31/03/2012, 02:37 PM
|
#3
|
المؤسس والمشـــرف العــــام
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2
|
تاريخ التسجيل : Aug 2004
|
أخر زيارة : 31/08/2025 (01:45 AM)
|
المشاركات :
64,173 [
+
] |
التقييم : 16605
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
MMS ~
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Maroon
|
|
مختارات من مذكراتي الخاصة
100 سنة بناء وتعمير انطباعاتي في مناسبة الاحتفال بمرور مئة عام على دخول الملك عبدالعزيز آل سعود الرياض.
تحتفل اليوم المملكة العربية السعودية ،ويشاركها العالم العربي والغـربي جمـيعًا هـذا الاحتفـال بمـرور مـائة عـام عـلى دخـول عـبدالعـزيز آل سعود العاصمة الرياض منتصرًا مكللاً بأكاليل الغار ، بعد أن خاض حربًا طويلة قاسية قائدًا محنكًا ، وفارسًا لا يشق له غبار ، سواء امتطى صهوة حصان أو ظهرجمل ، وسلاحه سيف حاد بتار يحذق استخدامه. وكم عانى هو وجنوده من مشاق هذه الحرب عبر الصحراء مع قسوة الرمال وجدبها ، وتحدي الجبال والتلال وحرقة الشمس! ، وكم روع بنفاد المؤونة وتناقص الذخيرة ! ولكنه مع فرط إيمانه بالله وإخلاصه للرسالة التي يحارب من أجلها ، وحب رجاله المحاربين معه وولائهم رغم قلة عددهم ،استطاع أن يقهر كل هذه الصعاب ،وأن ينتصر ويحقق فتحًا مبينًا ، وعلى الفور يشرع في البناء والتعمير ويؤسس نهضة وحضارة بهر بهما العالم.
وفي هذه المناسبة التاريخية العظيمة أعود إلى مذكراتي الخاصة، وأقلب في صفحاتها التي سجلت فيها أحاديثي مع الملك عبدالعزيز خلال مقابلاتي معه على مدى السنين، وانطباعاتي عن زياراتي المتعاقبة للمملكة العربية السعودية التي بدأتها في مطلع الأربعينات، منذ أن احترفت العمل في الصحافة الذي استغرق حتى اليوم أكثر من خمسين عامًا .
ويشهد الله كم سعدت عندما علمت باحتفالات المملكة السعودية بمناسبة مرور مئة عام على استرداد الملك عبدالعزيز الرياض ، وبادرت إلى مذكراتي الخاصة ، وانتخبت من صفحاتها باقة من سيرة نجم الحفل خالد الذكر الملك عبدالعزيز التي كان لي شرف معايشتها طول حياته ، وعلى مدى تشرفي بلقاءاتي معه ، وهذه الباقة تترجم انطباعاتي اليوم في الاحتفال كما ترجمت انطباعاتي في حينها .
ü كان الملك عبدالعزيز لا يرحب بالأحاديث الصحفية بصفة عامة، كرهًا في الدعاية ، وتحاشيًا من أن تكون هذه الأحاديث مغرضة أو مصطنعة. وقد ظفرت بحديثي معه المنشور في هذا الكتاب بعد جهد جهيد، بعد تشرفي باللقاء معه عدة مرات ، وبعد أن حظيت بثقته بي، واطمئنانه إلى أنني لن أضيف أو أغفل كلمة من هذا الحديث . ونصحني يوم أجريته معه نصيحة غالية عملت بها ومازلت أعمل بها.. نصحني قائلاً:
ــ لا تشطح بقلمك فتضل الطريق.
ü هذا الكتاب « أسد الجزيرة قال لي » من أقدم الكتب وأوائلها التي صدرت عن الملك عبدالعزيز وعن مملكته . وقد كرمني الملك بأن عهد إلى نجله الأمير فيصل وزير الخارجية وقتئذ ( الملك فيصل فيما بعد ) بكتابة مقدمته ممهورة بإمضائه.
