07/12/2010, 12:33 AM
|
#915
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 18412
|
تاريخ التسجيل : Nov 2009
|
أخر زيارة : 16/03/2015 (09:37 PM)
|
المشاركات :
9,199 [
+
] |
التقييم : 7000
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
MMS ~
|
|
لوني المفضل : Brown
|
|
 |
|
 |
|
هل زادت أعمارنا أو نقصت؟!
هل انقضاء الأعوام يزيد في الأعمار أم يُنقصها؟ إن للعمر طرفان، طرفٌ من قِبَل المولِد، وطرفٌ من قِبَل الأجل؛ فكلما انقضى عام ابتعدت عن يوم مولِدِك، واقتربت من يوم نهايتك، وأنت منذ أن خرجت إلى الدنيا، وأنت تهدِمُ في عُمُرِك و تُنقِصُ من أجلِك.
أرأيت إلى هذا التقويم الذي نضعه فوق مكاتبنا في بداية كل عام، أو نعلقه على حوائطنا، إنه مليء بالأوراق، وفي كل يوم نأخذ منه ورقة واحدة فقط، وفي نهاية العام لا يبقى منه إلا الجلدةَ فقط، هكذا عُمْري و عُمْرُك يا أخي؛ مجموعة أيام، ومجموعة ليالي، كلما مضي يوم أو انقضت ليلة نقصت أعمارنا، ونقص رصيد أيامنا في هذا الحياة حتى ينتهي ذلك الرصيد، ثم نغادر هذه الدنيا.
كم يتمنى المرء تمامَ شهرِه! وهو يعلم أن ذلك يُنقص من عُمُرِه؟ كيف يفرح بالدنيا من يومُه يهدِمُ شهْرَه؟ وشهرُه يهدِم سنتَه؟ وسنتُه تهدِم عُمُرَه؟ كيف يفرح من يقودُه عمرُه إلى أجلِه، وتقودُه حياتُه إلى موتِه؟
قال الحسن البصري ’: يا ابن أدم إنما أنت أيام، كلما مضى منك يوم مضى بعضك.
إنـا لنفـرح بالأيـامِ نقـطَعُها *** وكـلُّ يومٍ مضى يُدْني من الأجلِ
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدًا *** فإنما الرِّبح والخسران في العمل
قال الفضيل بنُ عياضٍ لرجل: كم أتى عليك؟
قال: ستون سنة.
قال: فأنت مُنذ ستين سنة تسير إلى ربك؟! يوشِكُ أن تبلُغ.
فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون.
قال الفضيل: أتعرف تفسيره؛ تقول: إنا لله و إنا إليه راجعون!! فمن علِم أنه لله عبد، وأنه إليه راجع؛ فليعلم أنه موقوف، ومن علِم أنه موقوف؛ فليعلم أنه مسئول، فليُعِدَّ للسؤال جوابا.
فقال الرجل: فما الحيلة؟
قال: يسيرة.
قال: ما هي؟
قال: تحسن فيما بقي يغفرْ لكَ ما مضى؛ فإنك إن أسأت فيما بقي، أُخِذتَ بما مضى وما بقي، والأعمالُ بالخواتيم.
ومن لم يزده الســنُّ ما عاشَ عبرةً *** فذاك الذي لا يســتنير بنــــــورِ
|
|
 |
|
 |
|
|
|