عرض مشاركة واحدة
قديم 12/03/2012, 05:56 PM   #74


الصورة الرمزية طير حلحال
طير حلحال âيه ôîًَىà

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 24120
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 18/09/2015 (09:07 PM)
 المشاركات : 1,533 [ + ]
 التقييم :  4710
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




(5)

(( الخاتمــــــة))

خذ سعيد عروسته وطلع المربوعة فوق البيت .

حمدة : سعيد آهي فكرة معك أمانة.. آهي وداعة عيونك .. آهي جاهله وغضيّه وحياويّه...إنت في وجه الله لا تخرعها ....

سعيد وهو مستعجل : إبشري يا عمة .. فكرة في عيوني .
أستحب فكرة وطلعوا المربوعة .

فكره مرعوبة تـنـتـفض كنها هدبة .

يا دوب إن سعيد أغلق الباب إلا والشباب يستلمون الدريشة ( البدايه , الطاقة بالحذف .. طبعاً أمه عندها خبر بحركات الشباب .. جهزت له كرتون عصير مشكل ماركة الجواهر الثلاث لحد الحين يباع .. أخذ كم حُق ورماها لهم وهجدوا ) .

ومرت الليله بطولها وعرضها .
ما أشرقت الشمس إلا وحمدة أم فكرة مقبلة بفال العِرسان هي وحمواتها ونسوان العول محملات خبز وسمن وعسل وبلايل ( جمع بلالة ) ودلال قهوة وقشر .

طلعت حمدة تدق على بنتها ورحيمها وهي مستحية .
دقت .. دقت .. دقت .. فكرة .. فكرة .. فكرة .. ولا أحد رد أستحت ودعـبـت وصحنه عليها حمواتها قومي يا حمدة إدْعِبي بنتك تري ورانا ضِيع خلينا نتقاول ونفلح .

طلعت حمدة للمرة الثانيه .. دقت .. دقت .. فكرة . . فكرة .. سعيد .
فتحت فكره .. ومن ورا الباب سطع نور وجهها وخدودها حُمرتها وعيونها شبه مغمّضة من نور الشمس .. وحضنتها أمها وباركت لها .

حمدة : هيه يا نافدى قلبك نحا عماتك وخالاتك وحمواتك في حراك بالفال .
فكرة : إبشري يمه .. إدعبي وبألحقك .
فكرة تـتـزين للنزول .. سعيد عينه فيها .. زادت جمال يوم صباحيتها .

سعيد : إيش هذا التخلف حد يدق على عرسان من الفجر علشان يفطرون .

فكرة : ياروحي عِدنا ضُحى .

سحبها سعيد من إيدها وهو يتأمل عيونها الوساع ورموشها الطويلة .
سعيد : فكرة بسألك سؤال .. ليش وافقتي عليه .

فكرة : منزّله راسها وخدودها أحمرّت وطاحت خَصلة من شعرها على وجهها .

سعيد وهو يرفع شعرها عن وجهها : هاااااه قولي .. ليش .

فكرة : لان ربي كاتبني لك .

سعيد : طيّب إيش هيّه مواصفات فارس أحلامك اللي لقيتيها فيّه .

فكرة وهي تطالع فيه بإستغراب فارس أحلامي ؟

سحبت فكرة يدها من يده وكمّلت زينتها واستاذنت منه ونزلت .

سعيد : أعجبه جمالها الرباني من غير مساحيق .. جمال طبيعي .. جمال غامدي فطري ، أعجبه حياءها وخجلها .. أعجبته نظراتها السريعة الخاطفه لعيونه .. أعجبته فطرتها وبراءتها وقلبها الطيب اللي على سجيتـه .. أعجبته طفولتها .. بدأ يحبها .

لوووووووووووووولي .....

كلوووووووووووش .

على البركة .. مبروووووك .. مبرووووك .

أهل فكرة وهنّه يغطرفنه .. واحده من الكهيل .. هاااه يا فكرة قمحة وإلا شعيرة .

صندلة : آآآآآصه عن البنت لا تخجّليـنها .

الكهلة : والله ما بك إلا أنها مَرَت ولدك .. وإلا لو هي واحده ثانية ليكون قد تـنخشتـيـها ما بعد قعدت .

صندلة : الله يدفع بي عن بطون رجولها .. واشن ذي بترضِي سعيد وتريّح قلبي كما فكرة .

النسوان تفاولنه وتوكلنه على الله لضيعهنه .. وفي الليل إجتمع الأهل والأصدقاء والجيران لليوم الثاني من العرس ما فيه إلا لعب وعشاء وتعليقات على العرسان .
ومرّت الأيام حلوة وسريعة على سعيد مع عروسته الغامدية .
ملكت فكرة عقله وقلبه بطيـبـتها وحنانها وطاعتها العمياء له .
كانت صغيرة .. سهلة العجن يمكن ترويضها كما يشاء جات على كيفه زي ما يقولون .
لقي فرق كبير وشاسع بينها وبين ليزا ولم يعد يجد ذاك الشوق الجارف لليزا .. وبعد تفكير عميق وجد أن ما يربطه بليزا غير صافي بنته الصغيرة .
يوم سفره أنقلب البيت إلى عزاء ولوعة خاصة فكرة لم يستطع أحد إيقاف نحيـبـها تعلّـقت به بكل جوارحها .. كان لها الهواء والماء والزاد .. كان لها العيون والقلب والروح ..كيف لا وهو أول من خفق له قلبها .. ودعها سعيد وقلبه معلّـق بها .. ودّع والده ووالدته وأخواته وخوه حامد .

