هذه القصة مهداه لأخي الغالي صبي بني شهر أمير الكون لكونها حصلت في بلاد بني شهر الغالية على قلوب الجميع وتقول :
أنه كان فيه قديماً شايب في إحدى القرى بمنطقة عسير وبالتحديد في بلاد بني شهر التابع لها أخي الغالي أمير الكون ، وهذه القصة حقيقية ويحدثني بها أحد جيراني من تلك المنطقة ، الشايب هذا رجل صاحب دين ويخاف الله ، ومن شدة إيمانه وتدينه بنى في قريته مسجداً على نفقته وفي إحدى أملاكه ، وأصبح إماماً له بصفته صاحب المسجد ولأنه يكاد يكون الوحيد بين جماعته في ذلك الوقت ممن عنده شئ من القرآن .
المهم إستمر هذا الشايب لعدة سنوات وهو إمام للمسجد ولكنه مع مرور السنين كبر في السن وأصبح لا يستطيع الوقوف ليؤم الناس في المسجد وأصبح يصلي قاعداً .
قام هذا الشايب ووضع أحد أبنائه إماماً للمسجد بدلاً عنه ، وكان الإبن يحفظ شئ من القرآن لأنه كان يدرس في المدرسة ، وفي أول إختبار له صلى بجماعته صلاة الفجر ، وبعد قراءة سورة الفاتحة شرع في قراءة سورة طويلة نسبياً ليثبت لجماعته أنه يجيد القراءة وأنه خير خلف لخير سلف في إمامة المسجد .
كان والد هذا الشاب يصلي خلفه مباشرة جالساً على الأرض وبجواره عكازه الذي يتعكز عليه ، وعندما شرع الإبن بقراءة السورة وبعد قراءة أربع آيات تقريباً تنقص ولا تزيد توقف ولم يستطع أن يكمل القراءة وأخذ يكرر الآيات أكثر من مرة لعل وعسى أن والده أو أحداً من جماعته أن يرد عليه ولكن هيهات لم يستطع أحداً أن يرد عليه بما فيهم والده مما أوقع الشاب والشايب في موقف محرج من جماعتهم .
أخذ الشايب عصاته التي يتوكأ عليها ودحس إبنه بها في مؤخرته ، وقال له : أنشبت نفسك في هذه السورة الله ينشبك هههههههه فما كان من جماعة المسجد إلا أخذوا في الضحك ، وقطعوا صلاتهم .