أما
صغار النفوس
فهم الذين يبحثون عن الأعذار والأوهام ،
كي يقدموها ليُخفوا خلفها خطأهم ،
ويُداروا بها عيوبهم ،
فيستمرون في خطئهم الذي بدأوه ،
وهم بذلك قد أضروا أنفسهم قبل أن يضروا غيرهم ،
وأساءوا إلى أنفسهم قبل أن يُسيئوا إلى غيرهم.
وقد يكون السبب وراء استسهال هذا التبرير وعدم الاعتراف بالخطأ والرجوع إلى الحق
هو أن يكون صاحب هذا السلوك قد أُوتي جدلاً ،
ولحناً في القول ،
وقدرة على البيان والإقناع "وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا"[الكهف:54]
ومن أمثلة هذا ،
الذي حكى عنه القرآن الكريم
"وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ"[البقرة:204]
فهذا الصنف شديد الحجة ،
قوي البيان ،
لدرجة أن الله قد وصف حديثه أنه سيُعجب النبي صلى الله عليه وسلم.
|