ركب سعيد في قلاب إلى الطائف ومن هناك أستقل طائرة إلى الرياض ومن ثم إلى الظهران
كانت ليزا وصافي وصاحبه خالد في إستقباله .
أستقبل إبنته بالأحضان .. وايضاً ليزا ولكن لم يكن ذاك الشوق والحضن المتوقع سلّم على صاحبه الذي أقلّهم إلى البيت .
توظف سعيد في شركة أرامكو وأُعطي سكن في كمب الشركة وأصبحت ليزا تعيش داخله كما كانت تعيش في أمريكا ، لم يكن هناك فرق لمن يعرف الكمب زماااان .
ليزا كانت تحب سعيد جداً واتّبعت كل ما أمرها به رغم صعوبة الحياة عليها وبُعدها عن أهلها وإختلاف العادات والتقاليد ، ولكنها وجدت مساعدة كبيرة من زوجات من نفس جنسيتها لأزواج سعوديين ( كانت موضة الزواج من أمريكية )

في إحدى الليالي الصيفيه وجد سعيد أنه لا بد من إخبار ليزا بزواجه من فكرة وأن الفرصة قد حانت ولأنه لم يعد يحتمل البعد عن فكرة .
صُدِمت ليزا لسماع الخبر .. بكت وطلبت الطلاق والسفر واستغاثت بالسفارة .
وبعد أن هدأت ثورتها .. بدأ معها سعيد حديث طويل .. كان يتمتع بأسلوب جميل ومقـنع مع نسائه كان حَسن التصرف معهن .. إستطاع أن يقنع ليزا بـتـقبل الفكرة .. وقبول حضور زوجته فكرة إلى الشرقية والعيش سوياً .

كانت الفكرة غريبة على ليزا .. ولكن أرادت أن تخوضها وخاصة أن في مجتمعها الأمريكي إما زوجة أو عشيقه ويُمكن جمعهن .. أما زوجتان فهذا غريب ومستحيل .
سافر سعيد إلى الديرة لإحضار فكرة .

ولكم أن تـتـخيّلوا كيف كانت فكرة في اللهجة واللبس والشكل وطريقة التعامل وهي المرّه الاولى التى تخرج فيها من القرية ، من عالمها الفطري الطبيعي .. كان أبعد مكان تروح له الريع عندما تروح تـتـحطب مع البنات .
لكم أن تـتخيّلوا ركوبها في الطائرة ورعبها وتعلّقها بذراع سعيد من الخوف .
لكم أن تـتـخيّلوا إندهاشها بالمدن .. من الطائف إلى الرياض إلى الظهران .
لكم أن تـتـخيّلوا صدمتها بليزا وخوفها منها ومن شقارها وزرقة عيونها .
مواقف كثيرة وأحداث مختلفة مُفرحة ومُحزنة ومُضحكة .
واليوم وبعد مرور كثير من السنين .. تقاعد سعيد وأصبح من التجار .
إنتقل الى جده .
فكرة أنجبت 4 أولاد وبـنـتان .. تزوجوا جميعاً وأصبح لها أحفاد أكبرهم عُمره عشر سنين
ليزا أنجبت 5 بنات و3 أولاد تزوجوا ولم يبقى منهم إلا بنتين وولد .

أصبحن كالاخوات .. فكرة تتكلم أمريكي بحت وبلهجة ليزا )

ليزا كلامها عربي مكسّر بس مفهوم وتقول الكلمات الغامدية وخاصة اللي فيها سب مثل .. صاعتك بنت بقعا ... أهي لكم ... دبّوا من لحيك ... بلهجة تجنن ومُضحكة .

إخواني وأخواتي الكرام هذه قصة حقيقية .. سعيد .. وفكرة .. وليزا أبطالها وإلى الآن يعيشون بسلام .. أصبح الماضي ذكريات جميلة وما يحدث في بيت سعيد وأهله وفكرة وأهلها يحدث في جميع بيوت الديرة وخاصة التجهيزات للمراح والذهاب إلى الوادي وطريقة الكلام حتى وإن إختلف الأشخاص والقرى .. تبقى الأحداث متشابهة .. علّمت فكرة الأمريكية ليزا جميع الأكلات الغامدية الشعبية مثل .. الدغابيس .. والعصيدة .. والقرصان .. وخبزة النار .. وتعلمت فكرة أيضاً جميع الأكلات الأمريكية .
تعالوا شوفوا ليزا لما تلعب مع النسوان لعب الديرة أنواع الضحك من الحريم والكهيل وهي بعد تموت من الضحك ولا تزعل .. الله يسعد قلبها .

أتمنى لها ولفكرة ولسعيد الصحة والعافية وحُسن الخاتمة والفوز بالجنة .

( النهاية )

وعقبتني عليكم العافيه ... وداعة الله .


 
التعديل الأخير تم بواسطة طير حلحال ; 13/03/2012 الساعة 07:10 AM

رد مع اقتباس