عرض مشاركة واحدة
قديم 31/03/2012, 02:43 PM   #9
المؤسس والمشـــرف العــــام


الصورة الرمزية صقر الجنوب
صقر الجنوب ٌهé÷àٌ يà ôîًَىه

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Aug 2004
 أخر زيارة : 10/06/2025 (02:09 AM)
 المشاركات : 64,163 [ + ]
 التقييم :  16605
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
لوني المفضل : Maroon
افتراضي



حديث عن أسد الجزيرة
هذا حديث لسعادة الشيخ حافظ وهبة(13)سفير المملكة العربية السعودية عن أسد الجزيرة يقول فيه(14) :
لقد صحبت الملك عبدالعزيز في السلم وفي الحرب ، وعاشرته في البادية والحاضرة ، وخبرته في حالتي الرضا والغضب.
والملك ابن سعود مشهور في بلاد العرب بكرم الخلق وبسط اليد ، لا يعرف أي قيمة للدرهم إلا أنه وسيلة لبناء المجد أو حسن الذكرى ، فقلما يرد سائلاً يطلب معاونته أو محتاجًا قصد بابه ، وهو يشرف بنفسه على إعطاء القاصدين حسب منازلهم ، لأنه هو يعرفهم حق المعرفة ، وقلما يعتمد على أحد آخر في ذلك. وديوانه مفتوح للقادمين ، يقابل زائريه مهما صغر مقامهم بوجه باش ، ويأخذ ألبابهم بابتسامته التي لا تكاد تفارقه ، ومجلسه لا يخلو من خطبة صغيرة يراعي فيها نفسية السامعين.
ولا يضيق صدر الملك عبدالعزيز إلا عندما يجد خزائنه تضيق بالطلبات والعطايا ، فهو يتكدر خوفًا من أن يظهر بمظهر العاجز أمام السائلين الذين تعودوا رفده.
وكان الملك يسخر منا كثيرًا حينما ننصحه بالادخار ، ونقول : إن المستقبل علمه عند الله ،وإن الرخاء ليس بدائم ، فيقول، إن المال لا ينفع ، هل أفادت عبدالحميد خزائنه ،وما ادخره من المال؟ وهل أفادت خزائن الرشيد الرشيد؟.
والملك عبدالعزيز من المعجبين بمحمد بن رشيد أمير حايل(15) والذي امتدت سيادته على نجد كلها ، والذي في أيامه هاجر الأمير الصغير مع والده إلى الكويت، وهو ينحو نحوه في طريقة العطاء ،وهو دائمًا يقص القصة الآتية إعجابًا بتصرف الرجل:
وفد شيخ من مشايخ البدو الكبار على محمد بن رشيد فأكرمه وأعطاه شيئًا قليلاً ، وفي نفس الوقت وفد شيخ من مشايخ البدو الصغار ، وكان الأخير في وقته يقطع الطرق مع رجال قبيلته في شمال نجد ، فأكرمه إكرامًا زائدًا وكساه، وأعطاه منحة كبيرة ، فسئل محمد بن رشيد عن هذا التصرف الغريب، فقال : «أما الأول فإنه ــ وإن كان قويًا وكبيرًا ــ يحس بما عليه من المسؤولية، وأنه يحافظ على مركزه بالولاء لنا فهو في حاجة إلينا .. وأما الآخر فمثل العصفور ينتقل من شجرة إلى أخرى يتعبك صيده ، فنحن في حاجة إلى تأليفه وإرضائه، وما نكف به شره لا يساوي شيئًا،إذا قورن بما نبذله لتأديبه وعقوبته».
والملك عبدالعزيز وفي لأصدقائه ،محافظ على ودهم ، لا يحب أن يبدأ أحدًا بالعداء ، ويميل إلى استرضاء الناس واكتساب ودهم مهما كلفه ذلك ، ولكن إذا تيقن أن ليس هنا لك من سبيل للصداقة فإنه يعادي ويعادي بشدة، ولكنه قلما يهاجم خصمه ، فإذا هاجمه خصمه فإنه يبذل كل ما يمكنه بذله للقضاء عليه.
والملك عبدالعزيز طيب القلب لا يكاد يضمر حقدًا ، وهو إذا غضب ــ وغضبه قليل ــ فإنك ترى أسدًا يزأر أو جملاً يهدر ، وتكاد عينك تكذب أن هذا الغضبان هو عبدالعزيز بن سعود الرضي الخلق الوسيم الوجه . وكثيرًا ما يعتذر عن بعض التصرفات التي تصدر في حالة الغضب ،كما أنه كثيرًا مايغمر خدامه الذي يصيبهم شرر غضبه فينسيهم ألم ما أصابهم.
