سلمت أخي أبو مشعل على ماسطرت يمينك لقد أبحرت بنا في عالم من الشهامة والإباء والشجاعة والكرم قل أن تجتمع في شخص واحد .
إلا أنها أجتمعت في هذا الرجل الذي لو كتبنا فيه مجلدات فلن نوفيه حقه لكنه الوفاء يابو مشعل فهذا والدك الشيخ جار الله وأنت نعم الإبن البار بأبيه ..
أبيت إلا أن يكون لك شرف الكتابة عنه .. هذا من الرجال القلائل الذي تتمنى أن تقول له في حياته
خذ بدل يومه من أيامي سنه واحمه وسلمه
رحمة الله عليه وغفر الله له ..
كثيرا مايحدثني والدي عن ذلك الرجل فقد كان صديقا وفيا له يحبه محبة نادرة الوجود يحدثني عن الكثير من المواقف النادرة لذلك العملاق الشهم الشجاع الكريم إبن الكريم .
لقد عاش عيشة الملوك والأمراء في زمن لا يجد فيه الناس كسرة خبز ..
كان ذكيا ذكاء خارقا .. كريم نادر الوجود ...
كانوا جماعتنا وغيرهم كما يقولون هدب ردب على جار الله في سفره وكأنه تكفل بهم وبمعيشتهم لكنه الكرم والشهامة كعادة أولئك الرجال الاوائل ..
لم يعبس في وجه أحدا يوما ولم يقل لأحد ماعندي بل يومه عيده ..
من الأشياء النادرة التي لا يعلمها الا القليل من الناس أنه دخل عليه يوما الأمير خالد بن عبد العزيز فأستاذن الأمير من الشيخ جار الله للدخول ويقول أنا يستأذن مني ولد عبد العزيز وكان يشكره على طيب أخلاقه فقد كان خلوقا منذ كان أميرا وسبحان الله الذي يجمع الكرماء بعضهم ببعض ..
يقول وعند خروج الأمير خالد التفت وإذا به يجد الغرفة مليانه من الناس قال لوزيره من يصرف عليهم قالوا جار الله قال من وين له يتحملهم كلهم اعطوه يوميا طلي في الغداء وأعطوه طلي في العشاء ..
فسبحان الله لا ينقذ الكريم إلا الكريم .
قال وتحولت الامور الى نعمة عظيمة لم يكونوا اولئك البسطاء يحلمون بها وهم ماكانوا في الديرة ياكلون الا قرص بوسن والا قرص شعير من ضيق ذات اليد ..
يقول الشاعر فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج ..
من مثل جار الله .. من مثل أبو هجاد .. من مثل الكريم .. من مثل الشهم .. من مثل الشاعر .. من مثل الفقيه .. من مثل الفهيم .. من مثل الوجيه ..من مثل الشجاع .. من مثل طويل الذراع .. من مثل الفطن .. من مثل جار الله أشهد با لله أن لا أحد ....
إضافة إلى الكثير الكثير الذي أورده أخي أبو مشعل فقد أهدى الجماعة ماطور الكهرباء أتذكر أبو أحمد هجاد بن جار الله وهو يمد الأسلاك حينها لكل بيت في الدار وأتذكر أنهم ربطوا السلك فوق هلال قبة المسيد ( المسجد ) فطاح الهلال الذي فوق قبة المسيد ولم يتحمل سلك الكهرباء ولأول مرة تنار أسبال وطرق القرية اللهم نور له قبره كما أنار لنا الطريق ..
كنا فرحين استبدلنا الاتاريك والفوانيس بالكهرباء كانت نقلة عظيمة تكتب لذلك الرجل رحمة الله عليه ..
اتذكر أنه لما عرفوا الجماعة بقدومه إلى القرية من السفر أستقبلوه بعرضة لقد استقبلوه إستقبال الملوك وكان يستحق استقبلوه بالمحبه اتذكر ذلك اليوم الذي قدم فيه قام بتوزيع الهدايا من أول القرية إلى آخر القرية أنا واحد منهم كنت طفلا وأهداني عمامه عم الفرح وعم السرور كل القرية ..
أحضر معه كل شيء يومها عمت الافراح وذبحت الذبائح وعرضت العراض ونصبت خيام الافراح ...
لم يكن رجلا عاديا كان عدة رجال في رجل كان ملك عصره .
|