع على جنسيته بين الخليج واليمن والسودان, وأورد ما يتداول في بعض دول الخليج على لسانه كقوله: يا عبرتي من (مكلا) واسند على خور فكانوتجيك سبع الجزاير وأم الفيارين جداملي جيت هنيام ساعهطاب المزر للرباعهيا صبيان كودوا شراعهونوهم نو العزيمهوعلى الأرجح أن بحارة عمان والخليج العربي والسودان قد سمعوا بأقوال الحميد بن منصور والحكايات التي تروى عنه أثناء نزولهم وترددهم المستمر على عدن والمكلا فحفظوا ما راق لهم منها وأخذوا يرددونها, وهكذا ظلت تسافر معهم وتتنقل في ترحال دائم عبر البحار مع لحق بها من تحوير وتغيير وإضافات تتناسب مع حياة البحارة وهو ما نجد في النماذج التي أوردناها وكذا في حكاية ابنته مع البحار التي تتشابه في بعض أوجهها مع حكاية بدرة وزواجها وهروبها دون موافقة أبيها


أقوال الحميد ابن مصور
أولاً: أقوال استهلالية وأدعية دينية

(1) قال الحميد ابن منصور
بسم الله أوَّل كلامي
وما نطق من لساني

(2) قال الحميد ابن منصور
يا طالبين الله اليوم
جيت أطلب الله معاكم
من جيز طالب ومطلوب
من جَيْز: من ضمن. ومثل ذلك قوله:
قال الحميد ابن منصور
سرحت أنا طالب الله
من جَيْز ذِيْ يطلبونه
من جَيْز طالب ومطلوب

