عرض مشاركة واحدة
قديم 11/11/2007, 03:43 PM   #36
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان


الصورة الرمزية مشهور
مشهور âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 245
 تاريخ التسجيل :  Feb 2005
 أخر زيارة : 28/02/2014 (09:03 AM)
 المشاركات : 6,236 [ + ]
 التقييم :  10000
لوني المفضل : Brown
افتراضي



اخي الغالي الهمس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سامحك الله على افعالك وما اوردته من سموم فقد تصيب سمومك صديقك ولا ينفع الندم ولاكن ساورد لك قصة استعرتها من صديقي الوفي مشعل السديري الذي ابحث عن مقالاته وابلورها بعد قراتها ومن ثم انقلها الى منتدى رباع فلك مني التحية ولنبدا القراة ياصديقي وارجو الانكون خرجنا عن الموضوع مع تحياتي

أعطيك وتعطيني

ليس هناك أروع من المساعدة (غير المتوقعة) لإنسان يستحقها، وأحلى ما في تلك المساعدة أن تكون مجانية، وعليك عندما تقدم تلك المساعدة أن ترصد رد الفعل، من تعبيرات ملامح الوجه، إلى حركة الجسم، إلى تهدج الصوت وارتفاع نبرته، ثم بعد ذلك وقبله نظرات الامتنان والشكر التي تشع بها العين.

بالنسبة لي شخصياً، إذا قدمت لي تلك المساعدة الفجائية أتخبط كالمجنون من شدة الفرح إلى درجة أنني أنسى أن أقول شكراً لمن قدمها لي ـ هذا عندما كنت صغيراً ـ أما الآن بعد ان كبرت فيا حسرة.. فمن النادر أن يقدم لي احد مساعدة بدون أن يطلب (أمرا ما) مقابلها.. مثلما افعل أنا كذلك الآن مقابل من أقدم لهم المساعدة، وفوق ذلك كله لا أتوقف عن سؤال من قدمت له تلك المساعدة المادية قائلاً: «هاه، إيه رأيك فيها؟! إن شاء الله ملت عينك؟! لا تنس تدعيلي»، أما إذا كانت الهدية (عينية)، فأول ما أفعله أن أذكر له قيمتها قائلاً له: إنني (كعيت) الشيء الفلاني من دم قلبي علشانك، فحافظ عليها، وقل للآخرين إنني أنا الذي أهديتها لك.. اعترف أن في أسلوبي هذا ما يشبه (المذلة) للآخرين، ولكن ماذا افعل إذا كان ذلك هو الشيء الوحيد الذي يرضي غروري وافتتاني بنفسي؟!، ومع الأسف انه لا يطلب مساعدتي مرّة ثانية من قدمتها له مرّة واحدة، وكلما عرضتها على بعضهم كانوا يرفضونها، بل إن بعضهم كان يرد علي وهو مشيح بوجهه قائلاً: لا يا سيدي، الله هو الغني.

(وأطلق من لحيتي) هم سكان إحدى العمائر في مدينة أوروبية، وقد قال لي احدهم: إن في عمارتنا حارسا عجوزا يسكن في غرفة صغيرة عند الباب، كما انه تتردد يومياً امرأة عجوز لتتولى العناية بغرف الغسيل.

وعندما اقترب عيد الميلاد جمعنا نحن سكان العمارة مبلغاً من المال، وقررنا إعطاء المبلغ للحارس والغسالة مناصفة بهذه المناسبة، وعندما سلمنا الحارس حصته شكرنا وقال «إن حظي اليوم سعيد، فانا وحيد وليس لدي من اهتم بأمره، سوف اذهب واشتري لتلك المرأة الطيبة ـ يقصد الغسالة ـ هدية لائقة، فالمسكينة تقوم على تربية أولاد ثلاثة وليس لها زوج ينفق عليها».

ويمضي الرجل قائلاً: وعندما ذهبنا إلى العجوز الغسالة وقدمنا لها المبلغ قالت: ألف ألف شكر، الآن فقط أستطيع أن افعل شيئاً تمنيت أن افعله دائماً، فسوف أدعو الحارس الطيب العجوز، فهو وحيد في هذه الحياة، في حين أن عندي ثلاثة أولاد ، ونحن نقضي دائماً عيداً سعيداً معاً، لهذا سوف أدعوه لقضاء العيد معنا، واشتري له بهذا المبلغ أغلى أنواع الطعام، وأقدم له أحسن عشاء أستطيع إعداده.

لا اكذب عليكم أنني، عندما سمعت تلك الحكاية، أصبت (بإحباط) وبعض الخجل من نفسي، ولكن وبحكم أنني إنسان (شكاك) بطبيعتي، فلا اعتقد أن المسألة هي مجرد (إيثار وتضحية) من قبل العجوزين، فالمسألة فيما أظن فيها (إنَّ).. أي أن هناك احتمال أن الحارس العجوز يتحين الفرصة من اجل أن (تغمز معه السنارة)، أو أن الغسالة العجوز (طاحت قاعتها) عنده، وكل واحد من الاثنين يريد أن يقترن بالآخر لكنه مكسوف.

صدقوني: ما في شيء دون مقابل.


 
 توقيع : مشهور



رد مع اقتباس