عرض مشاركة واحدة
قديم 16/06/2020, 04:26 AM   #47
المؤسس والمشـــرف العــــام


الصورة الرمزية صقر الجنوب
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Aug 2004
 أخر زيارة : 10/06/2025 (02:09 AM)
 المشاركات : 64,163 [ + ]
 التقييم :  16605
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
لوني المفضل : Maroon
افتراضي



) و أظهرت المعركة وميزت رجال الحرب المجاهدين المدافعين عن بلادهم وأوطانهم وهم يؤسرون ويساقون إلى استانبول وبين الذين رضوا بالرضوخ لجبهة التحالف ؛ وكان راجح وغيره من المستعدين لبيع ولائهم للأقوى ؛ قد أبدى إخلاصاً وتفانياً مع جيش التحالف مثيراً للتساؤل ؛ وفعل مثله حمود أبو مسمار , فحين اقترب جيش التحالف من المخلاف السليماني كان حمود أبو مسمار يجهز نفسه للانضمام والخضوع سلماً لمحمد علي باشا , ولكي يقدم له عربوناً لذلك الولاء فقد اضطر إلى سلوك مشين بأن وعد طامي بن شعيب شيخ قبائل عسير بالأمان إن هو لجأ إليه , وحين اتجه إليه طامي بن شعيب قبض عليه وقيده بالسلاسل وأرسل رسولاً لمحمد علي ومعه رسالة منه يسأله بما يفعل بالأسير الكبير ووقع الرسالة بتوقيع (( عبد محمد علي )) () .

وفيما يبدو وقد رأى الباشا أن العبيد وحدهم هم من يحققوا أهدافه , لذلك أرسل عميله القديم للقبض على زعيم وطني كبير نذر نفسه للجهاد وللذود عن حياض بلاده , فأرسل محمد علي راجح لاستلام ذلك الأسير الكبير من عبده الجديد في أبي عريش كما سمى نفسه ؛ حسبما أورد ذلك بوركهارت , فقبض راجح على طامي بن شعيب , وقد كان أمضى وقته يتجول بين الجبال بحثاً عن طامي بن شعيب بناء على أوامر محمد علي باشا .


7) أكمل ماهو بك أحد قادة التحالف دور راجح فيما يخص الزعماء الوطنيين الكبار , وتمكن من القبض على بخروش زعيم غامد وزهران بعد معارك عنيفة قتل فيها الكثير من الجيش التركي ؛

حيث حمل الأسيران معه إلى القنفذة التي وصلها محمد علي باشا عن طريق الساحل , وقد حقق في هذه الحملة التي حالفها الحظ أكثر منها التخطيط العسكري المتقن فاحتل المنطقة قاطبة , وأسر أكبر القادة السعوديين وأكثرهم قوة في حرب مشروع التحالف لإسقاط الدولة السعودية الأولى وتدمير عاصمتها وهما الشيخ طامي بن شعيب العسيري والشيخ بخروش بن علاس الزهراني , ولم ينج من الزعماء الوطنيين إلا الأميرة الوهابية غالية البقمية التي أرسلت قبائل عسير معها حرساً إلى أعالي الجبال حيث ظلت هناك حتى توفاها الله بعد أن عُمَّرت فوق التسعين عاماً .

8) حين عاد محمد علي باشا إلى مصر في يونية 1815م بدأت التهاني له على ما حققه من نصر كما يورد الجبرتي (( من أكابر الدولة والنصارى بأجناسهم خصوصاً الأرمن وخلافهم .. )) وقدموا له الهدايا (( من كل صنف من التحف حتى السراري البيض بالحلي والجواهر)) .
9) ولعل الأخطر على الإطلاق هو تبديل سياسة التحالف نحو مشروع تدمير الدرعية بمجرد نجاح محمد علي باشا بحملته إثر انتصاره بمعركة وادي بسل ؛ فبعد أن كاد محمد علي باشا أن ينسحب من الحجاز بعد توقيع الصلح على ذلك الإقليم ؛ فأنه بمجرد عودته إلى مكة من عسير قد مال موقفه للتشدد و جمع كل كبار هذه المدينة المقدسة وعلمائها وقرأ عليهم رسالة موجهة منه إلى الإمام عبدالله بن سعود الكبير طالباً منه أن يستسلم وعارضاً عليه شروطه الجديدة للصلح ؛ حيث أرسلها مع جندي تركي وأدلاء من البدو .