وهو متواضع طيب العشرة ، رقيق السمر ، له جاذبية لمن يعرفه تشبه السحر ، وإني لا أذكر أن واحدًا من كبار الإنجليز عرفه وعامله إلا أحبه ، ولا يزال له أصدقاء من الإنجليز الذين كان له معهم اتصال سياسي ، وهو كثير الشبه بمعاوية بن أبي سفيان في حلمه وبعد نظره وحسن حيلته في تصريف الأمور.
وفي سنة 1925م كان الملك ابن السعود يظهر إعجابه بالإنجليز وسعة ملكهم وإخلاص رجالهم لبلادهم « للجنرال كلايتون »،فقال الجنرال :
ولكن هذا الملك الواسع لم يؤسس إلا في مئات السنين ، ولكن ألا يصح لنا نحن الإنجليز أن نعجب بك فإنك في ثلاثين سنة قد أسست ملكًا واسعًا ، وإذا اطرد لك هذا الفتح وهذا التقدم فأظن أنه في نصف المدة التي أسسنا فيها ملكنا ، تؤسس أنت إمبراطورية مثل إمبراطوريتنا أو أكبر منها ، وهذا ليس ببعيد إذا ساعدتكم تصرفات الزمان وأخذتم أنتم بسنن التقدم ، فإن أسلافكم العرب قد شيدوا إمبراطورية عظيمة في مدة قصيرة جدًا لم يعرف التاريخ مثلها.
فقال الملك :
ــ هذه وإن كانت أمنية العرب ، ولكني لا أعتقد في نفسي القدرة لتحقيق ذلك ، وكل ما أتمناه أن يجعل من رجالنا من يماثلكم في الإخلاص والتضحية لبلادهم .
والملك ابن سعود ربما كان أحلم أمراء العرب وأبعدهم عن الانتقام من الموظفين ، ولا سيما الموظفون الذين يعرف لهم سوابق خدمة أو إخلاص ، فإن هؤلاء أقصى عقوبة لهم العزل.
والملك ابن سعود يتساهل في كل شيء إلا ما يمس سيطرته الشخصية ، أو ما يمس مركز حكومته فإنه لا يتساهل فيه ، وقد يعاد المعزول إلى منصبه أو أعلى منه إذا تصرف بعد العزل تصرفًا يرضي الملك ، لقد عزل الملك أمير الطائف سنة 1927م لشدته ، فلما أن حضر إلى مكة قال له الملك :
ــ إننا لم نعزلك من منصبك لنقص في دينك أو شبهة في أمانتك ، ولكننا نحيناك لشدتك ونحن نريد اللين مع الناس.
فقال له الأمير:
ــ الحمد لله ، لقد ولاك الله على المسلمين وأنت أعلم بمصالحهم ، ولئن حرمت من المنصب فإني أتمتع برؤيتكم صباحًا ومساء ، وهذا لا يعادله شيء في هذه الدنيا.
فسر الملك لهذا الجواب اللطيف ، وواظب هذا الأمير على حضور مجلس الملك كل يوم ، فلم تمض بضعة أشهر على عزله من الطائف حتى عين أميرًا للمدينة.
والملك عبدالعزيز من الرجال العمليين الذي لا تغيرهم مظاهر الأمور . كان علماء الرياض لما اعترضوا عليه سنة 1930م في إذنه بإقامة الاحتفالات بمناسبة عيد جلوسه على عرش الحجاز ، ومخالفة ذلك للسنة، أرضاهم بالنزول على رأيهم ، لأن ما يتعلق بشخصه لا أهمية له في نظره . ولكن هذا لم يمنعه من معارضتهم في تتميم المواصلات اللاسلكية في بلاده وتشييدها؛ لاعتقاده بخطأ المعلومات التي تصل إلى نجد عن التلغراف اللاسلكي من أنه من عمل الشيطان ، وأنها بالعكس ركن من أركان السلم وحفظ الأمن وإنجاز الأعمال.