ü بعض الكتاب سموا الملك عبد العزيز « صقر الجزيرة »(1)، وكنت أول من سماه «أسد الجزيرة» ، وقد راقته لحسن حظي تسميتي، وقال لي «لو خيرت بين الاسمين لاخترت الأسد، ولو لم أخير لرفضت الاسمين ، وقنعت باسم « عبدالعزيز» .
وكان ــ رحمه الله ــ مع ضخامة بنيانه الجسماني عملاقًا ترهبه وتخافه إذا ما رأيته من بعيد ، ولكنك عندما تظفر بلقائه وتأنس لحديثه يزايلك الخوف وتبقى الرهبة . وعندما يتحدث يوجز . وفي زيارتي لشركة أرامكو صاحبة امتياز البترول في الدمام، قال لي مدير العلاقات العامة في الشركة:« إننا نخاف هذا الرجل ونهابه ، وكلمته هي النافذة، لانعارضه أو نعدل فيها ، ودائمًا يكون على صواب وبعيد النظر ، وتتحقق نبؤاته بنجاح ساحق كأنما يقرأ الغيب . وقد عدل بنفسه بعض مواد اتفاقنا على استغلال البترول، وأضاف موادّ أخرى من عنده ، ونحن نحتاج دائمًا لمشورته» .
ü قال لي ذات يوم في خلال حديثه عن البترول : « أتعرف أنه كما أن النيل شريان الحياة في مصر فإن البترول شريان الحياة في السعودية. وكما أن النيل ينساب في بلدكم حاملاً الخير بمائه العذب فإن البترول ينساب في صحرائنا داخل أنابيب البترول. وثمة فارق واحد بينهما أن الأنابيب تسير في الصحراء ملتوية متعرجة كالأفاعي، ولكنها لا تحمل سماً ، بل البترول الخام . ومع ذلك فإن الماء والبترول يحتاجان إلى تنقية، وضحك ضحكته الرزينة المتأنية ، وقال لي مداعبًا : «تبادلونا؟».
ü كان جلالته يخطط بنفسه لعمران بلاده، وكثيرًا ما كان يسحب ورقة أمامه ، ويخط رسمًا كروكيًا لهذا العمران سواء للحرمين الشريفين أو المدن كلها ، ويقول لي : «هنا بيتي» ، ولا ينطق أبدًا كلمة « القصر الملكي » .. « وعلى مقربة منه هنا دوائر الحكومة.. ثم مساكن الناس الجديدة ».
ولن أقلد الغرب أو الشرق في بناء مدن السعودية ، بل سأختار طرازًا خاصًا بنا ، ينفرد ويزهو على بناء كل مدن العالم ،ويكفل لكل مواطن بيته دون تمييز أو تفرقة ».
وكان يحلم باليوم الذي تكسو فيه الخضرة أرض المملكة . وقد تحققت كل أحلامه.
ü وفي الاجتماع التاريخي المشهور لأسد الجزيرة مع أقطاب العالم تشرشل وروزفلت وستالين في القاهرة في فندق مينا هاوس؛ للنظر في مصير العالم بعد الحرب العالمية الثانية ، كانت الكلمة الأخيرة لمقترحاته، وكان الأقطاب الثلاثة يهابونه ويخشون معارضته. وقد أكد اطلاعه الشامل الواسع،وهو يجلس معهم في شرفة الفندق المطلة على أهرامات الجيزة ، وقال لهم وهو يشير بيده إلى الأهرامات :«إن أربعين قرنًا تطل علينا من وراء هذه الأهرامات »، وأردف قائلاً:« قالها نابليون من قبل وعلينا أن نرددها اليوم ، ونخشى أن تضحك علينا الأهرامات كما ضحكت على نابليون !»
ü سألت أسد الجزيرة يومًا « لماذا يطبق الشريعة الإسلامية في مملكته؟» ،فأجابني: « لأنها شريعة الله ساد بها الإسلام ، وانتشرت الدعوة إلى الصين أقصى بلاد العالم ، ولأننا بتطبيقنا لها في بلادنا استتب الأمن، وساد العدل، وعم الرخاء ».