10) [color="#b22222"] كان من أخطر نتائج هذه المعركة أنها (( أحدثت تصدعاً شديداً في الجبهة السعودية ) , فقد فقدت الجبهة السعودية ذلك الالتحام الرائع بين قوة عسير وغامد وزهران وقوة نجد , ففقدت قوة الدولة السعودية رجالاً نذروا أنفسهم للقتال من مبدأ عقيدة وجهاد ؛ وبدلاً من أن تكون عسير والباحة هي عمق نجد ففي الوقت الذي تُهَدَّد الدرعية يتمكن رجال عسير من تهديد الحجاز ؛ أصبح على الدولة السعودية أن تفقد نصف قوتها بعد هذه المعركة بعد رفض الإمام عبدالله بن سعود نقل المعارك لرنية ( بوابة الجنوب ) وإكتفاءه بالتحصن بحصون الدرعية وباقي حصون نجد ؛ هذا إلى جانب أن صقور القيادة السعودية قد خفتت قوتها ووهجها ؛ مقابل رأي الحمائم بالقيادة فعَلاَ صوت السلام والصلح على صوت الحرب والقوة , وكان هذا بداية الكارثة التي حلَّت بها بدليل أسلوب التعامل مع جيش طوسون في القصيم الذي يثير الدهشة والاستغراب .

عاد محمد علي باشا إلى مكة بعد أن وطَّد الأمور هناك , وبعد إقامة قليلة بمكة المكرمة نصب حسن باشا حاكماً لمكة في حين أرسل حسين بك قائداً لحامية تربة وراجح قائداً لحامية بيشة , واتجه إلى المدينة المنورة حيث كان توماس كيث الأسكتلندي الأصل البريطاني الجنسية المسيحي الديانة ؛ حاكماً عليها منذ احتلالها حتى ذلك التاريخ , بينما ظلت جدة تحت حكم ساييم أوغلو , ولعلنا نحتاج إلى من يبحث عن أصول هؤلاء الأمراء الأغراب الذين عينهم محمد علي باشا , واتجه نحو المدينة المنورة ربما للقاء إبنه طوسون قبل مغادرته نهائياً نحو مصر , ولعله من الجدير بالذكر التنويه عن بعض تصرفات هذا الأرناؤوطي الغريبة , والتي تضع علامات استفهام كبرى , فهو الرجل الذي يحب الأبهة والسلطان وبعيداً عن كل علامات التواضع , يسافر نحو المدينة المنورة مع أربعين من رجاله يركبون الحمير كما يورد بوركهارت , مما يثير أكثر من علامة استفهام , فالذي يستخدم الخازوق ويعلن عن تحرره من الأفكار الدينية , بل ويبدي أفكاراً إلحادية إبان وجوده بالقاهرة ؛ من الصعب أن نتصور أنه يفعل ذلك من قبيل التواضع , إن تركه للموكب الذي ينم عن الفخامة ليركب الحمير ليضع تساؤلات حول شخصية هذا المغامر وأسباب مثل هذا الاختيار للحمير للركوب في سفره للمدينة , فأي نوع هذا من أنواع الطقوس الذي جعله يستخدم هذه الوسيلة ؟ !

ولعلنا نكون أكثر وضوحاً , لقد سأل المنجمين بالقاهرة عن أي ساعة يمكنه أن يتفاءل بها للخلع على ابنه طوسون بك وتنصيبه على حملة الحجاز , وحسبما أورد الجبرتي (( وطلب من المنجمين أن يختاروا وقتاً صالحاً لإلباس ابنه خلعة السفر , فاختاروا له الساعة الرابعة من يوم الجمعة )) أي قبل صلاة الجمعة بقليل , ثم أمضى بفية ذلك النهار في احتفال وطرب , ولذا حق لنا أن نضع تساؤلاً كبيراً حول رغبة الباشا في ركوب الحمير وهو متوجه للمدينة المنورة بدلاً من الخيول والموكب الذي يليق به خاصة أنه كان على عجلة من أمره للوصول إلى القاهرة بحيث لم يتمكن من شرب مشروبات الضيافة في ينبع للخطر الذي بلغه حول وضع مركزه في مصر .


 
 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب



رد مع اقتباس