والملك عبدالعزيز في طريقه الإصلاحي يفضل التؤدة والتأني ، واستعداد الشعب لما يريد من الإصلاح . والكثير من الناس لا يدركون الصعوبات التي يعانيها الملك عبدالعزيز ولا العقبات التي تقف في سبيل ما يريد من المشروعات.. لقد مكث يجاهد ويجالد في سبيل التليفون والتلغراف واللاسلكي نحو عشر سنوات ، وإني لأقص القصتين التاليتين(16) ؛ لأبين المحيط الذي يشتغل فيه الملك عبدالعزيز والصعوبات التي يتغلب عليها:
أوفدني جلالة الملك للمدينة سنة 1928م مع عالم من علماء نجد للتفتيش الإداري والديني ؛ فجرى ذكر التلغراف اللاسلكي وما يتصل به من المستحدثات بيننا في الطريق ، وقال العالم المرافق لي :
ــ لا شك أن هذه الاشياء ناشئة عن استخدام الجن.
وقال إن ثقة أخبره أن التلغراف اللاسلكي لا يشتغل إلا بعد أن تذبح عنده ذبيحة ويذكر عليها اسم الشيطان . ثم أخذ يذكر لي بعض القصص عن استخدام بني آدم للشيطان ، ولقد كان شرحي لنظرية التلغراف اللاسلكي وتاريخ استكشافه ليس له نصيب من إقناع الشيخ ، فلم أجد أي فائدة من وراء البحث ، فسكت على مضض.
وفي يوم من الأيام دعاني الشيخ لمرافقته لزيارة قبر حمزة عم الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ عند جبل أحد ، وهو يبعد عن المدينة بالسيارة نحو نصف ساعة ، فلبيت الدعوة . وسرنا من المدينة بعد صلاة العصر ، وفي أثناء الطريق أوقفت السيارة عند محطة التلغراف اللاسلكي ، وهنا دار بيني وبينه الحديث التالي :
سأل الشيخ :
ــ لماذا أوقفت السيارة ؟
فأجبته :
ــ لنر التلغراف اللاسلكي ، فإن كان هنالك ذبائح ودعوة لغير الله فإني سأحرقه مهما كانت النتيجة ، فالدين لله لا لابن سعود ، وقد يكون الملك مخدوعًا في أمر هذه التلغرافات ، وتذكر له الأشياء على غير حقيقتها.
فقال الشيخ:
ــ بارك الله فيك.
فدخلتُ المحطة ، وبعد البحث لم يجد الشيخ أي أثر لعظام الذبائح وقرونها أو صوفها ، ثم أراه العامل طريقة المخابرة ، وفي دقائق تبودلت المخابرات والتحيات بينه وبين جلالة الملك في جدة.
كانت هذه الزيارة البسيطة مدعاة للشك فيما كان يعتقده من عمل الشيطان في المخابرات ، ولكنه ظن أني ربما دبرت هذه المكيدة بإيعاز الملك ، فزار الشيخ محطة التلغراف بضع مرات منفردًا في أوقات مختلفة بدون أن يخبر أحدًا بعزمه ، فكان يفاجئ العامل بالزيارة ويسأله عن كل ما يغمض عليه ، وقد أخبرني الشيخ ونحن في طريقنا إلى مكة بأنه يستغفر الله ويتوب إليه عما كان يعتقده ويتهم به بعض الناس،وربما كان يقصدني في هذا الأمر ، ثم ختمت الموضوع بقولي :
ــ ما قولكم ياحضرة الشيخ في رواية أولئك الثقات !.. أخشى أن تكون رواياتهم لكم عن أكثر المسائل العلمية كرواياتهم عن التلغراف .
فقال :
ــ حسبي الله ونعم الوكيل.
وقد أخبرني جلالة الملك في ديسمبر سنة 1932م أثناء زيارتي للرياض أن المشايخ ــ أي رجال الدين ــ حضروا عنده من عشرين سنة سابقة، لما علموا بعزمه على إنشاء محطات لاسلكية في الرياض وبعض المدن الكبيرة في نجد، فقالوا له :
ــ ياطويل العمر ، لقد غشك من أشار عليك باستعمال التلغراف وإدخاله إلى بلادنا ، وإن « فلبي» (17)سيجر علينا المصائب ، ونخشى أن يسلم بلادنا للإنجليز.
