عرض مشاركة واحدة
قديم 27/02/2007, 02:53 AM   #3
رئيس مجلس الإدارة والمدير العام وداعم مادي لمسابقات رمضان


الصورة الرمزية مشهور
مشهور âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 245
 تاريخ التسجيل :  Feb 2005
 أخر زيارة : 28/02/2014 (09:03 AM)
 المشاركات : 6,236 [ + ]
 التقييم :  10000
لوني المفضل : Brown
افتراضي الضيف المجامل **مشعل السديري



الضيف المجامل

كان هناك اتصال تليفوني متقطع بيني وبين أحد المعارف، لم تكن هناك صداقة بمعناها الحميم بيننا، ولكن هناك شيئا من التقدير والاحترام، خصوصاً انه رجل ناجح في عمله و(دوغري) مثلما يقولون، وفي أحد اتصالاته قال لي: لماذا لا تأتي لزيارة بلدتنا وتشاهد جمالها ومناطقها الأثرية السياحية، فشجعني أو أغراني كلامه ووافقته على ذلك، وما هي إلا عدة أيام ووصلت إلى المطار، وكان هو في استقبالي مع زوجته المصونة. حاولت أن استقل (تاكسي) إلى الفندق غير انه (حلف الأيمان المغلظة) إلاّ أن اركب معه في سيارته، وبدلا من أن يوصلني إلى الفندق، ذهب بي إلى منزلهم، وفوجئت به ينزل حقيبتي، ثم أطلق (حلف الأيمان المغلظة) مرة أخرى لأسكن عندهم، حيث انه توجد غرفة منعزلة للضيوف في الطابق الأرضي من المنزل، واستسلمت مرغما، رغم أنني أكره (الضيافات) وأحب الوحدة والعزلة بطبعي.

المهم انقضى النهار على خير، وآويت إلى فراشي، ونمت نوماً هانئاً عميقاً، غير أنني استيقظت على صوت سيارة في الخارج، وفتح أبواب وتسكيرها، وعندما نظرت إلى الساعة وإذا هي السادسة والنصف تقريباً، وخمنت أن أبناءهما هم الذين أحدثوا هذه الضجة عندما كانوا ذاهبين إلى المدرسة، ووضعت رأسي على المخدة المريحة، وعاودت النوم مرة أخرى واستيقظت عند الساعة الثامنة كعادتي، ولم أسمع أي حركة، وعاودت (الانسداح) والتأمل بسقف الغرفة، وعندما جاءت الساعة التاسعة تعبت من الانسداح والتأمل، فأخذت أتقلب على الفراش يمنة ويسرة، وعندما وصلت الساعة إلى العاشرة فتحت الباب بهدوء، خوفاً من أن أحدث أي صوت قد يزعج سكان البيت، وأخذت أخطو على أطراف أصابعي، واتجهت إلى مجلس الضيوف ولم أسمع غير دقات ساعة الحائط الكبيرة، وعند العاشرة والنصف عندما يئست من سماع أي حركة، رجعت مرة أخرى على أطراف أصابعي إلى غرفتي، عاقداً العزم على أن آخذ دشاً ساخناً، غير أنني خفت مرة أخرى أن يسمعوا صوت الماء فينزعجون، فانطرحت على السرير مرة أخرى، وعندما قاربت الساعة الثانية عشرة ظهراً، اشتقت لطعام الإفطار، ففتحت الباب مرة ثانية وتسللت (على أقل من مهلي) إلى (الأوفس) على أمل أن أجد عصيراً أو قطعة خبز وجبنة وأعمل كوباً من القهوة أو الشاي، وفجأة وإذا بالباب الرئيسي يفتح، وإذا بالزوج والزوجة يدخلان عائدين من الخارج، يتهمانني وهما يمزحان بكثرة النوم، وعندما عرف الزوج أنني لست ممن يعشقون النوم كثيراً، قال لي: إذن سوف أوقظك غداً وقت استيقاظي كل يوم، وفعلا في صباح اليوم التالي طرق باب غرفتي الساعة السادسة، وافطرنا على عجل، وبعد أن ودعنا أبناءه الذاهبين إلى المدرسة، سألني ما رأيك في أن نذهب إلى حوض السباحة، وظننت انه يقصد حوض الحمام الدافئ بالمنزل، غير أنني فوجئت به يسحبني من يدي إلى الخارج وسط هذا الجو البارد، وأعطاني (مايوه) سباحة، وأسقط بيدي، واضطررت كأي ضيف مجامل أن اقفز خلفه إلى الماء وأسناني (تطقطق) وجسمي يرتعد من شدة البرد، وبعد أن انتهينا، قال لي: ما رأيك في مشوار مشي قصير، قلت له أيضاً كأي ضيف مجامل، حاضر، وكان المشوار القصير هو المشي مسافة لا تقل عن ستة كيلومترات، وسط أرض خلاء شاسعة.

لا أستطيع أن أقول لكم ماذا حصل لي بعد ذلك، لأن حيز المقال شارف على الانتهاء، ولكن (الزبدة) أنني أخذت نزلة برد حادة، ووصلت درجة حرارتي إلى (47 درجة وثلاث شرطات) والغريب أنني لم أمت، والدلالة أنني الآن اكتب هذه الكلمات، وألعن أبو كل (الضيافات) واللي اخترعوها.


 
 توقيع : مشهور



رد مع اقتباس