أكاديمـيـة العرضـة الجنوبيــة - ربـاع - عرض مشاركة واحدة

أضغط هنا · 31/03/2012, 02:36 PM

محتويات الكتاب
تصدير
الحمد الله على نعمة التوحيد والوحدة ، والشكر للمولى عز وجل على شرف حمل رسالة نبي الأمة ، وخدمة أقدس بقعتين على وجه الأرض ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كانت هذه الأمّة ــ ومازالت ــ تضرب بجذورها في أعماق التاريخ الإنساني بعد ما تشرفت بهبوط الرسالة الإسلامية على أرضها الطاهرة ، لتنير ظلام العالم وتبدد جهالته ، تنجب الرجال الأفذاذ على مدار التاريخ ، فخرج من صلب أرض الجزيرة العربية ،من قيضهم الله تعالى ، ليعيدوا لهذه البلاد الغالية مجدها وسؤددها ويدخلوها التاريخ الحديث بعد قرون من التنازع والتناحر والفرقة وانتشار الخوف على النفـس والعـرض والمــال ؛ فكــان المـلك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود ــ طيب الله ثراه ــ الذي حقق فيها ما يشبه المعجزات في فترة زمنية محدودة ،حينما زاوج بين الماضي والحاضر ، في أسلوب عزَّ أن يكون له مثيل في العالم ، وأصبحت إنجازاته ــ طيب الله ثراه ــ دينًا على عاتق أجيال هذه الأمة حاضرًا ومستقبلاً .
انطلقت مسيرة التوحيد المظفرة في الخامس من شهر شوال عام 1319هـ ؛ لتتوالى مسـيرة الـوحـدة والبــناء لهذه البـلاد . والآن وبعـد مسـيرة المائة عام التي نحتفـي بها جميعًا ؛ تخليدًا لذكـرى استـرجاع المـلك المـؤسس عبدالعـزيز آل سعود ــ طيب الله ثراه ــ لمدينة الرياض ، والإعلان عن هذه الانطلاقة المظفرة والميمونة لتوحيد أجزاء الجزيرة العربية في وحدة عظيمة لا مثيل لها في العصر الحديث ؛ وتقديرًا لما تحقق من انجازات عظيمة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد ابن عبدالعزيز ــ حفظه الله ، فإن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة التي تشرفت بحمل اسم الملك المؤسس والتي أنجزها ورعاها بخيره وبره صــاحب السمــو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ــ حفظه الله ــ تشارك في هذه المناسبة الغالية علينا جميعًا بمجموعة من المشاريع العلمية والتوثيقية لتاريخ الملك المؤسس ــ طيب الله ثراه ،حيث يأتي كتاب (أسد الجزيرة قال لي) ترجمة صادقة لاهتمام المكتبة بدعم ومساندة الدراسات التي تخدم تاريخ الملك عبدالعزيز ــ طيب الله ثراه ــ وتاريخ المملكة العربية السعودية وتراثها الوطني.
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.