فقال لهم الملك :
ــ لقد أخطأتم فلم يغشنا أحد ، ولست ــ ولله الحمد ــ بضعيف العقل أو قصير النظر لأخدع بخداع المخادعين ، وما فلبي إلا تاجر ، وكان وسيطًا في هذه الصفقة ، وأن بلادنا عزيزة علينا لانسلمها لأحد إلا بالثمن الذي تسلمناها به.. إخواني المشايخ.. أنتم الآن فوق رأسي ، تماسكوا بعضكم ببعض ، لا تدعوني أهز رأسي فيقع بعضكم أو أكثركم ، وأنتم تعلمون أن من وقع على الأرض لا يمكن أن يوضع فوق رأسي مرة ثانية .. مسألتان لا أسمع فيهما كلام أحد لظهور فائدتهما لي ولبلادي ، وليس هناك من دليل أو سنة رسول يمنع من إحداث اللاسلكي والسيارات.
وعندما وضعت الآلة اللاسلكية في الرياض واستعملت كان الناس يغري بعضهم بعضًا بأن إنشاء هذه المحطة هو الحد بين الخير والشر ، وكان العلماء يرسلون من يأتمنونهم لزيارة المحطة ورؤية الشياطين والذبائح تقدم لهم فلم يجدوا شيئًا.
وقد أخبرني عامل المحطة بأن بعض المشايخ الصغار كانوا يترددون عليه من وقت لآخر لسؤاله عن موعد زيارة الشياطين ، وهل الشيطان الكبير في مكة أو في الرياض ؟ وكم عدد أولاده الذين يساعدونه في مهمة نقل الأخبار ؟ فكان يجيبهم بأن ليس للشياطين دخل في عمله . وكان بعضهم يغريه بالنقود وأنهم سيكتمون هذا السر ، ولكن العامل كان يأخذ الأخبار، ويرسلها أمامهم ويخبرهم أن الموضوع صناعي محض ، كانت الأيام تعمل عملها في نفوسهم ورسلهم ينقلون إليهم حقيقة ما يرونه ويشاهدونه حتى لمسوا فائدة سرعة الأخبار في فتنة ابن رفادة (18) وعسير ، فقد ساعدهم ذلك في قمع الفتنة سريعًا، ولو كان الاعتماد على الجمال لكانت الأخبار لا تصل قبل 25 يومًا أو أكثر ، ومثلها في الرجوع ، ولا يعلم إلا الله ماذا يجري من الحوادث أثناء ذلك.
فهذه القصص وأمثالها ترينا ناحية من نواحي عظمة ابن سعود ومقدار ما يعانيه من الصعوبات في طريق الإصلاح.
الهوامش
(1) تحدث عنه الكاتب في العنوان التالي ، وهو من أعلام التربية والتعليم المشهورين ، توفي عام 1385هـ = 1965م ، وترجم له الزركلي في الأعلام : 6/209 ترجمة مبسوطة ، وله ترجمة مختصرة في تذكرة أولي النهى والعرفان : 4/212، 186 ، ومعجم الكتاب والمؤلفين : 132 ــ 133.وعين مديرًا للمعارف في 27/4/1364هـ.
(2) أصبحت بعد ذلك جريدة يومية ، ولا تزال توالي صدروها حتى الآن.
(3) هي جريدة ( المدينة المنورة) ، وهي صحيفة يومية ، لا تزال تصدر إلى اليوم.
(4) انظر حاشية ص :87.
(5) عمل بعد ذلك في السلك الدبلوماسي ، فعين سفيرًا للمملكة في مدريد ، ثم في برن ، فباريس . انظر شبه الجزيرة العربية في عهد الملك عبدالعزيز ص : 1013.
(6) افتتحتا في مكة المكرمة ، وهما نواة جامعة أم القرى الآن.
(7) مؤرخ للأدب ، مرب ، ناقد ، ولد في مكة عام 1338هـ = 1920م ، ودرس في مكة والقاهرة ،من أعماله (مرصاد المرصاد) نقد لكتاب المرصاد لإبراهيم هاشم فلالي ، وقصة الأدب في الحجاز في العصر الجاهلي ، بالاشتراك مع د. محمد عبدالمنعم خفاجي ، والتيارات الأدبية الحديثة في قلب الجزيرة العربية . معجم الكتاب والمؤلفين :97.
(8) ولد في مكة عام 1337هـ = 1919م ،وتخرج في كلية الشريعة من جامعة الأزهر عام 1371هـ = 1951م ، وتخصص في القضاء الشرعي ، وتولى الإدارة القانونية في وزارة الصحة ، من أعماله: عبدالله الفيصل آل سعود والبعثات العربية السعودية في مصر ، ومن وحي البعثات السعودية ، نشرا في القاهرة عام: 1368هـ . معجم الكتاب والمؤلفين : 36ــ 37.