والذكريات عديدة خلدها التاريخ ..
وأحلام الملك العظيم تحققت كلها ..
والسعودية اليوم تسير على هدي خطاه..
وقد أصبحت من دول الصف الأول في العالم ،لها وجودها وكيانها ومنزلتها . وأقولها للمحتفلين بمرور مئة عام على تأسيس المملكة ، وددت لو كنت معكم وأنتم تحتفلون حفلكم الكبير ، ولكن ما حيلتي في إعاقة المرض؟
وأهنئ عاهل المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الذي يكمل مسيرة أبيه مع ولي عهده الأمين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ، كما أهنئ أصحاب السمو الأمراء وجميع أفراد شعب المملكة الكريم.
محمد رفعت الإهـــداء
إلى أسد الجزيرة عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية ... الملك الذي انتقل ببلاده من فطرة البداوة إلى أرقى درجات الحضارة في ظل راية الإسلام ، وفي طاعة أحكام شريعته... أتشرف برفع هذا الكتاب آية الشكر والعرفان بالفضل لما أولاني جلالته من شرف وكرم ضيافة.
محمد رفعت مقدمة الكتاب لحضرة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل آل سعود وضع الأستاذ محمد رفعت كتابه القيم « أسد الجزيرة قال لي» عقب زيارته للبلاد السعودية ،وضمنه مشاهداته ، وما استخلصه لنفسه من نتائج وأبحاث .
والكتاب في الحقيقة يقدم نفسه أحسنَ تقديم فقد كُتبَ في عبارة واضحة ، وأسلوب شيّق ، ومنطق سليم ، ولا يكاد القارئ يبدأ في قراءته حتى يجد في نفسه ميلاً لمتابعة قراءته حتى يفرغ منه .
والمؤلف ــ فوق هذا ــ ذكي الفؤاد ، واسع الأفق ، تلمس في كتابته مقدار تعلقه بهذه البلاد المقدسة وأهلها...
وإنه ليسرني أن أقدمه إلى قراء العربية متمنيًا أن يحذو حذوه آخرون؛ ليزداد إخواننا العرب والمصريون على وجه الخصوص معرفة بهذا البلد الذي يحبهم ويقدرهم.
فيصل بن عبدالعزيز آل سعود سبب الرحلة « حينما دعتني شركة مصر للطيران مع بعض زملائي الصحفيين؛ للاشتراك في افتتاح خطها الجوي الجديد بين القاهرة وجدة ،سافرت مندوبًا عن مجلة المصور على أن أعود بعد أربع وعشرين ساعة . ولكن عندما قابلت معالي وزير المالية السعودية الشيخ عبد الله السليمان دعاني باسم الحكومةلزيارة جميع أنحاء المملكة السعودية، وتفضل جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود فأمر بأن أكون طوال أيام إقامتي في بلاده ضيفًا على حكومته»(2).
محمد رفعت الهوامش (1) يشير بذلك إلى كتاب أحمد عبدالغفور عطار ( صقر الجزيرة) الذي صدرت طبعته الأولى عام : 1365هـ = 1946م.
(2) كان ذلك عام 1367هـ = 1947م ، طبقًا لما ذكره المؤلف في كتابه : أسرار الملوك والرؤساء في مذكرات صحافي ، ص : 7 ، وتضمن كتابه هذا بعض المعلومات عن الملك عبدالعزيز والمملكة،استقاها من كتابه (أسد الجزيرة قال لي ).
الرياض معقل أسد الجزيرة هبطت بي إحدى طائرات الخطوط الجوية السعودية من طراز بريستول في مطار الرياض بعد أربع ساعات من مطار جدة . . فلما نزلت منها استقبلني مندوب القصر الملكي ، وكان ضابطًا من ضباط الحرس ، ورحب بي ، وخرجنا معًا إلى سيارة فخمة كانت في الانتظار..