مكتبة الملك عبدالعزيز العامة
مقدمة المراجع
هذا الكتاب واحد من عشرات الكتب التي ألفت عن الملك عبدالعزيز ــ طيب الله ثراه ــ وأسهبت في الحديث عن حياته وأعماله ، ومنجزاته ، ومعالم شخصيته ونواحي عبقريته ، ورصدت أحاديثه ، وأقواله ، وآراءه في عدد من القضايا الداخلية والخارجية طوال سنوات حكمه البناء الذي امتد أربعة وخمسين عامًا ، حافلةً بالأعمال المثمرة، والمنجزات العظيمة الخيرة لصالح هذه البلاد، يأتي في مقدمتها تأسيس المملكة وتوحيدها تحت راية واحدة وقيادة فذة مستنيرة.
ومؤلف الكتاب محمد رفعت صحفي مصري، كان يعمل في مجلة المصور، زار المملكة العربية السعودية عام : 1367هـ = 1947م، وحظي بمقابلة الملك عبدالعزيز أكثر من مرة ، وحضر مجالسه ، واستمع إلى أحاديثه وآرائه وتوجيهاته ، وقابل أيضًا عددًا من أصحاب السمو الملكي الأمراء وحضر مجالسهم ، والتقى بعدد من رجالات المملكة والمسؤولين فيها ، وطوف في بعض المدن ، الرياض ، ومكة ، وجدة ، والمدينة، واطلع على كثير من مشروعات التنمية والنهضة في المدن التي زارها ، فأعجب بما سمع وما شاهد، وترجم هذا الإعجاب بكتابة سلسلة من المقالات نشرها آنذاك في مجلة المصور، وقد أشار خير الدين الزركلي إلى هذه المقالات في كتابة شبه الجزيرة في عهد الملك عبدالعزيز ، ص : 1329 ــ 1330 ، ثم نشرها في هذا الكتاب الذي حظي بمقدمة كتبها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل ( الملك فيصل فيما بعد ) ، ومهرها بإمضائه ــ رحمه الله ــ .
والكتاب قيم ؛ لأنه يتضمن معلومات نادرة عن مؤسس المملكة وموحد كيانها ، لانجدها في كتاب آخر ، ومن ذلك الأحاديث والتصريحات التي أدلى بها إليه الملك عبدالعزيز ، وهي في مجملها تلقي أضواء على نواحي العبقرية في شخصية مؤسس المملكة .
ومما ينفرد به الكتاب تقديم معلومات قيمة عن عدد من الرجال المحيطين بالملك عبدالعزيز ، وفي مقدمتهم أصحاب السمو الأمراء ، وبعض الشخصيات القيادية في الدولة .
ويعد الكتاب وثيقة تاريخية وسياسية ، تضاف إلى ما كتب عن مؤسس المملكة وموحد كيانها ، ومادون عن المملكة في هذه الفترة من تاريخها المفعم بالأحداث المهمة والأعمال الجليلة ، والمنجزات الكبيرة . ويمثل الكتاب ــ أيضًا ــ نصًّا موثقًا بين يدي المؤرخين والباحثين ، يمكن لهم أن يستفيدوا منه في تدوين كثير من المعلومات والحقائق.
ومن يمن الطالع أن يأتي نشره بعد مضي خمسين عامًا على نشرته الأولى ، وتكون هذه النشرة الجديدة الموثقة متزامنة مع احتفال المملكة بمرور مئة عام على تأسيسها ، وأن تحظى هذه النشرة بمقدمة كتبها المؤلف.
أما عملي في الكتاب فيتمثل فيما يلي :
1 ــ مقابلة نصوصه على المصادر التي رجع إليها المؤلف أو استفاد منها في إعداد كتابه.
2 ــ التعريف بالأعلام غير المشهورين شهرة مستفيضة ، والترجمة لهم، وذكر بعض المصادر التي عنيت بتدوين معلومات عنهم.
3 ــ تخريج الآيات والأحاديث التي تضمنها الكتاب.
4ــ التعليق على المواضع التي تحتاج إلى شرح أو توضيح ، أو بيان خطأ ، أو ذكر مصدر.
5 ـ تعديل الأخطاء اللغوية والإملائية ووضع علامات الترقيم في مكانها المناسب ،دون أن أشير إلى ذلك في حواشي الكتاب إلا فيما ندر.
6ــ تصحيح تجارب الطباعة ومراجعتها للاطمئنان على سلامة الطبع والإخراج.
7 ــ عمل ثبت لمحتوياته وموضوعاته ، ولم يكن هذا الثبت موجودًا في النشرة السابقة .
هذا عن الكتاب وعملي فيه ، أما مؤلفه الأستاذ محمد رفعت فهو من فرسان الصحافة في مصر ، تخرج في كلية الحقوق ، واشتغل بعد تخرجه بالمحاماة ، ولذلك يضيف إلى اسمه أحياناً لقب (المحامي) ، ثم التحق بكلية البوليس وتخرج فيها ، وعمل في الشرطة سبع سنوات، وكان في أثناء عمله في المحاماة والشرطة يمارس هوايته في التمثيل والكتابة في الصحافة ، ويبدو أن الصحافة بمالها من بريق قد جذبته ، فتخلى عن عمله الحكومي ، وتفرغ للعمل الصحفي يكتب المقالات ، ويعد الاستطلاعات والتحقيقات والمقابلات الصحفية ، وعمل في أكثر من موقع صحفي مدة خمسين عامًا من العطاء المتواصل.
وعلى الرغم من أن العمل الصحفي مشغلة يستغرق معظم ساعات الليل والنهار فإنه لم يصرفه عن التأليف والترجمة ، وإعداد الكتب التثقيفية النافعة الموجهة إلى جميع فئات المجتمع ، فبلغت آثاره نحو خمسين كتابًا ، يضاف إليها رئاسته تحرير مجلة طبيبك ، وهي مجلة رائدة في التوعية الصحية ، وإعداده لمكتبة البيت الطبية التي اشترك في تأليفها نخبة من أساتذة الطب في مصر ، وتضم عددًا من الكتب الطبية الميسرة الموجهة إلى غير المتخصصين ، وسدت ثغرة في التثقيف الطبي في المكتبة العربية الحديثة ، وأشرف على إعداد مجموعة من الإصدارات الموجهة إلى المرأة في منزلها ، مما ينبغي لها أن تلم به مثل إجادة الطبخ ، وترتيب أثاث المنزل وتنظيفه ، وتريبة الأولاد ، وحذق فن التعامل (الإتيكيت) ، وأصول العلاقات الزوجية وأسرارها، وتعلم الخياطة والتريكو.ويتجه المؤلف في سائر مؤلفاته إلى تبسيط المعلومات ، وعرضها في أسلوب سهل واضح . ولديه حسن اختيار الموضوع الممتع المثير ــ شأن الذين عملوا في الصحافة ردحًا طويلاً ــ لإدراكه أن هذا النوع من الكتب يقبل عليه القراء ويلقى رواجًا في أوساطهم.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .

د.حمد بن ناصر الدخيِّل
الرياض في 11/4/1419هـ
3/8/1998م
مقدمة المؤلف
للطبعة الثانية