(3) قال الحميد ابن منصور
استغفر الله وأتُوب
من الخطأ والذنوبي
العبد مخطي ومُذْنِبْ
والعبد بيت الخطايا
وَيْش آنِجَازِيْك يا الله
إلاَّ بِقَوْلِةْ لك الحمد
والحمد لك وازَنْ الحَيْد
والطِّيْن كَايَلْ ترابه
(4) قال الحميد ابن منصور
مَنْ يَحْمَدْ الرَّبْ زَادَهْ
زَادَهْ مِنْ الخَيْر زَادَهْ
زَادَهْ مَزِيْد الجَرَادَهْ
ذِيْ لا بَدَهْ نَجْد زَادَهْ
(5) قال الحميد ابن منصور
منصور والناصر الله
منصور والناصر الله
(6) قال الحميد ابن منصور
تِحَمَّدِيْ وا لِسَانِيْ
مَا دَامِشْ اليوم خضراء
خضراء وَفِيْش اللَّيَانَهْ
(7) قال الحميد ابن منصور
الحمد لك حمد دايم
الحمد لك وا مِدَاوِلْ
بين الليالي ولَيَّامْ
(8) قال الحميد ابن منصور
يا غافل اذكر محمد
واذكر سراج المدينه
سراجنا ليل تظلم
وليل تمسي غديره
(9) قال الحميد ابن منصور
يا ليل واذكر محمد
واذكُر علي والصحابه
واذكر سراج المدينه
سراجها يوم تظلم
تظلم وتمسي نويره
(10) قال الحميد ابن منصور
صلاه منّي تزوره
الهاشمي لا قصوره
ذكر النبي يجلي الهم
يجلي قلوب المحبين
ويش ابعد الهم منّي
الاَّ النبي لا ذكرته
محمداً عرفه المسك
(11) قال الحميد ابن منصور
طلبتك اليوم وا جِيْد
وا جِيْد قسَّام لرزاق
(12) قال الحميد ابن منصور
ياليل صلِّي وسلّم
على الحبيب المكرم
(13) قال الحميد ابن منصور
يا الله عسى بالعياده
والخير يأتي زياده
(14) قال الحميد ابن منصور
صلَّيت وا زِيْد صَلِّي
على الحبيب التهامي
ذي ما يصلي على أحمد
يا حسرته والنَّدامي
(15) قال الحميد ابن منصور
يوم الرضا يوم لفلاح
لا قَصْبَحْ البحر سَفَّاح
واصْبَحْ يلاطم بلَمْوَاج
(16) قال الحميد ابن منصور
يا الله على بابك اليوم
يا مُطلق اليوم لبواب
اطلق لنا قفل بابك
ومُقفللات القفولي
(17) قال الحميد ابن منصور
يوم الرضا يوم نُوري
يوم السحايب تدوري
(18 ) قال الحميد ابن منصور
وا مَنْ نَشَأتْ السَّحَابه
ظَلِّلْ علينا بِكُمَّكْ
وعَـالْـبَـقَـرْ بِـالْـعِـمَـامَـهْ
(19) قال الحميد ابن منصور
يا ليل هز البَرُودي
وهز فَوْج النَّشِيْرِهْ
نَشِيْرَةً من بلادي
تسوى عدن وألف وادي
وأبين وأرض الزيادي
(20) قال الحميد ابن منصور
أنَا عَوِزْ وأنت مُحْتَاج
وقاضي الحاجه الله
العَوَزُ بالفتح: العُدْمُ وسوءُ الحال, وعَوِزَ الرجلُ وأَعْوَزَ أَي افتقر. وهو هنا يخاطب رجل محتاج مثله جاء إليه لطلب حاجته فرد قضاء حاجتيهما إلى الله وهو قاضي الحاجات.
ثانياً: في حُبِّ الأرض والعمل المنتج
(21) قال الحميد ابن منصور
المال شيخ السلاطين
لا ينقصه رخص الاسعار
ولا تضره سكاكين
من كان عالمال صبَّار
ما يلتجي للدكاكين
المال لدى الحميد هي الأرض المعطاءة ويضعها في مرتبة أعلى من كل السلطنات, فهي لا تتعرض للكساد أو تقل قيمتها كبقية البضائع في الأسواق ولا تؤثر فيها الأمراض والأوبئة التي تجعل المواشي عرضة للذبح بالسكاكين, ومن يمتلك الأرض يأكل من خيراتها ولا يحتاج لأصحاب الدكاكين.
(22) قال الحميد ابن منصور
مِنْ حَايِطَكْ يا ريَاشِيْ
مِنْ حايطك با نذُوقه
عنب وفرسك ورمان
يذكر الحميد كنية صاحب قطعة الأرض(الحايط) المنسوب إلى (الرياشية) ويبالغ في ذكر ما فيه من مزروعات الفاكهة, ربما لجودة تلك الأرض واعتناء الفلاح بها.
(23) قال الحميد ابن منصور
العز يا من يبى العز
يبْتُل ويَأكل ثماره
يبتل: يعمل ويفلـح الأرض. والمقصـود أن عز المرء في العمل الذي يحصد ثماره بنفسه.
(24) قال الحميد ابن منصور
لا انته تبا العز كله
أكْسِبْ على نجل لَكْرَاش
وانته تبا نصف منه
كُنْ نقرش الطين نقراش
نجل لكراش: ثيران الح راثة. والمعنى إذا تريد الخير الكثير اكسب أرضاً واسعة تحرثها على الضّمد,أما النقراش فهو حرث المدرجات الصغيرة (الحقف) يدوياً.
(25) قال الحميد ابن منصور
ما للقبيلي تجاره
تجارته بالمقاسم
وبالجِرَبْ عُوج لسْوَام
ويورد المقطع الأخير بصيغة أخرى كقولهم(تجارته بالبتاله وإلاَّ عمل عُوْج لسوام). والمعنى أن الزراعة في مقاسم الأرض الزراعية وجِرَبْهَا هي مجال تجارة القبيلي التي يجيدها ويحصد خيرها الوفير, وليس له تجارة تضاهيها.
(26) قال الحميد ابن منصور
ادَّيت بالطِّين شلَّه
والطِّين شلَّه بشلَّه
شلَّه بشلَّه زراعه
أي أن قيمة الأرض كبيرة (شَلَّهْ). لكن إنتاجها السنوي أكثر بكثير (شَلَّهْ بِشَلَّهْ) يتجدد ولا ينقطع مع كل موسم زراعي.