كانت بين أصابعي سيجارة أدخنها ، فنبهني الضابط إلى أن التدخين في شوارع الرياض ممنوع . وكنت أعرف أن بين نجد والتدخين كراهةً مستحكمة، ولكنني نسيت . وأطفأت السيجارة فورًا ، وودعت التدخين إلى حين أصل إلى المكان المعد لنزولي.
وبينما كانت السيارة تقطع الكيلو مترات الستة التي تفصل بين الرياض ومطارها ،كنت أقطع الوقت بالحديث مع الضابط .. فأخبرني بأن جلالة الملك أمر بأن أكون ضيفًا على جلالته في (قصر البديعة) .. وهو القصر الذي كان جلالته يقيم فيه صيفًا ، فلما شيد القصر الجديد الذي يقيم فيه الآن جعل قصر البديعة منزلاً لضيوفه الأعزاء .. وكل ضيف مصري عزيز عنده.
وحدثني الضابط عن برنامج جلالته اليومي .. إن جلالته يمضي يومه على نظام دقيق لا يغيره ... يستيقظ قبل الفجر، فإذا ما أذن المؤذن للصلاة أدى جلالته الفريضة في مسجد القصر مع أبنائه المقيمين معه ، وهم الذين لم يتزوجوا ، ومع رجال الحاشية والخدم،ثم يقرأ القرآن في مصحفه حتى تطلع الشمس .. فيعود إلى فراشه ويستريح ساعة .. ويذهب بعد ذلك إلى الحمام،ثم يستقبل طبيبه الخاص، وبعد ذلك يتناول الإفطار مع أبنائه وينظر في شؤون الأسرة الملكية.
وفي الساعة التاسعة صباحًا يجلس جلالته في قاعة القصر الكبرى ،حيث يجتمع بوزرائه ومستشاريه ، للنظر في شؤون الدولة .. ثم يدخل كاتب البرقيات فيتلو ما عنده منها ، ويملي الملك ردوده عليها .. فإذا ما فرغ جلالته من البرقيات استقبل زائريه إلى أن تحين صلاة الظهر فيؤديها في مسجد القصر ، وبعد الصلاة يتناول الغذاء مع أبنائه وحاشيته ، ثم يستريح إلى الساعة الثالثة .
وبعد أن يصلي جلالته فريضة العصر يستمع وقتًا إلى تفسير القرآن والحديث من أحد العلماء .. ثم تعرض عليه شؤون الدولة مرة أخرى ، ويستقبل بعدها الزوار إلى الخامسة مساء .. فإن كان الوقت صيفًا خرج للنزهة في بستان من بساتينه ، أو إلى مرتفع يشرف منه على سباق الخيل بين الأعراب ... ثم يصلي المغرب ، ويعود إلى القصر فيتناول العشاء ، ويجلس إلى سيدات وبنات الأسرة الملكية ليستمع إلى شكاويهن(1)ومطالبهن ويفصل لهن فيها .. ثم يصلي العشاء ، وبعد الصلاة يستمع مرة ثانية إلى فصول في تفسير القرآن والحديث . ويعود جلالته إلى العمل بعد ذلك، فيعرض عليه ما جد من شؤون مستعجلة . ثم يدخل الموظفون الفنيون الستة اللذين يلتقطون أنباء العالم التي تذاع بالمذياع من مختلف محطات الراديو في العالم كله،ويتلونها على جلالته في مجلس يضم أبناءه ومستشاريه ، وفي الساعة العاشرة مساء ينام جلالة الملك عبدالعزيز(2) .
وبعد قليل أشرفنا على الرياض ، فرأينا القصر الملكي ومن حوله قصور الأمراء.. إنها تشبه حصون العصور الوسطى ،وقد تخللها النخل الباسق . ولفت نظري قصرُ ُ عال حديث البناء بجانب قصر الملك ، فلما سألت صاحبي عنه،قال لي إنه شيد في 20 يومًا . ولاحظ الرجل دهشتي،فقال :
لقد أمر جلالة الملك ببنائه على عجل ليقيم فيه جلالة ملك الأفغان عند ما تقررت زيارته لبلادنا . وجاء الضيف العظيم فإذا بالقصر مستعد لاستقباله(3)، والفضل لله ثم للآلات الحديثة التي تستخدمها الدولة في جميع أعمال الإنشاء والتعمير.