(9) ولد في مكة المكرمة عام :1342هـ/1924م ، وحصل على شهادة المعهد العلمي السعودي في مكة عام 1357هـ = 1938م ، له أعمال أدبية منشورة . معجم الكتاب والمؤلفين : 120.
(10) ولد في القاهرة عام : 1318هـ = 1900م ، وتخرج في مدرسة القضاء الشرعي ، وتولى إدارة الحج ، ثم الإذاعة والصحافة والنشر ، توفي عام :1404هـ = 1984م ، له أعمال مطبوعة ، معجم الكتاب والمؤلفين : 85 ــ 86 ، وقدم المؤلف معلومات مفيدة عنه في ص: 210.
(11) لفظة فرنسية Eitiquette تعني آداب المعاشرة أو فن التعامل ، أو قواعد التشريفات ،أشرف المؤلف على إعداد كتاب ، عنوانه (أصول الإتيكيت) ، نشرته دار المعرفة في بيروت عام : 1397هـ = 1977م.
(12) ما توقعه المؤلف حصل ، فقد عين سفيرًا فوق العادة من : 1/1/1380هـ إلى 3/7/1380هـ ، ثم عمل مستشارًا خاصًا في أمانة مجلس الوزراء ، فوزيرًا للزراعة إلى تاريخ : 25/2/1384هـ ، ثم عين سفيرًا للمملكة في الولايات المتحدة الأمريكية حتى 5/12/1395هـ ، حيث عين مستشارًا في الديوان الملكي ، وبقي في منصبه حتى وفاته ــ رحمه الله ــ في 1/6/1397هـ .
المصدر : رسالة من سعادة الدكتور : محمد بن إبراهيم السويل نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية مؤرخة بتاريخ : 3/5/1419هـ = 25/8/1998م.
(13) ولد عام 1889م ، ودرس في الأزهر، وفي مدرسة القضاء الشرعي ، وعمل في الصحافة ، ورحل إلى تركيا والهند ، والكويت ، حيث درَّس في المدرسة المباركية ، وتعرف بالملك عبدالعزيز عام 1916م ، والتحق بمعيته عام 1923 م،وزاول عددًا من الأعمال ،كان آخرها سفير المملكة في لندن ، وأحيل إلى التقاعد عام 1965م ، وتوفي في روما عام 1967م ، ترجم لنفسه في مقدمة كتابه (خمسون عامًا في جزيرة العرب ) ص : 1 ــ 21 ، وله ترجمة في الأعلام : 2/160، وتحدث عنه المؤلف في ص : 204 ــ 205.
(14) جزيرة العرب في القرن العشرين ، لحافظ وهبة ، 301 ــ 310 .
(15) انظر الحاشية : 1 من ص : 31.
(16) الكلام للشيخ حافظ وهبة في كتابه جزيرة العرب في القرن العشرين الذي ذكرته في أول هذا الفصل.
(17) مستشرق إنجليزي ، مغامر ، ولد عام 1885م ، ودرس اللغة العربية والفارسية ، وخدم بلاده في الهند والعراق ، والمملكة ، وأعلن إسلامه عام 1930م ، وسمى نفسه عبدالله فيلبي واتصل بالملك عبدالعزيز، وقام بعدد من الرحلات الاستكشافية في الجزيرة العربية ، وألف عددًا من الكتب في التاريخ والجغرافيا . توفي في بيروت عام 1960هـ، الموسوعة العربية الميسرة :1351.
(18) هو حامد بن سالم بن رفادة من مشايخ قبيلة بلي .انظر خبر فتنته في تاريخ ملوك آل سعود : 204 ، والأعلام : 2/161، وتوفي مقتولاً عام: 1351هـ = 1932م.
الملك الأديب
جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود ، له في الحديث والخطابة والكتابة أسلوب فحل ، متين البنيان رصين السبك ، وفيما يلي نموذج من خطب جلالته في شعبه التي تعد نماذج رائعة سامية من الأدب العربي الخالد مع الدهر.
بدأ جلالته الكلام بحمد الله والثناء عليه ، وتذكر نعماء الله وأفضاله، وسرد تاريخ نشأة الدعوة للإسلام في نجد وما لاقت : قال جلالته: لما قمنا بهذه الدعوة إلى الله ما كنا نرجو إلا الله ولا نخاف إلا هو ، وقد كان الناس يسمون آباءنا وأجدادنا بالخوارج،والحقيقة أننا لم نخرج إلا على الأهواء الفاسدة التي اخترعها الناس في الدين ، وما قمنا إلا لتكون كلمة الله هي العليا، ودينه هو الظاهر، ولا نريد من الناس إلا أن يؤمنوا بالله وحده.
