17/03/2007, 02:51 AM
|
#12
|
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 245
|
تاريخ التسجيل : Feb 2005
|
أخر زيارة : 28/02/2014 (09:03 AM)
|
المشاركات :
6,236 [
+
] |
التقييم : 10000
|
|
لوني المفضل : Brown
|
|
ولم تسعدني المفاجأة! **انيس منصور
ولم تسعدني المفاجأة!
كنت معجبا بالمستشرق الفرنسي لوي ماسنيون (1883- 1962)، فقد كان مقررا علينا أن ندرس كتابه عن (عذاب الحلاج)، وهو تحفة في الصوفية. وكان الأستاذ ماسنيون من الأساتذة الذين يلهمك الثقة به.. فهو رجل جاد.. وهو رجل تعب كثيرا. وينطبق عليه المثل الانجليزي الذي يقول: وأنت تقرأ له تشم رائحة القنديل ـ رائحة المصابيح، التي يعمل على ضوئها ساعات طويلة. وكنا على موعد معه. ولم يكن المكان هو كلية الآداب جامعة القاهرة، وانما كان يدعونا الى دير الرهبان (الدومنيكان).. أي الكاثوليك.. وأنا أكثر الناس ترددا على الدير. حتى ظن بعضهم أنني من الرهبان، وكانت تربطني صداقة قوية بالأب قنواتي والأب بولا نجيب.
وجاء الأستاذ ماسنيون ومن ورائه عدد من الرهبان والراهبات، يتقدم الجميع الأب قنواتي. وكنت أجلس في الصف الأخير.. وقد أعددت ورقي وقلمي وتهيأت تماما لأستمع إلى ما أحببت سنوات طويلة.. وقدم الأستاذ ماسنيون. وفوجئت بأنه يتحدث عني وعن مدى حفاوتي بالفلسفة المسيحية، وأن أجدادي من منطقة الألزاس واللورين.. وأدهشني أن يقول ذلك، ثم ما علاقة هذا بما سوف يحاضرنا فيه.. وفجأة قال: إنما أردت أن أقدم لكم شابا نذر نفسه للفلسفة والدراسة المقارنة بين الأديان.. وقد أسعدني في إحدى المناقشات وأريده اليوم أن يشرككم بما قدمه لي. وسوف أقرأ لكم صفحات من البحث الذي قدمه وعنوانه: بل هناك فلسفة وجودية مسلمة أيضا. وقرأ.. وقرأ. وفجأة طلب مني أن أكمل ما جاء في البحث على أن نتناقش فيه بعد ذلك!
هل الذي أصابني دوار؟ أكثر؟ هل هي حيرة وقلق وخوف؟.. وبسرعة أصلحت نفسي على نفسي. وقلت، بل أعرف أكثر من كل الحاضرين في الفلسفة الوجودية وفي الفلسفة الألمانية، وأستطيع أن أقول، وأن أناقش.
أكذب لو قلت إنني أتذكر الآن بالضبط ماذا قلت.. ولكني حكيت.. وأحسست أن رأسي فوق كتفي.. وأن رأسي في الهواء وإنني بلا جسد.. كأنني مشنوق إلا قليلا.. أو كأنني روح بلا جسد.. ولا أعرف كم من الوقت مضى.. ولكن جاءني الأستاذ ماسنيون يهنئني وكذلك الأب قنواتي.. وكان الذي يهمني أكثر هو ما قالته مادلينا صديقتي المستحيلة. لقد قالت: تعمقت جدا في الفلسفة وأسرفت في استخدام الكلمات اليونانية واللاتينية والألمانية، ولا أظن أن كثيرين لم يدركوا تماما ما تقول، إلا إذا كان في نيتك أن تقول إن جدتك من أصل ألماني فرنسي.. إن كان هذا المعنى فقد نجحت. لكن للأمانة أنا فهمت تماما ما هي الوجودية. وبصراحة لم تسعدني المفاجأة. فقد كنت أفضل أن أستعد لها أكثر وأوضح وأيسر.
التعليــقــــات
نورالدين بن غزيل، «فرنسا ميتروبولتان»، 16/03/2007
ما أكثرها تصبح أمنياتي حين أحلق في سماء كتاباتك يا أيها الموسوعة الإنسانية، و على كثرتها إستحالتها. اليوم تمنيت أن أشاطر الحضور مدارج الدير حتى ارتوي من مناهلك الفلسفية المبسطة.
خصوصا و قد خطبت في الناس بروح و اندفاع الشباب، و بعاطفة المحب اليائس من قلب ما لدينا. تجربة كهذه جديرة بالتدوين، لأنها فارقة في حياة الباحث عن المعرفة.
محمد نور - مصري - السعودية - جدة، «سويسرا»، 16/03/2007
استاذ انيس أسمح لي بأن اقول بأنك كتاب مفتوح عنوانه انيس الانسان الفليسوف كتاب مقدمته الي منك وللجميع كتاب يحمل في صفحاته المقالة والشعر والادب والفلسفة والمذاهب والاديان جميعا فلك تحية قارئ احبك مثل جميع قرائك .
جيولوجي /محمد شاكر محمد صالح، «المملكة العربية السعودية»، 16/03/2007
استاذ انيس كثيرون هم الذين لديهم مؤهلات علمية ولكن تنقصهم خبرة الاحتكاك بالآخرين لكي يتعلموا فلسفة الحياة الحقيقة ولقد انعم الله عليك بهذه النعمة منذ ان كنت شابا لذلك ارى ان تكون سعيدا.
علي راضي ابو زريق، «الاردن»، 16/03/2007
رسالة هذا المقال جليلة وخطيرة. وجاءت الطباعة بما أظنه سهواً لتعمق رسالة المقال. فمثلاً أظن أن كلمة (لا) الموجودة في مطلع الجملة التالية (ولا أظن أن كثيرين لم يدركوا تماما ما تقول) هي من أخطاء الطباعة. وأن الجملة التالية هي جوهر الموضوع (إلا إذا كان في نيتك أن تقول إن جدتك من أصل ألماني فرنسي.. إن كان هذا المعنى فقد نجحت). يضاف إلى هذا حيرة الكاتب وجو المحاضرة في الدير وبين الرهبان. وعدم تطرق المستشرق لأي فكرة مفيدة على صعيد الفلسفة الإنسانية حتى لو كانت وجودية!
نعم لقد فوجئ المفكر العربي ذي القلب الطيب ظاناً أن القوم مخلصون فيما يقولون عنا. ثم اكتشف بهذه المواجهة أن الأمر ليس كذلك. فهم يريدوننا لهم ومنهم وعلى مذهبم فقط وإلا فلسنا على شيء. أظن أنني عشت مواقف مماثلة من خلال نشاطي بحوار الأديان.
مي محمود فوزي، «مصر»، 16/03/2007
لا اعلم كم احتاج من الوقت حتى اطلع على كل اعمالك الادبية و الفلسفية و لكني اسعى جاهدة في ذلك وادعو الله ان يحفظك لنا وادعو الله ان اقابلك.
|
|
|