أحسنتي أختي في الله بنت الباحة وبارك الله فيك على كلمة الحق والإنصاف ، لكن أقسم بالله العظيم أن الأخطاء التي تحصل والمشاكل التي يجنيها الأبناء وأقسم بالله على ذلك أنها من جميع الأطراف ، يشترك الأب وتشترك الأم في تشتيت وضياع أبناءهم ، لماذا لا نكون منصفين ونقول كلمة الحق وليس عيبا في ذلك ، يجب علينا أن لا نلقي اللوم على الأم وحدها ، وأن لا نلقي اللوم على الأب وحده فالجميع مشترك في ذلك ، والناس ومشاكلهم ليسوا سواء ، ففي بعض المجتمعات إلا ما رحم الله تعالى تكون فعلا المرأة مظلومة ولا ننكر هذا الشيء ويكون الرجل هو الظالم لها ، وكذلك العكس في بعض المجتمعات إلا ما رحم الله تعالى يكون الرجل هو المظلوم والمرأة هي الظالمة ، لكن في العموم والغالب المسألة مشتركة وأستطيع أن أقول أنهم جميعا الرجل والمرأة ( مظلومون وظالمين في نفس الوقت ) إلا ما رحم الله وما شاء الله من انفراد بعضهم عن بعض من ناحية الظالم والمظلوم ، والغالبية وعلى سبيل العموم ، والتهمة تشير إلى الإثنان جميعهم المرأة والرجل في الغالب وخاصة من ناحية الأبناء والأطفال ، فلا يوجد امرأة في الدنيا تكره أبناءها وتهمل تربيتهم ، وكذلك لا يوجد رجل يكره أبناءه ويهمل تربيتهم إلا أناس قد تربع الشيطان في عقولهم وبيوتهم واستولى على أفكارهم عندما تصبح المسألة مسألة حرب وانتقام ومعارك أسرية فالذي يجني الثمار ويحصدها الأبناء والأطفال الصغار الذي ليس لهم ذنب في الموضوع بين الرجل والمرأة ، أطفال مساكين يتجهون نحو الهاوية والهلاك إما بسبب استحواذ أحد الأطراف عليهم وطمس مهمة الأب أو الأم فهذا آمال من آمال ابليس أن يصبح الأبناء أبناء صالحين بحجة حطم حياتي رجل أو حطمت حياتي أمرأة وهذه قمة في الأنانية ، أين تعاليم الدين الإسلامي بالتوصية إلى الأبناء بالتربية الحسنة وخاصة بعد الطلاق الأبوين ، أين ذهبت تعاليم الدين الإسلامي ، ذهبت أدراج الرياح ، لا أب عاقل يوجههم ولا أم عاقله توجههم ، تم تركهم وافلاتهم وترك الحبل على الغارب بعد الطلاق وقد يكون الإهمال من قبل مسألة الطلاق ، وفيما بعد لابد من أحد الأطراف المدعي بنشوة الانتصار على الطرف الآخر ، أن يفتخر بانتصاراته الذين ذهب ضحيتها أبناءهم وبناتهم ، يجب علينا الإنصاف ولا نفكر في كلمة ( وراء كل محطمة رجل ووراء كل محطم امرأة ) فهذه من خزعبلات الشيطان ومن مكائد الشيطان الذي لم يكتفي بالطلاق بل حتى فيما بعد الطلاق ، وهو كلام الآيسين والقانطين من رحمة الله ، يجب علينا أن نقول هذا نصيب من الله تعالى وانتهى وافترق كل منهما ، ولنهتم بأبناءنا وأطفالنا ومستقبلهم ونتشارك الرجل والمرأة ونتعاون على تربية وصلاح أبناءنا حتى بعد الفراق ، وأما أفكار ( التحطيم وتحطمت وحطموني هذا طريق مسدود لا ينفع ولا يأتي بنتيجة ) وهي مجرد نصيحة من ذو خبرة ودارس ومتعلم ومتعمق ومتبحر في المشاكل الاجتماعية ، ( ابناؤنا أولا وقبل كل شيء هم الأهم وهم الاساس وهم المستقبل المشرق والفرحة في المنزل ) منزل الأم ومنزل الأب حتى بعد الفراق ، أما عملية غسل أدمغة الأبناء والبنات بعد الطلاق فهذه خطة قديمة يعرفها ويفهمها الرجل ، نتمنى أن تجرب المرأة غيرها ، باتباع الإسلام الصحيح والسنة في سبيل سعادة أبناءها ومستقبلهم المشرق ، وتوصيتهم بطاعة الله وطاعة الرسول والوالدين ويفهموا المعاني السامية العظيمة في قوله تعالى ( وبالوالدين إحسانا ) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ) لينعموا بحياة هادئة وحتى لا نأخذ ذنوبهم وآثامهم يوم القيامة ، ولك كل الاحترام والتقدير أختي في الله بنت الباحة .... المـوج ( الجندبي الزهراني
|