(27) قال الحميد ابن منصور
يا من يبا العز يعمل
يعمل ويقوي شراعه
ومن يبا العز يبتل
يبتل ويأكل ثماره
(28) قال الحميد ابن منصور
وا جربتي راس مالي
وا عَاوِدش ليلة العيد
من قبل لا عاود الناس
وقبل أعاود عيالي
ما أروع هذا الحب الذي يكنه لأرضه, رأس ماله ومصدر رزقه, ولا غرابة أن قرَّر معاودتها ليلة العيد قبل أن يعاود الناس جميعاً وقبل أن يعاود فلذات كبده, أولاده.
(29) قال الحميد ابن منصور
من ما بتل ما تجمَّل
ولا اَدْخَلْ الضَّيف لَوَّلْ
ولا لبس ثوب ساتر
ولا حضر بالمحاضر
ولا دخل قالوا اخرج
ومجلسه بأسْفَلْ البيت
يضع الحميد فلاحة الأرض وزراعتها مقياساً لمكانة الإنسان في المجتمع وعلو شأنه, أما من لا يعمل فيظل في حضيض المجتمع وغير مُرحب به في مجالس القوم أو يبقى على الهامش أسفل البيت.
(30) قال الحميد ابن منصور
ماشي من الطين خيبه
ما خيبه الاَّ بتوله
ذي جَدَّسه موسم الصيف
ومثل ذلك قوله:
الطين كله حلاوى
حاله تروِّيك حاله
ماشي في الطين خَيْبِهْ
إنْ كان لا خاب مولاه
إن الطِّين هي مصدر الخير, ولا يجعل منها رديئة المحصول(خَيْبِهْ) سوى صاحبها الخائب الذي لا يعتني بحرثها وزراعتها ويتركها مهملة (جِدَاسْ) خاصة في موسم الصيف فأنها في موسم الحصاد لا تعطيه الخير الوفير من الغلال, لأن من جد وجد ومن زرع حصد.
(31) قال الحميد ابن منصور
حَالاً مِنْ الطِّيْن يغني
وحَالْ يَهْرِمْ بَتُوْلَهْ
إي أن الأطْيَان الزراعية تختلف حسب خصوبتها وموقعها فمنها الجيدة التي يأتي بمحاصيل وافرة ومنها الرديئة التي تهَرِمَ الفلاح وتنهك قواه مع قلة ما يجنيه منها.
(32) قال الحميد ابن منصور
مَنْ ما بَتَلْ سار يَغْرُبْ
تِبِعْ عِيَالْ الغَرِيْبِهْ
يِسِـيْـر يِـطْـلُـبْ عـلـى أبـواب
يأرُب بمعنى يغرب وقد حلّت الهمزة محل الغين. والغريبٌ هو الذي يجوب الأماكن لطلب الحسنة. والمعنى أن من لم يشمر ساعده ويعمل(يبتُل) في الأرض سيجد نفسه كالغريب يطرق الأبواب بحثاً عن ما يسد حاجته.
(33) قال الحميد ابن منصور
وَا جِرْبَتِيْ رأس مالي
عزَّيْشِنِيْ عَزّش الله
لقد منحته الأرض (العز) بما تجود به من ثمار وكفته مذلة السؤال والحاجة للغير فدعا لها بالعز من العلي القدير, وهو أن يكرمها بالأمطار الغزيرة.
(34 ) قال الحميد ابن منصور
يا ليتني وقت صيفي
بَتُول وا قع ثلاثه
سَالِقْ وذَارِيْ ودَكَّاك
واسْلُق سُلق مِثْل لَمْيَال
مِـثْـل السِّـهُـوم الْـقَـدِيِّــهْ
يعبر هنا عن ما يفكر به كل مزارع في وقت الصيف حيث تكثر الأعمال, وخاصة في أيام البذار (الذَّري),حيث يتمنى الفلاح أن يقوم بما يقوم به ثلاثة مزارعين في آن واحد. والسالق هو من يمسك بالمحراث ويشق الأتلام في الأرض, والسلق (فصيحة)وهو مسيل الماءَ بينَ الصَّمْدَيْنِ من الأرْضِ أو المُسْتَوِي المُطْمَئنُّ من الأرْضِ. والذاري من يقوم بنثر الذريء, وفي الفصيح: بذار الزَّرْعُ أَوّلُ ما تَزْرَعُه ويسمى الذَّرِيءَ وذَرَأْنا الارض بَذَرْناها وزَرْعٌ ذَرِيءٌ على فَعِيل والصحيح ثم ذَرَيْتَ غير مهموز.والدَّكاك من يقوم بردم التربة على البذور أو كسر الكتل الترابية الناشئة بعد الحرث وتسويتها بالأرض. وفي الفصيح: دَكَكْتُ الشيء أَدُكُّه دَكّاً إذا ضربته وكسرته حتى سوّيته بالأَرض ومنه قوله عز وجل فَدُكَّتا دَكَّةً واحدة.
(35 ) قال الحميد ابن منصور
بالصَّيف ما ظَلِّنَيْ ظل
ولا لقيت الظلاله
إن كان دارت غمامه
دارت عليَّا ووَلَّهْ
إن الفلاح المنشغل بالأعمال الكثيرة وقت الصيف لا وقت لديه ليستظل ولو قليلاً. بل إنه لشدة انهماكه بالعمل لا يشعر بحرارة الشمس, وقد يكتفي بما تجود به السحابة العابرة من فيء قليل.
(36) قال الحميد ابن منصور
لا هَجَّرَهْ طَابْ رَأسِيْ
وطَابْ سير العمامه
إن هَجَّر اليوم ظلَّيت
وانْ غَلَّس الليل هَمَّيت
في الفصيح: الهَجِير والهَجِيرة والهَجْر والهاجِرَةُ نصف النهار عند زوال الشمس إِلى العصر, وقيل في كل ذلك إِنه شدة الحر الجهري هو نصف النهار عند اشتداد الحر. والغلس ظلمة أول الليل. والمعنى أنه يطيب له العمل في النهار.
(37) قال الحميد ابن منصور
يَا عَيَّتِيْ مِنْ عِيَالِيْ
ذِيْ لا حِمِيُّوا مِنْ الشَّمس
تِـشَـارَدُوا لا الـظَّـلالِـيْ


 
 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب



رد مع اقتباس