وأخيرًا وصلنا إلى قصر البديعة ، ودخلنا فإذا هو مزدان بأفخم قطع الأثاث والرياش . وبعد قليل سمعنا جرس التليفون ، وتكلم الضابط،ثم عاد فأخبرني بأن المقابلة الملكية ستكون في صباح اليوم التالي.
وسمعت خلال أيام إقامتي في الرياض أهل العاصمة السعودية الأولى يتحدثون عن ملكهم حديثًا صادقًا يفيض بالحب العميق . إنهم يفخرون بأنه يؤثر الرياض بإقامته ، ويفضل طعام البادية،ويحرص على الالتفاف بالشال النجدي الأحمر ( الشماغ) ، ويفتح أبواب قصره للجميع دون تمييز أو تفرقة، فيجير الملهوف وينصف المظلوم.
ولا يزالون يذكرون زيارة جلالة الملك فاروق الأول للجزيرة العربية الكبرى كأنها كانت أمس ، مع أنها كانت منذ خمس سنوات ، ويروون عن جلالته ألطف الذكريات ،لاسيما دعاباته الجميلة ، ومنها دعابته مع ناظر التكية المصرية في المدينة التي انتهت بالإنعام عليه برتبة البكوية، وهو «المرحوم أمين بك عمر» ، فقد بات جلالة الفاروق ليلة في المدينة ، وكان مع الحاشية صناديق ملأى بالنقود الفضية لتوزع على الفقراء ، سلمت إلى ناظر التكية ليحفظها إلى اليوم التالي ، فوضعها في غرفة مغلقة ،وحفظ مفتاحها في جيبه. وعند المساء تبسط المليك مع أفراد حاشيته، وكان قد أمر باحضار أحد هذه الصناديق بعد فتح الغرفة بمفتاح مماثل ، فجيء به ، ووضع في مكان غير ظاهر . وفي الصباح أمر جلالته الناظرَ بإحضار الصناديق، فأحضرها وهو مرتبك ارتباكًا ظاهرًا ، فقال جلالته :
لكن دي ناقصة صندوق .. !
صحيح يامولاي . لكن المفتاح كان معي ماسبتوش أبدًا !
والتفت جلالته إلى رجاله الذين يعرفون حقيقة ما دبر لمدير التكية من دعابة، فراحوا يخفون ضحكهم، بينما هو يتصبب عرقًا ،وينتفض خوفًا . وما لبث المليك أن التفت إليه، وناداه بقوله : يا أمين بك ..
وظن « أمين أفندي » أن مولاه لا يعنيه بالنداء ، وعندئذ ناداه جلالته مرة ثانية بهذا النطق السامي ، وطمأنه باطلاعه على سر الصندوق (4).
وأهم ما يلاحظه زائر الجزيرة العربية السعودية أن الملك عبدالعزيز آل سعود قد ساهم في حل مشكلة اللاجئين إلى بلاده من عرب فلسطين مساهمة عملية ، فأمر الشركات الأجنبية التي تعمل في استغلال موارد تلك البلاد بأن تستخدم اللاجئين الصالحين للعمل في وظائفها وأعمالها ، وأن تسوي بينهم في المعاملة وبين السعوديين أهل البلاد . ولقد حدث أن أرسل أحد اللاجئين العرب من العراق إلى جلالته يشكو الفقر والجوع وسوء الحال ، فسرعان ما أمر جلالته بإحضاره وأسرته على متن طائرة خاصة ، فلما استقر وأسرته في جدة أجرى عليه راتبًا قدره 500 ريال سعودي ، أي حوالي 62 جنيهًا مصريًا.
|
|
|