خرجنا من بلادنا ونحن ضعفاء ،حاربنا أهل بعض الأمصار وبعض الحكومات ، وكانت النتيجة أن أخرجنا من ديارنا وبلادنا ، أسر منا من أسر ، وقتل منا من قتل ، كل ذلك في سبيل الله ، وفي سبيل نصرة دينه وإعلاء كلمته، وإن الذي يهمنا في هذه الحياة هو كلمة الله ، وأن نكون عبادًا لله ، وأن نبذل أنفسنا وحياتنا في سبيل الله . لقد قالوا عنا من قبل الأقاويل ، قالوا بأننا نقتل من يقول لا إله إلا الله ، وقالوا عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب أنه يقول :إن الله استوى على عرشه كاستوائي هذا في مجلسي ، تعالى الله أن يكون له مثيل أو شبيه ،ونحمد الله أن أظهر الحق وأبان للناس ما نسعى إليه ، ولقد أعطانا الله من الدنيا الشيء العظيم لا بحولنا ولا بقوتنا ، وإنما بحول الله وقوته ، فالواجب يقضى علينا أن نشكر نعم الله ،ونقوم بالنصح لله ورسوله ولعامة المسلمين ، وأن نوصي بذلك أبناءنا من بعدنا ولا نبالي بما يصيبنا في ذلك ، قال ــ صلى الله عليه وسلم ــ في حديث قدسي عن الله عزو وجل: «وعزتي وجلالي ما اعتصم أحد بي فإن كادته السماوات بمن فيهن والأرضون بمن فيهن ، فإني أجعل له من ذلك مخرجًا ، ومن لم يعتصم بي فإني أقطع يديه من أسباب السماء ،وأخسف به من تحت قدميه الأرض فأجعله في الهواء ثم أكله إلى نفسه » ، فالله سبحانه وتعالى لا يعصى إلا بعلمه ولا يطاع إلا بإذنه.
لا أحب أن يظهر أن هناك في بلاد العرب أي اختلاف أو شقاق ، وإننا نحن نقدر أهل البيت نحب منهم الذين يأتمرون بأمر الله ورسوله ، ونكره منهم من خالف أمر الله ورسوله ، وكما قيل الحسنة في نفسها حسنة ، وهي من بيت النبوة أحسن ؛ والسيئة في نفسها سيئة ، وهي من بيت النبوة أسوأ ، فنحن نحب آل بيت رسول الله ، ونشهد الله على حب من قام بأمره منهم ، وأما من عمل ما يخالف أمر الله ،و يخالف أوامر جده منهم فلا نحبه ونشهد الله على بغضه .
أما الشعب الكريم سكان هذا البيت الأمين ، فالحمد لله الذي أرانا منهم ما نحب .
ورأيت منهم ما أعرفه من إخلاصهم وحبهم ، وإني على يقين بأن كل من كان يحب دينه ويحب الإسلام وفيه مسكة من عربيته ، ملزم بالإخلاص لي والمحبة ، وذلك لما أعلمه في قلبي من النصح لهم جميعًا ، فلم أنم وهم ساهرون ، بل أسهر إذا ناموا ، وأفكر فيما يصلح حالهم وأمرهم ، فلا اقتصدت دونهم مالاً ، ولا قصرت في أمر أستطيعه في تأمين راحتهم وبذل النفس والنفيس في مصلحتهم ، وليس لي مقصد في هذه الحياة إلا السعي لإعلاء كلمة الله ، وإني لأرجو أن يدخل الله النصارى واليهود وغيرهم في دين الله، ولو أصبحت رمادًا مادام أن ذلك يدخل الناس في توحيد الله ويسبب إعلاء لكلمة الله ، وكل ما أرجوه لأهل البيت الحرام أن يكونوا سعداء في الدارين ،آمنين في أوطانهم ،وأحبهم كما أحب نفسي وأحب عائلتي ، وأسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين والعرب ويوفقهم لما فيه الخير ، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته ، آمين.


 
 توقيع : صقر الجنوب

مواضيع : صقر الجنوب



رد مع اقتباس